<BLOCKQUOTE>
كان على الأرض أن تتطهر وألقاك
بقلم حميد الهواضري
أايها الجسد الممتد في الكون
وعبر الأزمنة
أن يراودك همي ويتجلى سقمي
وزعت الأشعار على الطيورولم أنس البذور
أيها الجسد الغافي في الليلة الواحدة بعد الألف
أأصابك التلف أم قعدت مع القاعدين
تسامر العود وقيثار السلف
انهض وانفض عنك الغبار
قبل ان تهيج البحار وتقتلع جذورنا العواصف الملعونة
غربية كانت أم شرقية
فلا تزال أميرة هي أحرفي
في بيوت النحل
ومساكن النمل
في الأندلس وبلاد الضباب
وأصقاع أخرى
لا أعرفها وتعرفني
تكلم الزمان
أيها الجسد العريان تحت عباءتك القزحية
_واللتي لا نفع منها_تخلص من هذا الدفء المزيف
فالأرض التي أنجبتك لا تبدو مهجورة ولا زائلة
فمابالك تستحي من الشوق الماثل في عيني
إني أحمل بياض وجه جدي
الشاعر الفارس
شعره الأسود المتهدل على كتفي
أقراط أمي وسيف المعتصم
ومهر حبيبتي عروس الدنيا
أليس غريبا أن تجدني الحياة إلى ما لا يراه سواي فيك
وغشيني ما غشيني
فلم اختفيت؟؟
سألت الصخرة السابحة والقادمين والراحلين والواقفين والصاعدين
سألت الحكماء والشعراء وملامح الغرباء
سألت صعاليك المدن المكبوتة التي تتلهى بأحلام البسطاء مثلي
وتخشى غضبي
سألت كل ذي قرن مذبوح عند الغسق
سألت الأبراج والأسوار العتيقة المنسية
كان على الأرض أن تتطهر وألقاك
ممتطية جوادا أخضر متلألئة الوجه تلألأ محيا الورد
تتوحد في صوتك الفصول حيث لا حدود ولا قيود
تصاعد الى السماء الأهازيج
أهازيج الحب والوئام
كان على الأرض أن تتطهر وألقاك
كان علينا أن نتطهر
ونحيا من أجلك
ونموت من أجلك
</BLOCKQUOTE>