جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

اختفاء قلب Mock_u10اختفاء قلب Thumbn11اختفاء قلب Mock_u11اختفاء قلب Mock_u12اختفاء قلب 81038210اختفاء قلب 81981210اختفاء قلب Mock_u13اختفاء قلب 87013610اختفاء قلب Thumbn12اختفاء قلب Mock_u14اختفاء قلب Thumbn13اختفاء قلب Thumbn15اختفاء قلب K10اختفاء قلب Thumbn16اختفاء قلب Thumbn17اختفاء قلب 66299010اختفاء قلب 80024311اختفاء قلب 67498510اختفاء قلب 54008911اختفاء قلب 67403510اختفاء قلب 79937110اختفاء قلب 79508010اختفاء قلب 79444710اختفاء قلب 79148210اختفاء قلب 80642710اختفاء قلب 79242810اختفاء قلب 80065210اختفاء قلب 79268110اختفاء قلب 79023210اختفاء قلب 81345410اختفاء قلب 80249210اختفاء قلب 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
اختفاء قلب Mock_u10
اختفاء قلب Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     اختفاء قلب

    اذهب الى الأسفل 
    +3
    ربيع عامر الغيواني
    رشيدة فقري
    المصطفى سكم
    7 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    المصطفى سكم
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    المصطفى سكم


    عدد الرسائل : 194
    Localisation : العرائش
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالأحد سبتمبر 27, 2009 2:09 pm

    اختفاء قلب

    دق الباب، هرعت أناي من ذاتي كأن انفجارا قذف بها لتكتشف من الطارق. منذ مدة وهي تحيى قبليا هذه اللحظة، ذوات الزقاق الضيق تسأل أناي عن ذاتي؛ غاب الجد، انتزع من عالمنا الممكن. كيف ينزوي في هامش علينا أن نكتشفه في أسفارنا الطويلة القادمة في اتجاه النسيان كلما مررنا من حيث كان يجلس في خلوته يستعيد عبر ذوات الزقاق ذاكرة وطن هو بسعة الحلم..هو الآن يتأمل دواتنا -من هامش ما -يرأف لحسرتنا ،يتألم لدموع ذات الصغير على سطح المنزل،يحرك فينا كل التفاصيل اليومية التي لم نأبه بها يوما ؛هاهي اليوم في عمق تفكيرنا تنزع عنها كل الحجب لتنكشف إشراقا توحدنا بجوهرنا ؛ تصدح بحضوره فينا، في كل ألأمكنة التي مارسنا فيها شغبنا الطفو لي ، في كل ألم ارتكاسي من جراء قسوة أب يتوهم تنشئة صغاره وفق خارطة طريق تتنكر لحكايات الجد المسائية؛ فيها من عوالم الجدة أنين نساء كل الوطن ...لكنه الآن هنا بدون ملامح فيزيقية هو الجد الذي يسكننا، يحدثنا، يفتح باب غرفنا كل مساء، يتحول عصب عالمنا الممكن.

    دخل خلسة ألبوم صوري ، يحملني بين ذراعيه، نظراته للعلياء وشفتيه بالآذان تكبر لله في أذني يملأ وجداني بفيض الله وبعشقه. لم يكن يعلم حينها أنه كان يبذر في حب الميتافيزيقا وقلق السؤال وعطش ارتقاء السماوات واقتحام القلوب والحفر عن أصل الأشياء .كنت بخجل أتبع خطواته المتثاقلة وهو يشق أزقة المدينة القديمة في اتجاه زاويته ..هاهي منتصبة في هذه الصورة شاهدة عن ورعه. هي عالمه حيث كان على موعد يومي بممكنه ،كنت اجلس خلسة وراء مريديه، أسمعه دائما يردد أنه عالم يسع كل المدينة الثاوية في قلبه بل وأرض الله الواسعة .كنت أندهش كيف يكذب عليهم وهو يحكي عن سفره المتكرر يروي مشاهداته وما كانت تنطق به له الأشجار والمياه والنبات والحيوان والرياح...كيف تتحدث الأشياء وتبوح له بسرها... وحدها أصوات كورالية في تموجاتها تدخلني في غيبوبة وهي تنشد بأسماء الله وبحبها لحبيب تفتقده وتسعى التماهي معه ؛ كنت عاجزا عن تمثل دواتهم أو أن ألحق بعالمهم أو أكتشف سر حيرتهم...كانت ذاتي منتشية بسماع يصدح في كل أرجاء الزاوية الضيقة تشعرني بفراغ ذاتي تحسسني بأني الجسد المتمدد في حيز ذرة في الكون ..كنت أشعر بهم وهم يتناوبون في إنشادهم الفردي والثنائي والجماعي أنهم يسافرون عبر الزمن للأقاصي؛ وجسدي السقيم الفارغ المملوك للرغبة سجين الحيز، مقشعر يرتجف من صدى الأسماع والأذكار، يزداد خفقان قلبي المهرول خارج صدري، أمسك به يلتفت إلي:

    --" اتركني أهيم في عشق اللاتناهي، سأعود إليك ، لا تخف" ...

    أقلب ألبوم صوري هي ذي صورتي مع جدي أنتحب بين يديه مذعورا:

    - " حفيدك بدون قلب، أريد قلبي، رد لي قلبي، ".

    تطل علي جدتي من الصورة المقابلة في ألبوم صوري:

    - " أتتركه بدون حب إلى أن يموت؟ رأفة بالصغير أرشده لفؤاده ينتشي بخفقاته".

    يبتسم جدي فتنطق أخر صوره:

    - "بل إلى أن يفنى عن ذاته ويتواصل مع حبيبه.“


    خرج فجأة من ألبوم صوري كما دخلها خلسة .ما زلت أشعر بفراغ جسدي كلما أطلت علي شمس من شرفتها ، تخونني نظراتي ، أين قلبي ؟ قلت ربما هي مرآة الحبيب يملآ كينونتي . جاء الرد سريعا : " يا هذا الذي يطأني لاتقسو علي بفيض الوجدان وسحر الوصال وفناء التوحد والانصهار، ما لي وانجذابك لعالم القدس والإشراق والذوبان في المطلق ونزوعك للاتناهي.. ألا ترى أثار القحط في عريي وانكشافي ونضوب ينابيعي فلا تندب زمنا ضائعا ولى وغاب في أعماق النسيان ولا تجهد ذاتك في شق الصخر ونحث الريح وركوب الموج أو السحاب فما عاد فيض عين الجود ببذل المجهود ولا في سياحة الألوان ارتقاء بالأحوال، أفق من غفوتك وذهولك وقل ذاك كان زمانه وزمان اليوم زمان غيرك وإن ارتعشت يدك وانقلب عليك الفنجان، فعذوبة القهوة في ارتشاف سواد عصارتها وإن تعب الفؤاد ودوت آهاته حتى رقت الحيطان."


    المصطفى سكم
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زائر
    زائر
    Anonymous



    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالسبت أكتوبر 03, 2009 11:38 am

    الأديب الرائع المصطفى سكم

    تطل وتغيب وفي كل إطلالة تتك لنا متعة حرفك
    سارد ماهر في قصصك ميزة روحانية
    تحياتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    رشيدة فقري
    شاعرة إدارة عامة أمينة الصندوق للجمعية
    شاعرة إدارة عامة أمينة الصندوق للجمعية
    رشيدة فقري


    عدد الرسائل : 1208
    تاريخ التسجيل : 25/12/2007

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالأحد أكتوبر 04, 2009 3:35 am

    اخي الفاضل المصطفى
    سعدت كثيرا بالقراءة لك
    فقد وجدت لمدادك نكهة خا صة تشي بطول تمرس على الكتابة السردية وموهبة حقيقية
    فمرحبا بك في الجامعة قلما قويا نفخر به
    لك كل الود
    اختك رشيدة فقري
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    ربيع عامر الغيواني
    أديب مميز
    أديب مميز
    ربيع عامر الغيواني


    عدد الرسائل : 1461
    تاريخ التسجيل : 27/12/2007

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالأربعاء أكتوبر 07, 2009 2:02 am

    أستاذي الأديب المصطفى سكم أحييك من هذا المنبر على نصوصك التي تشتغل على تيمة المفارقة بين الحياة والموت وبين الأنا والذات

    شكرا لك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    أسماء محمد
    إدارة عامة
    إدارة عامة
    أسماء محمد


    عدد الرسائل : 2070
    تاريخ التسجيل : 23/01/2008

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالثلاثاء مارس 30, 2010 2:05 am

    نص يتوفر على خصائص القصة القصيرة متألق يا مصطفى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمدمحضار
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    محمدمحضار


    عدد الرسائل : 474
    العمر : 63
    Localisation : خريبكة
    تاريخ التسجيل : 18/01/2010

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالجمعة مايو 28, 2010 4:41 pm

    نص سردي متميز لكاتب يشتغل بحرفية..سعدت بالمرور على حرفك الجميل
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    المصطفى سكم
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    المصطفى سكم


    عدد الرسائل : 194
    Localisation : العرائش
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 4:44 pm

    محمد كوبري كتب:
    الأديب الرائع المصطفى سكم

    تطل وتغيب وفي كل إطلالة تتك لنا متعة حرفك
    سارد ماهر في قصصك ميزة روحانية
    تحياتي

    االعزيز محمد كويري
    يأتي الرد متأخرا لكن واجب الشكر فضيلة إنسانية لا يسعني إلا أن أقول لكم شكرا لهذا العطاء المتميز منكم الزاخر بالإيثار
    مودتي العبقة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    المصطفى سكم
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    المصطفى سكم


    عدد الرسائل : 194
    Localisation : العرائش
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 4:47 pm

    رشيدة فقري كتب:
    اخي الفاضل المصطفى
    سعدت كثيرا بالقراءة لك
    فقد وجدت لمدادك نكهة خا صة تشي بطول تمرس على الكتابة السردية وموهبة حقيقية
    فمرحبا بك في الجامعة قلما قويا نفخر به
    لك كل الود
    اختك رشيدة فقري

    اختي رشيدة
    كل عام وأنت بألف خير
    جاء الرد متأخرا لظروف، آمل تفهمك و صفحك
    شكرا لك على التعليق على أمل تجديد التواصل
    مودتي العبقة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    المصطفى سكم
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    قاص مميز مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
    المصطفى سكم


    عدد الرسائل : 194
    Localisation : العرائش
    تاريخ التسجيل : 30/08/2009

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 4:50 pm

    محمد محضار77 كتب:
    نص سردي متميز لكاتب يشتغل بحرفية..سعدت بالمرور على حرفك الجميل

    شكرا لك أيها العزيز محمد محضار
    لك صداقتي ومودتي العبقة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    محمد معمري

    محمد معمري


    عدد الرسائل : 27
    العمر : 65
    Localisation : وجدة // المغرب
    تاريخ التسجيل : 21/01/2011

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالإثنين يناير 31, 2011 8:23 pm



    بسم الله الرحمان الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    أخي الكريم المصطفى سكم تقبل مني هذه القراءة المتواصعة

    اختفاء قلب




    دق الباب، هرعت أناي من ذاتي كأن انفجارا قذف بها لتكتشف من الطارق. منذ مدة وهي تحيى قبليا هذه اللحظة، ذوات الزقاق الضيق تسأل أناي عن ذاتي؛ غاب الجد، انتزع من عالمنا الممكن. كيف ينزوي في هامش علينا أن نكتشفه في أسفارنا الطويلة القادمة في اتجاه النسيان كلما مررنا من حيث كان يجلس في خلوته يستعيد عبر ذوات الزقاق ذاكرة وطن هو بسعة الحلم..هو الآن يتأمل دواتنا -من هامش ما -يرأف لحسرتنا ،يتألم لدموع ذات الصغير على سطح المنزل،يحرك فينا كل التفاصيل اليومية التي لم نأبه بها يوما ؛هاهي اليوم في عمق تفكيرنا تنزع عنها كل الحجب لتنكشف إشراقا توحدنا بجوهرنا ؛ تصدح بحضوره فينا، في كل ألأمكنة التي مارسنا فيها شغبنا الطفو لي ، في كل ألم ارتكاسي من جراء قسوة أب يتوهم تنشئة صغاره وفق خارطة طريق تتنكر لحكايات الجد المسائية؛ فيها من عوالم الجدة أنين نساء كل الوطن ...لكنه الآن هنا بدون ملامح فيزيقية هو الجد الذي يسكننا، يحدثنا، يفتح باب غرفنا كل مساء، يتحول عصب عالمنا الممكن.

    دخل خلسة ألبوم صوري ، يحملني بين ذراعيه، نظراته للعلياء وشفتيه بالآذان تكبر لله في أذني يملأ وجداني بفيض الله وبعشقه. لم يكن يعلم حينها أنه كان يبذر في حب الميتافيزيقا وقلق السؤال وعطش ارتقاء السماوات واقتحام القلوب والحفر عن أصل الأشياء .كنت بخجل أتبع خطواته المتثاقلة وهو يشق أزقة المدينة القديمة في اتجاه زاويته ..هاهي منتصبة في هذه الصورة شاهدة عن ورعه. هي عالمه حيث كان على موعد يومي بممكنه ،كنت اجلس خلسة وراء مريديه، أسمعه دائما يردد أنه عالم يسع كل المدينة الثاوية في قلبه بل وأرض الله الواسعة .كنت أندهش كيف يكذب عليهم وهو يحكي عن سفره المتكرر يروي مشاهداته وما كانت تنطق به له الأشجار والمياه والنبات والحيوان والرياح...كيف تتحدث الأشياء وتبوح له بسرها... وحدها أصوات كورالية في تموجاتها تدخلني في غيبوبة وهي تنشد بأسماء الله وبحبها لحبيب تفتقده وتسعى التماهي معه ؛ كنت عاجزا عن تمثل دواتهم أو أن ألحق بعالمهم أو أكتشف سر حيرتهم...كانت ذاتي منتشية بسماع يصدح في كل أرجاء الزاوية الضيقة تشعرني بفراغ ذاتي تحسسني بأني الجسد المتمدد في حيز ذرة في الكون ..كنت أشعر بهم وهم يتناوبون في إنشادهم الفردي والثنائي والجماعي أنهم يسافرون عبر الزمن للأقاصي؛ وجسدي السقيم الفارغ المملوك للرغبة سجين الحيز، مقشعر يرتجف من صدى الأسماع والأذكار، يزداد خفقان قلبي المهرول خارج صدري، أمسك به يلتفت إلي:

    --"
    اتركني أهيم في عشق اللاتناهي، سأعود إليك ، لا تخف" ...

    أقلب ألبوم صوري هي ذي صورتي مع جدي أنتحب بين يديه مذعورا:

    - "
    حفيدك بدون قلب، أريد قلبي، رد لي قلبي، ".
    تطل علي جدتي من الصورة المقابلة في ألبوم صوري:

    - "
    أتتركه بدون حب إلى أن يموت؟ رأفة بالصغير أرشده لفؤاده ينتشي بخفقاته".

    يبتسم جدي فتنطق أخر صوره:

    - "
    بل إلى أن يفنى عن ذاته ويتواصل مع حبيبه.“


    خرج فجأة من ألبوم صوري كما دخلها خلسة .ما زلت أشعر بفراغ جسدي كلما أطلت علي شمس من شرفتها ، تخونني نظراتي ، أين قلبي ؟ قلت ربما هي مرآة الحبيب يملآ كينونتي . جاء الرد سريعا : " يا هذا الذي يطأني لاتقسو علي بفيض الوجدان وسحر الوصال وفناء التوحد والانصهار، ما لي وانجذابك لعالم القدس والإشراق والذوبان في المطلق ونزوعك للاتناهي.. ألا ترى أثار القحط في عريي وانكشافي ونضوب ينابيعي فلا تندب زمنا ضائعا ولى وغاب في أعماق النسيان ولا تجهد ذاتك في شق الصخر ونحث الريح وركوب الموج أو السحاب فما عاد فيض عين الجود ببذل المجهود ولا في سياحة الألوان ارتقاء بالأحوال، أفق من غفوتك وذهولك وقل ذاك كان زمانه وزمان اليوم زمان غيرك وإن ارتعشت يدك وانقلب عليك الفنجان، فعذوبة القهوة في ارتشاف سواد عصارتها وإن تعب الفؤاد ودوت آهاته حتى رقت الحيطان."
    المصطفى سكم


    *****************************************************



    يتناول الكاتب في هذا النص قضية اجتماعية دينية؛ حيث يتطرق لموضوع التصوف من بابه العريض.. ولعل قضية التصوف تعدّ اليوم من أحاديث الساعة لأن كل الدول الإسلامية بدأت تشجع التصوف...

    ونجد الكاتب هنا ينطلق من عنون "اختفاء قلب"، مما يجعلنا نتفحص هذا العنوان جيدا فنلاحظ أنه جاء نكرة ليفتح أمامنا عدة تأويلات، منها: هل اختفاء قلب الشيخ؟ أم اختفاء قلب المريدين؟ أم اختفاء قلب بطل القصة؟ أم اختفاء قلب العوام؟ أم اختفاء قلب الكل؛ إنما هناك مفارقات بين كل اختفاء؟

    فما يجعلنا نعدد التأويلات هو "النكرة" و "الإضمار"...

    ونلاحظ كلمة "اختفاء" وردت على وزن "افتعال"، مما يسوقنا نحو مفهوم سنحدد معالمه من خلال قراءتنا للنص.



    نلاحظ الكاتب في الفقرة الأولى كيف تطرق لموضوع البحث عن "الأنا" الذي ربطه بالسببية؛ ثم نلاجظ جيدا كيف وظف المصطلحات ببراعة وذكاء وحنكة.. {دق الباب / هرعت أناي من ذاتي / انفجار / لتكتشف / الطارق / الزقاق الضيق / تسأل أناي عن ذاتي / غاب الجد / انتزع من عالمنا الممكن...}، فدق الباب هو اللحظة السببية التي يحصل فيها الانفجار لاكتشاف الطارق الذي هو فطرة الإنسان عندما تستيقظ وتتيقظ.. والزقاق الضيق هو هوى النفس في الحياة الدنيا؛ أي عندما يكون الإنسان في ضيق وتتحرك فطرته لتلهمه بالبحث عن نفسه.. غياب الجد؛ نلاحظ كلمة "الجد" وظفها الكاتب توظيفا جد مكثفا، حيث يقصد بها في آن واحد غياب "الجدية"، غياب "أبو الأب"، غياب "السلف الصالح"...

    ونلاحظ في كيف استطاع الكاتب أن يصور لنا المفارقات بين أب يريد التمدن والحضارة والعصرنة، وجد يريد ما كان عليه السلف الصالح، وأنين الجدة التي تحتار بينهما...



    أما في الفقرة الثانية فيغوص بنا الكاتب قي بحر حنان الجد ووجدانه وفنائه.. كما يصف لنا كيف كان يتتبع خطواته ويتصنت عليه وهو في زاويته يحدث مريديه حتى أثر عليه فأصبح في ذاكرته معلقا كما تعلق الصور في الألبوم...



    لكن في الفقرة الثالثة نلاحظ الكاتب أنه قد مسح كل شيء من ذاكرته وخرج ليتحرر لكنه سرعان ما شعر بفراغ في جسده.. إلا أن الفراغ قد امتلأ بإلهام أبان له نعم الله الظاهرة والخفية التي تحركها قدرته العظيمة...



    * التناص

    نجد هنا التناص واقع اجتماعي ديني عقائدي طقوسي.. يصب في مجال التصوف.. والتصوف مسألة بين منكرين عليه، ومن اتهمهم بالشرك والزندقة، وبين من أنصفه حق الانصاف.. ورغم كل الأفكار المتعارضة فالتصوف بات حديث الساعة...



    * الطابع الديداكتيكي

    نلاحظ أن الكاتب تناول أسلوبا سهلا من أجل بلوغ الهدف الوجداني.. كما نستنبط النزعةى النفسية التي اكتسبها الكاتب في طفولته مع جده الذي كان شيخا لزاوية أحد الطرق الصوفية...



    * التكثيف

    ينطلق الكاتب من العنوان، إلى كلمة واحدة، إلى جمل ومعاني في تكثيف متنوع وبدقة...

    - التكثيف البنائي:

    نلاحظ أن الكاتب عمل في النص على الحذف، والاختزال، والإيجاز، والإضمار، كما أم الترقيم لعب دورا هاما في السرد...



    - التكثيف الدلالي:

    نلاحظ الكاتب أن قد عمل على الإيهام، والرمزية، والسخرية.. في قالب يخفي المسكوت عنه بشكل واضح...


    - التكثيف السيكولوجي


    نلاحظ هنا الكاتب عمل على تفكيك شخصه إلى: "الأنا" و "الذات"؛ وجعلهما يتحاوران...


    - التكثيف البنيوي


    نلاحظ أن الكاتب تطرق إلى قضية التصوف منطلقا من الذات ليصور الوافع الصوفي الذي أدار الكثير ظهره له، أو تنكر له... فجعلنا نفهم أن هناك شيئا يخفى علينا وجب علينا البحث في أعماقه وتتبع آثاره والإصغاء إليه لأنه ذوق وممارسة ليس علما يُكتب ويُفهم...

    * الترقيم


    لقد استعمل الكاتب في النص الفاصلة، والقاطعة، والنقطة، والثلات نقط، والنقطتان العموديتان، والشرطة للجملة المعتضرة ولفصل المتحاورين، وعلامة الاستفهام، والمزدوجتان العلويتان؛ مما أعطى للسرد نكهة خاصة...



    * البنية

    لعل الكاتب كان بارعا في التكثيف، والإضمار، والرمزية، والإيجاز، والترقيم، والاخنزال.. مما جعله ينسج حبكة النص بسرد له بصة خاصة بالكاتب...



    * المقاربة

    حاول الكاتب تقريب معنى التصوف بين مأيديه وأصحابه، والمتنكرين عليه، أو الذين لا يعرفون عنه شيئا... في سرد حدد مفهوم ما بعد البنيوية للمعنى والتأويل.. وكان دليله القاطع هو أن السارد بطل القصة...




    * المفارقة


    نجد الكاتب قد تناول عدة مفارقات بين تلك التناقضات الظاهرية بين جده وأبيه وجدته؛ وإضمار تنكرات الكثير من المجتمع الاسلامي على التصوف... وكانت المفارقة في النهاية رائعة حيث أن بطل القصة عندما حاول أن يبتعد عن جده الذي يرمز إلى السلف الصالح.. حصلت له لحظة الإشراق فتحركت فطرته وتجلى له القلب الذي كان يختفي عليه...



    * الشخصيات

    لقد اعتمد الكاتب على الشخصية الرئيسية التي فسمها إلى قسمين: "الأنا" و"الذات"؛ فيجعلها تتعارض وتبحث وتتفاعل إلى أن صارت شخصية سوية لأنه استطاع أن يخاق في النهاية توازنا مع نفسه، أي بين تلك "الأنا" والذات"، أو بالأحرى بين "المادة" و"الروح".. وشخصيات ثانية جعلها تتعارض مع شخصيته حيث الأب شخصية مضطربة، والجدة شخصية مترددة، والجد شخصية زاهدة...



    * الرمزية

    لقد استعمل الكاتب رمزية ساهمت في تكثيف النص ببراعة.. وقد تنوعت الرمزية ما بين المصطلحات الأدبية، والصوفية، والفلسفية...



    * الوصف

    نلاحظ أن الكاتب قد استعمل الوصف المكثف مما زاد للنص رونقا وجمالا...



    * الخيال

    لقد برع الكاتب في تصوير رسالة وفكرة في تصوير سيرة ذاتية في قالب قصصي اشتمل على أغلب ممزيات وأركان القصة القصيرة...



    قراءة للنص من زاوية أخرى

    يريد الكاتب أن يوصل رسالته إلى المتلقي حيث يحاول أن يقربه من مفهوم التصوف، فيغرس في ذاكرته، أو يمنحه صورة ليعلقها في ألبومه من أجل البحث عن التصوف؛ لأن البحث عن التصوف هو البحث عن "الأنا"، أي النفس، ومن عرف نفسه فقد غرف ربه؛ كما ورد في الحديث الشريف.. هذا البحث عن "الأنا" عندما يُعرفك بنفسك تنتقل إلى مرحلة الإشراق أين تتعرف على نعم الله؛ حيث كل نعمة رأيتها ترى فيها الله، أي تفهم القوة والعظمة والإرادة... التي تحرك تلك النعمة فيلج قلبك الاطمئنان واليقين... كما يوصل لنا الكاتب أن طريق التصوف ليس علكا يؤخذ من الأوراق بل هو ذوق وممارسة... ودليل صدقه هو تجربته التي حولته من جسد فارغ؛ إلى جسد في قلب كان يختفي عليه فأصبح نابضا؛ كان يسوده الظلام فلأصبح مشرقا...



    قصة رائعة مبنى ومعنى؛ دمت مبدعا متألقا..





    بقلم: محمد معمري

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    سميرة بورزيق
    قاصة ...مشرفة
    قاصة ...مشرفة
    سميرة بورزيق


    عدد الرسائل : 227
    العمر : 42
    Localisation : مراكش
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011

    اختفاء قلب Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اختفاء قلب   اختفاء قلب Emptyالأربعاء مايو 18, 2011 1:03 pm

    لا اعرف لماذا اعيد قراءة قصتك ايها السكم في كل مرة ازور فيها هذا البيت الذي يأويني

    اتملى فيها كككككأني ابحث عن شئ لا أعرف ماهو, ابحث ربما عن نفسي فيها,هكذا اعتقدت ,في البداية لكن في كل مرة اقرأها اطرح نفس السؤال : من انا .؟

    انها فعلا فصة لن اقول عنها انها رائعة بل هي اكثر من ذلك انها تفتحك على الوجود , على التساؤل , انها على غرار "باب الحيرة ليحيى القيسي" حيرة وجودية
    الف تحية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    اختفاء قلب
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » قراءة في قصة "اختفاء قلب" للكاتب المصطفى سكم

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: القصة القصيرة-
    انتقل الى: