في إحدى الليالي الصيفية ، كنت مستلقي على سريري، أحايل النوم
وعيني مفتوحتان ، فقمت من مكاني وأغلقت النافذة والضوء،ثم دخلت
فراشي لأنام ،لأنني سأشتغل في الصباح ، والطقس جد حار، حاولت
إغماض عينيّ وغطائي إزار خفيف ، والوسادة لا يتحملها رأسي وعنقي
يؤلمني ، وأنا سابح في طقس الظلام أبحث عن محطة يغيب فيها عقلي
كي أنام ،ومن حين لآخر، أسمع ضجيج سيارات ومنبه الصّوت كسر وسكون
ليل كنت ألوح له بالوداع ، فزعجت وقمت من فراشي ، فتحت النافذةإذ بي
أرى إمرأة بلباس بلدي ، ورجلين يقفان جنبها يتحدثان معها وهي تصرخ
وتهمهم وبعدها كل أحد ركب سيارته وغادرا المكان ، ومرة أخرى توقفت
سيارات أخرى ، وأنا أتابع المشهد من النافذة ، فصحي صديقي وزملاء
العمل في الشقة التي نسكنها وتكرر المشهد وفي الأخير قرر البعض
بالنزول من العمارة ، ليعرفوا سبب توقف تلك السيارات وما المشكل مع
تلك المرأة لأنهم أزعجونا ونحن نريدأن ننام والتحقت بهم أنا كذالك ، فكانت
المصيبة أعظم إمرأة مجنونة عقلياً وشباب مكبوتين، يراوضونها عن نفسها
وهي غائبة تعيش بعقلها في كوكب آخر وهم يريدون النيل منها وهي لا
تعلم ما بنواياهم ، وحالتها جد متسخة وكأنها خرجت من كهف أو من تحت
ركام لم تنفض عليها الغبار بعد أو دفنت وحيّة وخرجت من مقبرة ، فكانت
متصلة بعالم غير عالم هؤلاء الرجال العقلاءأظن أنهم كذالك من كوكب آخر
أشقياء في فكرهم ، ولم تشفع لهم لا سيارتهم ولا ملابسهم ، ولا
مركزهم ، ولا حتى موقعهم الإجتماعي ، كما قال الشاعر: أجسام البغال
وعقول العصافير..فما كان لنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
( بَـشَـرٌمـنْ كـوْ كـبٍ آخــرْ ) بقلم عبدالعزيز النضّام ...
( تحـــليـــل الــشخـــصيـــة )
ففي الوقت الذي كانت تهمهم ، وترفع صوتها في حديثها مع الأشخاص
أو الأشباح الذين يسكنونها ، فكانت لا تراى الرجال ، الذين كانوا يريدونها
لإستمتاع بإنوثتها وهم يلتفون حولها ،فكانت فكانت تشخص، أحد الشخصيات
في قالب مسرحي ألاّ أرادي وهي طرف في الحوار،لواقعها في الهواء الطلق
وأكيد أن هناك شخصيات أخرى كانت حاضرة معها بأرواحها ، فإعادة تشخيصها
لأ حذاث كانت واقعاً في حياتها ربما سيفتح لها باباً وترى بعينيها أحداً، من الذين
كان سبباً في الحالة التي هي عليها ، فتتخيل تلك الصورة المفقودة لديها في
يوم ما أمامها وتستعيد ذكرياتها وتستفيق من غيبوبتها وتحل عقدتها ولسانها
وتنفجر تلك الآهات المكلومة ، فتجد آن ذاك متنفساُ لإستعادة ذكرياتها ، وإن
صادفت أو قصدت مكاناً ما ووجدت من هو أقرب إليها وطلق لسانها أمام
مخاطبها ربما سيتغير وضعها !!؟؟؟[/color] 2
24 أبريل : 2013م[/si[/size]ze][/b][/color]