الشاعرة المغربية ريحانة بشير: لاطقوس لي عند الكتابة

عدد الرسائل : 873 تاريخ التسجيل : 11/04/2007

الشاعرة المغربية ريحانة بشير
</TD>

الشاعرة المغربية ريحانة بشير: لاطقوس لي عند الكتابة

العرب أونلاين- عبد الله المتقي

ريحانة بشير : شاعرة متميزة وملهوفة بالشعر وعاشقة له ومتموجة معها كما الماء ، استطاعت أن تلفت إليها انتباه القراء بقصائدها الجميلة التي نحتتها من فنن مورق .
وأنت تقرأ قصائدها تلفي نفسك بجزيرة زرقاء يسكنها ملحها صباح مساء ، شاعرة ريحانة بشير وممتلئة بالقصيدة .

صدر لها من قبل ديوان " قبل الإبحار" وقريبا سيصدر لها " مملكة الريحان " قسمته إلى جزأين بين الذات العاشقة ، والذات في ثوب اللغة القصيدة .
في هذا الحوار حاولنا أن نغوص بأسئلتنا في عالمها الذي لايتعب من وعثاء القصيدة ، فجاءت أجوبتها موشاة بالمتع وبالحلي والحلل.

* هاأنت تتقاعدين عن طواعية، لتتفرغي للقصيدة ، فكيف جئت إليها ، ومتى نشأت العلاقة بينكما؟

- لا أدري متى أوقدت نار الكتابة، فجأة ينفتح الشعر على حدود الخطر ليكتبني
ويصبح ضرورة في أهوال الطريق,نتصاحب كمراهقين نكتب عشقناصفاء وصدقا. الكتابة لازمتني منذ عرف قلبي العشق الأول. حيث الحلم أمانا نتسلقه بعذوبة ,أحب أن أكون في الجانب المظلم حيث كل الأشياء غير مرئية للآخرين ,لكن ما يسكنني يجعلني مغرمة منتشية بخلق ذاك المكان الذي لا ينتمي إليه غيري.أجدل من مساحة وجودي الخاصة وأتشرنق على وحدتي الصاخبة لأروضها كتابة.لاأكتب, أجدني بين الصفحة مندلقة منذ عرفت الشعر.

* ما نقطة بداية قصيدتك : قلق، فرح ، لحظة تأمل ، اضطراب..؟

- الشعر ضماد لجرحي النازف أقبل عليه, لأشفى مني هو صوت إله,عشق يسكنني كلما توهج الفرح ,أو توهج الحزن بداخلي. الشعر القصيدة إله ينسل ليلا يوقظني لأنصهر في جسده ماء. عندما يكتبني أطفو في دعة. هكذا عرفت الكتابة منذ عرفت جسدي في ذروة دفئه. وهذا الجسد حدس مرتقب

* أرى طفلا يحتل وجهك طوال الوقت ، ماذا تذكر ريحانة عن ملامح تلك الطفلة و خيال تلك الصبية التي كانت؟

- أنا الطفلة الأنثى ومدن الرخام ،مدينتي طفلة تجمع كل الأضداد، تتقمصني كلما اشتد الوجع وترحل جدلة كلما عانقها فرح ما، لكنها مسكونة بالغريب من الأكوان لتفتح الغامض والسري منها، طفولتي سراديب جميلة أنحتها مع أبي كلما ضاق بي رحم ،أو تكدرت نفسي ولازالت تشاغب بداخلي لأنها البياض في ريحانة.

* هل تخضع كتابة القصيدة عندك لطقوس معينة ؟

- لا طقوس لي معينة في مغازلة الصفحات البيض هي من تراودني عن نفسها فآتيها طائعة

* " قبل الإبحار" هو عنوان ديوانك الأول ، فما لون بحرك ، ما مدك ، ما جزرك؟

- برجي الحوت والبحر قدمت له أوراق هويتي يوم رميتها في حضنه ذات يوم ورحلت مبتسمة، بين المد والجزر أمكنة ملتبسة ،تستهوليني لأعانق سؤالها وأتموج داخل طحالبها لأخرج أشكالا أخرى مني ربما شعرا ،أو قصيدة واحدة منفلتة.

*الماء حاضر في قصائدك بكل أشكاله : مطر ، سقيا ، نهر ... كيف تكتبين هذا الماء؟

- نعم الماء له قوة الخلق في تعاريج القصيدة وهذه القوة الدافقة أتركها للنقاد لاستجلاب حضورها ، الماء الطهر الذي يتولد بحنايانا كأنه المؤمل ليحرقنا طهارة، هو لبوس من كل ما يشوب أرواحنا. الماء صفاء ومنها كان البعث لأجسادنا ،حتى ولو كان مهينا,الماء العالم الآخر المرتقب حيث تتلاشى كل المستحيلات التي يغسلها الماء المطر البحر النهر الرذاذ كل هذا يأخذني للتوالد داخل ماء الرحم حيث نتشكل ,.

* يمثل التصوف رافدا من روافد تجربتك ، نريد قليلا من البوح والتجلي في علاقتك بهذا العالم الروحي؟

- أسترجع مقولة عبد الفتاح كليطو كل كاتب يحاول إخفاء شيء ما. هل كانت اشعاري تربك المتلقي.؟ هل كان المقروء يبعدني عن نفسي؟ وكنت أعلم أن ما يكتب يقربني من شيءأعلمه جيدا لأن.

- المشي مع اللغة على الأسطر الضيقة بصفحة مارقة عن الأسطر يتطلب حروفا عارية وإلا تصبح الكلمات نفايات في مقبرة. ربما قراءتي الطويلة وبحكم تخصصي لكتب الفقه والسنة والتفسير,كان نتاجه هذه الكتابة البسيطة في العشق الإلاهي .

وكنت أهرب من الخطاب الصوفي في الكتابة لأني أعلم أن له دلالات ومفاهيم غاية في التعقيد, كالظاهر والباطن والحجاب والغرابة والسروكان المتصوفة يعتمدون على التفسير في شرح مصطلحاتهم, وكنت أروم في شعري لوحدة إيقاعية على علاقة جدلية بدلالاتها , رؤية كلية ترتقي بالشعر وبالصورة الشعرية لبرزخ الحب هذاالبرزخ قناة العبور بين اللغة ودلالاتها, مفرداته من العشق القرب التودد الوصال الحلم والرغبة والإشتعال الدائم .

ذات مرة سألني أحد الشعراء لماذا تبخسي المرأة في شعرك تجعلينها تتودد وتتوسل ود الرجل قلت له وما أدراك أني أخاطب رجلا ,فصمت.طبيعة هذا الحب هو حال من الأحوال إن أمكن القول تجلياته كما أسلفت الشوق والبعد القرب التوسل والأنس السكر حد الصحو وهناك استعمال الرمز الشعري الذي يكون للرجل الحظ الوافر, إذ هو استغراق كلي في ذات الإلاه بلذة حتى تختلط عندي أشياء .

* أنت ماطرة ياريحانة ، فهل من الممكن أن نعرف سر غزارة الكتابة لديك ، خصوصا في الآونة الأخيرة؟

- الدفق الشعري وهذا الهدير في الكتابة كما قال لي السيد نجيب الخداري هادرة يا ريحانة وهذا الهدير هبة الله .لايمكن أن نجعل القلم يكف عن استشهاده هو يحيا بهذا الدفق ويتجدد. وكنت دوما في حالة كتابة لكن لاأدون، لعملي ولظروفي الحياتية .لكن اليوم وبعد حصولي على المغادرة من سلك التعليم ،بدأت أكتب مافات وما خزنته من أعوام كأنني كنت أنتظر قطارا آخر أستمتع بمحطاته وبركابه غير الذي كنت أمتطيه.

* تربطك بالقصيدة علاقة حميمية ، حد أنك واياها اثناء الالقاء كما السحابة الملتوية، ما سر هذا الامتلاء؟

- عندما أقرأ قصائدي أسترجع لحظة الكتابة بصفاتها ومرجعيتها بفنائها وشطحاتها ، فيترنح الجسد في مجهوله ولا أدري كيف يخلق هذا التمازج بيني وبين القصيدة أثناء الإلقاء .وكما أقول في بداية القراءة سأنثر على ضفافكم بعضا مني ، وهي صورة حقيقيةلهذا الخلق بين القصيدة وجسدي بين الروح والجسد.

* هل تشعرين وقصيدتك بنوع من الاغتراب في زحمة هذه الأسماء ، وهذه القصائد؟

- لا أشعر باغتراب وسط هذا المزيج من الشعراء لأن الكلمة تميز كاتبها بنوع من الفرادة إذ تخلق للنص جدارية تؤسسه للخلود أو الإنقراض ،لهذا لايزعجني أن أكون وسط الكل الهادر لأن هناك موجات تعبر عن نفسها بخلق صوت قابل لكل القراءات ولا ضير فالأقفال الغامضة مفاتيح غامضة من جنسها ، ومتعة القراءة تبقى الرؤية النقدية الصحيحة بامتياز.

* ما مشروعك الإبداعي القادم ؟ هل ننتظر ديوانا جديدا ؟ ما خطوطه، ومناخاته؟

- الآن أحضر لطباعة ديواني الثاني مملكة الريحان يحتوي على 18 قصيدة وسيصدر قريبا إن شاء الله ينقسم إلى جزأين بين الذات العاشقة والذات في ثوب اللغة. القصيدة عادة أتريث كثيرا ربما سنوات حتى أباشر في إخراج عمل لحيز الوجود،وهذا الحذر يرهقني لأني أحب الشعر ويأخذني لجذبته وللتشظي ،وهذا يدفعني للتريث والنظر حتى يكون العمل متكاملا ، عاشقا ومعشوقا لي وللشعر علاقة مع الماء حيث يخرج من بين الصلب والترائب الأمر سيان فالكتابة مائية بقوة الفعل الدافع لها.

أشكر احتفاءك أخي اللغافي بموضوع الحوار المنشور بجريدة العرب اللندنية

يصفو الحرف بنبيل التفاتتكم دمت راقيا .

غاليتي ريحانة سعيدة بقراءتك هنا وفخورة بك ايتها الشاعرة الرقيقة
دمت رائعة

دوما تعبرين كما الماء الذي يغريني بالرقص
وانت الجميلة بضحتك اليافعة تنثرين ماءك هنا شكرا عزيزتي

» حين يتكلم الماء اصدار شعري جديد للشاعرة المغربية ريحانة بشير
» الشاعرة المغربية رشيدة فقري… في ضيافة المقهى؟؟!
» وفاة الشاعرة التونسية زبيدة بشير
» جمالية الكتابة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة
» وفاة عمة الشاعرة المغربية رشيدة فقري.