جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u10قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn11قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u11قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u12قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 81038210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 81981210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u13قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 87013610قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn12قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u14قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn13قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn15قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح K10قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn16قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn17قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 66299010قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 80024311قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 67498510قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 54008911قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 67403510قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79937110قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79508010قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79444710قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79148210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 80642710قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79242810قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 80065210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79268110قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79023210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 81345410قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 80249210قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Mock_u10
قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    باسل بزراوي
    شاعر من فلسطين
    شاعر  من فلسطين
    avatar


    عدد الرسائل : 109
    Localisation : فلسطين - جنين
    تاريخ التسجيل : 11/09/2010

    قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح Empty
    23032011
    مُساهمةقراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح

    قراءة نقدية
    لقصيدة " الشعر ينظمني" للشاعر باسل بزراوي

    بقلم الأديبة الناقدة منجية بن صالح_ تونس.
    للكلمة جمالٌ يدخلك عالمَهُ, عالمَ الصمتِ حين تختفي فيه ملامحُ الصورة والاسم والرسم, ولا يبقى سوى المعنى وألوانهِ القزاحية, يغمرُك بهاؤها فتفترشُ نفسَك و تلتحفُ روحَك حتى تستطيعَ اختزال روعتها التي تتخلّلُ وجدانك وتتربعُ على عرشِ قلبك. هكذا تعيشُ أجملَ معاني الحبِّ الذي يختفي أمامَه الزمانُ والمكانُ لتكونَ في عالمٍ له أبعادٌ غيرُ محدودةٍ وكأنك تعيشُ المطلق الذي يلغي وجودَ الكلمةِ ليبقى فيك معناها الذي يكون له جناحٌ ملائكيٌّ يحلّقُ بك في سماءٍ أنت اخترت التواجدَ في فضائها.
    هكذا أختارُ موقعي في عالمِ الكلمة التي تغريني بقراءتها وتستدرجُني إلى فضائها المشبع بالجمال البحت, عشقي لها يجعلها تسكنني وتغازلُ نفسي المتعطّشة للحب والألفة والتواصل الواعي بأهمية الكلمةِ الصادقة النقية في حياتنا وعلى أرض وجودنا الذي يؤول إلى اللاشيء بدون الحب.
    ألتفتُ حولي لأجدَها تكتبني وتطفو على صفحتى لتعودَ و تغوصُ في أقاصي أعماقي وكأنها تبحثُ عنّي لترسمَ بالقلم ما تثيرُه القراءةُ في بحرِ وجداني المتيم بحبِّ الكلمة والمعنى, ربما لأنه تذوق حلاوةَ روعتها فعشقها واحتضن وجودَها وألف دلالاتها التي تعمّقت في روحي, وصارت جزءاً من حياتي.
    هكذا وجدتُ نفسي كلمةً بين كلماتِ الوجود أقرأها لتقرأني, إخالُ نفسي أدوِّنُ وجودَها على صفحاتي البيضاء فأجدها تكتبني وكأنها روحٌ تحركُ قلمي كما المشاعر التي تشكل أمواجَ بحري ليكونَ لها مدٌّ و جزرٌ.. هدوءٌ وحركة متناغمة على أرضِ الشاطئ الذي يحتضن أرضي العطشى المتأملة الحالمة في عالم الجمالِ وروعة الكلمةِ التي تشفُّ وترفُّ لتجعلَ من الصدقِ قصيدةً ومن الحبِّ أجنحةً تأخذك إلى عالمٍ غيرِ محدودِ الأبعادِ فتكون كطائرٍ ليس كالطيور مقرُّهُ أرضُ و فضاؤُهُ سماء.
    هو الحبُّ الهادرةُ أمواجُهُ فينا يبحثُ عن التحررِ والانعتاق من نفسِ كبلها الهوى وجعلها تعيشُ معاناةِ الواقع وآلامِهِ المتجددةِ فينا عبرَ الزمان والمكانِ لتجعلَ من الإنسانِ أسيرَها الذي لا يقدرُ على التحرر والانفلاتِ منها حتى يعرفَ معنى الحبِّ الحقيقيِّ, هذا الملكُ المتربعُ على عرشِ القلبِ الذي ينبضُ فيه, وبه تعصفُ في عرشهِ أهواؤنا المتقلبة أسيرةَ تردّينا في مستنقعِ النفسِ وطموحاتها الأرضيّةِ المتدنية والتي تفقدُ الإنسانَ هُوِّيَتَهُ لتجعلَهُ يُشبه كائناتٍ أخرى, ولا يستطيعُ التواصلَ مع روحِهِ الناطقةِ بأروعِ مشاعرِ الحبِّ بالحرفِ والكلمة النقية الندية التي تبدو كأنها وردة تفتحتْ على نسَماتِ الفجر لتستقبلَ قطرَ نداه بشوقٍ يملأ عليها حياتها.
    يمكنُ للبعضِ أن يقولََ ما هذا الحبُّ الذي تتحدثينَ عنه؟ فهو غيرُ موجودٍ, وإن وُجدَ فمكانُهُ الخيالُ المحلقُ في سماه ولا مكانَ له على الأرضِ! أقول إنّ الخيالَ يستقي مفرداتِه من الواقع, وكلّما كانت الكلمةُ صادقةً ومشاعرُ الحبِّ هادرةً في بحرِها فإنّ الكلمة تُمعنُ في الدفاع عن وجودها وتُغرقُ كلَّ كذبةٍ أرادتْ أن تتجملَ وكلَّ كلمةٍ أرادت أن تتزيّنَ برداءِ الكبر والرياء لتسكنَ بُعدها وترتمي على الشاطيء لتغفو بين أحضانهِ وتهمسَ للأرض بأجمل مفرداتِ الحبِّ والعشق التي أضناها الفراقُ,وأرّقها البعدُ والحرمان, وهي ذاتُها المسافرة عبر زمانِ كلِّ إنسانٍ ومكانهِ مادامَ أنّه أقرَّ وأعترفَ أنَّ له قلبٌ تربعَ على عرشهِ الحبُّ وأقامَ مملكتَهُ على كيانهِ لتمتدَّ أطرافُها على أرضِ الواقعِ ليصبحَ الخيالُ حقيقةً والحقيقةُ واقعاً .
    هكذا وجدتُ نفسي في بحرِ الشعرِ, يَكتبُني مدادُ كلماتِهِ وأنا أقرأ قصيدةَ " الشعرُ ينظمُني" للشاعر الكبيرِ بكلمتِهِ الصادقةِ الوفيّة للوطنِ "باسل البزراوي" الفلسطيني الهوى والهوية.وهي القصيدةُ التي تضمّنها ديوان" صليلُ القوافي" الذي صدرَ عن المركز الفلسطيني للثقافة والإعلام في جنين قبل أيام قليلة أي في منتصف شباط 2011, وهو لمجموعةٍ من شعراءِ جنين ونابلس, ومن الجدير بالذكر أنّ الشاعرَ غيّر عنوان قصيدته فقد نشرها تحت عنوان "وغزلتُ من نبع السحاب" .
    يقول الشاعرُ وهو يتحدث عن نفسِه وكأنه يتحدثُ عن تجاربِ كلِّ من عشق الكلمةَ الصادقةَ الوفيّة في مبناها ومعناها, فتحيا بها نفسُه ليحيا بها غيرُهُ.
    أنا لم أكن أهذي بهنّ وأهذرُ
    وأبـوحُ مـا كـنّ الفـؤادُ وأنثـرُ

    فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهـوَةَ ال
    الشعرِ الجريحِ .. وموجُـهُ يتفجّـرُ
    يُعبِّر الشاعرُ عن نقاء كلماته ,فهي لا تتجملُ وهو لا يهذي بل يبوحُ بما يكنّه فؤادُه من مشاعرَ نازفةٍ, فالشعرُ جريحٌ له أمواجٌ تتفجرُ من الأعماق لتكسوَ أرضَه وتغطي ربوعَها ..تعلنُ عن وجودِها في المحيط الطبيعي والإنساني .فاضَ ألمُهُ ففاضت جراحُه وجعاً وحزناً, حملتها أمواجٌ عاتية لتلقيها على شطآن الوطن.
    و يقول الشاعر:

    غازلتُ موطِنِيَ الحبيـبَ وهاجَنـي
    عشقُ الربـا وجراحُهـا تستنفـرُ

    ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَـةً
    تشـدو بأحلامـي وحلمـي يكبـرُ

    وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي
    ومنَ الهمومِ شربـتُ مـا يتعكّـرُ
    إيمانُهُ بوجودِ مملكةِ الحبِّ التي تعتلي عرشَ كيانهِ يجعلُهُ يغازلُ أرضَه, فهي حبيبته .يهيجُ عشقه عند رؤيتها وهي جريحةٌ تنزفُ, فمن لا يعرفُ مذاقَ الحبِّ الكامنِ فيه لا يستطيعُ أن يبوحَ بكلماتِ الغزلِ ولا يقدرُ على نسجِ خيوطِ العشقِ ليرتقَ بها فتقَ كلماتٍ عبثَ بها الهوى . يركبُ الشاعرُ صهوةَ الشعرِ ليركضَ به الخيالُ الجامحُ ويأخذهُ إلى مناطقَ تستحيلُ على الواقع ليكونَ العشقُ حاضراً, وهو ينسجُ له من الترابِ ربابة تشدو أعذبَ الألحانِ فيكبرُ حلمُهُ الذي جعلتهُ الجراحُ جنيناً لا يقدرُ على تغييرِ الواقعِ أو السيطرة عليه .
    للشاعر قدرةٌ فريدةٌ على تشكيلِ الخيالِ واختراعِ المفرداتِ التي ترسمُ حلمَه بريشةِ فنانٍ حذقَ رسم السطورِ والألوانِ بالكلمة التي عشقَ وجودَها فأطاعتهُ وجعلت لرسومِه روحاً تحلقُ بك في سمائها فتراه يبحرُ في حزنهِ لينسجَ من نوحِ السحابِ قصائدَ العشق الفلسطيني, وليشربَ هموماًَ بها مزاجُهُ تعكرَ حتى لا تغرقَ أرضُهُ الحبيبة أو ربما قاسمَها الهمَّ الذي تعانيه وأدمى جراحَها ليخفف عنها.
    و يقول الشاعر:
    وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى
    وبكيتُ من أطلالهـا مـا دمّـروا

    وحملتُ في القلب الصغيرِ مواجعي
    وعلى جناح النسـر ليلـي مُقمِـرُ

    فمنَ العيـونِ الدامعـاتِ تخالُنـي
    أمتاحُ ما يوحـي القصيـد ويُثمـرُ
    و ينتقلُ الشاعرُ من حبِّ الكلمةِ الشاعرةِ في القصيدِ وبحورِه إلى حزنِ يغمرِ وجدانهِ لأمِّ كيانِه ألا وهي فلسطينُ التي يحتضنُ وجودَها صدرُه فينبضُ لها قلبُه حباً ووجعاً يجتاحُه لتدمعُ مآقيه لما يصيبُها من دمارٍ ومع كلِّ هذا الألم يبقى شامخاً كليلِه الحزين المحلّقِ على جناحِ النسر. فالجراحُ تدمي القلبَ ولا تكسرُ الهامة بل تجعلُها مرفوعة القامَة ليكتبَ الشاعرُ صدقَهُ ووفاءَهُ بمدادِ دمع أوجده على أرض القصيد و يقول:

    ومن الرياح العازفاتِ على الـذرى
    وقّعـتُ أغنيَتـي وصوتـي يهـدُرُ

    مـاذا أقـولُ وقـد رأيـتُ بناتنـا
    تمضي إلى ساح النضـالِ وتبحـرُ

    وعلى اخضرار جراحهنَّ تبسّمـت
    حُمـرُ الفجـاجِ وليلُهـا مُتعسّـرُ

    وكأنّـهـنّ عـنـادلٌ وسنـابـلٌ
    وكـأنّ صُبـحَ وجوههـنّ البيـدرُ

    وكأنّهـنّ لنـا فلسطيـنُ الـتـي
    رفلـتْ بأعـراسِ الشهـادة تُبكِـرُ

    أترونَنـي غَـزِلاً بطهـرِ مليحـةٍ
    ودموعُها مثـلُ الفـراتِ وأغـزَرُ

    من حبِّ الكلمةِ والقصيد والوطن والحبيبة "فلسطين" ينتقلُ الشاعرُ إلى ذكر بنات مسقط رأسهِ بصوته الهادر أمام مشهدٍ ألِفَ وجوده لأنه يتعايشُ معه فيؤلمُه ويدمي قلبه الجريح ولا يجدُ ما يقول أمام صبايا تروحُ وتغدو أمامه وتحتلُّ ساحاتِ النضال الفلسطيني لتكون أرض الإنسان مقاومة على أرض الطبيعة ويسيل دم التراب على التراب صورة أتقنَ الشاعر رسمَها بدمعِ مآقيه وبكلماتِ الحب النازفة من جراح قلبه الصغير أمام الوجع الكبير وأمام حبهِ للأرض والعرض والناطق بالكلمة الصادقة الوفية والتي تجتاح بحورُ شعره لتهدرَ أمواجه العاتية وتعبر عن ثورتها على الظلم والاستبداد الذي يحاولُ أن يفرضَ نفسه ليصير واقعا مألوفا و مقبولا .
    هكذا تتداخل مفرداتُ المقاومة على أرض فلسطين الأم وعلى أرض القصيد لتكون هي نفسها لكن أدواتها مختلفة. رغم آلام الشاعر المتكررة أمام المشهد الفلسطيني يأبى شموخه وكبريائه أن ينكسرَ أمام طغيان الاحتلال وجبروته.
    صبايا المقاومة الفلسطينية وهن على ساح النضال يتميّزن بجمالٍ آخر لا تتمتع به كل النساء وكأنهن يكتسبنه من وجودهن المقاوم فيكسوهنّ رداء الشهادة بهاء آخر لا تعرفه بناتُ جنسهن على رقعة أرضٍ غير مقاومة لنرى الشاعر ينسج لهن أجمل رداء غزل تعرفهُ القصيدة الشاعرة بهذا الوجود الجمالي الراقي و الذي يسمو بالكلمة الغازلة المتغزلة بصبايا فلسطين الأرض والأم الحبيبة ليقول لنا أن للألم جمالاً تذرفهُ دموع القلب المحب للوطن والشهادة وأرض الصمود فالمرأة هي الأرض والأم الولادة والصبية الجميلة التي يحيك لها الشاعر أحلى غزل يلف وجودها لأنها أرضُ عشقه الشهيدة والشاهدة على كل زمان ومكان ولأنها أيضا أرض الخصوبة والعطاء لأجيال الفداء.
    و يقولُ الشاعر مسترسلاً في الإفصاح عن أجمل مشاعر الحب التي يفجِّرُها الوجعُ الدفينُ في ذاته :

    واللهِ إنّ بـيَ المشاعـرَ أورقــتْ
    وبيَ المعانـي الصاديـاتُ تُغَـرّرُ

    وعلى ندى قلبي الصغيـرِ تربّعـتْ
    أغلى قصائـديَ الشفيفـةِ تسكـرُ

    أرخت ضفائرَهـا هنـاكَ وهاجَهـا
    وجـدٌ دفـيـنٌ نــارُهُ تتسـعّـرُ
    و يطفو بيتُ القصيد على بحر وجدان الشاعر ليرسمَ أرقَّ الكلمات والأحاسيس وأعذبها, ويقسم بأن شجرة مشاعرِه أورقت أمام مشاهد العز ليكون الشجرة التي تثمرُُُ كلماتٍ تغذي العقلَ والروحَ وتبث روحَ الكرامة وتستلُّ سيفَ الشجاعة والإقدام من غمدِه فتدوِّي الكلمةُ المقاومة في أرجاء القصيد, فهي المحملة بقوة الوجع و دفقِ أمواج بحر الحب الهادرة فيه والذي يغرقُ عند ثورتهِ الأرض ويدافعُ عن العرض.
    يا له من سلاحٍ تجاهلنا وجودَه وما رأينا فيه إلا شقه المسلح. وها هو الشاعر يجعلُ من كلماته سلاحاً يصيبُ الوهن والخذلان في المقتل ليكونَ لشعرُه إشراقة حبٍّ ملائكيّ السماتِ, روحاني الوجود يرفرفُ في سماء فلسطينَ يحتضنُ الأرضَ والعرضَ, ويحتضنُ الوطنَ ويحمي وجودَهُ كما يحافظُ الرجلُ الهمامُ على شرفِ بيته..
    الكرامةُ والحبُّ عند الشاعرِ وحدةٌ لا تتجزأُ لكنّ مظاهرَها تتعدَّدُ لتكونَ هي الوطنَ والأمَّ والصبيَّة وفلسطين والكلمة والقصيد تتشكل بكلياتها في وجدانه لتتفاعل في خياله ويسمو بها إلى أبعادها الحقيقية حتى لا تتجزأ بل تصبحُ كلاًّ يشكل وحدة متناغمة لا تنفصم عُراها فهي حية في كيانه وعلى أرض وطنه والقصيد وفي فكر المتلقي وكأنها تنفخُ الحياة فينا ليقول لنا الشاعر أن الكليات إذا تجزأت فقدت حياتها وأصبحت جثة هامدة, لكن الشاعر يأبى إلا أن يجعلَ كلماته تنبضُ كقلبه المحب العاشق عندما تحتضنُ جفونه مرأى حبيبته يحيا بحبٍّ ليحيا شعره ويبث روح المقاومة في القاريء .
    هكذا تكونُ الكلمة سلاحاً مقاوما يخترق الزمانَ والمكان ولا يبلى مهما جارت الأيام ومهما استعمل الأعداءُ من أسلحة فتاكة لقتل هذه الروح ويقولُ الشاعر في هذا .
    السياق

    أنا رغم أيّامـي الثقـالِ وجدتنـي
    روحي تهيمُ ولونُ قلبـي أخضـرُ

    فالحبّ يُبحـرُ فـي دمـي وكأنّـه
    خمـرٌ يُعاقرُنـي وربـعٌ أخـضـرُ

    تمتـاحُ منـهُ الفاتنـاتُ حنيـنَـهُ
    ويبوحُ ما يُشفي الصـدورَ ويبهـرُ
    و يجعلنا الشاعر نبحر في شعره لنتذوق أجمل وأروع المعاني التي ترتقي بنا إلى فضاء ملائكيٍّ يعرّجُ بك إلى عوالم أخرى نفتقد وجودَها أو نعجزُ على التواصل معها لمحدوديّة العقل, لكن الشاعرَ يجعلنا نتفيأ ظلالها على أجنحة رفيف الكلمة و التي تحلق في سماء الخيال اللامحدود الأبعاد لتجعلنا نستكشف وسعاً ليس له مدى و لا يحدُّه حد .
    فكلّما زاد حزنُ الشاعرِ زهتْ ألوانُ الحب فيه وأورقت خمائلُه . يبحرُ الحب في دمه ليكونَ له شطآن وربوع خضراء يغرق الفاتنات في بحر حنينه وتبهر القلب روعته وكأن للشاعر مخزونا من العواطف والأحاسيس الجياشة تطفو على سطح أرض الطبيعة والإنسان والقصيد ليتوحد الحب فيه وينظمه الشعر أبياتا تسكن الروح وقوافياً هي موجُ بحر الشعر وإيقاع يرسم خطو المشاعر على أرض القصيد و يقول لنا الشعر الناظم والمختزل لكيان ملاك الشاعر الإنسان على أرض الحب و القضية

    فالشعرُ ينظمني ويكشـفُ لُجّتـي
    فأنـا المتيّـمُ والقصيـدة مِجهَـرُ.

    هيَ مبدئـي ومنارتـي ومحجّتـي
    وهيَ الهوى الساري بقلبي يهـدرُ

    وهي اختلاجُ الروحِ , مَربَعُ صبوَتي
    وهْيَ الحِمى وهْـي البهـاءُ النيِّـرُ

    وهيَ الكرامةُ ..لا تنـازُلَ عنهمـا
    صِنوانُ روحي والنجيـعُ الأحمـرُ
    و تنعكس الآية عند الشاعر ويصبحُ الشعر هو الذي ينظمه لتتخلق الكلمات وتصبح القصيدة عقد لؤلؤ يخلبُ الألباب بروعته يتصدر دواوين الشعر ويضفي عليها من جماله ونوره المشرق على حدقات القراء فهو المتيم والمحب الولهان تكتبه القصيدة لتجهر بما استعصى على الشاعر البوح به بلسان البيان, فللقلم ريشة لها ألوان الحب وعطره الذي يحتضن ربوع أرضه ليغفو بين خمائلها وفي جدائل الصبايا في ساح المقاومة.
    الشاعر المتيم بحب الكلمة يجد نفسه أمام شعر ينظمه ليقول لنا أنَّ سلطان الشعر استحوذ على وجدانه وبيانه وأصبح مبدأه ,منارته ومحجته والهوى الذي ملك قلبه و عصف ببحره الهادر على أرض وطنه, فالقصيدة اختلاج روحه, وهي الحمى الذي تلتجئ إليه كلماته وأيضا كرامته التي يستميتُ في الدفاع عنها بقلمه المقاوم على ساح صفحاتِ القصيدة التي تختزل كلَّ مشاعر الألم لتفجر ينابيع حب قلبه أين تكمن روح أرضه لتصبح الكلمة جمالا يشرق ضياؤها في ربوع الوطن الكبير تشعل جذوة المقاومة في الفكر لتحرك الساعد وتستنهض الهمم الغافية.

    هكذا تصبح القصيدة روحَ الشاعر والفاتنة المحبة والملهمة ومحيط الحب الهادر السابحة فيه بحورُ شعره . تشرق شمسُهُ على تراب الوطن وتمتلك ناصية القلم ليكتب أرق المشاعر ويرسم أجمل لوحات العشق والهيام بطبيعة الأرض والإنسان ويمتزج التراب بالتراب ليكون الوطن شامخا على ضفاف بحر القصيد يسرج خيولَ خيال القوافي لتنطلق محملة بأروع الكلمات ومعانيها تجوب أطراف الوطن الكبير تحلق في سمائه لتنشر عطر حب الكرامة و الإباء والفكر المقاوم بالكلمة التي توقظ كل من غفا فيه الوهن ونسي وجع الأمة ونزيف جروح الشهادة على أرض القضية.
    كنت معكم متأملة وقارئة لأجملَ مشاعر الحب المضمخة بطيب وقدسية الأرض الفلسطينية وأروع المشاعر الإنسانية التي تنفخُ الروح في الكرامة العربية.
    كنت معكم مع أروع الكلمات المحلقة في سماء فلسطين الحبيبة والقضية والصبية الفاتنة الأبية في صمودها في ساحات الشهادة والشموخ وأنا على أرض أمة إقرا وجدت نفسي بين كلمات الشاعر "باسل البزراوي" نقطة في بحور شعره سابحة مع أمواج قوافيه.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح :: تعاليق

    لا يوجد حالياً أي تعليق
     

    قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -
    » قراءة في قصيدة: تلك القصيدة /ل ليلى ناسيمي
    » قراءة في (قناديل الشعر الحديث)
    » قراءة عاشقة في قصيدة يا شمسنا العربية للشاعرة رشيدة فقري
    » قراءة في قصيدة انسلال ل محمد اللغافي
    » قراءة في قصيدة يا جسدي ل محمد بالبيضاء

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: قراءة في نصوص كتاب المنتدى-
    انتقل الى: