الثالثة: تعتمد السياق، وهو أفضل وسيلة لمعرفة الشاعر، وشعره.
الرابعة: تعتمد مفهوم الوظيفة الشعرية أي كل ما يجعل العمل الشعري عملاً فنياً وموضوعها الرئيس تمايز الفن اللغوي، واختلافه عن غيره من الفنون الأخرى، والبحث عما يحقق الأثر الفني في العمل الشعري؛ لأنها تعنى بدارسة العناصر الظاهرة، وإحضار العناصر الغائبة، وذلك بسبر دلالاته الخفية.
وتتعدد قراءات الخطاب الشعري بتعدد الرؤى، وتنوع الثقافات، ويعني ذلك أن الخطاب الشعري يتجدد، وينبعث من خلال كل قراءة؛ لأن القراءة سبيل إلى تعدد وجهات النظر. فالقارئ يستقبل الخطاب بما يملكه من قدرات فكرية، ولغوية، وثقافية، وهذه العناصر درجات متفاوتة بين القراء كل يعمل على إثرائه بهذه المعطيات الشخصية، ويرجع ذلك كله إلى أن الخطاب بنية لغوية فنية منغلقة بالنظر إلى الشكل المجسد للعناصر اللغوية، ومنفتحة بحسب قدرات التأويل، فلا يمكن، إذا، فهمه إلا بمعرفة دلالاته السطحية، والباطنية، وتفهم المقام الذي تنزل فيه، والظروف الاجتماعية المحيطة بالمبدع، والعمل الإبداعي، فإذا استطعنا أن نلم بهذه الأمور، أدركنا قيمته اللغوية، والإبداعية، والجمالية غير أن الخطاب الشعري عالم معقد تنغرس فيه شتى النوازع، فيصعب على القارئ الولوج فيه، ودراسة جميع جوانبه، فيضطر إلى تحديد وجهة ما في الدراسة لإيضاح جانب معين من الخطاب.
ولعل أخصب المناهج، وأنسبها، وأشدها تعلقاً بالخطاب الشعري المنهج اللساني، ومرجع ذلك إلى ما حققه من نتائج علمية في دراسة الظاهرة اللغوية، "فيغدو تفاعلاً قاراً بين تفكيك الظاهرة إلى مركباتها والبحث عما يجمع الأجزاء من روابط مؤلفة فهو منهج يعتمد الاستقراء والاستنتاج معاً بحيث يتعاضد التجريد والتصنيف فيكون مسار البحث من الكل إلى الأجزاء ومن الأجزاء إلى الكل حسبما تمليه الضرورة النوعية"(24)، فاقتراب اللسانيات من الأدب يوسع نظرياتها، ومناهجها، ويزيدها تطوراً، وإتقاناً، ودقة، وموضوعية(25)، وقد يستعين التحليل اللساني بالمعطى الأسلوبي الذي يقف على الاختبارات التي تحقق قيماً جمالية مؤثرة، ويساعد على تبين وسائل الاستخدام اللغوي، وطرق الاتساع التي يوفرها السياق(26)، ويكون المعطى الأسلوبي محوجاً إلى دعامة تحليلية أخرى تعينه على تفسير بعض العلامات غير اللغوية، في الخطاب، كالتلوين، والبياض والنقاط، وغيرها، وتعرف بالدعامة السيوسيولوجية(27).
إن توفر هذه الدعامات المنهجية في الخطاب الواحد مدل بفائدتين:
الأولى: إن العمل الإبداعي مستقل عن منشئه، ويعني ذلك أن المبدع يفقد ملكيته لعمله بمجرد تجسيده في الواقع، وهذا المفهوم يسترضيه النقاد المعاصرون.
الثانية: العمل الشعري مجال فسيح للتأويل، ويتوقف ذلك على ثقافة القارئ، ودربته، "وهكذا نجد عطاء النص الأدبي متجدداً أزلياً لا ينفد أبداً: فكلما استعطاه قارئ أعطاه"(28)، ولن يتأتى ذلك إلا بأدوات منهجية فاعلة، ومؤهلات علمية عالية، ونسج أدبية سامية.
الثالثة: عدم وجود قواعد عام للتحليل، وهذه نظرة صائبة يدعمها النقد المعاصر؛ لأن العمل الإبداعي ذو أبعاد عدة: نفسية، واجتماعية، وثقافية، وحضارية، فيصعب على الدرس إيضاح هذه الجوانب كلها.
وعلى الرغم من هذا الاستشكال المنهجي فإننا نسعى إلى دارسة نماذج شعرية معتمدين المنهج اللساني، وهذه الممارسة التطبيقية ما هي إلا تجربة نقدية ذاتية، قد تحظى بالقبول لدى المتلقي، فإن لم يكن، فلا عجب؛ لأن المقاييس المعتمدة مختلفة، متباينة، والأذواق متفاوتة، والاحساسات متماوجة.
ولهذا السبب سعيت، في هذا البحث، إلى اعتماد المنهج الدلالي، في دراسة أبيات شعرية من قصيدة "أنشودة المطر" لبدر شاكر السياب التي مطلعها:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
والغاية من هذا العمل تبين الأثر التطبيقي للمنهج في القصيدة، ولما كان هذا المنهج يثير إشكالاً لغوياً، كان لزاماً علينا أن نتعرض لبعض مسائله. فالمنهج الدلالي، إذا، يهدف إلى دراسة البنية اللغوية باعتماد جانب دلالي في التحليل، والفصل بين المستويات اللغوية في دراسة الظاهرة الأدبية ما هو إلا ضرورة منهجية؛ لأن فروع علم اللغة مثل منظمة أو جهاز يعمل بمختلف فروعه في تعاون على أداء وظيفة ما، هي هنا بيان المعاني اللغوية على مستويات مختلفة(29)، ونركز في تعريفه على ثلاثة تعريفات أثارت انتباهنا؛ فالأول يرى فيه علماء اللغة أن علم الدلالة "يدرس المعنى سواء على مستوى الكلمة المفردة أم التركيب، وتنتهي هذه الدراسة غالباً بوضع نظريات في دراسة المعنى تختلف من مدرسة لغوية إلى أخرى"(30). وأما الثاني، فيشير إلى أنه "يدرس العلاقة بين الرمز ودلالته أو دلالاته، كما يدرس معاني الألفاظ من الناحية التاريخية بما في ذلك تأثير المجاز اللغوي من كناية واستعارة...الخ(31)، أما الثالث، فيقول فيه أحد الدارسين العرب" وإذا أوغلنا في تفحص مسائله، نجده يخصص الجزء الأكبر منها لمتابعة تطورات الدلالات وتغيرها، ورصد المفردات بين المعجم والحالة التي يكون عليها في النصوص المختلفة، في المقامات المتعددة بحسب التجارب اليومية المعاشة"(32).
تجمع هذه التعريفات على أن علم الدلالة يبحث في التطور العام لألفاظ اللغة، وتفترق في الإشارة إلى أفكار متباينة. ففي التعريف الأول، نجد علم الدلالة يصل في الأخير إلى وضع نظريات في دراسة المعنى، تختلف بحسب الرؤى المنهجية والعلمية. أما التعريف الثاني، فيركز على إبراز العلاقة اللغوية بين الرمز ودلالته، وتبين الأثر المجازي في الاستعمالات المختلفة لألفاظ اللغة. وأما التعريف الثالث، فيضيف مبحثاً من مباحث علم الدلالة، وهو وضع المفردات باعتماد المقام، والظروف الاجتماعية المختلفة المحيطة بهذه الألفاظ.
تنبئ هذه الاختلافات عن تنوع الاتجاهات اللغوية في المدارس اللسانية الحديثة(33). وخير شاهد على ذلك تعدد المصطلحات وغيرها(34)، ونجد لهذه الاختلافات صدى في كتابات اللغويين العرب المعاصرين، فتشيع المصطلحات التالية: علم الدلالة، علم المعاني، علم الرموز وغيرها، ومصطلح علم الدلالة أقرب إلى مفهوم هذا العلم(35). وقد اختلف الدارسون أيضاً في دراسة النص دلالياً، فيرى بعضهم "أن النظريات الدلالية ليست نظريات تامة مضبوطة ودقيقة، وهي بالتالي ليست قادرة على وضع معيار دلالي دقيق"(36). ترمي هذه النظرة إلى إبعاد عنصر الدلالة في تحليل البنية اللغوية شكلياً. ويذهب آخرون إلى اعتمادها في الدراسة؛ لأنها تمدنا بمعرفة واسعة عن المتكلم والسامع وظروف النص المختلفة، فمن هذا المنطلق لها أهمية قصوى في دراسة الظاهرة الأدبية(37). ويبدو أن الجمع بين التحليل الشكلي، والتحليل الدلالي في دراسة النص الأدبي يكشف خصوصية التعبير المتميزة عند المبدع، أو منشئ النص، أما القضايا الكبرى التي يتناولها علم الدلالة، فيمكن إجمالها بما يلي:
1 ـ التطور الدلالي للألفاظ: ويهتم به علم الدلالة التاريخي، فيدرس تغير المعنى وأسبابه عبر الحقب الزمنية المتعاقبة(38).
2 ـ الدراسة الوصفية: ويهتم بها علم الدلالة الوصفي الآني، وقد ركز على دراسة العلاقة اللغوية بين الدال والمدلول(39).
3 ـ السياق: وهو مهم في تجلية دلالات المفردات، والتراكيب في سياقاتها اللغوية المختلفة، والمقام الذي تنزلت فيه.
4 ـ المجاز: مستوى لغوي ذو شحنة دلالية بالغة الأهمية في التعبير؛ لأن فيه تبرز عناصر الجمال، والإبداع.
5 ـ المجالات الدلالية: هي البحث عن تشابه المفردات، واختلافها في اللفظ والمعنى أثناء ورودها في الكلام.
6- العلاقات الدلالية: هي البحث عن تشابه المفردات، واختلافها في اللفظ والمعنى أثناء ورودها في الكلام.
ولقد تنبه علماؤنا العرب القدامى إلى هذه المسائل في علم الدلالة، تتمثل في حديثهم عن الاشتراك اللفظي، والترادف، والأضداد، والاشتقاق، ونقد الشعر، وشرحه، وإنشاء المعاجم، وغيرها كثير.
تلك هي مجمل النقاط الجوهرية في علم الدلالة. وسنحاول تلمس بعض آثارها في دراسة قصيدة "أنشودة المطر" لبدر شاكر السياب(40) التي مطلعها:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
تشتمل الدراسة الدلالية التطبيقية(41) على مستويين لغويين: مستوى دلالي إفرادي، ومستوى دلالي تركيبي.
أولاً ـ المستوى الدلالي الإفرادي:
تدرس فيه لفظة (مطر)، والمجالات الدلالية للمواد اللغوية المستعملة:
أ ـ لفظه (مطر)(42) في القصيدة:
سبب الوقوف على هذه العينة كثرة استعمالها، حيث وردت خمساً وثلاثين مرة، وتنوع دلالاتها، وتعبيرها عن هدف سياسي؛ فكانت القصيدة، وغيرها، التزاماً بأهداف وطنية. ذلك ما نجده في مقدمة الديوان "... ولكنه شعر يلتزم بقضية كبرى، ويعبر عن أهداف سياسية"(43)... إنه يحس بحركة التاريخ التي سيفض عنها ختمها الرجال يوماً"(44).
فالشاعر يقرر حقيقة تاريخية هي أن إرادة الشعوب لا تقهر، مهما طال الزمن، أو قصر، فإن النصر حليفها. صاغ الشاعر هذه الحقيقة في قوالب لغوية مختلفة، تحوي دلالات متباينة، وهي نوع من التجاوز الذي يعمد إليه الباث ليعبر عن مضمون فكره، وعما يؤمن به.
أما الخطة المنهجية التي اتبعناها في دراسة هذه العينة، فتتمثل فيما يلي:
ـ دراسة دلالات لفظة المطر.
ـ دراسة دلالات الألفاظ المقاربة لها في المعنى.
1 ـ دلالات لفظة (مطر):
ـ المعنى الأول للفظة (مطر): دلالاته على ظاهرة طبيعية كونية، وهو معنى أصلي كقول الشاعر:
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر...
فظاهرة المطر، إذن، تسبقها مراحل: تكوين الغيوم، وتكثيفها، فظهور السحب، ثم سقوط المطر.
ـ المعنى الثاني:
المطر هو مصدر الحزن، قوله:
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
إن الشاعر يقر بالأثر الذي يتركه المطر في الإنسان والطبيعية، فشبهه بعدة تشبيهات:
ـ المطر كالدم المراق
ـ المطر كالجياع وكالأطفال وكالموتى...
من هذه التشبيهات نستنتج أن الشاعر أحس بالوضعية المتردية التي يعيشها مجتمعة. فالمطر بالنسبة إليه قد سبب آلاماً كثيرة؛ ترك ضحايا (كالدم المراق)، وفقراء (كالجياع)، ويتامى (كالأطفال).
ـ المعنى الثالث:
المطر بمثابة الواهب والدافع للعمل: يتضح لنا من خلال حاجة الكائن إليه. يقول:
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع،
عواصف الخليج، والرعود، منشدين:
مطر...
مطر...
مطر...
المطر يمد الكائن الحي بالحياة والرزق، ويبعث فيه الأمل والتفاؤل. فالنشيد، في الواقع، تعبير عن أمل الإنسان الذي لا يتحقق إلا بالعمل. والنشيد أيضاً هو التغني بالمبادئ التي يؤمن بها الفرد، ويريد أن يلتزم بها، وهو مصدر الراحة النفسية؛ لأن فيه تنفيساً عما علق بالقلب من جراحات، ومتاعب.
ـ المعنى الرابع:
المطر مصدر الاعتلال:
اعتللنا ـ خوف أن نلام ـ بالمطر...
يدل على أن المطر يستفيد منه أشخاص غرباء عن البلاد، ودليل على ذلك أن بلاده كلها خصب وثراء، ومع ذلك فهم جياع. إن الشاعر، لا محالة، يشير إلى ظلم المعتدين واستبدادهم؛ لأن في البلاد خيراً ولا يستفيد منه أبناؤه. فالمستفيد، إذن، هو الأجنبي، يقول:
وكل عام ـ حين يعشب الثري ـ نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
فالجوع حالة مستمرة في البلاد، والخير حالة دائمة في أرض العراق، فكيف يحصل الجوع مع دوام الخير؟ وهذا دليل على أن الأيادي الغاشمة تمتص كل خير ينمو.
ـ المعنى الخامس:
المطر أمل الإنسان وابتسامة له:
في كل قطرة من المطر
...
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
يعود الشاعر إلى الفائدة المرجوة من المطر، بعد أن ذكر آثاره السلبية:
فالمطر= أجنة الزهر
المطر = ابتسام
فهو، إذن، تفاؤل لبعث الاطمئنان، ولتحقيق الآمال.
رأينا أن لفظة (مطر) تنتمي إلى حقلها الدلالي دلالات كثيرة، وهذا يدل على قدرة التصرف عند الشاعر، وتجاوز الدلالات الجاهزة في اللغة. وقد كان السياب موفقاً في توظيفها، وهنا يحضرني ما أورده ابن منظور(45) في لسان العرب من أن المطر يكثر وروده في الشعر، وأن استعماله فيه يحقق رونقاً وجمالاً. وكان في القصيدة ذكراً حسناً، يلفت انتباه المخاطب، لما يرمز إليه من دلالات، لا تدرك إلا بالولوج في عمق النص.
2 ـ دلالات الألفاظ المقاربة لكلمة (مطر):
استعمل السياب ألفاظاً أخرى مقاربة للفظة (مطر)، منها:
ـ النهر: كقوله:
وترقص الأضواء... كالأقمار في نهر
دلت الكلمة على قيمة تعبيرية، تتضح لنا من خلال صورة التشبيه التي عقدها السياب بين رقص الأضواء في العينين، ورقص الأقمار في النهر، ويعرف هذا التشبيه عند علمائنا العرب القدامى بـ(التشبيه التمثيلي)، كما تدل المفردة من منظار دلالي آخر على اللمعان، والصفاء لإمكان رؤية الأشياء فيها.
ـ الضباب:
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
وظف الشاعر (الضباب) في معنى الحزن والأسى، ويبدو أنه انعكاس لحالته النفسية لأنه بدأ يشعر بالقلق والضيق. ويظهر تجوزه لمعنى الضباب في تشبيهه بالبحر، يقول:
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
الضباب: أسى شفيف
البحر: دفء وبرد
وجه الشبه: هو الحزن في كل منهما.
ـ البكاء: وله دلالتان
ـ الأولى: حقيقية
ـ والثانية: مجازية؛ أي أن البكاء بمثابة التنفيس عن النفس لإزالة ما علق بها من آلام، وأوهام، ذلك ما نجده في قوله:
فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء
ـ السحاب، الغيوم، القطرات:
يمكن أن ترد هذه العناصر اللغوية في سياقات تدل فيها على المعنى الأصلي، ويمكن أن تخرج عنه، كتوظيفها في النص. فالغيوم تدل على بداية الشعور بالقلق، والضيم؛ والسحاب يشير إلى الأسى، والقطرات تعبر عن رجوع الأمل الضائع، والتفاؤل بحياة سعيدة.
ـ الدموع:
تثاءب المساء، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال
غالباً ما ينجم عن الدمع راحة نفسية؛ والسياب يريد، من حين إلى آخر، أن يخرج من عالم الحزن إلى عالم الاستقرار، فيجنح حينئذ إلى استعمال مفردات تعبر عن نوازع نفسية، وطموحة.
ـ الأمواج:
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم والمحار
يبدو أن الشاعر وظف هذا اللفظ في معنى الغضب؛ لأن الأمواج تدل، في الغالب، على غضب البحر. فانتقل هذا المعنى المحسوس من مستوى إخباري ظاهر إلى مستوى دلالي تعبيري، يترجم فيه السياب أحاسيسه، وعواطفه بكلمات مستوحاة من عالمه المليء بالمتناقضات.
ـ الواد والفرات:
لم تترك الرياح من ثمود
في الواد من أثر
......
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى
كثيراً ما تعبر الكلمات (الواد، الفرات) عن معنى الحياة والخصب، فهما من مصادر الرزق، والعيش، وإليهما يأوي كل الناس للانتفاع بخيراتهما.
ب ـ المجالات الدلالية:
يستعمل الشاعر مواد لغوية متنوعة، ويمكن تقسيمها أقساماً عدة:
1 ـ المواد اللغوية الكونية، منها:
(القمر، النجوم، الضباب، الظلام، الضياء، السماء، السحاب، الغيوم، المطر، الرعود، البروق، الرياح، العواصف)، وغيرها. هذه المواد اللغوية يكثر فيها المجاز، ويصف فيها تارة عالمه النفسي، وطوراً حال مجتمعه الذي سلبت خيراته، وفي مواضيع كثيرة يعود إلى بعث الأمل، والتفاؤل.
2 ـ المواد اللغوية الطبيعية، منها:
(النخيل، الكروم، الزهر، الشجر، الحقول، التراب، الرمال، الجبال، البحر، المياه، الفرات، الواد، التل، السهول)، وغيرها. واستعماله لهذه المواد ينبئ عن اتصال الشاعر ببيئته القروية التي نشأ فيها، فظل حنينه إلى الوطن ماثلاً في أغلب شعره.
3 ـ المواد اللغوية المتصلة بالكائنات:
أ ـ الإنسان: (البكاء، الدموع، الطفل، الوليد، الرجال، الصياد، البشر، الرفاق، الأم).
ب ـ الحيوان: (العصافير، الغربان، الجراد، الأفعى).
توحي هذه العناصر، أيضاً، بالنزعة إلى البيئة التي ملكت قلب السياب، وبالقلق النفسي الناجم عن شعوره بالغربة.
4 ـ المواد اللغوية المقتبسة من التاريخ:
ككلمة (ثمود)، وهي تدل على اتصال الشاعر بالثقافات القديمة، والأساطير.
5 ـ المواد اللغوية الدالة على الأمكنة، منها:
(الخليج، والعراق)، واستخدمهما لوصف حالة مجتمعه.
ثانياً ـ المستوى الدلالي التركيبي:
نهتم في هذا الجانب من الدراسة بالظواهر اللغوية البارزة في القصيدة، وأهمها:
1 ـ التشبيه: وجاء أغلبه بالأداة، وكان بالكاف، وهو أكثر تواتراً، وكأن، وقد شحن بدلالات توحي بقوة التصوير لدى الشاعر، كقوله:
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
ونشوة وحشية تعانق المساء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر!
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:
تنبئ ظاهرة التشبيه عن عقد حوار فني بين عالمي الشاعر: الداخلي والخارجي، يعمل هذا الازدواج على تحقيق متعة أدبية، نستشفها من خلال القدرة على التعبير، والتصرف في المعاني.
2 ـ المجاز: لم يكن شائعاً في القصيدة فحسب، بل غلب على شعره، وهو مظهر من مظاهر التجديد في شعر السياب، من مثل قوله:
عيناك حين تبتسمان تورق الكروم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
3 ـ الاستفهام: كان بالهمزة، وهو أكثر استعمالاً، و(كيف)، وقد استفهم السياب عن الواقع الذي أحس فيه بالوحدة، والضياع، يقول:
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
4 ـ التكرار: وهو ثلاثة أنواع:
الأول ـ تكرار مفردات، كالألفاظ: (السحر، القمر، الكروم، المطر).
الثاني ـ تكرار بنية تركيبية:
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
الثالث ـ تكرار جملة بكاملها، كقوله:
كل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
وقد ورد هذا التركيب مكرراً في آخر القصيدة.
لم يكن هذا التكرار سلبياً، بل كان يخدم النص، ويزوده بدلالات كثيرة ومتنوعة، كما رأينا ذلك في دراسة لفظة (مطر).
5 ـ مال إلى استعمال صيغة المضارع:
(ترفض، يرجه، تغرقان، فتستفيق، تسح، تسف)، وغيرها. وغاية استخدامها استحضار حالات بائسة يصعب دفعها.
6 ـ اعتمد في بعض الاستعمالات أسلوب العموم:
والأداة المفضلة هي (كل). ووضعها في الكلام ينبئ عن إيمان الشاعر ببعض الحقائق التي تخص مجتمعه، كسلب الشعب خيراته، يقول:
وكل عام ـ حين يعشب الثرى ـ نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
وكيف الأمل في تحقيق السلام لبلاده:
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
ـ تنوع القافية:
وهو لون من ألوان التجديد في شعر السياب. وأكثر حالات القافية كان بعد كل بيت. والجدول التالي يبين ذلك:
حالات تغيير القافية
عدده | نوع التغيير |
37 | بعد كل بيت |
18 | بعد كل بيتين |
02 | بعد كل ثلاثة بيات |
01 | بعد كل خمسة أبيات |
نستنتج من هذا الجدول أن تغيير القافية كان، في الأغلب، بعد كل بيت، يليه ما كان بعد بيتين. أما حالات التغيير الأخرى، فهي قليلة. ويمكن أن نرد هذا التعيير إلى أنه من مميزات القصيدة العربية المعاصرة، أو إلى الاضطراب النفسي الذي يعانيه الأديب، والشاعر خاصة، فهذا قد يؤدي إلى عدم الالتزام بقافية واحدة.
وقد تنوع الروي في القافية، والحروف المستعملة هي: (التاء المربوطة، والجيم، والدال، والراء، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهمزة)، والجدول التالي يبين عدد استعمال كل منها:
عدد | الروي |
55 | الراء |
22 | الدال |
04 | الجيم |
05 | اللام |
05 | الميم |
03 | القاف |
02 | التاء المربوطة |
02 | الفاء |
02 | الكاف |
02 | النون |
يوضح الجدول أن حروف الروي متنوعة، وأكثرها الراء، والدال، وقد كان السياب موفقاً في اختيارهما لما فيهما من إيحاءات تجلب النظر، وتعمل على توسيع شبكة الدلالات في القصيدة.
الخاتمة:اختلفت الآراء العلمية والمنهجية في تحديد الخطاب الأدبي، ومنه الخطاب الشعري، وتحليله، ومنهج دراسته؛ ومرد ذلك إلى أن الخطاب الأدبي ذو أبعاد كثيرة: نفسية، واجتماعية، وثقافية، وليس في وسع الدارس أن يؤسس نظرية شاملة لأطره العامة، كما أن تنوع القراءة سبيل إلى تعدد وجهات النظر في دراسته. ورأينا أن علم الدلالة قد أثار إشكاليات لغوية في مفهومه، واعتماده في دراسة الظاهرة الأدبية. وقد أسهم علماء العرب القدامى في تجلية معالمه الكبرى، وإن كان اللغويون الغربيون قد أنكروا مساهمتهم. ومن ثمرته، في البحث، تبيين لغة السياب، من خلال قراءتنا لقصيدة أنشودة المطر التي شحنت بدلالات تخص عالمه النفسي، ووضعيته الاجتماعية المتردية، ومبادئه السياسية. ويغلب على لغته التعبيرية المجاز، وهو مستوى لغوي ينبئ عن قدرة الشاعر في اختيار المواد اللغوية، ووضعها في قوالب تحقق أدبية النص.
الهوامش:1 ـ انظر، في أهمية المصطلح، د/ عبد السلام المسدي، قاموس اللسانيات، مقدمة في علم المصطلح، ليبيا ـ تونس، تونس، الدار العربية للكتاب، 1984م، ص7.
2 ـ الأزهر الزناد، نسيج النص، بحث في ما يكون به الملفوظ نصاً، نشير إليه بـ(نسيج النص)، بيروت، لبنان، المركز الثقافي العربي، ط1، 1993م، ص11.
3 ـ تزفتان تودوروف وآخرون، في أصول الخطاب النقدي الجديد، ترجمة وتقديم أحمد المديني، المغرب، عيون المقالات، الدار البيضاء، ودار الشؤون الثقافية العامة، ط2، 1989م، ص80.
4 ـ محمد الهادي الطرابلسي، سلسلة مفاتيح، تحاليل أسلوبية، تونس، دار الجنوب للنشر، 1992م، ص116.
5 ـ الأزهر الزناد، نسيج النص، ص12.
6 ـ انظر، في قضايا النص الأدبي، والرؤى العلمية في تحليله، د/ مصطفى ناصف، دراسة الأدب العربي، بيروت ـ لبنان، دار الأندلس، ط2، 1981م، ود/ عبد الله الغذامي، الخطيئة والتكفير، المملكة العربية السعودية، النادي الأدبي الثقافي، ط1، 1985م، ود/ محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، الدار البيضاء، المغرب، المركز الثقافي العربي، ط2، 1986م، ود/ عبد الملك مرتاض، بنية الخطاب الشعري، بيروت، لبنان، دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1986م، ود/ محمد مفتاح، دينامية النص، بيروت، لبنان، والدار البيضاء، المغرب، المركز الثقافي العربي ط1، 1987م.
7 ـ سورة طه، الآية (95).
8 ـ سورة الحجر، الآية (57).
9 ـ سورة القصص، الآية (23).
10 ـ سورة يوسف، الآية (51).
11 ـ سورة ص، الآية (20).
12 ـ السورة نفسها، ص (23)
13 ـ سورة النبأ، الآية (37).
14 ـ سورة الفرقان، الآية (63).
15 ـ سورة هود، الآية (37).
16 ـ الراغب الأصفهاني، معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم، تحقيق، نديم مرعشلي، مادة (خ ط ب)، د م، دار الكتاب العربي، ط2، 1972م.
17 ـ ابن منظور، لسان العرب، بسطه وعلق عليه ووضع فهارسه علي شيري، مادة (خ ط ب)، بيروت، لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ودار إحياء التراث العربي، ط2، 1992م.
18 ـ عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، نحو بديل ألسني في نقد الأدب، نشير إليه بـ(الأسلوبية والأسلوب)، ليبيا ـ تونس، الدار العربية للكتاب، 1977، ص77.
19 ـ جان كوهن، بنية اللغة الشعرية، ترجمة محمد الولي، ومحمد العمري، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال، ط1، 1986م، ص9، وتاليها، ومحمد مفتاح، وآخرون، قضايا المنهج في اللغة والأدب، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال، ط1، 1987م، ص86.
20 ـ انظر، للتفصيل، د/ محمد كراكبي، مفهوم الخطاب الشعري في التراث النقدي العربي القديم، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، التواصل، تصدرها جامعة باجي مختار ـ عنابة، الجزائر، عدد4، جوان 1999م، ص22.
21 ـ انظر، دة/ يمنى العيد، في القول الشعري، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال، ط1، 1987م، ص9، وتاليها.
22 ـ انظر، مثلاً، د/ عبد العزيز حمودة، المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك، عالم المعرفة، 232، الكويت، 1978م، ود/ مصطفى ناصف، دراسة الأدب العربي، بيروت، لبنان، دار الأندلس، ط2، 1981م، ودة/ يمنى العيد، في معرفة النص، بيروت، لبنان، دار الآفاق الجديدة، والدار البيضاء، المغرب، دار الثقافة، ط2، 1984م، ومحمد مفتاح وآخرون، قضايا المنهج في اللغة والأدب، وحسين الواد، مناهج الدراسة الأدبية، الدار البيضاء، المغرب، عيون المقالات، ط4، 1988م، وكريستوفر نوريس، التفكيكية، النظرية والممارسة، ترجمة د/ صبري محمد حسن، المملكة العربية السعودية، دار المريخ، الرياض، 1989م، وعبد الله إبراهيم وآخرون، معرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة، بيروت، لبنان، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، ط1، 1990م.
23 ـ انظر، د/ عبد الملك مرتاض، النص الأدبي من أين؟ وإلى أين؟ الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1983م، ص57.
24 ـ د، عبد السلام المسدي، التفكير اللساني في الحضارة العربية، ليبيا، تونس، تونس، الدار العربية للكتاب، 1981م، ص11.
25 ـ د/ مازن الوعر، دراسات لسانية تطبيقية، دمشق، دار طلاس، ط1، 1989م، ص151.
26 ـ انظر، في قضايا الأسلوب والأسلوبية، بيير جيرو، الأسلوب والأسلوبية، ترجمة منذر عياشي، لبنان، مركز الإنماء القومي، دت، ود/ عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب.
27 ـ انظر، مثلاً، رولان بارط، درس السيميولوجيا، ترجمة ع، بنعبد العالي، الدار البيضاء، المغرب، دار توبقال، ط2، 1986م، وللمؤلف نفسه، مبادئ في علم الأدلة، ترجمة محمد البكري، الدار البيضاء، المعرب، 1987م، ومارسيلو داسكال، الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، ترجمة حميد لحمداني وآخرون، الدار البيضاء المغرب، إفريقيا الشرق، 1987م، بيير جيرو، علم الإشارة، السيميولوجيا، ترجمة د/ منذر عياشي، دمشق، دار طلاس، ط1، 1988م، وسيزا قاسم، بمعية نصر حامد أبو زيد، مدخل إلى السيميوطيقا، أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة، ج1، و2، الدار البيضاء، المغرب، عيون، دت.
28 ـ د/ عبد الملك مرتاض، النص الأدبي من أين؟ وإلى أين؟ ص55.
29 ـ انظر، د/ محمد صلاح الدين مصطفى بكر، النحو الوصفي من خلال القرآن الكريم، الكويت، مؤسسة علي جراح الصباح، دار غرب، 1979م، ج1، ص3.
30 ـ د/ حلمي خليل، في ما استنتجه من غيره، الكلمة دراسة لغوية، ومعجمية، فرع الإسكندرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1980م، ص129.
31 ـ د/ توفيق محمد شاهين، علم اللغة العام، ص31، القاهرة، دار التضامن، ميدان الأظوغلي، ط1، 1980م، ص31.
32 ـ د/ فايز الداية، علم الدلالة العربي، الجزائر/ ديوان المطبوعات الجامعية، 1981م، ص188، وتاليها.
33 ـ انظر، جورج مونان، مفاتيح الألسنية، الفصل التاسع، تعريب الطيب البكوش، تونس، المنشورات الجديدة، 1981م، وآن إينو، مراهنات دراسة الدلالات اللغوية، الفصول: الأول، والثاني، والثالث، ترجمة دة/ أوديت بتي، ود/ خليل أحمد، دمشق، دار السؤال، ط1، 1980م.
34 ـ د/ تمام حسان، مناهج البحث في اللغة، الدار البيضاء، المغرب، دار الثقافة، 1979م، ص274.
35 ـ د/ فايز الداية، علم الدلالة العربي، ص8.
36 ـ هذا الرأي لتشومسكي، أورده د/ مازن الوعر في كتابه: قضايا أساسية في علم اللسان الحديث، دمشق، دار طلاس، ط1، 1988م، ص8.
37 ـ د/ تمام حسان، مناهج البحث في اللغة، ص277.
38 ـ انظر، في الحديث عن التطور الدلالي، د/ توفيق محمد شاهين، علم اللغة العام، الفصول: السابع والثامن والتاسع، ود/ علي عبد الواحد وافي، علم اللغة، الفصل السادس، القاهرة، دار النهضة، ط7، ود/ إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، الفصل الأول، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، ط4، 1980م، ود/ أحمد محمد قدور، مقدمة لدراسة التطور الدلالي في العربية الفصحى في العصر الحديث، مجلة عالم الفكر، مجلد 16، العدد الرابع، الكويت، يناير فبراير مارس 1986م، ص29.
39 ـ انظر، د/ محمد كراكبي، إشكالية الصوت والمعنى في التراث النقدي العربي القديم، بحث قدم للملتقى الوطني الثاني الصوتيات والحداثة المنعقد يومي 03، و04 إبريل 2002م، بقسم اللغة العربية وآدابها، البليدة، الجزائر، وانظر، للمؤلف نفسه، المقال: تفاعل الدال والمدلول في الخطاب الشعري الجزائري المعاصر (إلياذة الجزائر لمفدي زكرياء أنموذجاً)، مجلة الآداب، إصدار قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب واللغات، جامعة منتوري ـ قسنطينة، الجزائر، العدد 05، 2000م.
40 ـ انظر، في ما يتعلق بالشاعر وشعره، الديوان، المقدمة، مجلد1، بيروت، لبنان، دار العودة، 1970م، ود/ عبد الكريم حسن، الموضوعية البنيوية، بيروت، لبنان، المؤسسة الجامعية، ط1، 1973م.
41 ـ (الدلالة) بكسر الدال وفتحه، انظر، ابن منظور، لسان العرب، مادة (د ل ل)، وانظر، في ترجمته إلى العربية، د/ عبد السلام المسدي، قاموس اللسانيات، ص ، ود/ محمد حسن باكلا وآخرون، معجم مصطلحات علم اللغة، بيروت، مكتبة لبنان، ط1، 1983م، ود/ محمد رشاد الحمزاوي، المصطلحات اللغوية الحديثة في اللغة العربية، مجلة حوليات الجامعة التونسية، تونس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، العدد 14، 1977م.
42 ـ أورد ابن منظور معاني كثيرة للفظة (مطر)، منها: الغيث، والعذاب، والرأي، والسرعة، والذهاب، والأخذ، وغيرها، وهي مستنتجة من اشتقاقاتها، واستعمالاتها اللغوية المختلفة، انظر، لسان العرب، مادة (م ط ر).
43 ـ الديوان، ص ، ح ح.
44 ـ المصدر نفسه، ص ي ي.
45 ـ انظر، مادة ( م ط ر).