حكايات زجلية
تلقي داتي لديوان الكاتبة
صدى الكلمات سلوى بن عزوز
انجاز حكيمة عامر
لغة جديدة تلك تشف عن أفق نادر في الكتابة بين البات والتلقي رقرقت سلوى مياه إبداعاتها في ألوان متلونة متماهية لامتناهية مع ذات متلقية ومعذبة.
تجدها في البداية تحكي عن حدت تم تتبعه بقصيدة زجلية
تقول: أجمل ما في الحياة حلم يكسر حدود الخيال
وقد تحقق حلم سلوى أن كان ديوانها صدى لكلمات تختلج في أحاسيسها وتنبعث من لغة صامتة فنطقت اللغة معبرة عن هدا الصمت .
ليكون صدى للغة أخرى تأتي فيما بعد
يعد ديوان صدى الكلمات نموذجا جديدا في الكتابة النسائية أبانت من خلاله الكاتبة عن مقاربة جمعت فيها بين التشكيل النثري و التعبير الشعري الزجلي
حيت يبحر المتلقي في تلوينات مختلفة السارد يحكي عن حدت
يتبعه تعليق زجلي,
التقيا صدفة في عرس إحدى الزميلات بعد أن كانت تظن أن لاحظ لها في قلبه ............. أما هي اليوم فهاهي عيناه تبدد كل الشكوك لتزرع مكانها الأحلام فهو يحبها حقا .....
تستحضر الذات القارئة الثقافة المغربية مبلورة لأشكال العلاقات الإنسانية بمختلف تجلياتها . وخاصة عندما تشير للحدث الموالي
خالت نفسها عروسا ستزف قريبا للحبيب المنتظر .......ولمحت النكافة تقترب وبين يديها التمر والحليب
تحرق العود والطيب وتملأ المحيط بالزغاريد والبهجة.........
إنها تجارب تعيشها النساء في المجتمع المغربي حكاية الزاوج
وهي أحاسيس يخجلن من بلورتها لكن الكاتبة أحاطت بهدا الشعور في جرأةو براءة وبراعة وبكل أمانة مضيفة لمسة إبداعية ساحرة .
شخوص الكاتبة منتدبة من الواقع النكافة ومعلوم أن النكافة هي المرأة التي تزف العروس بتغيير ملابسها في أسلوب من الاحتفالية والبهرجة , كما أن النكافة إحدى النساء القويات والتي تحمي العروس من كل العيون الخبيثة حسب الطقوس الشعبية الموجودة في الوسط الاجتماعي النسائي
الكاتبة نقلت هده الثقافة في قالب نسوى جميل جسدت به نموذجا جديدا في الكتابة النسائية يتأكد هدا المعنى عندما نقرأ القصيدة التي تتبع هدا الحدث :
مرحبا
يلا بخلتي بكلامك
العين وصلات سلامك
عاد بان لينا اهتمامك
عرفنا روسنا من احبابك.........
شحال كنت نساين يالحبيب
في ايدي التمر والحليب
ومباخر العود والطيب
بنفس القالب السردي المتنوع تحكي سلوى بالشعر أسلوبا زجليا موزونا ومتنوعا عن فرحة امرأة تزوجت ورحبت بكل ضيوفها مقدمة لهم التمر والحليب ولعل المغاربة يدركون أهمية التعالق الحادث بين التمر والحليب في كل حدت نسائي يعبر عن الارتباط والحب
في صدى الكلمات نجد الكاتبة تمزج في إتقان بين النثر والزجل بين البسيط والمركب بين الحدث والاستعارة بين الحقيقة والخيال
بين الطقوس الشعبية ورفض هده الثقافة الحاملة لمختلف المتناقضات
إنها أحيانا في كتاباتها تدعو النساء إلى تغيير هده الأفكار المزيفة حيت تستنهض المرأة وتدعوها الى لملة جراحها والكف عن البكاء عن رجل جرحها وجعلها تحس بالألم
ماكان ظني تغدر يازين الأملاح
تحرق قلبي ألاخضر وتطيررماد الأرياح
اللومة ترجع ليا انا لي عملت النية
أول ماطيفك لاح
احسبتها فرحة فجرية وليلي طلع لوالصباح
الربيع هل علينا وبديت نعرف الأفراح
خادوني عيون عسليا وخدود مثل التفاح
بحرك صعاب عليا وأنا ماشي سباح الومة راجعا ليا .........
قصيدة ما كان ظني تغدر هي اختزال لكينونة العلاقة الحادثة بين الرجل والمرأة وهدا لون أخر من المشكلات النسائية المرفوقة بجروح ذاتية تتغيا بحت عن جواب محدد في هدا المزج بين السعادة والفرح وكد الألم الدي يتبع هده السعادة والكاتبة لم تنسى الإشارة لهده العلاقة إن سلوى بن عزوز تكتب للمرأة المعذبة للذات التي أحست في أعماقها بجروح وخاصة تلك التي عانت من غدر رجل قاس
تستند في لغتها لخطاب بسيط ومباشر وشعبي لأنها تستهدف متلقي المرأة العادية البسيطة التي لن تحتاج مع الكاتبة إلى قاموس شارح لتفهم المقصدية من الخطاب .تخلق الكاتبة مسافة مباشرة وواضحة بين بتها لرسائلها وبين حدوت الإدراك والتلقي في أسلوب تفاعلي بينها وبين الذات القارئة .ولعل هدا راجع إلى كون الكاتبة تكتب عن شخوص موجودة فعلا في الواقع وعن أحدات حقيقية عاينتها الكاتبة وعبرت عنها ببساطة ونادرا مانجد الكاتب صادقا في كتاباته لكن سلوى بن عزوز كاتبة صادقة في حوارها مع الذات القارئة .
