ملاحظة و رجاء

أثمن تجاوب الأخ محمد، وأقدر و أتفهم رد الأخت خديجة ..

الإيجاب أن يتم الانتقاد بطريق تقنية فنية صرفة، و ما ألاحظ على البعض أنهم لا ينبسون ببنت شفة عندما يتعارض النقد مع وجاهة أو زمالة المنتقَد..بذلك تضيع مصداقية النقد و الناقد معا، مع العلم أن للنقد شروطه التي من أهمها العلم و الخبرة..لا يخفى عليكم أن نازك و إيليا و من تلاهما خرجا عن المألوف في وقت صادم لعمود الشعر، و مع ذلك نجحا في التأسيس للحر و التفعيلي..هذا يجعلنا أمام حقيقة أن الإبداع لا يقاس بانتقاد لاذع لن يسفر أبدا عن جديد، و لكن يقاس بمدى قابلية عيشه بين القراء..أما القافية فقد يجري وراءها الناقد أكثر من القارئ، إذا توسل بمنهج معين،محدود، و ابتعد عن فكرة الاستسلام لحتمية الخلق و الإبداع، ذلك أنه لكثرة النشاز قد يرى النظام نمطيا، و هذا هو نفسه ما أحسه العموديون عندما ظهرت عليهم القصيدة الجديدة-مع فارق أن النشاز حينها كان يراه العموديون في الحر- و هم نفسهم من مجد بعدها نزار و أمثاله..أخيرا أقول، لا علاقة لوزن الإبداع و خبرة الكتابة بحساسية الفرد الكاتب للقصة أو الشعر أو غيرها من صنوف الكتابة..النقد البناء يبنى على قواعد العلم لا على الأهواء..الطرب لا يشعر به الناقد بحس جمعي..إذا تم الاعتماد على الإحساس الفردي لناقد يمكن أن تكون قناعاته محدودة فالسلام على الإبداع، ثم إني تطرقت لطريقة النقد و ليس للنقد بذاته، و رجوت من القائمين به أن ينتقدوا بالمعروف و هو الضوابط العلمية و التقنية و الفنية المتفق عليها، و بالتي هي أحسن، من خلال اختيار الألفاظ التي لا تهدم المبدع و إبداعه، فالناس ليسوا سواء، فيهم شديد الحساسية و فيهم المتبلد.

تحياتي للجميع       

جوابا على ما وراء السطور أختي الكريمة أقول: 

لست بالمتكبر الذي لا يقبل النقد..و لست بناكر لجميل الجامعة فريقا أو أفرادا، كما أني لست بالمتحيز إلا بحق و لن أتملق أحدا لوجاهة أو زمالة أو صداقة،قلت ما قلته لدواع منطقية، و ليس لباعث شخصي..إنما أنا مثل من أمثال المبتدئين، و أخشى على الإبداع الخنق بسبب انحياز أو حيد عن سبيل النقد البناء.الاحتكاك، أختي الفاضلة، لا ينفي التودد للمبتدئين بصواب النقد الذي يدفعه نحو التألق، توددَ المعلم المهَجي، و ليس الهاجي..أخيرا أعتذر إن تم فهم كلامي الجاف من ألفاظ التودد البروتوكولي بشكل مغاير.. لن أكتب حرفا آخر بعد هذا الخطاب.

شكري للجامعة،لأستاذي محمد اللغافي و لعرابتي الشاعرة رشيدة فقري