كان يرسم صورة مثالية لفارسة أحلامه. لم يوفق في العثور عليها كما أرادها،لكن أقنع نفسه بترديد:ما لايدرك كله لا يترك جله.
كان دائما يستحضر ما قاله الأسلاف عن الزواج:زواج ليلة تدبيره عام. القفص الذهبي....
وأخيرا لابد مما ليس منه بد ،قرر أن يتقدم لخطبتها.فرحت أمه بهذا الخبر السار،وبدأت تنسج أحلام اليقظة:سأصبح جدة، سألاعب أحفادي طيلة اليوم، سأحكي لهم حكايات زمان إلى أن يناموا....
وفي اليوم المعلوم ارتدت حلة قشيبة ورافقت ابنها إلى بيت أهل العروس استفبلوهما بحفاوة،وبعد أكل التمر وشرب الحليب تبادلا خاتمي الخطبة،ثم قرئت الفاتحة،واتفقوا على يوم الزفاف.
أحس بأن الأيام تدب دبيب السلحفاة،ولكن بعد الشدة يأتي الفرج ،وفعلا هاهو مع عروسه في المنصة والكل يهتف باسميهما.فجأة باغتته العروس بقولها:أطلب من أمك النزول من المنصة فإني لا أطيق رؤيتها.ذهل من قولها لكنه سرعان ما عاد إلى رشده فأشار للجميع بأن اسكتوا فخاطبهم :من يشتري أمي ؟فسقط في أيديهم ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة فأعاد السؤال ثانية وثالثة. وأخيرا نزع خاتم الخطبة وقال :أنا اشتري أمي. وعاد برفقتها إلى بيتهما.
وفي اليوم الموالي طرق بابه أحد ممن حضر الحفل وقال له:زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله إكراما لك ولبرورك بأمك.