تغطية...الشاعر محمد عرش في ضيافة هديل المساء

عدد الرسائل : 534 تاريخ التسجيل : 07/02/2008

تغطية: عبد الهادي روضي
01/06/2008
بحضور ثلة من أصدقاء الشاعر، وبعض الأسماء التي تؤتت المشهد الإبداعي المغربي، استضاف منتدى الكتاب يومه السبت 17/5/2008، ضمن طبعته الخامسة الشاعر محمد عرش، في مبادرة جميلة، الغاية منها رد الاعتبار لهذا العلم الشعري، الذي أثرى ويثري سماء القصيدة المغربية منذ عقود. في بداية اللقاء رحب الشاعرعزالدين تيسنت بكل الذين لبوا دعوة المنتدى، بعدها اختلى بالمحتفى به بطريقة مهنية باذخة، تنم عن قدرة في امتلاك أسرار الميكروفون ومستلزماته، بمقتضى هذا الاختلاء بادل الشاعر محمد عرش جموره وأصدقاءه، كلمة ترحيبية مليئة بالتواضع، والعمق الإنساني المرهفيين، مؤكدا بذلك انتصاره للقصيدة، وأنه أحد الشعراء غيرالمعنيين بالتكريس ، وبالأمكنه غير الشعرية، وبأي بهرجة لا تنتصر للقصيدة، وللحميمي في الذات الإنسانية، لذلك لم يكن غريبا أن نراه مثل ناسك، مختل باستمرار بذاته، قابضا على الماء في القصيدة، وفي الحياة، إخلاصا لضوء لا يملك سره إلا من خبروا مجاهيل الكتابة. في استهلال الجلسة، أعرب محمد عرش عن الروابط المعنوية الدالة، التي نسجها مع الكتابة والأمكنة، تحقيقا لانوجاده الشعري والإنساني، يقول الشاعر:" كان الخروج من عالم الماء إلى عالم الشقاء...ذات ليل شربت...كنت طائرا يدق أنين الإشارات، يعود وفي منقاره سؤال، كان الحرف في لوح ينفذ منه عــــرق الصلصال .. "، لقد كان خروج االشاعر من فضاء الأحباس بالدار البيضاء إلى ورززات، فتحا شقيا لاعتبارات القسوة التي أفرزها بعد العائلة، والارتباط المتجدر بالمكان الأصل، لكن القسوة بددها وجدان الحرف، وتيمن الشاعر بقصيدته الثانية، وأم سلالته أمينة، التي أسلمها مفاتيحه، فأهدته الحرف والقصيدة، وبعد ذلك لميس، ومريم، ورحاب، وبسام. وعن بداياته الشعرية أكد المحتفى به إنها كانت في عمقها محاولات، يقول " كل واحد منا مهما كان هامته، فهو يحاول"، وهي محاولات أكسبت تجربته تعويضا رمزيا عن الحاجة إلى العائلة، بحكم الانتقال القسري إلى ورززات، غير أن تلك الحاولات سرعان ما غذت همًّا يؤرق مفكرة الشاعر، وانشغالا يوميا ينسيه قسوة الاشتياق، ووحشية العالم وتجاذباتها. تعددت المسافات المشكلة لعمر الحفل الاحتفائي، وقد أثرت تدخلات بعض أقرباء الشاعر وأصدقائه، في قالب استعادي لأشياء تشكل بنيات المحتفى به العميقة، الأستاذة أمينة زوجة محمد عرش اختزلت شهادتها في جملة دالة(محمد عرش الأخ والزوج والصديق، وأب أولادي، والحبيب)، بينما محمد العلمي سلط الضوء على بعض خصال الشاعر يقول: (محمد عرش رجل الكلمة الجميل، الكلمة الراقية، الرفيعة، محمد عرش، مناضل، رجل الالتزام في النقابة والحزب). واكتست كلمة عبد النبي دشين صفة وجدانية، جسدت إلى حد بليغ جسور الارتباط الإنساني والشعري التي تربطه بالمحتفى به، يقول: (محمد عرش ينسج قصيدة لا تجد طريقها إلى الاكتمال، نحبك قبل ببدء التحية، منذ اثمانييات ظل وفيا للعاادة، عاش من أجل أن ترى باكورته الشعرية "أحوال الطقس الآتية" النور، عاش التجربة بنكهة العاشق، هو قصيدة تنكتب، اخرط مبكرا في الهم السياسي، القصيدة مأواه الرمزي، ونصوصه عميقة، هادئة، لكنها مخاتلة، هي كتابة مخبرية، تحتاج إلى حفر أركيولوجي). واتجهت مداخلة الناقد لحسن حمامة إلى أتون النص الشعري، متسلحة بمعاول النقد، حيث وقف بعين نقدية لا تخطئ هدفها، عند المميزات النصية والدلالية والفنية الدالة في قصيدة"اعتذار لحقائب الليل "، يقول الناقد عن شعرية المحتفى بهإن الشعر عند محمد عرش قول فني مأخوذ من هم الوطن، والذات، والعالم، وإشراك للقارئ عبر شحنات، واعتذار للعالم بعدم الرحيل)، وعن دلالية القصيدة أكد حمامة أنها سفر معنوي في تاريخ ملوك الطوائف، هي قصيدة ترصد انشطار العرب، وتمزق حبال الوصل والوحدة بينهم، وعلى ضوء هذه الإشارات، خلص الناقد إلى أن الشعر عند محمد عرش يمثل (قضية إنسانية). من جهة أخرى حاولت مداخلة الشاعر رشيد الخديري استعادة جزئيات من علاقته بالشاعر، تلك الموغلة في مراحل عمرية متقدمة، مرحلة الدراسة الثانوية، حيث رمت الأقدار حبالها ليتتلمذ على يد محمد عرش، ثم توطدت العلاقة بينهما لتصير أكثر عمقا وارتباطا بالشعر والقصيدة، يقولمازلت أذكر كلمة لأستاي محمد عرش، وأنا أقدم إليه نصوصي الأولى، وكانت نصوصا سردية، لك قدرة على التخييل، لكن ابتعد عن جبران). الشاعر محمد اللغافي أوضح هو الآخر أن محمد عرش يستحق أكثر من احتفاء، مسلطا الضوء على ما يسم المحتفى به من مميزات قد تكون نادرة، وغير متحققة إنسانيا في وقتنا الراهن. تعددت مساحات ضوء هذ الاحتفاء الرمزي، وأخذتنا إلى ينابيع الشعر وأحاديثه التي لا تمل، لكن مطرقة الالتزامات دقت مسمارا في ذاكرتنا، لنغادر القاعة وفينا متسع للإنصات. دامت لمنتدى الكتاب صداقة الشعراء وللشاعر محمد عرش وأصدقائه شعلة القصيدة وما تبقى تكمله اللقاءات المقبلة

» الشاعر المغربي محمد عرش ضيف على هديل المساء
» الشاعرة رشيدة فقري في ضيافة هديل المساء
» هديل المساء .... في طبعته السابعة
» هديل المساء..... في طبعته السابعة
» هديل المساء.... في طبعته السادسة