انتفاضة الأكباش...!

عدد الرسائل : 44 تاريخ التسجيل : 20/03/2014

[rtl] على مقربة من المبنى الحكومي،وبمحاذاة الشارع العام،تمتد أرض خلاء،فسيحة الأرجاء..ولت وجهتها،على حين غرة،قطعان ثائرة من الأكباش كالسيل العرم..كانت تغلي وتفور وتثغو بشعارات مطلبية ملء الأسماع : «المراعي..المراعي »..« لا للجزّ..لا للكشط »..[/rtl]

فوق الرؤوس والأعناق المشرئبة لافتات خُطت عليها أحرف بارزة :« كفى من الاعتقالات التعسفية في حظائر الذل والعار..!! »..« الأكباش تريد إسقاط البغال..!! »..
اندفعت صوب الجموع الهائجة أسراب من البغال لتطويق المنطقة.. دكت الأرض بحوافرها الفولاذية فسرت في أوصالها رجّة مرعبة مُثيرةً سحائب من غبار وأتربة تحجب النوايا المبيتة عن كل ذي بصيرة..
صاح كبير البغال في وجوه الثائرين..صَمّ شحيجه الآذان وقال بصوت جهوري صارم : « كفاكم تمردا وتهريجا أيها الرعاع..!! »..صمت لبضع ثوان ثم أردف قائلا :«عليكم بانتداب ثلة من ممثليكم ».رد كبير الاكباش على سليط اللسان بثبات وحزم : « ماعاد من سبيل للتفاوض بعد فوات الاوان »..
حمي وطيس الانتفاضة واستعر أوارها بفعل آليات التعنيف والردع والحصار.أتت الإغارة أكلها وأسفرت عن سقوط ضحايا من أكباش الفداء ،بين جريح ومترد وصريع..
سيارات الإسعاف الخردة تشق الطرقات بين كل ذهاب وإياب بسرعات " سلحفاتية" منقطعة النظير..تختنق مشافي المدينة بأنات وآهات الأجساد المكلومة..يضيق العاملون بها بثقل المسؤولية وقلة الحيلة..
في اليوم التالي،عادت البقية ممن أثخنتها جراحات أمس لعين المكان وكلها عزم وإصرار..عاودت الكرة لكنها،في نهاية المطاف، ولت مدبرة تحتسي أقداح الخيبة كسابقتها..
في صبيحة اليوم الموالي،انسل كبير الأكباش إلى موقع التظاهر على انفراد..أخذ يردد الشعار تلوالشعار،رافعا لافتة كتب عليها : " ارحل يا بغل..!! ".في لحظة من اللحظات،لم يشعر إلا وقد تقاذفته الحوافر في الهواء لينزاح عن المكان مدحورا..
على الفور،أصدر كبير البغال أوامره المطاعة لمرؤوسيه بنبرة المزهو بنشوة الانتصار : « سيّجوا المنطقة وعلقوا على بوابتها لافتة الحظر المعلومة..».
بعد حين ،تجمع خلق كثير في عين المكان مشدوهين..يتطلعون في ذهول إلى لافتة خشبية كتب علبها بخط أحمر: «ملك خاص..محظور على الأكباش ».