جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u10صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn11صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u11صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u12صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 81038210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 81981210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u13صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 87013610صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn12صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u14صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn13صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn15صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) K10صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn16صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn17صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 66299010صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 80024311صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 67498510صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 54008911صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 67403510صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79937110صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79508010صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79444710صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79148210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 80642710صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79242810صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 80065210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79268110صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79023210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 81345410صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 80249210صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Mock_u10
صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    محمد داني
    شاعر وناقد
    شاعر وناقد
    محمد داني


    عدد الرسائل : 72
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010

    صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Empty
    مُساهمةموضوع: صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب)   صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب) Emptyالأربعاء ديسمبر 28, 2011 9:14 pm

    اليوم ستكون جلستنا إلى أديب مغربي مائز ، خبر كتابة القصة القصيرة جدا، ثم الرواية... إنه الأديب الصديق الأستاذ مصطفى لغتيري، الذي لفت إليه نظر المهتمين من خلال تنوع عالمه السردي، وتميز خطابه القصصي والروائي.

    والعمل الذي سنحاور من خلاله مصطفى لغتيري هو روايته(رجال وكلاب)...وأول ما استلفت نظري هو الاستقطاعات الموظفة والتي كسر بها توالي السرد وانسيابيته... وقد وردت في الرواية سبع مرات عمل فيها على توجيه الخطاب مباشرة إلى القارئ المفترض وذلك في الصفحات(14- 23- 27- 39- 52- 65- 86)...

    هذا يبين أن مصطفى لغتيري يهتم بالقارئ الضمني في كتابته السردية، ويضعه في الحسبان..ويريده أن يبحث في قراءته عن المعنى المتضمن في الرواية... لأنه يومن بأن المتلقي الحقيقي هو الذي يشعر بالشكل على الأقل مع إمكان الشعور بأشياء أخرى غير الشكل...

    إنه واع بأهمية وجود عقبات في العمل الروائي السردي ، والذي يهدف من ورائه الكاتب مقاومة سهولة التلقي ، لأن ذلك يولد اللذة الجمالية ، والمتعة الفنية.

    فعندما ندخل عالم نص روائي نستشف للتو أن:" الخواص الجمالية تتكشف دائما بالطريقة نفسها، إذ إنها تتخلق بوعي لتحرير المتلقي من الطابع الآلي ، وتقديم رؤية كاملة للأشياء، ويجري تكوينها بوسائل مصطنعة تقوم بتثبيت عملية التلقي لتصل إلى أقصى مداها وأطول أحوالها[1])...

    والمبدع مصطفى لغتيري يرى أن خطابه الروائي غايته التواصل والتخاطب، ضمنه كل الخصائص الشكلية التي تؤثر على المتلقي وتستهويه، وتشده إلى النص. وهذا ما دفع بالأستاذ الدكتور رضا مبارك[2] ، إلى التأكيد على أن الخطاب الأدبي لا يوجد إلا بفعل التواصل. وهذا لا يتحقق إلا بفعل الكاتب الذي ضمن نصه بنية شكلية، وضمنه إياه مقاصده. أما المتلقي فهو النصف الآخر الذي تستدعيه بنية الشكل ويقع في حبائل المقاصد الأدبية التي يضعها الكاتب... وهذا يؤدي إلى الإبهام الذي هو في مضمونه صناعة اللذة والجمالية، من خلال ما يحمله النص من مزايا.. وهذا ما يشد المتلقي إلى دائرة النص...

    ومصطفى لغتيري، يعي جيدا أن النص الروائي لكي يحقق تأثيره ، ويصل إلى قمته الجمالية والإبداعية، لا بد من مراعاة عناصر العملية التواصلية ومكوناتها المحددة في ثلاثة عناصر:

    الملقي/ المبدع الخطاب/ النص الإبداعي المتلقي/ القارئ

    صحيح ، إن الإبداع يتطلب من النفس المعاناة والمكابدة، والتأمل لتقديم صورة مركبة ، ومؤلفة تأليفا يميز مبدعا عن الآخر[3]...

    والخطاب الروائي يحضر فيه عنصر التأثير، وهذا ما يوفر فيه نوعا من الجمالية، وهو يحيا بحياة متلقيه، ويتنامى عبر اكتشاف عناصر التأثير والتفاعل الكامنة فيه.. ومن ثمة تتكون نوع من العلاقة. هذا يجعلنا نؤكد أن :" العلاقة بين الأثر الضمني وقارئه علاقة تتميز بمظهر مضاعف: جانب منه جمالي صميم ن وجانب تاريخي ومتسلسل ، وذلك لأن تلقي الأثر، من طرف قرائه الأوائل يتضمن من جهة حكم قيمة جمالية، يستند مرجعيا إلى آثار مقروءة في السابق، ثم إن هذا التلقي المبدئي يستطيع من جهة أخرى أن يتطور ويغتني من جيل إلى جيل ليكون عبر التاريخ سلسلة من التلقيات هي التي تحدد الأهمية التاريخية للأثر، وتبين مكانته ضمن التراتب الجمالي أو الفني"[4]

    وعندما نقف إلى رواية (رجال وكلاب) نطرح سؤالا أوليا:

    - ما اللذة الجمالية التي تثيرها فينا الرواية؟

    إن الرواية كنص إبداعي لها ثلاثة أبعاد:

    - البعد المنطقي الموحد بين السطور والجمل.

    - البعد العاطفي.

    - البعد الخيالي.

    وهذه المسائل الثلاثة تكون تجربة مصطفى لغتيري السردية والفنية، والجمالية.

    - ماذا يهمنا في هذا المقام من الرواية (رجال وكلاب)؟...

    الذي نبحث عنه هو : صورة الطفل في هذه الرواية.. أي كيف صور مصطفى لغتيري الطفل في عمله الروائي هذا؟..

    إن الصورة اليوم أصبحت خطابا منفتحا ومتعدد القراءات. وتعتبر عند السيميائيين : مجموعة من العلامات أو الرموز، ومن ثم فهي تقدم لنا خطابا متنوعا.

    ونقصد بالصورة image المفهوم الذهني الذي بمقتضاه يتم استحضار مجموعة من الخصائص والصفات، المتعلقة بموضوع معين.

    وتمتد كلمة صورة بجذورها إلى الكلمة اليونانية القديمة أيقونة icon، والتي تشير إلى التشابه، والمحاكاة..

    والطفل نقصد به الكائن البشري الذي تطلق هذه اللفظة على مرحلة من مراحل حياته، وتبدأ من الولادة إلى مشارف البلوغ والمراهقة[5]...

    وعندما ندخل أجواء الرواية نجد أن مصطفى لغتيري يبدأ من الصفحة 37 في تقديم هذا الطفل لنا.. ويمدنا بالصور الأولية عنه. وبالتالي نرافقه عبر الخطاب الروائي في مراحل نموه الكاملة تقريبا من المرحلة الجنينية ّغلى مرحلة الشباب...

    ومن خلال هذه الصور نكتشف طفلا حالمان من خلاله نستشف عودة عبر الحلم إلى الطفولة، والعودة في مضمونها هي نوع من الحلم.. إنها حفر في الوعي ن نستحضره في الحلم.. ومن هنا أصبحت الرواية حوارا داخليا لشخص واحد، حيث أناه تحاور آخرها، والذي أعطاه السارد صفة القارئ المفترض ...

    إن هذا الطفل (علال) أنا مشروخة ن تلملم أجزاءها المبعثرة بين حلم وواقع... عبر الحلم والاسترجاع يقود إنسانيته في عالم متوتر ن قلق، مضطرب...

    إن هذا الطفل يعاني صراعا نفسية، وهو ذو نفس مريضة.. منقسمة ما بين الماضي والحاضر.. والاستشراف إلى المستقبل... تسيرانه غريزتان: الإيروس والمتمثل في حبه، ورغبته في الحياة ، وعلاقاته.. والتتانوس أو غريزة الموت والفناء، وتمثلهما رغبته في الشفاء، وحب التملك، والغيرة، والكراهية..

    إن هذا الطفل أول ما نكتشفه نجده يعيش أنويته جراء التنشئة الاجتماعية التي تلقاها... ولحالته الصحية المتردية، والتي جعلت أمه تعتني به أكثر من إخوته.. هذا جعله يعاني عقدة الأمير ، أي الشعور والبحث عن ذلك الشخص الكامل بالذات le parfait en soi إلى الكمال والاكتمالla perfection... ومن خلال محاولاته الخروج من قلقه، واضطرابه والجو الرهيب الذي يحيط به ، فإنه حاول جاهدا أن يكتمل se parfaire...

    إنه يعاني عقد الاستكماليةcomplexe de perfectionnisme... ويعني رغبة مرضية في بلوغ الكمال .. وهذا ولد لديه حاجة ملحة تدفع به إلى الشعور بالنقص، والبحث عن احد مظاهر الكمال... وهذا البحث رافقه القلق، والأسى، والشعور بالغبن، والضيق، والغربة، والعزلة...

    إن المحيط الذي كان يعيش فيه، والانتكاسات التي عاشها فيه، سبب له نوعا من الصدمة الوجدانية والانفعالية un choc émotionnel، ولد لديه الإحساس بالألم والشقاء والقلق...

    إن مظهر الطفل في الرواية يرسم فكرة نقل الآثار الاجتماعية في الإنتاج الأدبي.. ورواية (رجال وكلاب) تعكس حقائق اجتماعية من خلال الأدب.. إنها تحاول أن تجيب عن سؤال جوهري هو:

    - الطفولة التي يصورها لنا مصطفى لغتيري أهي للمؤلف، ام لكل الأطفال المغاربة الذين جايلوا مرحلة الاستقلال وما بعدها؟..

    إن هذا الطفل يعاني تمزقات انتمائية، يعاني من مجموعة من الجروح:

    - جرح اللقب/ اللمز الذي التصق بالأسرة (بنو كلبون).

    - جرح الحالة المرضية التي تعاقب عليها أفراد الأسرة.

    - جرح الكره والحسد الذي لاقاه من إخوته جراء عطف أمه الزائد.

    جرح اللامبالاة التي يلقاها من والده.

    - جرح اللقب الذي يطلقه عليه إخوته (ولد مو) جراء التصاقه الدائم بأمه.

    جرح الالتحاق بالمدرسة وما لاقاه من المعلم الوحش.

    إنه صورة للطفل المغربي الذي فتح عينيه على مغرب في طريق البناء، والخروج من مرحلة الحماية والاستعمار إلى مرحلة الاستقلال ، يجد نفسه منغمسا في مجموعة من الآلام والشقاء والقهر...

    إنه طفل (علال) مرتبط بأمه ، والتي ترمز للأرض والوطن... إنها صورة طفولة ممزقة ، تعاني الحرمان... فهو في علاقته بأمه، منذ ولادته يجد نفسه يتلقى عناية مغايرة عن إخوته، الشيء الذي أدى إلى التنوع في الأحاسيس والعواطف نحوه: الحب- القلق- الخوف- الكراهية- الحسد..

    وكانت الأم أكثر مصادر العواطف نحوه.. كانت تحمل نحو ابنها علال حبا كبيرا.. تخاف عليه من النسيم.. وهذا الاهتمام المبالغ فيه من طرف والدته، جر عليه حسد إخوته وغيرتهم، ونقمتهم عليه...

    والد علال (الميلودي) كان إنسانا منغلقا على نفسه.. انطوائيا،لا يهتم إلا بنفسه.. ولم يكن هناك خيط رابط بينه وبين ابنه علال... كان يشعر نحوه بأحاسيس مغايرة.. لأنه يشكل حاجزا بينه وبين عواطف الزوجة/ الأم.. كما أنه اعتبر أن سبب وفاة أخته/ العمة هو ابنه علال... كما أن أخته الضاوية تكن له نوعا من الغيرة والحسد لما تراه من محبة زائدة واهتمام مبالغ فيه من طرف أمها له...

    إن الالتحاق بالمدرسة مثل جرحا ثانيا لعلال.. فهو اضطر إلى الانسلاخ عن بيته وبيئته ووالدته التي لم يفارقها أبدا... بالإضافة إلى انسلاخه عن المدرسة القرآنية القديمة.. ولذا تمثل المدرسة بالنسبة إليه قطيعة مع كل ما كان يشكل إليه جمالا، ولذة ومتعة، وأمانا... فهو كطفل يعيش قطيعات متعددة...

    اليوم الأول في المدرسة بقي موشوما في ذاكرة علال ، لأمر بسيط جدا، وهو الصفعة غير المنتظرة التي تلقاها على قفاه من معلمه الوحش، وخوفه الشديد من هذا المعلم وصفعاته ، سبب له نوعا من الهلوسة، وفوبيا المعلم، والتي أرهقته كثيرا، إلى درجة تبوله داخل الفصل... كما ان هذا اليوم بقي محفورا في ذاكرته لأنه بداية الفطام العاطفي، والانسلاخ القسري عن والدته وبيئته الأسرية.

    لكن عوض أن يصدم مع تمدرس الصدمات والأزمات scolarité de heurt، استطاع أن يجعل من المدرسة وفضائها آليات الإعلاء sublimation، والنجاح والتفوق، والخروج عن الأخاديد التي كان يجد نفسه فيها، إلى عوالم أكثر راحة، وأكثر أمانا...

    لكن المغيب في العالم الطفولي لعلال في الرواية هو اللعب... لا نجد أدنى إشارة إلى ذلك ، هل لطبيعته المرضية الانطوائية؟ أم أن ذلك مقصود من الكاتب؟...

    ومن خلال هذه الصورة لهذا الطفل علال، المتنوعة ، نستشف مجموعة من الإشارات التي تساعدنا على فهم نفسية هذا الطفل، والتي هي في الواقع تشكل عقدا نفسية تزيد من قلق هذا الطفل واضطرابه ، وصراعه النفسي... ومن هذه الإشارات:

    1- أسطورة سيزيف: من الصفحات الأولى نجد أن الخوف من إفشاء سر مرض الجد، والعمة ، جعل شعور علال ووعيه يظل طول حياته يسبب له شقاء وألما... هذا الشقاء والألم دحرجهما من رشده إلى طفولته عله يصل إلى الهدف، وهو: الشعور بالراحة، والتخلص من كل عقده.. إنه سيزيف معاصر، شقي...

    2- عقدة أوديب: إن علال يعاني عقدة أوديب، وتتمثل في شعوره بالغيرة والتحدي لسلطة ذكورية تنافسه حب أمه.. وهو الأب ... والذي يرى فيه منافسا يزاحمه حبه هذه الأم... فتشتد هذه العقدة وتتنامى عندما يرى علال والده يضرب أمامه أمه.. فيحس بنوع من الكراهية والرغبة في الانتقام...

    فالعلاقة بينه وبين أمه علاقة مشوبة بالحيرة والارتباك une relation erratique... يسودها أحيانا حصار قوي من طرف الوالد وبقية أفراد الأسرة.. وهذا سبب له اضطرابا عاطفيا ، وشعورا بالقلق dysphonie...

    3- الكفكاوية: إن الحدث الذي تعرضه الرواية، ويحكيه لنا علال الراشد من خلال علال الطفل ، يجعلنا نتساءل:

    - هل هذه الواقعة هي نوع من الكفكاوية؟

    - هل هذه الواقعة كحدث تكون أو لا تكون؟..

    - أتنتمي إلى الواقع أم إلى الخيال؟...

    ويتجلى أثر فرانز كافكا في الأثر الاستيهامي المتمثل في الحادث الخارق أو الماورائي الذي تدور حوله أحداث الرواية... ويسمح بتوالدها.. وهذا أعطاها بعدها الإدهاشي والاستغرابي، والترددي، عندما أصبح الفعل الإنساني واقعة إشكالية داخل مجتمع متخلف غامض وملغز.. ومستلب..

    فعلا... يتجلى التأثير الكفكاوي في فعل التحول والمسخ، وفي النهاية الموت.. فالجد والعمة تحولا نفسيا إلى كلب.. والطفل علال يتحول شيئا فشيئا إلى الصمت والانطواء.. والقلق والتمزق..

    وفي رواية فرانز كافكا ، نجد أن الأخت اعتنت بهذا المسخ (غريغوار سامسا)، فكذلك الأخت/ العمة اهتمت واعتنت بأبيها/ الجد علال/ الكلب.. والأم / الزوجة اهتمت بالمسخ / العمة.. والأم اهتمت بالمسخ الجديد علال/ الطفل...

    موقف الأهل من غريغوار سامسا ومن تحوله أدى بهم إلى النفور منه، وإهماله.. كذلك الجد والعمة، الكل ضاق بهما.. وتخلى عنهما.. كذلك علال في مرضه النفسي لم يلق إلا والدته بجانبه... أما باقي الأسرة فلا تعيره اهتماما..

    4- السوسيو اقتصادي والثقافي: نجد مواقع رمزية تسكن جوهر البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع المغربي.. وكون عنصرا استيهاميا، تدخل لكسر التوازن، الشيء الذي خلق نوعا من التشويق والتوتر الدرامي.. فالجد كان العنصر النشيط داخل الأسرة.. والضامن الوحيد لاستقرارها.

    كما أن الأب تحول هو أيضا إلى الضامن الوحيد لاستقرار أسرته.. وانطواؤه، ثم انفصاله عن العمل ن وعودته وحيدا إلى البادية خلق لدى علال الطفل نوعا من اللاتوازن النفسي.. وولد لديه كثيرا من المتناقضات، والحقائق المرتبطة بالوجود البشري وصيرورته...

    5- الخرافة والشعوذة: أمام استعصاء الحالة المرضية أحيانا تتولد قناعات باللجوء إلى الخرافة والشعوذة.. إنها محاولة لإزالة التراب عن الطوطمية المتخفية في داخل النفس البشرية.. ولذا نجد مظاهر التخلف تتراءى من خلال الفعل، وهو اللجوء إلى التمائم، والعرافات، والدجالين، وإحياء ليالي الرقص الطقوسي، وتقديم القرابين، وممارسة السحر، وزيارة الأضرحة...

    6- التأثير الأفلاطوني والأرسطي: التأثير الأفلاطوني والأرسطي واضح وجلي.. حيث إن ملاحظة المآسي والتراجيديا يتم من خلال التطهر من العواطف والانفعالات المكبوتة.. وقد اعتمد عالم النفس جوزيف بروير أسلوبا للعلاج أسماه ب(الأسلوب التطهيري)، حيث يطلب من المريض النفسي أن يحاول أن يتذكر أول مرة لاحظ فيها أعراض المرض، فإن تذكرها شفي المريض.. وهذا ما اتبعه السارد عندما أعيته كل المحاولات للتطهر من مرضه النفسي.

    7- علم النفس: إن السارد استفاد من علم النفس والتحليل النفسي، وطرق العلاج.. ولذا لجأ إلى الحفر في اللاوعي ، والعودة إلى الطفولة، خاصة إذا ما علمنا أن علم النفس يطلب من المرضى كتابة سيرهم الذاتية ، وهو نوع من العلاج النفسي يسمى : السرد النفسي...

    8- لعنة موبي ديك: إن حالة الجد الكلبية ظلت تطارد السارد/ البطل من يوم ولادته إلى لحظة اعتماد الكتابة لسيرته ، عله يجد حلا لمعضلته النفسية.. ومن خلال هذا الإحساس بلعنة حالة الجد وهي تطارده.. وحلولها على الأسرة ، تذكرنا بلعنة موبي ديك، للروائي هيرمان ملفيل.. وكيف كان القبطان آهاب يفكر في هذا الحوت الأبيض الذي وسم جسده بعيب وتشويه دائم... فقر مطاردته للتخلص منه، لأنه سكن حياته وأحلامه، وقض نومه.. وهذا ما نجده عند البطل علال...

    إن صورة الطفل علال تمتاز بسمتها السوداوية، وهي سمة لصيقة بنفسية السارد/ البطل ووجدانه. وتحدد رؤية العالم الخارجي، وتلونها بسوداوية قاتمة أساسها السخط والامتعاظ.. وهي كمعطى نفسي تحيل إلى حالة نفسية مكتئبة ومريضة.

    إن المبدع مصطفى لغتيري في تقديمه لهذه الصورة للطفل علال، اهتم بالصمت أكثر مما اهتم بالكلام، فرسم لنا شخصية تخلى فيها عن رسم الشخصية من الخارج، وحاول التغلغل فيها بهدف تقديم صورة لواقعها الداخلي، أي لواقعها الشعوري... بالإضافة إلى الاهتمام بتصوير الموقف الروائي... وهي كتابة تذكرنا برواد الكاتبة الروائية أمثالSadدروثي رتشاردسون في روايتها(رحلة إلى الحج)، وجيمس جويس في (يوليسيس)، وفيرجينا وولف في ( مسز دالواي) و(الأمواج).. ووليم فولكنر في ( الصخب والعنف)و(اللصوص)... فالبطل يمسك بالماضي عن وعي بغية إقامة صلة مع الحاضر...

    إن اعتماد مصطفى لغتيري على تقديم صورة نفسية داخلية للشخصية/ الطفل ، وفر في الرواية نوعا من الموضوعية، وهذا جعله يحقق ما نسميه بالحضور الدرامي.. حيث يرى أولا أن العمل رغم أنه إبداع فهو يقتضي بالأساس مهارة تجعل القارئ يحس أنه على اتصال مباشر بالحياة التي يمثلها هذا الإنتاج، وهو منغمس في قراءته.. ولذا حاول في روايته (رجال وكلاب) تمثيل الحياة كما هي عليه في الواقع، دون حكم تعسفي أو تقويم مباشر.. وهذا يجعلنا نتساءل عن هدفه ككاتب ومبدع؟ ما وجهة نظره في الحياة من خلال ما يبدعه؟...

    الجواب بسيط جدا، وهو أن مصطفى لغتيري يرى الوجود ملهاة، ولا بد أن يكون الإنسان محل سخرية، لدوره غير المناسب في هذا الوجود.. هذا الدور الذي يدعو إلى الشفقة والتعاطف، وبالتالي تصبح هذه الرواية (رجال وكلاب) في أساسها تعليق ساخر على حياة الإنسان المعاصر..

    إننا في الواقع أمام روائي يرتفع إلى لحظات التنوير، ولذا فإن طريقته هي تقديم الانطباعات النفسية، وهو يختار هذه الانطباعات بوصفها مراحل في طريق الوصول إلى رؤية ما، وهو لا يهتم بالأشياء التافهة غير المميزة التي تقع على الوعي، ولكنها الحادثة الغامضة هي الحادثة المليئة بالمعنى عنده. وتلك الحادثة هي التي تحمل خميرة البصيرة النهائية[6]...

    إن الرواية تتضمن نوعا من الحراك النفسي une mobilité psychique..وفي نهايتها يتجلى هذا الحراك عندما يطلب البطل/ السارد من القارئ المفترض أخذ ورقة وقلم والبدء في سرد تفاصيل حياته.. وهذا يذكرنا بالبطل الدكتور عبد الحميد في حواره مع أيوب بطل قصة (أيوب) في المجموعة القصصية (الشيطان يعظ) لنجيب محفوظ...

    والحوار في الرواية جاء متنوعان ولكن الغالب فيه هو الحلم.. الذي هو حوار للوعي .. وجاءت على شكل بوح وتداع... وهذا البوح والتداعي لهما وظيفة تطهيرية، غايتها استشفائية، تتمثل في التفريغ عن ذات البطل السوداوي، وما يضطرم في دواخله من معاناة وقلق، وتوتر...

    كما أن لهما وظيفة ثانية مضمرة، وهي نقدية اجتماعية، غايتها انتقاد واقع المجتمع المغربي وما يسود فيه من اختلالات وخرافة وتخلف، ومظاهر سلبية.

    وهذا البطل السارد عمل على توقيف الحاضر والجوع إلى الماضي على شكل فيدباك.. فلماذا هذا الرجوع إلى الماضي؟ إلى الطفولة لحفر الذاكرة والوعي والذات؟..

    الغاية واحدة ووحيدة.. وهو أن البطل / السارد أعيته حالته ، ولاطلاعه الكثيف على ما ألف في علم النفس ، قرر اللجوء إلى الكتابة.. والتداعي الحر عله يجد الشفاء لحالته المرضية.. خاصة وأن وسائل أخرى لجأ إليها لم تسعفه في العلاج والشفاء ، منها:

    - الجذبة أو دخول في لحظات الحال والرقص الطقوسي trences...

    - الرسم والفن التشكيلي.

    - الصرع.

    - الدراسة وإشغال النفس والذات.

    من هنا نقول بأن رواية (رجال وكلاب) رواية نفسية، حيث الأحداث مسجلة على نحو ذاتي، في ذهن واحد أو أكثر من شخصياتها، وتلعب فيها عمليات الوعي دورا مشوقا. وهي تبحث في اللاشعور الجمعي الذي يقود تفكيرنا ويوجه حياتنا..

    وقد صاغها مصطفى لغتيري على شكل تذكر وأحلام.. وهنا تفوق الكاتب وبراعته، حيث يبدو كل شيء مألوفا وعاديا... لأن الحلم بطبيعته مفتوح على ما هو غرائبي، ومدهش..

    وقد ركز مصطفى لغتيري على الحلم، لأنه ينتقل فيه الإنسان من الكمال إلى الاكتمال، وفي أحلامه ينمي ملكاته كلها دون استثناء...

    وهو مرآة عاكسة ، تمارس عليها وفيها عمليات التمويه والتخفي.. ولذا كان البطل كثير الأحلام الكابوسية، والتي تنوعت فيها الرؤى والمسوخات ما بين الراقص الأسود البشرة، البشع الصورة، وبين الكلب الذي فتك بوالده.. وهذا كله إسقاط لصورة الأب الظالم الذي يهدد ذاتية الابن/ علال، وفي نفس الوقت ثورة الذات على النظام المفروض قسرا، خاصة عندما منع الأب بالقوة ابنه علال من امتلاك جرو صغير.. وهي أيضا نزعة تمردية انفعالية استقرت في داخله ، رافضة نوعية العلاقة التي بينه وبين أبيه...







    [1] - د. فضل ، (صلاح)، نظرية البنائية في النقد، ص: 85


    [2] - د. مبارك، (رضا)، نظرية التلقي والأسلوبية، منهاج التقابل الدلالي والصوتي، مجلة عالم الفكر، العدد1، المجلد 33،يوليو/ سبتمبر، 2004، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت،


    [3] - د. المنادي، (أحمد)، التلقي والتواصل الأدبي، عالم الفكر، العدد1، المجلد 34، يوليو/ سبتمبر 2005،الكويت، ص: 184


    [4] - Jauss,(Hans Robert) : pour une esthétique de la réception, Gallimard, Paris, 1978, p : 45


    [5] - الدكتور أوزي، (أحمد)،الطفل والمجتمع،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،ط1، 1988، ص:59


    [6] - روبرت همفري، تيار الوعي في الرواية الحديثة، ترجمة الدكتور محمود الربيعي، مكتبة الشباب، مصر، 1984، ص: 33
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    صورة الطفل في رواية مصطفى لغتيري(رجال وكلاب)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » مصطفى لغتيري في سيدي مومن
    » نص مداخلة مصطفى لغتيري في أمسية محترف الابداع
    » جمعة المبدعين المغاربة تحتفي بالمبدع مصطفى لغتيري
    » تحت شعار الظاهر والمضمر في تجربة المبدع مصطفى لغتيري الروائي
    » الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل بتونس

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: النقد والدراسات الأدبية-
    انتقل الى: