كان الصباح يرسل أولى طلائع أنواره و الشمس لا تزال في تثاؤب و دوخة
من يحاول أن يستيقظ من نومة طويلة،الندى يبلل الأزهار الجميلة و العصافير
تتهيأ ليوم جديد.في مثل هذه هذا الوقت من صيف ألفين و أربعة عشر وطئت
قدماي تراب اليمن،هذا البلد الجميلة طبيعته،فسرعان ما اندمجت مع أهل اليمن
الكرماء فقد صرت أتحدث لغتهم و أعرف تقاليدهم ،لقد كانت الأيام الأولى رائعة
لا توصف،لكن بعد مرور هذه الفترة دخل البلد في فترة نزاعات فلا أخفي عليكم
مدى خوفي في البداية لكنني شددت الهمة و أصبح الرصاص و الصواريخ شيئا
عاديا بالنسبة لي ككل مواطن هناك ،لكن كان هناك شعور بداخلي يدفعني إلى
الرغبة في العودة إلى وطني الآمن بدلا من البقاء وسط حرب مدمرة.الحرب ليس
ثمة كلمة أشد هولا من كلمة الحرب فيها تكمن الويلات و من خلال حروفها يطل
الدمار. فبعد ذلك مر الوقت إلى أن حان موعد عودتي إلى المغرب الحبيب مما
أرغمني على الذهاب إلى العاصمة بؤرة النزاع فلا سبيل للتراجع فهي الجسر
الذي سيعيدني إلى وطني لكن سرعان ما تبخر حلمي حين علمت من موظفي المطار
أن لا وجود لطائرات سوى طائرات الخطوط الجوية اليمنية و بعد مرور ثلاثة
أيام هبطت طائرة لم أعرها اهتماما إلى أن سمعت صراخا:طائرة أجنبية،طائرة
أجنبية... و قد كانت الطائرة المنشودة ،لكن رغم فرحتي العارمة عندما أقلعت بنا
الطائرة إلا أنني شعرت بالحزن عندما ألقيت نظرة من النافذة لأرى بلدا ساحرا
يتخبط بين رصاص المتمردين و رصاص المقاومة راجيا من الله لنا و لليمن السلام
إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
النهاية