[الشعر والحب 2
يهواك ما عشت الفؤاد وان أمت يتبع صداي صداك بين الأقبر
:جميل بن معمر العدري القضاعي أبو عمرو...- 82 هـ / - 701 م
من عشاق العرب افتتن فجن بثينة من فتيات القرية وتناقل الناس أخبارهما وضرب المتل بهما كيف ذلك
شاعرأحب فكان عشقه سببا في شعره وموته أو العكس ربما شعره أودى به إلى عشقه وجهان لعملة واحدة سنحكي عن عشق من العصر الجاهلي كان سببا لمعصية الانتحار التي لاقاها جميل ابن معمر في عشقه لبثينة
اسمه جميل بن عبدا لله بن معمر لقب بجميل بثينة لأنه عشق ابنة عمه بثينة وهام بها مجنونا فلقبوه جميل بثينة ويروى في مناسبة حبه انه كان يرعى الإبل في مكان يسمى وادي بغيض فجاءت بثنية فنفرت إبله فما كان من المسكين إلا أن ثار وشتمها فردت عليه فاستملح عنفها عليه وأحبها ومضى يقول:
وأول ماقاد المودة بيننا بوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولا فجاءت بمثله لكل كلام يابثين جواب
ألفى هذا الأخير الجوى والهوى فقام بخطبتها من أهلها لكن شعره الذي قاده لحبها كان سببا في الرفض والعصيان لأنه شهر بحبه ومن الأشعار الجميلة التي قالها فيها:
تقول بتين لما رأت خيوطا من الشعر الأصفر
كبرت جميل وأودى الشباب فقلت بتين ألا فاقصري
أتذكرين أيامنا باللوى وأيامنا بدي جهوري
هكذا كان الشعر يهيم حبا وشعرا فيتغزل ويبكي ويتحسر ويشكي
حتى كان يوم جحيمه عندما زوجوها بغيره فما زاد الفراق إلا حبا وعذابا واستمر قول الشعر بها فشكاه أهلها إلى الوالي وهكذا حكم عليه بالإعدام فهرب من وجهه وراح يضرب في الأمصار حتى وافته المنية
ومات الشاعر وبقيت أسطورة حبه خالدة يضرب به المثل في العشق الذي أودى بصاحبه إلى الهلاك
ألا ليت ريعان الشباب جديد ودهرا تولى يابتين يعود
وما أنسى من الأشياء لأنسى قولها وقد قربت نضوي أمصر ترديد ولاقولها لولا العيون التي ترى لزرتك فاعدرني فدتك جدود
وان قلت ردي بعض قلبي لأعيش به تولت وقالت داك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيد يبيد
هكذا كان الشاعر يرتمي بين نيران العشق المعذبة فما هوعاقل وماهو عاشق متصل لنتأكد من تيمة العشق الذي لا يودي إلى الوصال فالعشق الموصول عشق مادي زائل أما القصص الراسخة في تاريخ الشعري هي قصص شعراؤها تعدبوا من الفراق والهجري فما كان الا أن جنوا أو ماتوا . والشاعر عندما يستحيل عليه التواصل والوصال يكتفي بانتظار المنية حيث نلمس هدا في قول جميل :
ياليتني ألقى المنية بغتة إن يوم لقائكم لم يقدر
أو أستطيع تجلدا عن ذكركم فيفيق بعض صبابتي وتفكري
ولتبكيني الباكيات وان أبح يوما بسرك معلنا لم أعذر
ان حكاية جميل بلغت أقصى درجات العشق النبيل العفيف الدي لا يرتبط بالجسد حتى في تغزله كان حريصا على عدم الاساءة لها بغزل
فاحش رغم أن هدا النوع الشعري الغزل العفيف سوف لن يعرف تطورا كبيرا الا في مرحلة الشعر الدي قيل في العصر الاسلامي
وجميل المسكين رغم زواجها من شخص اخر ظل على حبه وعهده
فالنص الدي تم ادراجه فقد طلب منها أن ترحمه فقد بلي بها وحسبه داك الداء بل لقد أحرق الحب قلبه
وقد بلغت هده القصة القمة في دكر أخبارالعشاق دوي الشهامة والرجولة
ويحكى أن جميل رغم مالا قاه من أهل القرية الا أنه ظل يجهر بحبه لبتينة فكان يحاول لقياها بمنزلها بوادي القرى لكن القبيلة كانت تمنعه فحدرته بتينة فاستخفى وقال:ولو أن ألفا دون بتينة كلهم غيارى وكل محارب مزمع قتلي لحاولتها اما نهارامجاهرا واماسرى ليل ولو قطعت رجلي ووسط رجاء بتينة اضطر جميل أن يرحل الى مصر وفي مصر لقت روحه بارئها
يحكى أنه عندما أتاها الخبر راحت تقول : وان سلوا عن جميل لساعة من الدهر لا حانت ولا حان حينها سواء علينا يا جميل بن معمر ادا مت بأساء الحياة ولينها ه.
هكدا ادن فأخبار جميل وبتينة تملأ كتب الأدب والشعر
ويروى أن عبدالملك بن مروان دخلت عليه بتينة فلما راها قال لها : والله يابتينة ماأرى فيك شيئا مما كان يقول جميل .
قالت : يامولاي انه كان يرنو الي بعينين ليستا في رأسك وأنشدت تقول من شعر حبيبها:
ألا ليت شعري هل أبيتن بوادي القرىاني ادا لسعيد وهل ألقين فردا بتين مرة تجود لنا بودها ............
ويحكى أن اخر ما قاله جميل من الشعر ويهو يموت
يهواك ما عشت الفؤاد وان أمت يتبع صداي صداك بين الأقبر
الأشعار مأخودة من كتاب ابن رشيق العمدة طوق الحمامة ابن حزم الأندلسي