شيخ الطريقة
إهداء: إلى الزميل الراحل عبد الجليل الزاوي، الإعلامي والمبدع...
ـ1ـ
أنْ نترافق في هذا المشوار
قدرنا أحببنا أم كرهنا
لنخوض يائسين أو آملين
في تسْييج مواقعنا
رهاناتٌ صعبة
حساباتٌ دقيقة
حربٌ فاصلة
وفي النهاية نصر وغنائم
وفتحٌ مبين
أو هزيمةٌ وأسر
وخزيٌ وهوان.
لنلب لعبة القط والفأر عن احتيار
العلم أو الفن
بالاجتهاد أو الكسل.
سنتعب وتُدمي أيدينا الأسلاك الشائكة
مثلنا لا محل لأناملهم من تصميم القفازات
هنّ للسيدات الحسناوات
الحسنواتُ دائما ما يحافظن على نعومة أيْديهن
جنْسهن لطيف
وجنسنا خشنٌ، لن نشذ عنه أبداً.
ـ2ـ
سيسيح يا صاحبي شئ من دمائنا
خدمة لصحتنا
فدعه يسيل، يسير، لا تلتفتْ..
في تجديد الدم فوائد جمة
هكذا يقول العلم.
دماءٌ ستُعبد الطريق
وتُحصن عمراننا ضد الزلازل والهزات..
ستكتب التاريخ
وتُعيد الاعتبار للذات والتاريخ
لتلج التاريخ من عريض أبوابه.
وسنبني يا صاحبي حول السياج حائطاً
عالياً منيعاً
بآذان وعيون لا تنام
ب"موديلات" تقنيات التكنولوجيا الحديثة.
سنأس قلاعنا بالأظافر والعرق
ونتعلم حكمة الهدوء التام
والتركيز المتقن
ونتجنب الإشارات البرتقالية
أدنى إنذار بقدوم العاصفة.
سنستغل تكنولوجيا التبريد في حفظ أعصابنا طازجة
ونفيد من معين الخبرات والتجارب الكبار
سنتطورونطور.. سنساير
سنقاوم كل تهميش
ونركب الطريق السيّار.
سنتفادى فعلة الكُسعيّ
وتخليد أبي البقاء لفن البكاء..
مطية الضعفاء
على العمران المنهار بالأشعار..
فمن سنن الحياة تعاقب البناء والانهيار.
ـ3ـ
سمعاً وطاعة حضرة الشيخ
إنا مريدون سالكون جدد
وإن طريقتك سيدنا أقصى منانا..
لو أخطأنا مولانا فعاقبنا
بما شئتَ، متى وكيف شئت..
عقابك تقويمٌ وتطهير وتوجيه
فأنت من علمتنا فلسفة التقشف
والتبرقع بالمرقعات.
أنت قدوتنا في احتقار الماديات الفانيات
تخليداً وسمواً بالأرواح في السموات.
مولانا لا تبخلنّ علينا بهذا الفضل العظيم
ومُنّ علينا بالعقاب والعذاب
ففيهما راحتنا وسعادتنا
قيهما أولى دروس الترقي في سلك الطريقة.
إنا مضحون، صابرون، مجتهدون..
ننشد الوصل والوصول
وأنت من غرستَ فينا فسائل الجذبات والشطحات
وصقلتَ فينا أصول الحضرة "الصوفية".
ـ4ـ
يا أخ الطريقة تعال، طاوعْني
نتناصحْ ونتشاور..
طريقة شيخنا ليس في الدنيا أمثل منها.
أخبارها تسْتشري في كل البقاع
وتُفحم الخلق بالبرهان القاطع
بالكرامات الساطعات.
تستقطب المريدين أفواجاً
كل ثانية، من كل جنس ولون ولسان.
تعال، نتخلصْ من طيْشنا
نتجرّعْه أنخاباً بيننا
علقماً أو سماً ناقعاً
ونحْتسي إبر غفلتنا حساء بلسماً
ونثبّط وسوسات وخزاتها اللعينة.
يا صديقي من أجل هدفنا لا تسألنّ عن الوسائط والسبل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محي الدين أمهاوش
طنجة: ماي2000