نداءٌ عَبْرَ الهواءْ ..!

نداءٌ عَبْرَالهواءْ ..!

سمعت نداءً عبرالهواء ، وأنا على مائدة الغذاء ، أعلن خبره المذيع ، عبر الأثير .
مفاده إتصال هاتفيّ ..يطلب صاحبه ، إعلان خبر مشكلة صديقه مع زوجته .
لأن المعني بالأمر، ليست له جرئة الحديث ،عبر الإذاعة مباشرة ، أو أنه لا زال
يقاوم صدمة ، تلك الضربة القوية ، التي تلقاها ، من شريكة حياته ، وقال : "الخبر"..
أنه تزوجها ، وأتى بها من المغرب ، إلى بلجيكا ، ولما تزوجها ، آن ذاك ، كانت ..
تبلغ من العمر ،عشرين سنة ، وهو : كان عمره ..خمسة وأربعون سنة .. وتـُوِّجتْ
مدة زواجهما ، بأربعة أطفال ، وعاشا مع بعضهما ، كباقي الأسر ، فبدأت تتغير ..
ظروف حياتهما ، بعد إقدام زوجته ،أمها ، وبعدها، أخوها من إسبانيا ، فلم يعد ..
للرجل مكان .. في قلبها ، ولا في بيتها ، وأصبح عندها ، كأوراق مخربشة بأقلام..
ملونة للأطفال ..غير مرغوب فيها ، فيكون مكانها، هو سلة المهملات ..!
فتعب المسكين ، من التشكي لها .. وحاول أن يفهمها ، أن زوجها له حق عليها ..
وعائلتها هم كذالك ، ولاكن .. ليس على ..حساب تدمير ، عائلة أخرى ، فوضعت ..
أصابعها في آذانها ، وقالت : له إما أن تتقبل الوضع ..كما هو ، وبدون شكاوي ..
وإما أن يكون ...! مصيرك هو : الشارع ، وهو : الآ ن يبحث عن ..مأوى أعلنه ..
بإسم صديقه على الهواء .

نعم أيتها السيدة : المحترمة : هذا .. هو : مصير من ضحى من أجلك ..
واستقدمك إلى البيت ، الذي أنت فيه حالياً أنسيت كل العشرة التي ..
أمضيناها مع بعضنا ، قبل أن يكون لك أولاد ، والآن بعدما أكلت ثماري ..
ترمني كالعيدان بدون ثمار ، ألا ترفقي من حالي ، وكبر سني وتحرميني ،
من أكبادي ، هم أولادي ، فلم أتوقع أبداً أن يفرقني زماني معهم ، ومعك أنت :
أين كلامك المعسول ، وعهود الصبر والتضحية ، التي قطعتها على نفسك ..
ألا تفرقنا عن الحياة إلا الموت ، أتذكرين ..! أم أنت أصبحت مسحورة ،
أتذكرين ، أم غابت عنك الذاكرة ،إلى من ستتركيني..! أفلا تتعقلين ..!
قتلت في ، كل أحاسيس الحب والعاطفة ، لو فعلتها من قبل ، وكان عظمي ..
مازال قوياَ ، لتقبلها وعوضتها من سنين ، والآن ذبحتني بسكين ..
حافي ، ليته كان حاداً ، لأشهق ، شهقة واحدة ، وأغيب وأرحل بماضي ..
أحكيه للأموات ، لعلي أخفف ، من همي معهم ، فتغمض عيني في ..
حضرة عزرائيل ، و أنتظر حكم الله ، عندما ينفخ في الصور ، الملك إسرافيل .

كتبها لكم : عبدالعزيز النّضّام ..
بروكسل : الخميس/ 16 مايو/05 / 2013 م ..
بعد : بثّ إعلان الرّجل ، صاحب القصة .. اليوم .. على الساعة 15 : 22 د ..

قصة تستمد تفاصيلها من واقع الحياة قد تتكرر هنا وهناك وفي كل زمان .لما تطغى المادة على فكر الانسان يهون عليه كل شئ والعياذ بالله.
حبذاه لو يراجع أخ عبد العزيز النص قبل النشر.حصلت هناك هنات عديدة تسيئ لجمالية وجودة النص وتفقده قيمته الأدبية
وشكرا

عبده رشيد كتب:

قصة تستمد تفاصيلها من واقع الحياة قد تتكرر هنا وهناك وفي كل زمان .لما تطغى المادة على فكر الانسان يهون عليه كل شئ والعياذ بالله.
حبذاه لو يراجع أخ عبد العزيز النص قبل النشر.حصلت هناك هنات عديدة تسيئ لجمالية وجودة النص وتفقده قيمته الأدبية
وشكرا

شكراً أخي عبده رشيد .. على مرورك ، وأي ملا حظة أتقبلها بصدر رحب ، فأنا حينما كتبت القصة كنت جد منفعل ومتأثر، وكنت أسابق الزمن كي أنشرها ، كرسالة نداء مستعجل ، بحيث لم أفكربأن تحسب علي كعمل أدبي ، مجرد تبليغ رسالة ، وأنت لك الخبرة ، العمل الناجح ،يتطلب الوقت الكثير، للتمحص ، ومراجعة الأخطاء اللغوية ، والنحوية ، إلى غير ذالك ،من الأشياء التي ، تطفي على النص جماليته ، شكراً على العموم، فأنا أكتب وأنشر مباشرة ، وأعرف أنني مجازف .

خديجة صادق كتب:

للأسف هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في مجتمعنا ويتعرض إليها المهاجرون المغاربة
بصورة لايستوعبها العقل بتاتا .وإنه لجهل زوجات اللواتي يفضلن المادة على
المودةمع أزواجهن ، فلا يسعنا إلا ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينظر في حالهم .(والله يهديهم على رجالهم ).
شكرا أخي على تبليغنا بحكايات من واقع حي.

تحياتي أخي العبقري :عبد العزيز النضام

شكراً لك أختي : خديجة على مرورك ، وتفاعلك ، مع هذه القصة الحية ، وأنا كنت متفاعل معها لحظة الكتابة ، وأسارع الزمن كي أنشرها كنداء ، أو خبرعاجل ، بدون تركيز، على ما قد أسقط فيه من أخطاء بعفوية .