الشاعر رشيد الخديري للقدس العربي

2008

الشاعر رشيد الخديري للقدس العربي Khadiri2

الشاعر رشيد الخديري للقدس العربي
القصيدة مدعوة أكثر إلى الغوص في التفاصيل
أحرص كل الحرص على تنقيح نصوصي الشعرية وتشذيب الزوائد
الأساس أن نكتب ولا يهم في أي جنس سنكتب
رشيد الخديري صوت شعري عربي تسعيني، أسلم هواجسه للقصيدة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، ظل مؤمنا بالإنصات لذاته غير آبه بالأضواء، كلما آوته القصيدة وارتوى ازداد توقا للانكتاب، نصوصه تعكس انشطارا وخيبة ذات تصر على نحت صوتها الخاص، ذات تماما مقتضيات فعل الكتابة. ما يميز رشيد أنه يؤمن بكون القصيدة كالطفل تحتاج إلى كثير من الحبو، حت تصير ناضجة، الحديث إلى هذا الصوت الشعري المسكون بالصمت ليس هراء، بل أكثر ايغالا في الصمت ذاته، لننصت إليه في هذه المحاورة الاستثنائية.
1ـ منذ أشهر أطلقت إلى جانب أسماء أخرى لقاء أدبيا سميتموه هدير المساء. كيف تشكلت الفكرة؟ وإلى من يتوجه الهدير؟ وما هي رهاناته؟
دعني في البداية أشكرك على هذه الدعوة، هدير المساء تجربة مازالت في طور الحلم ... نحاول قدر الإمكان مساءلة تجارب إبداعية متعددة سواء أكانت شعرية أو سردية .. نحن الآن في الطبعة الخامسة وفي كل طبعة نحاول التجديد وتطوير آليات اشتغالنا ولم نفكر أبدا في الرهان لأن التجربة أثبتت أن الرهان على شيء معناه الموت ، نحن لا نريد لهدير المساء الموت بل أن يحيا وسط هذا الركام والجمود وطبعا هذا يتطلب جهدا وصبرا وأناة .. الخطوة الأولى أن نقتنع ونؤمن بهذا المشروع ومن تم نفكر في الرهان.
2ـ هل تعتقد أن الوضع مناسب لترجمة كل هذه الرهانات والطموحات؟
هذا صحيح ، الوضع الثقافي المغربي معقد ومنغلق ، لكن هذا لا يعفينا كمثقفين دورنا الجوهري هو تحريك عجلة الإبداع ، ولا يمكن أن نتكل على أحد ، ينبغي أن ننصت لذواتنا لان المبدع الحقيقي هو الذي يفعل يتفاعل يتصاهل مع محيطه من أجل التغيير ، نعم التغيير يحتاج إلى مبدعين لهم القدرة على فهم الوضع ومن تم تفسيره
وتغييره ... للأسف المبدع المغربي متقوقع لا متمو قع منغلق لا منفتح .. هو مدعو بكل قوة إلى الانخراط في هذه الحركة التغييرية من أجل إبداع خلاق ومشرق.
3ـ ألا ترى معي أن هدير المساء هو محاولة لتقليد تجارب نجحت مؤخرا كالصالون الأدبي؟
أبدا لم نفكر في التقليد أو المحاكاة .. علينا أن نعترف الإخوة في الصالون الأدبي حققوا إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي، في حين عجزت هيأت أخرى على مصالحة المبدع مع ذاته ومع محيطه.. هدير المساء هو الأخر بدأ يشق طريقه إلى النور .. رغم أننا نعتمد على إمكانياتنا الذاتية ثم طاقم شاب طموح هدفه الاحتفاء بالمبدع المغربي ... هدير المساء ليس هو رشيد الخديري أو عزالدين تسينت بل هو عمل جماعي لكل الإخوة في الجمعية... ربما لنا قواسم مشتركة وهذا طبيعي مادام هدفنا واحد : خدمة الإبداع المغربي أولا وأخيرا.
4 "حدائق زارا " هو عنوان أضمومتك الشعرية الأولى إلى جانب أضمومات أخريات لم ترى طريقها للقارئ حتى اليوم. لماذا؟
شغلي الشاغل الآن هو تطوير تجربتي الشعرية ، وبعدها سأفكر في النشر.
5ـ نصوصك الشعرية عموما تعيد التحديق والانتباه إلى تفاصيل جزئية وغير مفكر فيها في الحياة. هل القصيدة مدعوة بالضرورة للغوص في هذه التفاصيل؟
أعتقد أن الشاعر هو جزء من هذه التفاصيل .. لا معنى للشعر دون تفاصيل ... وكم مرة أتذكر كلمة قالها لي صديق شاعر يوما ما: إذا أردت أن تصير شاعرا جيدا أنصت جيدا لذاتك ... لذا تراني أنحاز للحفر وتعرية ذاتي هو الألم طريقنا للشعر ... التفاصيل يا صاحبي تخنقني... تشطرني.. تعلمني معنى أن أكون شاعرا في زمن موبوء وفاسد ... نعم القصيدة مدعوة أكثر إلى الغوص في هذه التفاصيل .. استنطاق الواقع / الذات / الأخر / قيم الشعر الأثيرة/ المرأة / الوجود / الموت / الألم / الكينونة... هل يكمن أن نحيا بالشعر ، أغمض عينيك تصور هذا العالم الذي نعرفه ولا نعرفه بالشعر .. هو جحيم لا يطاق صاحبي...
6ـ يرى القارئ والمتتبع لتجربتك الشعرية أن نصوصك الشعرية موغلة في الانزياح، وهو مل يطرح قضية التجويد والتنقيح في القصيدة. هل تعتقد أن العودة للقصيدة وتجديدها قبل إخراجها هو عمل يخدم القارئ والقصيدة معا؟
كل شاعر حديث يسكنه شاعر قديم ، من الضروري إذن أن نعود إلى الأصول ، نحاول قراءة مورثونا الأدبي شعرا ونثرا على ضوء المغايرة والاختلاف ،هذه هي الحداثة استثمار القيم والأنساغ.. أحرص كل الحرص على تنقيح نصوصي الشعرية وتشذيب الزوائد... لنقل نوعا من الرقابة الذاتية .. وليس مصادرة لحرية النص وفتكا لعذريته ... أبدا هو فقط نهج دأبت عليه منذ خطواتي الأولى .. وعموما لكل مبدع طريقته في الاشتغال.
7ـ هنا ميل لدى الشعراء التسعنيين في المغرب إلى كتابة قصيدة النثر، وأنت واحد من هؤلاء. هل استطاع هذا النص، برأيك، تحقيق إبدالات نصية إضافية لمنجز القصيدة المغربية الحديثة؟ وهل يمكن المراهنة على فتوحاته الشعرية؟
قصيدة النثر – كما تعلم- جنس شعري جديد على الساحة الإبداعية العربية بل هناك من يعتبره دخيلا على الثقافة العربية... كواحد ينتمي لجيل مسكون بهذا النوع الشعري ، أرى أن قصيدة النثر حققت تراكما كميا وكيفيا .. لكن يمكن الحديث عن الاستسهال الشعري الذي ميز ها... وهنا نكون أمام إشكالية عميقة ... هل كل ما يكتب من قصائد نثرية هو بالضرورة شعر... أعتقد أن قصيدة النثر هي من أصعب الأجناس الشعرية لأنها تتطلب مهارات ودربة ومخزون معرفي كبير جدا ... هناك من النقاد من أعلن بوادر انتحارها ... لكن علينا أن ننتظر وبعدها نحكم .. الأساس أن نكتب ولا يهم في أي جنس سنكتب ، الم يكن محقا الناقد العربي القديم أبن رشيق القيرواني حين قال : * اليد التي لا تكتب هي رجل*
8ـ كيف تعرف القصيدة والشاعر في ضوء الانخراط في فعل الكتابة؟
القصيدة عصية على القبض.. وكم من شاعر مات وفي قلبه حسرة من حتى.. كلنا نحاول الاحتراق.. إذا يوما قبضنا علينا تلك الإشراقة المجنحة ، علينا أن نترك القلم للذين مازالوا بعد لم يحلموا بالقصيدة... درب القصيدة شاق ومضني ....
9ـ هناك قوله مفادها أن الشعراء الذين نظروا للتجربة الشعرية خسروا القصيدة. هل الشاعر مدعو ليكون ناقدا؟
مسألة التنظير ،في رأيي، ليست الحكم في هذا الرهان... فعلا هناك شعراء نظروا للقصيدة وخسروا رهانها، لكن في المقابل هناك شعراء كسبوا الرهان ، أدونيس مثلا ، بعض النقاد أشاروا أن أشعاره ليست في النهاية سوى مرآة تعكس مواقفه ورؤاه التي عبر عنها في كتاب* فاتحة لنهايات القرن* ثم هناك من ينظر لتجربته من خلال شعره... محمد بنطلحة شاعر ومنظر مغربي عن طريق شعره.. هناك خلل ما في الشعر المغربي هو غياب الرؤيا و انعدام المجازفة ... الشعر مجازفة وجل الشعراء لا يغامرون ... والتنظير وحده لا يكفي لخلق الشعراء، بل التجربة والنقد البناء والممارسة الحقيقية لفن الشعر....
10ـ كيف قرأ المشهد الشعري المغربي من زاوية القارئ والمكتوي بهوس البوح؟
كما قلت لك المشهد الشعري المغربي معقد وملتبس ، وهنا دور يكمن دور المثقف : الانخراط في فعل ثقافي هادف وبناء....وكمتتبع للحركة الثقافية المغربية
وفاعل فيها أرى أن هناك بوادر للمشهد إبداعي أكثر القا ، فقط ينبغي علينا أن نواصل العمل..
11ـ المشهد الشعري والإبداعي المغربي مشهد ملتبس الرؤى، ومتعدد التجارب، وهو مشهد نكوصي إذا ما قسنا حجم التراجعات التي طبعت وتطبع الممارسة الإبداعية. إلى ماذا يعزى هذا النكوص؟
تعدد التجارب من شأنه أن يغني النقاش ويفتح لنا أفاق أخرى للبوح .... الوضع الثقافي ليس بالصورة السوداء التي يرسمها جل المتتبعين... بل هناك إرادة وعلى الكل تحمل مسؤولياته في نطاق الحريات واحترام الأخر.
12ـ منذ أربع سنوات ودعنا الفنان التشكيلي المائز محمد القاسمي إلى دار البقاء، تاركا وراءه منجزه الإبداعي، الذي يتهدده اليوم الضياع والإهمال بفعل نزاعات ورثثه القضائية، و الوضع ذاته يعيشه منجز القاص والروائي محمد شكري. ما الذي يجب فعله لإنقاد هذا التراث من بطشي الحسابات الفارغة والإهمال؟
محمد القاسمي فنان كبير، ومحمد شكري علامة بارزة في المشهد الروائي المغربي، يحز في النفس أن ترى أعمالهما وقد طالها النسيان ... أتمنى صادقا أن تلتفت وزراة الثقافة إلى هذه الرموز، لأنها تعكس هويتنا وحضارتنا .
13ـ بماذا توحي لك الأسماء والعناوين التالية:
٭حدائق زارا: هو بستان الحب
٭محمود درويش: نزيف الحجر
٭كريان طوما : المهد
٭ محمد بنطلحة: الشاعر / الاستثناء
٭هيلين: مجرد حلم
٭ قصيدة النثر: طفل طري العود
٭ الطفولة: البراءة

من نصوص الشاعر رشيد الخديري
أسأل البحتري
عن طيور تعشش صدرها
تناوش وكر حروف
قلت:أسيدي
متى عدت من إبحارك
في كأس المجاز، وكم
غيمة
أ حرقت كي
يستكين الحرف
** ** ** **
** ** ** **
ها أرسل عشقي
مع سرب قطا ، أحنو على امرأة
تشتهيني
أزرع رمادها
في رحم السماء أزرع
ضحكتها في بستان شوك
أسيح في أقاليم جرحي
تلك الطيور
تلهب حوار الغصون
ما شكل النص ، وهل زاغ
الناقد عن سياق المعنى
فانغرزت في إبر الشمس
تلك طيور
غريبة عن بستاني
عناوينها يتم، لم أخن يوما
صداقة الطين ولم
يلمسني مطر الحداثة
محترقا بدمي ،هل أعشق التاريخ
سيدي
أم أرحل دون وداع
يؤرخ
هدا إلانشطار.
حاوره: عبد الهادي روضي

زائر

تحية طيبة اليك اخي ربيع عامر اشكرك على الموضوع كما احيي شاعر الجامعة اخي العزيز رشيد الخديري

بالتوفيق ان شاء الله

اسية الغيوانية

» الشاعر رشيد الخديري ضيف ـأسئلتكم
» الشاعر رشيد الخديري يفوز
» الشاعر رشيد الخديري يفوز
» جدة الشاعر رشيد الخديري في دمة الله
» قريبا جدا حفل زفاف الشاعر رشيد الخديري