عزيز البدوي : محراب
الكلمة لبلاغة الحكمة..
لكل
زمن رجالاته ..
مساحله
..
هؤلاء
الذين يصنعون من احتراقاتهم ضوءا يتصدر مسار الالم و المعاناة رصدا و ترصيدا لحكمة البناء .. رواد هم يتلألؤون كشعاع نفاذ .. سحري
الانبعاث يتميز اول استهلاله ببساطة الخفوت الا ان تموجاته المتواضعة ترسم بالصدى اهتزازات الكشف و المكاشفة و الغيرة في سمو آدابها و اعتدال منطقها حيث يلفها من كل جانب مثل ما نلامسه عن كثب منهم من حب صادق
هذا الحب الذي يتمأسس على نكران للذات اذ حتما لا يناظره أي حب
من أي الا من اتى الانسان و الوطن و نقاء
المعتقد بقلب سليم .. انه شعاع بلوري كشاف
لغياهب الهامش الممتد في مطلق اللاحدود .. و نبراس براق يمنهج خطو الصمود لاجل
ولادة فراشات الجمال التي ستلقح اقاحي العطاء العصي على الاحتواء و
المصادرة...لانه تكرارا كما قيل مطلق الحب و الطهارة ورحابة صدق لمشاعر الاخلاص لكافة الرموز القيمية التي
استحث اهل الفكر من تقنين الاعتراف بها بما يتفق وما منحوه من ميزات وسمت صناعة الوعي الخلاق رغم العزلة و القهر و هوامش الاحتراق..
فاحتراقهم السامي بالقطع رقص
متثاقل الحركات للهب برتقالي مستعر اللون الذي يملأ كافة الحقول
الانسانية هذا احتفاء بقدوم لحظة الانطفاء المقدسة التي
لها كما عهدنا ذلك في كل اختطافات المنون ..نخاسوها ممن صادروا الضوء ساعة الميلاد
ليبادروا بعدئذ الى اختلاق مبررات التكريم تحت اوهى الشعارات الزائفة و بالرغم من
ذلك فبعد الموت الادبي / الرمزي على مستوى الاعتراف باهلية و كفاءة المبدع على خلخلة
قيم الانتكاسة الحضارية او
الفيزيائي منه فانه وفق سنة الطبيعة امبريقيا يبعث فينقا ليلتذ اشتعال العطاء و البناء و الايثار فتجسر
اعماله الخالدة طريق الوحي الفني مزهوا مرفرفا منتشيا بذكرياته الغالية و التي تنقشها اسهاماته حفرا على جدران الذاكرة الجماعية فيتغزل بحميمية القراءة المنصفة لمبدع لم ينصفه
زمنه او تقديرا على الافتراض في انتظار حلول ضرب آخر
من الاجيال الصاعدة و التي تحمل وفاء للمكان و للشخصيات وسرديات الراوي الشاهد الغائب الحاضر ثيميا لواء امانة التاريخ تزكية و اعترافا ..تجلية و
احتفاء بكل المنجزات التي ولدت على الهامش و صادرتها خفافيش الظلام ممن ارادوا احتكار ركح العطاء
الماجن السخيف البليد الذي لا يزيد المتلقي الا بلادة و تكليسا للحس التثقيفي
بعيدا كل البعد من التنافسية الشريفة التي لها معايير خاصة لجودة الفعل الابداعي فمثل
هؤلاء الشموع الوهاجة بزيت الخلود كالاستاذ عبد العزيز البدوي و الذي احييه حيا و ابجل فيه انطباعية الخلق التقاسم مع
رفقاء درب الابتكار لكل صنوفات المعرفة
السامية الرامية دلالتها الى تبصير الانسان بآدميته التي لا ينبغي لها ان تهدر ..
او تقهر و لا ان تجبر او تنهر ...
فالحاج
عبد العزيز بدوي يقدم كافة اعماله تكريما للانسان و تعظيما لروابط المصير اشفاقا و اعتزازا مما
معه نعتبره حقا على مستوى االخطاب فلسفة الصوت
الصداح بشعرية الحب الخالي من شوائب علل ان في نفس يعقوب بل على الارجح يظل بمثابة الضوء الوهاج الذي آلف الابداع بكل الوان الطيف كقوس قزحي
مركب بدوال ما تزدني به صورة الافق ...اطار الامتداد اللامتناهي .....
و
من ثمة فهو مخرج مسرحي ماهر في خلق اليات
تحريك بنيات النص المسرحي و مؤلف مرموق في شتى الوان المعرفة التي تصنع الوعي
تمجيدا للمعتقد المشترك ..يقدسه تارة
بالزجل الانسيابي الايقاع تصفيفا لوحدات النبر الشجية في سحرها و رجحان مقولاتها و ثر مراميها دلالة
متكاملة المعاني و تارة اخرى بمعزوفات ايقاعية واعدة تراعي
خصوصية التناغم و جودة الصياغة على مقامات صوفية تلامس شغاف القلب اذ من خلالها يتفجر حدس الفن بكل المضامين
الآسرة التي تتميز بشطحاتها البويهيمية رحم الحكمة في تداعيات فلسفة وجودية
متصالحة وواقع التناقض بين سخافة المركز و تضحيات الهامش و وفائه مما تجدر معه
القدرة على تطبيع علاقة البحث العلمي مع
من يحملون بذور المواطنة السامية ذوذا عن تاريخية قيم هذا الانسان و من خلفية الصبر و المثابرة يمجد
بعطاءاته التي تتارشف سراديب الظلام
حلم انشودة الانسان نفسه : كمتلقي عادي..
نخبوي أو ناقد متمرس بالاشتغال على كافة اليات العمل الادبي عامة.. فيجدونه جميعا صوتا
ساميا مكلوما هيئته طبيعة الفضاء التربوي من تقلد مسؤولية البناء و التدرج الى مراقي تطوير الذات مما معه يؤهله
نبل الوازع الخلاق ان يغدو بالموازاة ابا
روحيا لكل الاطفال الذين يستبد بهم نزق البراءة اذ لم يتوانى لحظة عن تقديم و تسخير طاقاته
لاجلها
و لاجل اعدادها حتى تكون في مستوى
الامانة التي تنتظرها .. فقدم لها في رواق
التفاعل التربوي قيم الحب كهدية نوعية ملفوفة بوصال ووشائج المحبة و التقدير لانسانيتها و لعضويتها في دوائر القرار الاجتماعي مؤكدا في غير ما من مرة و في كل انتاجاته
الابداعية كونه بذلك يزرع في دربها ازهار
الامل التي تؤثت احلام الاطفال .. و توشي في عمقهم ارادة الاعتبار لارض مباركة طيبة نحيا جميعا عليها
على ما استلمناه من السلف الصالح عهدا و
مما نودعه بين يديها وعدا ..
فمما
لا شك فيه ان عالم الاطفال الذي ركب الحاج عبد العزيز بدوي المخاطرة للابحار في عوالمه رغم شتى الاكراهات
فقد طوع جموحه و دجن غرائبيته بكل
العطاءات الابداعية الغزيرة التي مجدت و تمجد صغار الانسان و ذلك ا من خلال جملة من المسرحيات التي سنتطرق اليها مع
التحليل في حلقات مقبلة ان شاء الله اذ حفزت
حدس الطفولة لكي تستوجده ابا عطوفا لا يبخل عليها الا بما شاء من علم و معارف لها
ابعادها على تحرير ها من ربقة الاستنساخ
التربوي حشوا و تشحينا ..
انه
الاستاذ الحاج عبد العزيز البدوي شبح معطاء و انسان شب على الوفاء و هامش لا يغتسل الا مما تحمله بين جوانحه من ابداعات
بنائية
تفكيكية تنويرية بعد اعادة التركيب
و قد وظفها الحاج عبد العزيز بكل ما اوتي
من حكم الطهر و النقاء .. الحب و الوفاء
...
انه
بالتاكيد الحاج عبد العزيز البدوي هذا الذي بيننا اذ احترم عوالم الصغار و قدس بفيض الحكمة الرصينة
محيطات الكبار الموغلة في الاستيهامات الفكرية الباحثة عن درب الحقيقة من متاهات تفرخ هوامش التيه و الضلالة.. .. ..حقيقة
الاشكال التالي:
-*
المبدع وحداثة فكر الهامش خلقا و ابتكارا اية علاقة ???....
يتبع
ذ/محمد
القصبي
سوق
اربعاء الغرب
1/09/2011
المغرب
العربي الكبير