الشاعر حميد بركي في شريط تلفزيوني

موفق بادن الله اخي

اختار الناقد والباحث السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري في كتابه الجديد المعنون / ورزازات .. فضاء للسينما / مدينة ورزازات المغربية التي شهدت تضاريسها الطبيعية تصوير الكثير من الأفلام المغربية والعربية والعالمية .. لتكون جولة قلمية ونقدية حول فضاء المدينة الخاص بحقل الفن السابع وكيفية ترسيخها كمكان جاذب لاستثمارات ضخمة في مجال صناعة السينما . يستعرض الكتاب من خلال التوثيق المتين النادر مجمل الأعمال السينمائية التي اثر صناعها منذ بدايات القرن الفائت تصوير وقائع أحداثها في أمكنة وأجواء هذه المدينة التي تبدو منسية خارج المغرب .. قبل أن تصبح حاضنة لجذب قامات السينما الرفيعة بفضل ما تتوفر عليه من فتنة وغواية بيئتها المحلية المحملة بروائح الشرق..والمناخ المتوسطي المعتدل وضالة التكاليف على ميزانية الأفلام التي تصور هناك..
إضافة إلى ما يبذله أهالي المنطقة من حسن ضيافة وكرم طاغ لدى استقبال فرق تصوير الأفلام في مدينتهم . يستهل الجوهري الكتاب بمقدمة تتناول الانتاجات السينمائية المصورة بالمغرب حيث يحيلها إلى بدايات قدوم مبعوثي الأخوين لوميير الأجانب الذين كانت مهمتهم تصوير أفلام تسجيلية عن الصحراء العربية والعادات والتقاليد السائدة في تلك البيئة المغايرة عن تفاصيل الحياة اليومية في أوروبا قبل أن تصبح ورزازات والمناطق التابعة لها إداريا أو المحيطة بها جغرافيا أهم الفضاءات السينمائية المغربية التي تحتضن سنويا العشرات من المشاريع الفيلمية لمنتجين من جنسيات متنوعة لثرائها في السلاسل الجبلية والواحات والكثبان الرملية وأنماط البناء المعماري الشرقي الفريد المستمدة هندسته من الموروث الثقافي والحضاري القديم . يتتبع الكتاب البنيات والجمعيات السينمائية والثقافية من فضاءات للعروض السينمائية والثقافية التي تنظمها جمعيات النوادي السينمائية ومن في حكمها من نشاطات وتتبع فعاليات عروضها ويحصر القاعات السينمائية ويلقي الضوء على ابرز المؤسسات التي تعنى بالتنشيط السينمائي وتطور أساليب العمل في العديد من التجارب السينمائية لمخرجين مغاربة : حكيم نوري .. مصطفى درقاوي ..
سعد الشرايبي .. حسن بن جلون .. عبد القادر الاقطع . يشتمل الفصل الثاني من الكتاب على مفردات الظاهرة السينمائية بورزازات وبنية وفضاء التصوير السينمائي في الاستوديوهات المجهزة أو داخل بيوتات وأسواق وساحات الطبيعة للمدينة

ثم يكشف الكتاب عن أوراق تقنية لبعض من ابرز الأفلام المغربية والأجنبية التي صورت بورزازات مثل : أعراس الرمل ..
لورنس العرب .. اوديب ملكا .. جوهرة النيل .. حريم .. شاي في الصحراء .. الريشات الأربع .. وعودة المومياء . ويناقش الفصل الثالث أسس وأحكام نماذج التشغيل في الصناعة السينمائية سواء عبر استقدام الأجهزة والمعدات والقيام بالتسهيلات الملائمة وتوفير مجاميع الكومبارس والتصنيفات المتعلقة بفئات العاملين بقطاع الصناعة السينمائية إضافة إلى تسليطه الضؤ على الانعكاسات الاقتصادية والسوسيوثقافية للصناعة السينمائية في ورزازات وما قد ينتج عنها من سلوكيات ايجابية أو سلبية جراء عمل الشركات الأجنبية نظرا لاختلاف الثقافات بين العاملين. كما ويركز المؤلف الشركات السينمائية المغربية المتعاونة مع الشركات السينمائية الكبرى القادمة من العالم ويتتبع إنجازاتها ..


مبينا في ملاحق إضافية اللائحة الكاملة للأفلام المصورة كليا أو جزئيا بورزازات ووثائق وعقود ومحاضر وبيانات التي تحكم آلية العمل بين الكثير من القطاعات المؤهلة في مجال الاستثمار السينمائي لافتا إلى جهود وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة على تشجيع الهجرة باتجاه ورزازات بحثا عن فرص عمل في قطاع الفن السابع من خلال تقديم صورة مثيرة عنها كعاصمة سينمائية . مزايا وخبرة ودراسة سينمائية معمقة تكشف عنها صفحات كتاب / ورزازات .. فضاء السينما / ..حيث المؤلف / الناقد الجوهري سبق له أن أقام لفترة طويلة في المكان الأمر الذي حفز قدراته على الإمساك بجوانب الحراك السينمائي في أسلوبية تحيط بالمعرفة الجمالية والفكرية بحيث يصلح الكتاب مرجعا قيما ومفيدا وممتعا لكل راغب في الإلمام بأسرار المدينة وثرائها الثقافي والجغرافي والاجتماعي .
---------------------------------
نقلا عن جريدة الراي الاردنية