كانت مدللة والديها كونها وحيدتهما، و زهرتهما التي أنبتاها في بستان مسيج خوفا من كل العيون ، ترعرعت على الوحدة و الهدوء حتى خالت نفسها طائرافي قفص فخضعت لتلك الحياة، و تعودت على طقوسها المريرة التي كانت تكسر جمودها بين الفينة والأخرى بارسال تغاريد حزينة تزيد البيت كئابة و ظلاما. و في يوم من الأيام اهتدت البلبلة المسكينة الى وجود فجوة و عرفت أن الباب لم يتم احكام اغلاقه، ساعتها رقصت، غنت من الفرحة فخرجت من قفصها وجالت بأرجاء البيت وهي تشيد على أديم مخيلتها قصورا من الآمال و الأحلام. و هي على هذا الحال اصطدمت رجليها بشيء أوقعها أرضا فرأت والديها جثتين هامدتين على السرير....صرخت بأعلا صوتها حزنا أم فرحا.... لست أدري..... بعدها جربت أن تطير فضلت السبيل و عادت البلبلة شمطاء، هرمة تبحث في هياكل البيت عن رياح تقذف بها الى دفىء افتقدته منذ سنين.
