ﻭﻋﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻪ,ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺟﺌﺖ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﺃﺣﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺃﺷﺠﺎﻧﻲ.ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺑﻬﺎ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻫﺎﺟﺖ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﻲ,ﺍﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻃﺮﺑﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﺑﺮﺟﻮﻋﻲ ﻟﻜﻲ ﺍﺳﺘﺄﻧﺲ ﺑﻬﺎ.ﺍﺷﺘﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﺠﻠﺴﺘﻲ ﻭﻟﻠﻌﺒﻲ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻝ. ﺃﺧﺬﺕ ﺩﻓﺘﺮﻱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺗﻪ.ﺭﺍﻋﻨﻲ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ.ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻟﺘﺬﻛﺮ ﺗﺮﻗﺮﻕ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺎ ﻣﻌﺎ. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﻜﻲ ﺃﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺮﺍﺭﻱ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺃﺩﺭ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻭﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ,ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻧﻄﻘﺖ. ﺍﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻘﻂ.ﻓﻘﺪ ﻣﻠﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﺡ. ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺗﻲ:"ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺸﻘﻲ ﻟﻚ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺃﻣﻮﺍﺟﻪ ﻻ ﻳﺄﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻦ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻼ ﺗﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺌﻪ"
ﻃﺎﻝ ﺗﺄﻣﻠﻲ ﻭﺳﻜﻮﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﺌﻤﻨﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ.ﻓﺘﻤﺘﻤﺖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﺣﻴﺮﺗﻲ ﻭﺧﻄﺖ ﺃﻧﺎﻣﻠﻲ ﺧﺮﺑﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ. ﻗﺎﺭﺏ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻭﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻨﺴﻴﻢ ﺑﺎﺭﺩ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﺧﺪﺍﻱ.ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻏﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﺟﺮﺏ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻔﻪ ﻟﻲ ﻷﻗﻠﺪﻩ.ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ ﺻﻮﺕ ﻳﺌﻦ:"ﺃﺻﺮﺧﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻧﻚ ﺗﺤﻨﻴﻦ" ﻧﻌﻢ ﺃﺷﺘﺎﻕ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻴﻪ.ﺳﺒﻘﺘﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻧﺘﺰﻋﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺭﺃﻓﺔ ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﺪﻭﻱ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ. ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ,ﻟﻜﻦ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﺘﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻛﺘﺒﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ ﻟﻌﻞ ﻃﻴﻔﻪ ﻳﻤﺮ ﻭﻳﻘﺮﺅﻫﺎ ﻓﻴﺬﻛﺮﻧﻲ. ﻧﻔﻈﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ,ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﺮﻋﺎﻙ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻓﻲ ﻟﺤﺪﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ. ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ..