خطايا المراة
كم يلزمنا من خطايا لنحاكي الديوان الاخير للشاعر المغربي المتميز رشيد الخديري ''الخطايا
والمراة '' بل كم من الجمال يجب أن نبلغ جتى نطل في مراته ليبعث الدي رقد فينا بلا طمأنينة.
هي أسئلة تراودنا حين نطالع الشاعر وهو يخط تجربته ,يترصد المنفلت يقتفي الخيط الرفيع بين الرصانة الشعرية والخروج عن السائد.
يعيش الهم الثقافي ويعبث بقلق ليطالعنا بنصوص تختلف عن تجاربه السابقة, هي رؤية جديدة أتى بها من سفر في الزمان والمكان, أتى بها أيضا من اختزال دكي لداكرة غنية بالتقاطعات الانسانية.
هل الحب هو كل ما في هدا الديوان ؟
من أجلك نجاة
أعلن انتمائي
لعصر
الانسان
بهدا المقطع يحاول رشيد الاجابة عن سؤال محير جدا, هل الانسانية شرط أولي للحب أم الحب في حد داته شرط أساسي لتتحقق انسانية الانسان. لكنه يختار الطريق الثالث وينتصر للحب على ما دون سواه فهو لم يقرر أن يصير انسانا بل اكتفى أنه سينتمي لعصر الانسان.
مادا عنك أيتها الحياة
تدركين جيدا
أنه بيننا انفصال أبدي
لدلك
أزدرد الانتماء اليك وأقبل
طائعا
على عشق الموت
هدا الانفصال عن الحياة وهده العلاقة بينه وبين هدا العصر أملته هشاشة الشاعر التي ترفض ما لا يتوافق مع قناعاتها
لكنه يرد في شبه احتجاج
ما قوتي
الا قوة الشمس
وما ضعفي الا ضعفها
يحتج على ضعفه الاتي من ضعف قيم الشمس قيم النور والوضوح والصفاء فهو قوي حين ستشرق قيم النبل لكن رغم ضعفه يقرر أن يجابه الواقع دفاعا عن حبه لنجاة.
هل الشهوة المفرطة دليل الوجود الانساني بشكله البدائي ؟
بهدا التساؤل يفتتح الجزء الثاني من الديوان بعنوان ''ألعاب الظل'' لكن قبل أن نغوص فيه يستوقفنا قبلا مقطعا يقول فيه
أقول يا هدا الزمن
الطحلبي..خط
أحلامي من قماش
الرغبة
وحررني
من تأويل الجسد
ليجيب هنا في هدا الجزء
هدا الجسد جسدي
قرأته سطرا سطرا
في انتظار تأويل الشمس
هنا يطرح الشاعر مقايضة أمام الزمن الرديء مقايضة صعبة حيث يسلم أحلامه للرغبة بينما يتحرر من سطوة الجسد واضعا مسافة بين جسده والرغبة تبدو غامضة يزيد من غموضها المقطع التالي
في زمن الافول
يموت الجسد
ويصير ممرا للعربات
هدا انتصار خفي للجسد بعدما تنصل منه فيما قبل حيث يصبح في هدا المقطع الاخير ضحية من ضحايا الزمن
فهل الجسد عند الخديري أجسادا احداها راقية وأخرى وضيعة
في ظل هدا الاشتباك في المعنى والتأويل يصارحنا صاحب الخطايا
يفهم كتاباتي قارئ واحد
المتوحد بالالم.
في هده التجربة يخلص الشاعر الى مايلي
صرت أفهمك الان أيتها الحياة.
نحن بدورنا نتساءل...هل بعد كل هدا
صرنا نفهمك الان يا رشيد؟