"الدار البيضا واسعا وعريضا"عبارة كان يرددها بعض من زار هذه المدينة"الغول".لكن عندما طوحت بي تعيينات الوزارة وجدتها أضيق من عنق الزجاجة، وأقصر من عقلة الإصبع.
تورمت قدماي وأنا أبحث عن محل للكراء،وعندما كنت قاب قوس أو أدنى من اليأس ،ظفرت بغرفة في سطح تلك الدار المهترئة.لكني أرغمت على مغادرتها في اليوم الموالي حين اكتشفت أن جاراتي صويحبات جارات أبي موسى.
عاودت البحث مجددا ،وبعد لأي وجدتني في غرفة لا أستطيع رفع هامتي داخلها،وكم مرة ارتطمت رأسي بالسقف الإسمنتي فيسيل دمي.
فكرت مرارا في تقديم استقالتي والعودة إلى قريتي التي نمتلك فيها منزلا باحته تصلح ميدانا للفروسية.
وأخيرا جاء الفرج، وحصلت على منزل متسع وبسومة كرائية مغرية،لم أصدق في أول الأمر لكنها الحقيقة.والذي لم أعلمه إلا بعد فوات الأوان،وكان أهل الحي يعلمونه هو أن هذا المنزل "مسكون " ولا يجرأ أحد على كرائه.
بدأت أستشعر أحداثا غير عادية: قنينة الغاز لاتنفد ، أستيقظ صباحا وأجد قهوتي جاهزة...... خمنت فلم أهتد إلى فك هذا اللغز المحير. وفي ليلة من الليالي تبدت لي فتاة في مقتبل العمر آية في الجمال،وهنا استحضرت حكايات جدتي عن عالم الجن ،فتنبهت أولا إلى ظلها فلم أجد له أثرا فعلمت أنها ليست إنسية،وتذكرت أيضا قول جدتي :امتلاك مشط شعر الجنية و"مرود "عينيها يمكن من التحكم فيها. ولم استفق من غفوتي إلا على نبرات صوتها الرخيم:هل تقبل أن تتزوجني ؟أجبت دون تردد:أقبل شريطة أن تمكنينني من مشط شعرك و"مرود" عينيك ،وهنا اختفت فجأة كما ظهرت .فحمدت الله وقلت:نعم أحب ولكن ليس....