قاعد في مكتبه يقرأ الجريدة ودخان السيجارة ملأ المكان ولوث الهواء.نادى عليها وطلب منها أن تعد له فنجان قهوة.لحظة,وتاتيه به وقد ارتسمت في محايها ابتسامة جميلة,وفي عينيها بريق ينم على الحب وعلى رغبة ملحة.
رفع وجهه عن الصحيفة ونظر اليها وقطب جبينه!
يبدو أن نظرتها اليه أضجرته أكثر مما اضجره حديث الصحافة الورقية,فجاءت بردة فعل معاكسة.أخذ الفنجان ورشف رشفة واحدة,قبل أن تستقر في حلقه امتقع وجهه وبدا عليه الامتعاض.ليس بسبب مرارة في طعم القهوة ولكن تصنع الغضب لغرض في نفسه.متعب,لا رغبة لديه, تقصد الاساءة اليها حتى يدفعها للنوم دونه!
رد عليها الفنجان وشرع يحصي عليها أخطاءها بدون سبب.أما هي تسمرت في مكانها لا تدري ماذا تفعل؟لم تقل شيئا,اندفعت تعدو بسرعة الى حجرتها.تكومت على نفسها على السرير,وضعت كلتي كفيها تحت خدها وأغلقت عينيها علها تستجمع قواها المنهارة وتلمم أشلاء روحها المبعثرة.تفلتت الصحيفة فجأة من يديه وعراه ندم كبير وألم به.
"يا الله لقد كنت فظا غليظا القلب معها!.ماذا صنع بي الضجر والى أي شئ أصارني؟"
مسائلا نفسه.
دخل عليها الحجرة وجلس بجانب السرير خجلا متأسفا لما بدرمنه.استسمحها ملاطفا,طوقها بدراعيه وضمها الي صدره بقوة ثم قبلها بحرارة,اختلط ريق شفتيه بدموعها المسكوبة,غير أنها لم تستجب له ولم تبد صدودا .اعترف بخطأه,جدد اعتذاره شارحا لها ما أعتراه في يومه من ضيق وتعب.
فردت عليه;
"كان يكفي أن تخبرني .."
قالت ذلك على ايقاع حشرجات نازفة ألمت بحنجرتها.تبددت رويدا رويدا كغيرها على وقع ضمة الجسد للجسد في لحاف الفراش.