عبده رشيد
عدد الرسائل : 622 Localisation : مراكش تاريخ التسجيل : 06/07/2010
| موضوع: كلا وشريعته الأحد أكتوبر 14, 2012 9:53 pm | |
| آه ..! لو قدر لك أن تعرفت على ماريا وجالستها لحدثتك عن أغرب ليلة قضتها مع زبون.ماريا إمرأة مطلقة في بداية عقدها الرابع<الزين في الثلاثين>,لتجد المسكينة نفسها خارج بيت الزوجية بلا واجبات ولا حقوق.رغما عنها ولجت عالم الدعارة كملاذ أخير للهروب من المهانة وشظف العيش. كان لماريا زبناء كثر من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.عملها"كمنشطة إجتماعية"حسب التوصيف الحكومي يدر عليها قسطا وفيرا من المال.إستطاعت أن تكتري لها شقة محترمة في حي محترم.أحست ماريا حينها بالأمن والإطمئنان بعد الخوف والتوتر لشهور عديدة قضتها من دار إلى دار.عزلة الحي وتركيبته البشرية المنغلقة جعلتاها بعيدة عن عيون الفضوليين وفي منآى عن كل الشبهات التي قد تثار حولها.كانت علاقاتها مع الجيران أكثر من طيبة,يحترمونها ويباذلونها التحية بأحسن منها إلا صاحب الشقة المجاورة.كانت تشك فيه وترتاب من نظراته المريبة.عندها أيقنت إن كانت ثمة مشاكل مرتقبة,فستأتي من عند ذاك الجارالأب لثلاث بنات والذي تعودت ماريا أن تبتاع منه بعض المواد الغذائية من متجر له "للبقالة" عند مدخل العمارة. عرف الرجل بالصلاح لدى جميع ساكنة الحي,كان يجيب داعي الله ولا يتخلف عن الجماعة عند كل صلاة مفروضة, يلبي دعوة من دعاه إلى عرس أو وليمة اوعقيقة ولا يتوانى عن المشي خلف جنازة جارأو قريب,شديد الحرص على مظهره الخارجي,يكحل عينيه يوميا ويعتني كثيرا بشاربه ولحيته الكتة المخضبة بالحناء.كان مظهره الخارجي يضفي عليه مسحة من الوقار ويجعله محط ثقة وتقديرمن لدن الجميع إلا ماريا كانت تعافه وتمقته وتتحاشى الخوض معه في أي حديث.أما هو كان لا يخفي إعجابه بها واشتهائه لها, لقد جن بها الرجل,تملكت كل جارحة من جوارحه,ما يكاد يراها حثى يهرع اليها محييا مؤانسا ملاطفا.ظل لشهور عدة يراودها عن نفسها بلا كلل ولا ملل.استنفذ فيها جميع سبل الاستغواء وطرق المراودة وهي في تمنع تام.ولم يزده تمنعها الا اصرارا وعزيمة.ذات يوم,تشاء الظروف أن تتعرض ماريا لظرف طارئ مع ضائقة مالية عسيرة فتخضع له وتقبل دعوته على مضض.يتم اللقاء بعد أن أخلى الرجل البيت من الزوجة والبنات ورتب كل شئ بإتقان, أعد ما طاب ولذ من المأكولات والمشروبات,عطر البيت بالطيب والمسك. كانت كل الترتيبات معدة سلفا وفق خطة محكمة ومحبوكة. تقول ماريا عن تلك اللحظات الاولى من اللقاء: [كان كل شئ على ما يرام ,وان الرجل لم يقربها أو يقترب منها حتى..] بعد أن تناولا العشاء وتبادلا بعض الكلمات.تفاجئ ماريا بالرجل يسألها عن بطاقة التعريف الوطنية. فتقول له مازحة : "واش أنت بوليس ؟" فيرد عليها بحزم : [هات بطاقتك الوطنية إني اريد كتابة عقد النكاح!] استحضر ورقة وقلم.سألها عن إسم أبيها وعن إسم أمها,زمم كل تلك المعلومات وأمهرها بخمسمائة درهم منها مائتي درهم مؤخر صداق .وقع العقد أمامها ثم أمرها بتوقيع العقد هي الاخرى ومارية في دهشة عارمة واستغراب من مجريات الامور مع هذا الرجل غريب الاطوار.! حيرانة لا تكاد تصدق ما جرى تلك الليلة الفريدة من نوعها .تستطرد قائلة: [قضيت ليلة حمراء مع ذاك الرجل...لم يغمض لي جفن ولم ارتح ساعة حتى آذان الفجر ...] إذ قام الرجل واغتسل وصلى صلاة الفجر في وقتها.أعد الفطور وتناولاه معا كعروسين في أول صبيحة لهماثم أخذ الرجل العقد وقلم وبجرة قلم طلقها الثلاث وأمرها بالإنصراف بتأدب. بدا لها أن تسأله عن مؤخر الصداق غير متأففة وتضيف مشهدا آخر لمسرحيته علها تجاريه في الاخراج والسناريو .لم يتوان في دفعه ولم يتقاعس وزاد عليه مائة درهم اخرى مجددا طلبه لها بالانصراف على وجه السرعة.انصرفت مندهشة وبقدر ما كانت سعيدة بالستمائة درهم بقدر ما كانت مستغربة . | |
|