جرح في الذاكرة

... وكان يوما لن أنساه ..
تسلقنا شجرة لحضور مخاض بيوض طيورنا, ظنننا بسداجتنا الطفولية أنها
ستفقس بسرعة , انتظرنا كثيرا..
..سرقنا الوقت وتأخرنا عن المدرسة ,
لم ينفع ركضنا ولا استجداؤنا المارة
أن يركبونا دوابهم لتدارك ما فات من عطل ,علمنا اننا
سنواجه عقابا مريرا.
كنت أكثر ابناء عمومتي إحساسا
بفداحة الامر ,إذ لم يسبق لي ان نلت عقابا ,أفاخر بذلك كل ما سنحت الفرصة
كنت اقول لهم وانا منتفخة كالطاؤوس ,
اتعرفون لم لا أعاقب يا أغبياء ؟؟
فيتساءلون في عفوية لماذا؟
أجيب بأني استنفد شمعتين
مقابل شمعة واحدة لكل واحد منكم ,
اي استذكر دروسي مرتين ..واحرم نفسي من الحلوى كي لا اصفع على قفاي مثلكم ..
اعرف انهم لا يحبون اغاظتي
أنا البنت الوحيدة بينهم المتمدرسة من دوارنا القابع بين جبال الاطلس ..

أستادنا الخمار ,هذا كان إسمه , من شمال المغرب , ينطق الراء غينا ,
هزيلا ,صارما , يدخن كبركان ,
أشار إلي ما ان وقعت
عيناه علي وأنا أتخطى عتبة الفصل في وجل , أن تقدمي ,
واومأ لصبيين أن احملوها ,
لم ينطق بكلمة , السكون يهيمن على الكل
وكأننا كومبارس في فيلم صامت ..
في لحظة ,لم أجد الأرض تحت رجلي ,
وانهالت علي عصا الخيزران برتابة مملة ,اقسمت ألا
ابكي او أشتكي ..
وأظن أن أنفتي أثارت حفيظته
فكال لي الصاع صاعين ..
مرت الايام ,واندملت جراح عجيزتي ...
لكن جرح
كبريائي بقي ينز ....




نبذة من مسودة سيرة ذاتية
بعنوان نافذة على الماضي.
يتبع...