عبده رشيد
عدد الرسائل : 622 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 06/07/2010
| موضوع: القطة وغرفة النوم السبت أكتوبر 13, 2012 1:13 am | |
| طالبة في ربيعها العشرين ,تنحدر من عائلة ثرية,متشبعة بالقيم الغربية ومفعمة بالمدنية إلى أبعد حدود.أنيقة,تعشق الموضى إلى درجة الهوس.تختلف عن باقي زميلاتها في كل شيء, تجد متعة عارمة ورغبة جامحة في إستغواء كل من صادفها من طلبة الجامعة.اكترى لها أبوها شقة في أرقى حي في العاصمة لمتابعة تعليمها الجامعي.متوسطة التحصيل الدراسي,لكنها متفوقة بإمتياز في الانشطة الموازية. استهواها نوع من الرقص الغربي يعرف ب <ستريبتيز> ,تعلمته عن طريق الانترنيت واتقنت حركاته الاستعراضية بحرفية عالية.كانت لاتجد حرجا في تقديم عروضه الفاضحة من حين الى آخر في جلسات حميمية.جعلت من شقتها ماوى لتجمع ثلة من الاصدقاء على الموسيقى وعلى أشياء أخرى من طيش الشباب.كانت كلما انتشت ولعبت الخمرة برأسها. لوحت بشعرها الذهبي المرسول في كل الجهات على انغام النوتة الشعبية في جو من الصخب والهستيريا الشبابية.سموحة ومعطاءة , تقرض صديقا محتاجا وتشارك زميلاتها لباسها الثمين.كان لها صديق طالب في <الماجستير>.أحبها في صمت ,وشغف بحبها إلى درجة الجنون ويريدها زوجة له.لقي الشاب صدودا وتخبيبا من لدن اصحابه وسمع منهم عنها اشياء مشينة.نافح عنها بعزيمة وإصرار وعضد موقفه أن كل شئ يهون في سبيل الحب.هكذا جاء رده وهكذا دحض أقوالهم ,حمية أم عن قناعة .الاكيد أنه أسكتهم واخرس شيطانهم.تردد إلى مسامعها ما قيل عنها وتبينته. فافصحت عن قبولها به زوجا لها.شاع الخبر بين الطلبة وانتشر كما تنتشر النار في الهشيم وتضاربت مشاعرهم بين مبتهج ومستغرب ومتهكم.فاتح الطالب والديه في الموضوع لكنهما رفضا طلبه البتة لاسيما وقد بلغهما عن الفتاة اخبارا غير سارة وعن وسطها الاجتماعي .ضدا في رغبة والديه مضى الطالب قدما في مراسم الزواج بالفتاة.لقي قبولا وترحابا من أهل الفتاة ليتم العرس في أقرب الاجال في جو من الاحتفالية عالية الجودة والتكلفة.أهازيج غنائية فولكلورية ,زغاريد نسائية ,أجواق عصرية متنوعة.غمرت البهجة كل من حضر العرس إلا الزوج المسكين كانت تعلو محياه مسحة من حزن مكتوم لم يمحوها تظاهره بالفرح والسرور .كثيرة هي الامور التي دارت في ذهنه تلك الليلة.لكنه ضرب كل تلك الهواجس والتخوفات عرض الحائط ,احتضن العريس عروسه بحرارة غير آبه بأحد.ويا لسعادته.! كم كانت فرحته عظيمة لما وجد العروس بكرا ومن فرط دهشتة وسعادته انهمرت دموعه بغزارة تكفيرا واستعاضا لسوء الظن.لقد كان صادقا في حبه,خالص النية حين أراد ان ينتشلها من ذلك العالم الذي يمقته فوجد فيها ما يسره ويثلج صدره.لكن سرعان ما تكدر خاطره لعدم حصور والديه ومشاركته فرحته بعروسه المصون.حاول أن يخفي مشاعره ,أبدى بعض من الغبطة والحبور.بيد العروس قرأت في عينيه وتقاسيم وجهه عكس ذلك.فقالت له:
<ما بك> ؟...ما يقلقك؟وفي كل مرة كان يجيب بنبرة خافتة حزينة لا,..لاشئ حبيبتي. قضيا تلك الليلة كسائر العرسان .في الغد قرر أن يزور والديه بمعية عروسه يلتمس رضاهما .غير أن الزوجة كان لها رأيا آخرا.وجد الزوج نفسه فجاة بين نارين.لم يدر حينها,أيتقدم أم يتاخر!.تبادر إلى ذهنه ذبح القطة في غرفة النوم من أول يوم.!.لكنه لم يستطع أن يقدم على فعل ذلك,فالزوجة يعرفها جيدا ,فهي أبعد أن تلوى لها يد أو ينكسر لها جناح .فبدا له ان يرجئ الزيارة إلى وقت لاحق.
| |
|