أأول ما علمني أبي قول نعم.
أول ما علمت ابني قول لا.
علمته قول لا للظلم ولا للخنوع والعبودية.
علمته قول نعم للحق ونعم للحرية والانعتاق..
علمته لغة الكلام قبل لغة الصمت.علمته ألا يسكت كما سكت الاباء والاجداد في أمة الصمت .علمته الخروج إلى الشارع حيث تتكسر القيود وتنزاح عقد الخوف.علمته أن الحياة من أجل العيش فقط لأحط انواع الحيوان ولا يحياها إلا أحط الحيوانات.
فكما تحس البطن بالجوع والعطش لما تفتقد الطعام والشراب,تحس الروح بالغبن والاحتقار لما تفتقد العزةوالكرامة
للمرة الواحدة بعد كم !
يتلكا صوتي المخنوق بدواخلي,وانا أرى الهرج والمرج في أمة طال هوانها,وعبر طاولات القمم والجلسات المغلقة بحار من القهقهات الصفراء المزيفة,وقبلات تتخللها طبطبات عدو تربت على الكتف وعناق حار عدمته الرحم ووثقتها عدسات الكاميرات وعكستها على الهواء الى كل بقاع الدنيا.
اليس هذا شئ عجاب؟!...
للمرة الواحدة بعد كم؟
الامة ليست بحاجة الى منقذ ياتيها على حين نكسة أو نكبة أو كبوة .بل بحاجة الى آباء وأمهات ينهضون بأسرهم ويسيرون بهم الى طريق الخير والصلاح .
للمرة الواحدة بعد كم؟
لاسبيل الى الاصلاح الا باصلاح الدعائم والأساسات .على أن يكون هذا الاصلاح من الاسرة الى أعلى هرم السلطة,ولا خير في اصلاح خلفه أباء يجهلون مبادءئ التربية,وعلى راس مؤسسات الدولة انتهازيون وصوليون ,وفي دور العلم والعبادة فقهاء كسالى مقعدون.والا كنا كمن يطلب الاصلاح من أهل الفساد ومن أناس تاصل فيهم العوج وعشش.فلا صلاح ولا إصلاح إلا بنشء جديد في وعيه وعلمه وعمله.
للمرة الواحدة بعد كم؟
انه يجب على من أراد أن يتحرر كسر القيود والحد من الرقابة الذاتية المجانية.فكما يحتاج البدن المتعب الى النوم تحتاج النقس المخنوقة الى الكلام والتعبير.انها قوة شعورية.لاسلطة لأحدعليها,ولا أحد يعلم كيف ومتى تجيئ ولا إلى ما ستنتهي اليه؟كما سلطة النوم.لا أحد يدري متى وكيف يستسلم له؟ ومتى وكيف يستفيق منه ؟إنها اشياء لا يجدر نسيانها واغفالها و يكفي التعبير عنها باخلاص.ففي النهاية نبقى مجرد أحاسيس وانفعالات.هكذا هو الانسان بسبيل إنشاء قصيدة أو لوحة أو ثورة.بيحث عن قافية أو يحصي أبياته,يمحو خطا أو يثبت رسمة ,يهتف ويصرخ ثائرا كان أو شاعرا أو فنانا.