جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u10خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn11خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u11خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u12خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 81038210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 81981210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u13خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 87013610خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn12خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u14خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn13خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn15خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو K10خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn16خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn17خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 66299010خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 80024311خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 67498510خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 54008911خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 67403510خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79937110خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79508010خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79444710خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79148210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 80642710خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79242810خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 80065210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79268110خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79023210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 81345410خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 80249210خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Mock_u10
خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو

    اذهب الى الأسفل 
    2 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    زائر
    زائر
    Anonymous



    خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Empty
    مُساهمةموضوع: خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو   خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Emptyالثلاثاء يونيو 19, 2007 9:58 pm

    خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو ـ ت.معن مصطفى الحسون
    (عن الإيطالية)‏
    في التاسعة والربع وصل إلى "كوالاّ براكّا" برفقة القمر، في التاسعة وعشرين دقيقة كان عند تقاطع شجرتين. يجب أن يصل النبع في التاسعة والنصف، في سان فاوستينو قبل العاشرة، العاشرة والنصف في بيراللو، منتصف الليل في غريبّو، وحوالي الواحدة ربما انتهى إلى فيدتّيا دي كاستانيو. عشر ساعات من المسير بخطوات عادية، ست ساعات كافية لقول الكثير لهم، إنه بيندا، الساعي، أسرع ساعٍ بين صفوف المجاهدين. كان بيندا يسير بقوة، جسد ميت يجتاز أقصر الطرق، دون أن يخطأ أبداً كل المنعطفات المتشابهة ينهض صدره صاعداً نحو الأعلى. صدر ثابت لا يغير إيقاع التنفس، عزيمة الساقين المطفأتين أشبه بصمام أمان...‏
    -تشجيع يابيندا...‏
    يقول لـه الرفاق ما إن يلمحوه من بعيد صاعداً نحو معسكرهم. يجاهدون في سبيل قراءة تعابير وجهه لمعرفة ما إن كانت الأخبار أو الأوامر التي يحملها سيئة أم حسنة، لكن وجه بيندا مثل قبضة يد. وجه جبلي ضيق ذو شفتين نما عليهما الزغب وجسم قصير عظمي كأنه جسد فتى أ كثر من كونه ليافع، عضلات كالعظام.‏
    كانت مهمة عسيرة وفريدة، أن يظل متيقظاً كل الساعات، مرسل من سيربه، من بلله، لذا يتوجب عليه المضي عبر ليل الوادي وعلى كتفيه سلاح فرنسي خفيف كأنه بندقية من خشب، يتوجب عليه الوصول إلى معسكر والمضي إلى آخر، ثم العودة مع الجواب. لذا يوقظ الطباخ، يفتش في القدور الباردة، ثم يمضي وما تزال في حلقه بقايا من قطعة كستناء، لكن هذه المهمة لم تكن غريبة عنه، لم يكن ليتيه في الغابات، محيطاً بكل الدروب، كان يذهب عبرها منذ الطفولة، يرعى الماعز، كان قادراً على اجتياز كل هذه الممرات الوعرة والحصباء، والتي كانت عسيرة على باقي المجاهدين القادمين من المدن، ومن البحر.‏
    شجرة كستناء ذات ساق مجوف، خشب أزرق اللون فوق صخرة، فسحة عارية لحقل من الكربون، وأشياء كثيرة تثير في دخيلته ذكريات بائدة. تهرب عنزة، نمس يخرج من جحره، ملابس داخلية لفتاة، وإلى كل هذا تنضاف الذكريات الجديدة، الحرب الدائرة في الأصقاع التي يقطنها، كل هذا استمرار لحكايته، لعب وعمل، صيد يتحول إلى حرب، رائحة دخان القصف على جسر لوريتو، عمليات الإنقاذ هناك أسفل المنحدر، سهول ملغومة حبلى بالموتى.‏
    كانت رحى الحرب تدور في هذه الوديان، كأنها كلب يهم بعض ذيله، المجاهدون في مواجهة القناصة والعساكر، إذا صعد فريق منهم الجبال، يهبط الفريق الآخر نحو الوديان، ثم، فريق في الوديان، والآخر فوق الجبال، لقد دأب كل منهم على الدوران ليتجنب جنون الآخر، ليتجنب نيران الآخر، وعلى الدوام، فوق الجبال أو في الوادي. هناك من يموت. كانت بلدة بيندا في الريف، إنها سان فاوسيتونو، ثلاث كتل من البيوت. أحدهما هنا والآخر هناك، وفي أسفل الوادي تقع نافذة ريجينا(1)، غطاء سريرها يفرد في أيام التذرية. كانت بلدة بيندا عبارة عن استراحة تتوسط الصعود والهبوط، جرعة حليب، وكنزة نظيفة تهيئها أمه له، ثم الجهاد في سبيل الهرب المستمر لكي لا يصلوا إليه بغتة، الآن لقد مات الكثير من المجاهدين في سان فاوسيتونو...‏
    الشتاء لعبة بين التسابق والاختفاء، القناصة في باياردو، العسكر في موليني، الألمان في برينا، وفي الوسط يقف المجاهدون عند كوعي الوادي، متجنبين أماكن التذرية وهم يتجولون هنا وهناك في الليل، عبر أماكن مألوفة. في تلك الليلة بالضبط كان ثمة سرية من الألمان تسير من بريغا، ربما تتوجه إلى كارمو، يهيئ العساكر أنفسهم للصعود من مولتيني، فريق المجاهدين يرقد مدفوناً في منزل مهجور وقصي. بيندا يسير في الظلمة عبر الغابات، كانوا قد اطمأنوا إلى سماع صوت أقدامه، ثم الأوامر "إخلاء الوادي على الفور، وعند الشفق يهيئ الفريق عدته وعتاده للرحيل عن بيلليفرنو، كان القلق رفرفة أجنحة خفاش تدق في رئتي بيندا، تحدوه رغبة عارمة في مد يده وإمساك ذلك المنزل الذي يبعد كيلو مترين، في العتمة، دون أية إشارة موجهة أو علامة دالة. يجب أن يصل هناك، أن ينفخ الأوامر، ليسمعهم يغادرون حتى فيذتا، سيربه، غوريلليا. ومن ثم حفر بؤرة في أوراق شجرة الكستناء، والدلوف إلى الداخل هو وريجينا، ولكن يتوجب بادئ ذي بدء نزع الإبر التي انغرست في جسد ريجينا، طالما استمرت الحفريات داخل الأوراق يصادفهم الألمان، من المستحيل إذاً إيجاد مكان لريجينا بينهم، ريجينا ذات الجلد الرقيق والناعم...‏
    تتكسر الأوراق اليابسة تحت قدمي بيندا، تصدر ما يشبه الشخير، حيوان الجيرو ذو العينين المدورتين والمضيئتين يهرع للاختفاء في أعالي الشجر- تشجع يا بيندا، هذا ما قاله لـه فيكاتو القائد وهو يعطيه الأمانة. يصعد النعاس من قلب الليل ويحوم حول الأجفان، لقد رغب بيندا في التيه عبر الدروب. والغوص في بحر من أوراق الشجر اليابسة، ثم السباحة نحو العمق حتى الانغماس الكلي،‏
    -تشجع يا بيندا.‏
    يسير بيندا الآن على طول ساحل تومينا، ما تزال متجلدة، تنطبع آثار الأقدام على الجليد. كان تومانا هو الوادي الأوسع في هذه الأرجاء، ذا شواطئ عالية وبعيدة. أما الشاطئ الآخر فقد كان يلهث في الليل، حيث يسير بيندا في المنحنيات، بين الدغلات التي تحيط به. يخيل لبيندا أنه يرى ضوءاً قصياً، بالضبط في تومانا، ضوء يسير أمامه. ما ينفك الضوء يتحرك أحياناً بخط متعرج كأنه ينعطف، يختفي، ثم ما يلبث أن يظهر بغتة في مكان غير متوقع. من عساه يكون هذا الساعة؟ أحياناً يتراءى لبيندا أن الضوء جد قصي، على الضفة الأخرى، أحياناً يتوقف الضوء عن الحركة ثم ما يلبث أن ينتقل خلف بيندا. ها هي الآن عدة أضواء مختلفة، ربما كانوا يمشطون كل دروب تومانا السفلى، ربما خلفه أو أمامه في تومانا العليا، أضواء تشتعل ثم تطفئ. الألمان!‏
    ثمة بهيمة تسير فوق آثار أقدام بيندا، لقد استيقظت من الأعماق، هذه الأضواء ليست سوى ألمان يمشطون تومانا، جنب غب جنبة. كتيبة إثر أخرى. شيء مستحيل، كان بيندا يعرف هذا، ولكن مع ذلك خالجه شعور بأنه ربما كان الاعتقاد بشيء كهذا أمراً محبباً، يجب النأي عن خداع هذه البهيمة الطفلة التي تتبعه منذ أمد، يدق الزمان في حلق بيندا بإيقاع متواتر، لقد تأخر الوقت، لم يعد من الممكن تحذير الرفاق من الخطر الداهم لم يعد من الممكن الوصول قبل الألمان، وهكذا أخذا بيندا يتخيل منزل فيندته الواقع في كاستانيو وهو يحترق، أجساد الرفاق المخضبة بالدماء، رؤوس بعضهم معلقة على جذوع الأشجار اللاريشي....‏
    -تشجع يا بيندا..‏
    يثير المكان الذي هو في داخله دهشة عارمة، يتراءى لـه أنه قطع مسافة قصيرة في زمن طويل، ربما تباطأ إبان سيره بل ربما كان واقفاً لم يتزحزح. لكنه لا يغير طريقه وهو عارف بشكل جيد أن خطواته كانت على الدوام هادئة وثابتة لم تتغير، ولا يجب الوثوق البتة بهذه البهيمة التي تقوم بزيارته ليلاً، بيندا يثق بنفسه كثيراً مذ كان طفلاً، لذا تراه ذا عزيمة، حتى ولا كان يحمل هذه الهيئة التي تتعربش على رقبته مثل قرد...‏
    بدا سهل تولا براك طرياً تحت سنا القمر. "الألغام"، فكر بيندا، هناك في الأعالي لا توجد ألغام إنه يعرف ذلك جيداً، ولكن هنا في السهل كانت الألغام تنتشر متباعدة، وها هو ذا يعتقد بأن الألغام تتحرك تحت الأرض، تسير من جهة إلى أخرى، من الجبال إلى السهل، تتبع خطواته، كأنها عناكب ضخمة تحت أرضية، كانت الأرض فوق حقل الألغام مغطاة بفطر غريب، سيكون أمراً مهولاً لو وطأها بقدميه، سينفجر كل شيء في وهلة، ولكن ها هي ذي الثواني تتحول إلى قرون، ويبدو العالم ثابتاً كأنه مسحور ينحدر بيندا نحو الغابة يحيط به النعاس والليل البهيم، كان قد دأب على وضع إشارات تمويهية على جذوع الأشجار وعلى الدغلات، الألمان يحيطون بالمنطقة، هذا حقيقي ومن المؤكد أنهم رأوه وهو يعبر سهل كوللا براكا تحت ضوء القمر.‏
    وها هم الآن يتبعونه، إنهم ينتظرونه عند المعبر، يتصاعد صراخ بوم من بعيد، إنه الصفير الذي يطلقه الألمان المتمرسون حوله، وها هو ذا صفير آخر يتردد، تتحرك بهيمة من بين إحدى الدغلات، ربما كانت ثعلباً أو ذئباً، بل ربما كانت ألمانيا متخفياً وراء سيقان الشجر وهو يهم بالتصويب علي، خلف كل دغلة هناك ألماني فوق قمة كل شجرة يثوي ألماني مع حيوانات الغيرو. التي تتعربش قمم الأشجار عادة، الصخور مليئة بالخوذات، تنصب البنادق بين أغصان الشجر تنتهي جذور الأشجار تحت أقدام إنسانية، يمشي بيندا الآن على طول سياج حيث يثوي الألمان يحدقون فيه، بنظرات لامعة كأنها أوراق شجر ندية، وكلما أوغل في المسير ازداد ولوجه بين الألمان، وعند الصراخ الثالث أو الرابع، أو السادس. سيهب الألمان متحلقين حوله، الأسلحة مصوبة نحوه، يخترق صدره حديد ساخن...‏
    أحد هؤلاء الألمان كان يدعى غوند، لـه ابتسامة بيضاء مرعبة تحت الخوذة، ربما مد يديه الهائلتين إليه، كي يحوله إلى حديد صلد، وها هو ذا بيندا يخشى الاستدارة ليتجنب رؤيته فوق كتفيه، أو ربما تقدم غوند عبر الدرب، مشيراً بإصبعه نحوه. أو ربما سمعه يضرب الأحجار بقدميه فتتدحرج حول بيندا، تسير الأحجار على جانبه بصمت وسكون.‏
    في لحظة ما، خيل لـه أنه تاه عبر الطريق حتى ولو كان قادراً على التعرف عليه. الصخور، الأشجار، نوافح المسك، ولكن حتى الصخور والأشجار والمسك العطر يبدو أنها تنتمي إلى مكان آخر، مكان بعيد، ثمة الآلاف من الأماكن المختلفة والقصية، بعد هذه الحصباء توجد طرق فرعية، ربما كان المستنقع الذي خبره هناك قد جف الآن، لا ماء ولا ضفادع، إنها ضفادع تنتمي لواد آخر، ضفادع قريبة جداً من الألمان، وعندما ينعطف في الطريق سيصادف علامات خادعة وضعها الألمان. لقد وضعوها بأيديهم، قرب الألماني الكبير الذي يثوي في داخلنا، إنه يدعى غوند، محملاً بالخوذات، المدافع، أفواه أسلحة مصوبة، حيث يفتح يديه الهائلتين ليغلقنا بداخلهما، ولا مجال لنا أبداً للتملص منهما...‏
    ولطرد غوند يجب التفكير بريجينا، ويجب التفكير بحفر محراب في الثلج برفقة ريجينا، لكن الثلج قاس ومتجلد، لا يمكن لريجينا الاستلقاء عليه وهي ترتدي ملابس رقيقة مثل الجلد، ولا يمكن لها أن تثوي تحت أشجار الصنوبر، حيث الإبر طويلة ولا نهاية لها، التراب مليء بالنمل، وغوند فوقنا يبسط كفه فوق رؤوسنا، حول حلوقنا، يضغط على صدورنا، يوغل غوند في بسط يده، نصرخ، يجب التفكير بريجينا، الفتاة التي بداخلنا، ريجينا التي نكرس كل حياتنا لنحفر لها محراباً في أعمق أعماق الغابة ولكن السباق في النهاية كان بين بيندا وغوند، لم يبق سوى مسيرة خمس عشرة دقيقة، عشرين دقيقة للوصول إلى معسكر فيندتا، يجب الركض، ركض الأقدام وتتابع الأفكار، ولكن ها هي ذي خطواته تتابع على الدرب بنفس الانتظام والرتابة، وعندما يصل إلى الرفاق، ربما زال الخوف، ربما محي من أعمق أعماق الذاكرة، يجب أن تقذفه حتى حدود المستحيل. يجب التفكير بإيقاظ فيندنا وشابولا، لقد شرح لـه مفوض المنطقة أوامر فيكاتو، ويحب الذهاب بعد فيذنا إلى جيربونه انطلاقاً من سيربه..‏
    ولكن هل عساه سيصل المنزل هناك؟ ألم يكن مشدوداً إلى خيط يسحبه، ورويداً رويداً يقترب المنزل منه؟ وإذا وصل ألن يسمع كلمات الألمان وهي تتردد، وهم ثاوون حول نار موقدة، ومنهمكون في التهام بقايا الكستناء؟ ها هو ذا بيندا يتخيل نفسه وقد انتهي إلى منزل الرفاق ليجده وسط الحريق متصحراً، يدخل المنزل، إنه خاو، ولكن في زاوية من زواياه يثوي جندي معتمراً خوذة هائلة تملأ المكان، إنه غوند، عيناه مستديرتان ومضيئتان كعيني غيرو، ابتسامة الأسنان البيضاء تظهر بين شفاه متضخمة، يشير لـه غوند أن أجلس.. ربما جلس بيندا...‏
    ها هو ذا، بعد مائة متر، ثمة ضوء إنهم هم، من هم؟ داهمته الرغبة في العودة والإياب إلى الوراء، الرغبة في القرار، كأن كل أخطار العالم تكمن هناك في منزل بين كاستانيا، لكنه يواصل المسير، الوجه صارم ومغلق مثل قبضة يد.. الآن يبدو لـه أن النار تقترب بسرعة مفرطة، تتحلق حوله؟ هل يبتعد، هل يهرب؟ لكنه كان واقفاً في مكانه لا يريم، إنها نار المعسكر ولم تطفئ بعد، بيندا يعرف ذلك جيداً.‏
    -من هناك؟‏
    يصرخ الحارس ثم يردف:‏
    -هذا أنت يا بيندا، هل من أنباء جديدة؟‏
    -أتنام يا فيندّتا؟‏
    هاهو ذا بيندا داخل المنزل حيث ينام الرفاق، هذا طبيعي، ومن عساهم يكونون إن لم يكونوا رفاقه؟‏
    -الألمان وصلوا إلى برفيا، والفاشيون في موليني، ارحلوا، عند الشفق يتوجه الجميع إلى بلّيفرينو.‏
    فيندتّا الذي استيقظ للتو، والوسن ما زال يداعب أجفانه، قال:‏
    -لتتحرك قدماً..‏
    ثم ينهض. يخبط كفيه ويصرخ:‏
    -استيقظوا لقد أزف أوان الرحيل.‏
    يتحلق بيندا حول قدر من الكستناء يغلي، يقشر الغشاء الذي يحيط بالثمرة. يهرع الرجال، يوزعون المهام فيما بينهم، يهيئون متاع الرحيل. يقول بيندا بينما ينصرف:‏
    -إني ماضٍ إلى سيربه، ثم إلى جيربونته...‏
    يرد رفاقه:‏
    -تشجع يا بيندا.‏
    (1) ريجينا: اسم فتاة، ويعني الملكة..‏
    عن مجلة الآداب الاجنبية -- العدد 113 شتاء 2003
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد القصبي
    شاعر مشرف
    محمد القصبي


    عدد الرسائل : 601
    العمر : 63
    Localisation : المغرب
    تاريخ التسجيل : 25/12/2007

    خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو   خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Emptyالسبت فبراير 02, 2008 7:14 pm

    ارادة صادقة الوطنية من فاعليتها ينتصر الوطن ضد العدو الغاشم ..انها الارادة التي تحملت متاعب التنقل للاعلام و الاخبار ..ارادة عسكرية توطن قيم التواصل في سبيل امن البلد من النازيين و الفاشيين المهووسين بالتفوق الحضاري عسكريا ..
    لمثل هاته الارادة نحث التفكيرا اطراقا حول جدة المناهج التي من اسرارها قد تتبرعم اجيال الامانة تحملا ودفاعا ...
    ان مثل هذا النص يعلمنا قيم المواطنة فعلا وتمرسا و تضحية
    ...
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد اللغافي
    المدير المؤسس رئيس الجمعية عضو حركة الحواس الخمس الأدبية
    المدير المؤسس  رئيس الجمعية عضو حركة الحواس الخمس الأدبية
    محمد اللغافي


    عدد الرسائل : 658
    العمر : 63
    تاريخ التسجيل : 11/04/2007

    خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Empty
    مُساهمةموضوع: رد: خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو   خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو Emptyالخميس فبراير 07, 2008 8:39 pm

    الأديبة المحترمة مريم أحمد ..يشرفني أن أقرأ كل ما تضعينه هنا أو في منابر أخرى ..اعتبريني متابعا بنهم لكل اختياراتك..فأجدك مثقفة تختارين ما تقرئين بامتياز.

    وبهذا نوصي كل من أراد أن يحتويه الأدب أن يكون قارئا بامتياز
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://j-m-m.yoo7.com
     
    خوف على الطريق ـــ ايتالو كالفينو
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    »  الطريق
    »  في الطريق
    » لحظة في الطريق
    » في الطريق..إليَ
    »  اختلالات في أول الطريق

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة المترجمة..-
    انتقل الى: