حول أمسية صالون محمد الرويسي

مشرف عدد الرسائل : 1048 تاريخ التسجيل : 26/05/2007

منتدى العشرة بصالون الشاعر المناضل محمد الرويسي

كتبها الأديب توفيقي بلعيد

انعقد مرة أخرى شمل منتدى العشرة يوم السبت 12/01/2008 وهذه المرة في صالون أدبي جديد دعى له بمنزله الشاعر محمد الرويسي، استضاف فيه إلى جانب أعضاء المنتدى مبدعين وصحفيين وفنانين...

وقد تم افتتاح هذا الصالون الأدبي ، ،صالون الشاعرالرويسي ، بمقطوعات موسيقية للزوجين نعيمة سرحان على القانون وعبد اللطيف سرحان على آلة العود،وهي المقطوعات التي حركت الدواخل وأشاعت في الصالون نوع من اللفة الروحية...

بعدها أُعطيت الكلمة للطفلة الرويسي لتقرأ مقطعا من ديوان والدها من "فتحة إبرة" كان صوتها واثقا مما أضفى على القراءة تلقائية الطفولة..بعدها أخذ والدها الشاعرمحمد الرويسي الكلمة ليرحب بالحضور الكريم وليعلن انطلاقة تأسيس "صالون الرويسي"، ملتزما بأن يوصي باستمرار الصالون لأولاده وأحفاده،وليعطي موعدا آخر بعد ثلاثة أشهر...

وبعد الكلمة المقتضبة للمضيف قدمت الشاعرة ليلى نسيمي شاعر شاب له ألقه الخاص، لنفاجأ(ما دمنا وسط الشباب) بأنه الشاعرالجميل أيوب مليجي الذي قرأ على الحضور قصيدة مقتضبة أيضا من إبداعه اقتطفها من الكتاب / الديوان الجماعي "إنفلاتات" والذي أصدره ورقيا موقع إنانا تأسيسا على مقطع شعري دعت لإغنائه الشاعرة التونوسية ضحى بوترعة...وقد كانت قراءت أيوب مليجي معبرة ومثيرة لحد الذي انشد إليها الحاضرون...

ولأن الجلسة كانت في معظمها حرة محكومة بالمبادرة تقدم المبدع عبد الرحيم هيري(الكاتب العام لمنتدى العشرة) بورقة يقدم فيها القاص والتربوي الأستاذ عبد الحميد الغرباوي،الذي شرف هذه الجلسة بحضوره،وقد تطرق الأخ هيري للجوانب المتعددة للمبدع عبد الحميد الغرباوي سواء إنتاجاته في عالم السرد حتى سماه"فحل السرد المغربي"،وفي عالم التأليف التربوي:كتب تعليم قواعد اللغة أو في البرامج حيث له مقررات تُدرس في المدرسة المغربية...بعدها أخذ الأستاذ محمد لكنول ،مدير المعهد الموسيقي لعين السبع، آلة العود ليشد الحاضرين إليه في تقاسيم أخاذة وبهية تنم عن تمكنه وعن بحثه المضني في هذا الباب...وداخل ما أشاعته الألحان من ألفة وانسجام أخذ الكلمة المبدع العريق الأستاذ عبد الحميد الغرباوي الذي قرأ من سرده أقصوصة "النصيحة" و"الجعبتان" (التي كانت فيها الطلقة أسرع من كسرة الخبز) كما قرأ نصا ملتبسا بين القصيدة والأقصوصة تحت عنوان:" نكاية في القص جدا " وقد جاء مكتظا بالصور والإيحاءات والومضات فكان علينا أن ننبهه بأنه يقول شعر وهو ما جعله بعد نقاش يعترف باقترافه جريرة كتابة الشعروأنه يملك في جعبته الكثير...

ومرة أخرى نعود لعازف العود الفنان عبد اللطيف سرحان في كلمة موجهة للشاعر محمد الرويسي وصالونه ولأعضاء منتدى العشرة،الكلمة العميقة والرقيقة التيتكفلت بتلاوتها السيدة نعيمة سرحان رفيقة حياته،والتي جاءت باذخة ورقيقة مما أشاع الدفء بين الحاضرين ونالت الإستحسان ذلك أنها ضمدت بعض الشروخ التي أحدثها واقع التنكر للإبداع والمبدعين في هذا البلد السعيد...ليأخذ الكلمة صاحب الصالون الشاعر محمد الرويسي قارئا ،تحت إلحاح الشاعرة نسيمي،قصيدة "المدينة الرمادية"..جولة في مآسي مدينة كالغول مدينة تلتهم ليلا ونهار مدينة لاتنام مدينة لاترحم إنها قصيدة على مدينة الدار البيضاء..والتي جاءت تقريرا مفصلا عن الكثير مما يحدث داخل هذه الدروب والأزقة الفاغرة فاها كالشرك...والشيء بالشيء يذكر قرأت الشاعرة ليلى ناسيمي قصيدة"كازابلانكا حبيبتي "..ليكون تناولها للمدينة من نوافذ الذات ومن شرفات الأنوثة فجاءت القصيدة بهية طرية وجليلة برغم مرور أكثر من عقد أو يزيد على كتابتها..

بعدها عاد الجميع ليستحم في نهر الموسيقى والغناء العذب مع الفنان القدير الأستاذ محمد لكنول والفنانة الصاعدة نورة جلوي التي أعادتنا بصوتها الذي يحاكي صوت الراحلة أم كلثوم لأجواء اللقاء السابق لأعضاء منتدى العشرة إذ انطلق صوتها صداحا بأغنية" ما خطرش لك يوم تسأل عني"..وقد كان الأداء، موسيقى وصوتا، رائعا...

ليدخل شاعر مهوس بالكلمة،قادم من أقصى النبض ومن أحراش المعاناة،تأبط وجهه منذ أن كان الكثيرون يتخفون وراء الأقنعة،شاعرجاء من هامش الهامش ليؤسس للأصوات المغيبة منصة إطلاق ،وأينما كان حاضرا يكونون...إنه الشاعر الصامد محمد اللغافي الذي ألقى قصيدتين من ديوانه المخطوط "يسقط شقيا"..وكما أثار نقاشا قبل الإلقاء أثاره بعده لأنه لايمكن أن يمر في صمت...هذا النقاش الذي أغناه الأستاذ عبد الرحيم بهيربمقاربة مقتضبة حول قراءة الشاعر...

بعدها اعتلى منصة الكلمة رجل صامت غالبا ما آثر الآخرين على نفسه متفقد أحوال المبدعين الناشئين هنا وهناك،مؤكدا بذلك أن المبدع الحقيقي هو من يقدم خدمة للإبداع بصفة عامة وفي ذوات الآخرين..إنه الشاعر الرقيق (كاتب عام منتدى العشرة) الأستاذ عبد الرحيم هيري،الذي شد الحاضرين لنصوصه القصيرة جداوالعميقة جدا:"توقيع" ،"بوح الإفطار" ، " وردة لبغداد "...

ليتقدم نحونا الشاعر الفلسطيني أحمد حسين من خلال قراءة مقدمة ديوانه " عنات أو الخروج من الزمن الهجري " التي قامت بها الأخت ليلى ناسيمي،ليكون هذا الشاعر المشاكس حاضرا بيننا رغما عن كل أشكال التغييب والحصار الذي تقيمه أجهزة القمع والغصب والإحتلال...

ومن زمن آخرحيث كانت الأحلام وردية وكانت مهمة التأسيس لعالم عادل وجميل مهمة جماعية.. من الزمن العصيب أيضا حيث فيالق الشباب وفيالق الموت وجها لوجه فوق رقعة شطرنج واحدة..من الثورة والحب جاءت بلثغتها لتقول مقطعا من قصيدة حملتها في دواخلها كل هذه القرون إنها الصديقة والرفيقة المناضلة الرائعة سعيدة الرويسي التي حضورها وحده يذكرك بالمجد الحقيقي للإنسان الذي صنع مساحات للحرية بعيدا عن الأضواء والضجيج...وقبل أن تهدأ تعاليق الإستحسان كان الأستاذ لكنول محمد يدخل بنا رحاب الموسيقى واللحن من خلال تقديمه للوصلة التجريبية لقصيدة " أماه " للشاعر محمد الرويسي...

لتأخذ الكلمة الشاعرة ذات الحضورالدافء لتغخذ الحاضرين إلى حضن القصيدة من جديد قارئة فيهم " صوتك مطيتي" القصيدة نفسها التي سينطلق بها الأستاذ لكنول محمد وهو يعزف على العود حيث غنتها الفنانة الشابة جلوي نورة التي بسطت سلطة صوتها الرائع والقوي على الحاضرين فانتشوا لهذا السيل من الروعة حيث كيمياء القصيدة واللحن المُشتغل عليه بحنكة والصوت الرخيم،لقد كانت حقا لحظة إبداع طافح...ليدخل حضرة الجذبة المستشار القانوني لمنتدى العشرة الذي لم يُعرف عليه أنه زجال ولا شاعر،ولكن من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم،خصوصا في مجال الإبداع،وبالأخص إذا كان يمتلك حسا رهيفا وتلك صفة الأستاذ حسن بواريق الذي فاجأ الجميع ،أصدقاءه بالخصوص، بتجربته الزجلية حيث تغزل في إسم "ح ب ي ب ة" هكذا مجزءا،بعدها في ضحك مر كما سماه قدم قصيدته "اشحال في الساعة"..إنه صوت آخر ينضاف إلى مساحة الزجل الممتدة عبر خريطة هذا الوطن..

وطبعا اشتعل نقاش صغير آخر،بدون حرائق طبعا،لتعلن من خلاله الأخت ليلى نسيمي عن المشروع القادم للمنتدى والمتمثل في إصدار شريط غنائي من تلحين الأستاذ لكنول محمد وغناء الفنانة نورة جلوي وقصائد شعراء المنتدى..وهوالمشروع الذي باركه الجميع وتحمس له الصحفي والمنشط التلفزي والمهتم السينمائي والمسرحي الصديق الأستاذ أحمد طنيش والأمبدع عبد الحميد الغرباوي...

ومع غروب هذه الجلسة التي ستبقى مشرقة في الحاضرين فيها توالى على القراءة الشاب حسن الرويسي ابن الشاعر محمد الرويسي ليوجه كلامه إلى فضح الظالم...بعده جاء الفنانة الشابة نورة لتقرأ فينا قصيدة باسم " غريبة "...

وقبل أن تتخطفنا دروب مدينتنا الغول كنا قد تواعدنا على لقاءات...

شاعر عدد الرسائل : 626 تاريخ التسجيل : 24/05/2007

شكرا للشاعر المناضل توفيقي بلعيد على هذه التغطية الشاملة لصالون الرويسي..وشكرا لوردة المنتدى على نقلها بأمانة

» أمسية في صالون محمد الرويسي منقولة عن منتدى العشرة
» منتدى العشرة//صالون محمد الرويسي
» غزة...حاضرة في صالون الشاعر محمد الرويسي
» وكان الدفء سيد الحاضرين/صالون محمد الرويسي
» أمسية شعرية بصالون الشاعر المناضل الرويسي -الدار البيضاء-