جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

رحلة الأمل Mock_u10رحلة الأمل Thumbn11رحلة الأمل Mock_u11رحلة الأمل Mock_u12رحلة الأمل 81038210رحلة الأمل 81981210رحلة الأمل Mock_u13رحلة الأمل 87013610رحلة الأمل Thumbn12رحلة الأمل Mock_u14رحلة الأمل Thumbn13رحلة الأمل Thumbn15رحلة الأمل K10رحلة الأمل Thumbn16رحلة الأمل Thumbn17رحلة الأمل 66299010رحلة الأمل 80024311رحلة الأمل 67498510رحلة الأمل 54008911رحلة الأمل 67403510رحلة الأمل 79937110رحلة الأمل 79508010رحلة الأمل 79444710رحلة الأمل 79148210رحلة الأمل 80642710رحلة الأمل 79242810رحلة الأمل 80065210رحلة الأمل 79268110رحلة الأمل 79023210رحلة الأمل 81345410رحلة الأمل 80249210رحلة الأمل 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
رحلة الأمل Mock_u10
رحلة الأمل Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     رحلة الأمل

    اذهب الى الأسفل 
    4 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    إبراهيم بوزبون

    إبراهيم بوزبون


    عدد الرسائل : 36
    العمر : 67
    Localisation : مراكش
    تاريخ التسجيل : 12/09/2011

    رحلة الأمل Empty
    مُساهمةموضوع: رحلة الأمل   رحلة الأمل Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2011 7:43 pm

    هذا ''نص''-محاولة يحكي رحلة عشتها منذ أكثر من ثلاثة وعشرين سنة . كنت قد ساهمت به في احدى المنتديات و نشر على حلقات بجريدة الأحداث المغربية الصيف الماضي. أتقاسمه هنا معكم متمنيا أن ينال اعجابكم.


    الزمان : ذات ثلاثاء ، من ربيع سنة 1988 ، على الساعة الثانية و النصف زوالا .

    المكان : العايديات ؛ وهي منطقة محسوبة على قطاع كلتة زمور ،
    موجودة على الحدود الموريطانية و تبعد عن مدينة العيون بحوالي 500 كلم
    جنوب شرقيا .

    الخبر : رسالة تلغرافية هذا محتواها
    '' من وزارة الصحة العمومية عبر القيادة الجهوية لمنطقة الجنوب
    . مطلوب من الطبيب ـ المجند (إـ ب) الحظور غدا الأربعاء على
    الساعة الثانية و النصف زوالا إلى مقر الوزارة بالرباط ؛ و ذلك
    قصد تَسَلٌُمِ قرار قبوله في سلك التخصص الجراحي و توقيع عقد مع
    الوزارة . و في حالة عدم الحظور ؛ فسوف يستفيد من يليه في لائحة
    الناجحين في مباراة ولوج
    سلك التخصص الجراحي ، من هذه الفرصة .
    ''



    بداية الرحلة :



    كان علي إذن ، أن أطوي ما يقارب 1800 كلم في ظرف لا يتجاوز 24 ساعة ، مع علامات إستفهام عديدة . ؟؟؟؟؟؟


    لم اتردد لحظة واحدة في ركوب المغامرة , بالرغم من وجود الكثير من المعيقات
    . أولها عدم توفري على ما يكفيني من النقود ( كنت اتوفر حينها على 130
    درهما فقط ) , فاقترضت من العريف (أ.ب) 300 درهم . العائق الثاني هو انني
    لم أكن اتوفر على وسيلة نقل خاصة فطلبت من العقيد (ع.م) توفير إحدى
    السيارات العسكرية '' جييب'' و فعل ذلك , لكنه قال لي سوف يوصلك السائق
    إلى مدينة العيون و بعدها عليك بالإعتماد على وسائلك الخاصة .

    وكان كذلك , إنطلقنا على الساعة الثالثة زوالا من يوم الثلاثاء وكان يلزمنا قطع ما يناهز الاربعمائة كلم في أقل وقت ممكن .

    بعد مرور حوالي العشرين دقيقة , لاحظت ان السائق لا يسوق بالسرعة التي
    كنت ارغب فيها , فقررت ان أسوق بنفسي , وذلك ما فعلت بعد أخد ورد معه .

    الان و بعد مرور ما يقارب العشرين سنة على هذه الاحداث , مازال صدى توسلات
    السائق لي بالتخفيف من السرعة , ترن في اذني , و حين اتدكر السرعة التي كنت
    اسوق بها و الخطر الذي كنت اضع فيه حياتنا , يقشعر جسدي . ناهيك عن ان نصف
    المسافة كان غير معبد و في صحراء صخرية . لكن على حال مرت بسلام خصوصا و
    ان الجو كان ملائما جدا و لم تصب '' الجييب '' بأي عطل .
    لنصل إلى مدينة العيون على الساعة السابعة مساء .

    توجهت مباشرة إلى القاعدة الجوية العسكرية بالعيون آملا في مصادفة إقلاع
    إحدى طائرات هرقل س 130 المختصة في النقل العسكري و التي كنت استقلتها
    عدة مرات في تنقلاتي بالمنطقة الجنوبية , لكن هذه المرة و لسوء حظي كان
    موعد الإقلاع مبرمجا ليو الخميس الموالي . فعدت لوسط المدينة علني أجد
    حلا لهذه المعضلة فخطر ببالي الذهاب لوكالة الخطوط الجوية المدنية و هناك
    اخبروني أن لديهم رحلة
    أسبوعية واحدة للدار البيضاء و مبرمجة ليوم الجمعة و حتى لو كان موعدها
    يناسبني فلم يكن بمقدوري حجز التذكرة التي كان ثمنها آنذاك السبعمائة
    درهم و التي لم تكن متوفرة لذي .

    قلت مع نفسي , لم يبق من حل إلا ركوب البر إن استطعت إليه سبيلا . فيممت
    صوب وسط المدينة و بالظبط ساحة ''سوق الجمال '' الشهيرة , حيث يوجد موقف
    ''سيارات الاجرة الكبيرة '' التي تربط بين المدن . بعد بحث مضني و تحت
    ضغط نفسي لا يطاق , عثرت أخيرا على سيارة تربط بين العيون و كلميم يعني
    مسافة 490 كلم . لكن كان علي ان انتظر حتى يكتمل عدد المسافرين و إلا كان
    علي أن أؤدي من مالي ثمن الكراسي الشاغرة , ففضلت الإنتظار , كالما أن
    ميزانيتي كانت محدودة و كنت أجهل ما يخبئه لي المستقبل القريب من مصاريف
    محتملة .

    في خضم انتظاري كم مرة راودتني فكرة , أن انهض و أقف وسط الساحة و أصرخ :
    وا باقا بلاصة وا باقة بلا Laughing صة , لولا احترامي لبدلتي العسكرية و
    شارة ظابط-طبيب التي أحملها . بعد نصف ساعة تقريبا , اكتمل النصاب . و
    حين بدأ الليل يرخي بخيوطه على المدينة , غادرت سيارة الاجرة العيون صوب
    كلميم و الساعة توشك على الثامنة مساء .

    بعد بضع كلمترات تذكرت أنني لم آكل شيئا منذ وجبة الغداء , لكن كان علي
    ان أصبر , الامر أكبر من بضع لدغات الجوع . نتيجة للضغط النفسي و الجوع لم
    أستطع الاستسلام للنوم . كما انني لم اتوقف عن النظر الى الساعة محملقا
    فيها لعدة دقائق متمنيا لو كانت لذي القدرة على ايقافها أو على الاقل
    النقص من سرعتها حتى اتمكن من الوصول في الموعد , و إلا سوف تتبخر كل
    أحلامي بان اصبح طبيبا-جراحا , كما ستضيع كل التضحيات و كل الجهود التي
    بدلتها للتهييئ لمباراة الولوج إلى التخصص الجراحي و التي مكنتني من
    الاحراز على الرتبة الثانية . ثم هناك الوالدة , رغم انها لم تكن تعلم بكل
    هذا , لكنها , أكيد سوف تتألم لي إذا ما أضعت هذه الفرصة , ناهيك عن
    تضحيات إخواني الذين لم يبخلوا علي يوما بالمساعدة و التشجيع .

    لكن اكبر هاجس ى كان يخض مضجعي هو ان هذه الفرصة سوف تمكنني من التدريب و
    التخصص الجراحي عل نفقة الدولة و إلا كان علي ان افعل ذلك على نفقتي
    الخاصة , الامر الذي كان مستحيلا .


    وصلنا (مدينة) كلميم على الساعة الواحدة صباحا من يوم الاربعاء . وضعت كلمة
    مدينة بين قوسين , لانها لم تكن لا بالمدينة و لا بالقرية و لا أظن ان
    أحدا من المعماريين كان يستطيع إيجاد مصطلح لتصنيف هذا المكان . الذي
    كان عبارة عن ''شارع'' واحد يعاني من إنارة تثير الاكتئاب , الكثير من
    المشردين و بعض بنات الهوى الرخيص . تصوروا ان بعضهم انذاك , كان يفتخر
    بتسميتها '' باب الصحراء '' ( شوف السنطيحة Laughing ) .
    من حسن حظي , لم اتوقف هناك سوى 15 دقيقة , ذلك انني عثرت على سيارة اجرة متوجهة إلى اغادير كانت على وشك الانطلاق .



    هناك فقط 200 كلم بين كلميم و أغادير , لكن هناك سنوات ضوئية بين المدينتين فيما يخص المعمار و الحركة الاقتصادية .
    و أنا أتجاذب أطراف الحديث مع السائق , و بعد أن علم بقصتي بدأ يسرع رويدا
    رويدا و دون أن يشعر الباقين بذلك , لكنه نصحني بأن ينزلني في إنزكان و
    هناك ستكون لذي حظوظا اكبر للعثور على سيارة أجرة أو حافلة تنطلق صوب
    مراكش , و تمنى ان نصل إنزكان قبل الخامسة صباحا و آنذاك سوف تكون كل
    الحظوظ بجانبي. توسمت خيرا من كلامه هذا , رغم الشكوك التي لوم تبرح
    تفكيري . كثيرا ما وضعت في حالات صراع أو سباق مع الوقت , لكن غالبا ما
    كنت أتحكم في قواعد اللعبة . و كثيرا ما سمعت عن السباق او التسابق مع
    الزمن . لكن هذه المرة لا أتحكم في أي معطى , اللهم إلا إرادتي و تصميمي و
    أملي . تذكرت ما كان قد قاله لي احد أساتذتي في اللغة العربية في سنة
    الباكالوريا , حين قال لي : يجب أخذها ولو بالغض . فقلت مع نفسي الآن كذلك
    يجب أن أصل في الموعد و لو بالعض .

    الرابعة و الربع صباح الأربعاء , محطة إنزكان الطرقية , رائحة الحريرة
    ممزوجة برائحة دخان الحافلات و السيارات و رائحة زيت الاسفنج المقلي تزكم
    الانوف , لكنني كنت مستعدا للأطل و لو كان ممزوجا بالبنزين نفسه , من شدة
    جوعي . إحتسيت حريرتي و التهمت اسفنجتين بسرعة , ثم عدت لبحثي الازلي عن
    سيارة أجرة متوجهة إلى مراكش , على ان تنطلق توا .



    كان الجو رطبا و باردا شيئا ما , وبدأت أمطار خفيفة تحجب قليلا ضوء الفجر
    القادم لا محالة . إنزكان مدينة صغيرة شيدت على هامش أغادير بعد زلزال
    1961 , لكنها لم تعرف تقدما إلا بعد 1975 , أي بعد إندلاع مشكلة الصحراء ,
    حيث أصبحت ممرا إجباريا لولوج المنطقة الجنوبية , مما احدث حركة تجارية
    أنعشت نسبيا المدينة . إنزطان كذلك كانت مسقط رأس العديد من الفنانين –
    الروايس المشهورين , و لعل أشهر أبنائها البررة هو عبد الهادي إيكوت ,
    رئيس فرقة إزنزارن العتيدة .


    لم يدم بحثي عن سيارة الاجرة طويلا , فبعد وقت قصير عثرت على طاكسي كان
    يستعد للانطلاق لكن مكانين شاغرين كانا ينقصان النصاب المطلوب , الشيء
    الذي ارغمني على تسديد ثمن تذكرتين و ذلك لربح المزيد من الوقت . و أنا
    أطلب من السائق ان يحاول إيصالي إلى مراكش قبل الساعة التاسعة صباحا (
    موعد انطلاق القطار من مراكش نحو شمال البلاد ) , امطرني احد الركاب بوابل
    من السب ممزوجا ببعض الوعض و النصيحة بختم أي كلام بعبارة ''إن شاء الله
    '' , حتى كدت ان أغادر السيارة حتى قبل ان امتطيها , لولا تدخل السائق
    لتهدئة الامور . اه لو تعلم يا هذا اسبابي و دوافعي , لذلبت من السائق ان
    لا يرفع رجله عن دواسة السرعة . على كل حال إنطلقنا حوالي الخامسة إلا بضع
    دقائق .

    و هنا اود شكر هذا السائق , إدا كان على قيد الحياة أو الترحم على روحه
    إذا كان ميتا . لقد كان في قمة الهدوء وتبنى قضيتي دون تردد او خوف و
    انتقم لي من عامل الوقت بشكل غريب و باحترافية كبيرة رغم احوال الطقس , لكن
    ساعده كذلك الطريق كانت على احسن حال و كانت شبه فارغة . لنصل الى مراكش
    على الساعة التاسعة صباحا إلا دقائق قليلة .

    أعني بمراكش , محطة القطار – جليز , التي ولجتها بسرعة حاملا على كتفي حقبتي العسكرية ( sac de packtage ) ,
    لم يكن لذي الوقت الكافي لإقتناء التذكرة , خصوصا و ان الاجرائات الادارية
    الخاصة بالظباط , كانت تتطلب بعض الوقت , ناهيك عن ان عجلات القطار –
    الخلاص بدأت بالدوران . لم يكن لي من بد سوى الركض بسرعة نحو منقدي
    الحديدي , و كأن العالم كله في هذه اللحظة , اختزل في شخصي و هذه الالة
    العجيبة التي ما زلت اعترف بجميلها إلى الان .

    أرمي بالحقيبة في القطار و أرمي بجسدي المتعب بالسفر و الارق و الخوف و
    التوجس و الامل , ورائها . لحظة خلاص لذيذة , أنستني مؤقتا كل متاعبي و
    رغم بعض الكدمات المؤلمة الناتجة عن ارتمائي في القطار, لكن كل شيء في سبيل
    المجد يهون .
    لثواني معدودة , بقيت مستلقيا على بلاط القطار , أتلذد بهذا الاحساس الجميل
    و بدأت أدندن مع نفسي '' و ما نيل المطالب بالتمني و إنما تؤخد الدنيا
    ركابا '' , أغفو قليلا لأستفيق على صخب عجلات القطار يطوين المسافات طيا .
    الان من حقي ان ألقي نظرة على نفسي .

    توجهت للمرحاض , وقفت امام المراة , لأفاجأ بمشاهدة شخص يشبهني لكنه ''
    مترب '' يعني مليء بالتراب , شعر أشعت بني اللون , ولحية فوضوية بنفس اللون
    كتلك التي إعتدناها في السبعينيات , لكن هذه كانت متسخة . شفطت وجهي ببعض
    الماء , فزدت الطين بلة .
    و كدت ان أخلق نوعا جديدا من الشحاتة : وا الموممنين شي ماكينة د الحسانة
    على ربي , و ها العار شي صابونة , عفاكم شي معطر يا قلوب الحجر , إلى غير
    ذلك من التوسلات .

    قررت ان استقر و اجلس بإحدى المقصورات , لكنني خفت أن ازعج المسافرين
    بمنظري و خصوصا برائحة العرق التي تفوح مني . لكن لحسن حظي و جدت مقصورة
    مهجورة و كانها مخصصة لبشر مثلي .

    لم يعد الهاجس هو الوقت الان , بل اصبح الهاجس الهندام , المنظر , الهيئة . عجيب أمر البشر .


    لم أر من مراكش يومها سوى شارع مررت منه و محطة قطار بالكاد وطأتها قدماي
    , و لمدة لم تتجاوز الدقيقة , و كأن القدر كان يقول لي , لا تكثرت , سوف
    تأخد نصيبك وافرا من هذه المدينة الساحرة . خصوصا و ان علاقتي مع هذه
    المدينة-الفلتة بدأت منذ طفولتي الاولى و ما زالت ممتدة الى يومنا هذا و
    ربما مدى الحياة .


    إطو المسافات , ايها الثعبان الحديدي , إطو , و اسرع , فهناك في أخر
    المطاف امل ما , بل أمال هي , تنتظر مني الانجاز و التنفيد ,. إطو و اسرع
    فهنالك خطيبة ما تنتظر الخبر السعيد , إطو المسافات و اسرع فهناك اما
    تريد ان تفرح بابنها من جديد . و كما لو كان سائق القطار يقرأ ما يجول
    بخاطري بدأ يحرق المسافات ويمتنع عن التوقف في المحطات الصغرى .
    لم يتوقف إلا بمدينة سطات , يفتح باب المقصورة ليطل علي كائن بشري لم
    ار مثله منذ اكثر من تسعة اشهر , يتردد قليلا في الولوج , ثم يقفل
    المقصورة و يمشي , حسنا فعلت يا سيدتي , لأنك لو دخلت لربما اخد القطار
    إتجاها اخر غير الرباط .
    ثم اعود لأرهاصاتي و خواطري و رغم التعب و السهر و محاولاتي المتكررة
    للنوم , لم استطع ان اغنم ولو إغفائة قصيرة . ربما من خوفي أن أخطِئ
    النزول في محطة الرباط المدينة – محطة الخلاص .
    إنتبهت فجأة أنني لم أدخن منذ بداية هذه الاوديسيا , فهممت بإشعال
    سيجارة من نوع ''التروب – الكتيبة '' التي كانت خاصة بالعسكر , فإذا بي
    أفاجأ بالاعلان المشهور ممنوع التدخين , غعزفت عن الاشعال و امتثلت للامر و
    خاطبت السيجارة '' صبرا صبرا لن تزدادي إلا لذة '' .

    الدار البيضاء على الابواب , كازا الحنينة . انهض للنافدة , محطة الدار
    البيضاء- المسافرين '' كازا فواياجور'' . حركة غير اعتيادية , نشاط كبير ,
    تحس و كانك و لجت مغربا أخر . بدأ يتكاثر المسافرون في العربة ,
    ففضلت الوقوف في الممر حتى لا احرج و أحرج . يستمر القطار في طي المسافات ,
    أنظر من النافدة , الحي المحمدي العتيد , روش نوار أو الصخور السوداء ,
    ملعب ''لوندرا '' او كما يسمى الان الملعب البلدي , كثير من الذكريات
    تخترق المخيلة , الفترات العديدة التي كنت أقضيها عند خالتي بالحي المجمدي
    , تعرفي على بعض أعضاء فرقة ناس الغيوان الاسطورية , المباريات التي
    لعبتها في ملعب '' لوندرة'' ايام كنت العب ضمن فتيان و شبان فريق دفاع
    عين السبع لكرة القدم .

    يمر القطار من محطة عين السبع , أطل برأسي , أشرإب , علني ارى منزلنا ,
    ربما انت هناك ايتها الوالدة الحبيبة تنتظرين , لا تبرحين المكان يا
    حبيبتي , ربما جائك '' بويه '' بخبر سعيد , يرد لك به شيء من جميلك
    اللامتناهي . عائد إليك أيتها المرأة الحديدية و الحريرية في نفس الوقت
    بهدية لن تخطر لك ببال . تغرورق عيناي , أكاد ابكي و ربما بكيت , أكيد بكيت
    , كان علي أن أبكي .

    المحمدية , مدينة العمال , التي يسمونها الان مدينة الزهور . مسقط الرأس و
    مسقط القلب , تحية لكم يا أخوالي و أنتم كذلك يا أصهاري . أحس بعياء ,
    لا مكان للجلوس , افترش حقيبتي , أجلس في انتظار محطة الرباط-
    المدينة .

    الاربعاء , الواحدة و عشر دقائق , محطة الرباط – المدينة . أنزل , أستنشق نفسا عميييقا . اخيرا , اصبح حلمي على مرمى حجر .
    لم تكن لي مع الرباط علاقة ود , و أذكر انني لم أقض بها أكثر من ساعات في
    المرات القليلة التي سبق لي و ان زرتها فيها لمصالح ادارية .

    هيث لك ايتها المدينة التي سوف احبها بشكل غريب بعد هذا اليوم , حيث سأمضي بها خمس سنوات من اجمل و انشط سنين عمري.


    توجهت مهرولا , رغم تعبي , نحو الادراج المؤدية نحو بهو المحطة ,
    صعدتها , لأجد نفسي أمشي بصعوبة كبيرة فوق هذا المرمر الجميل و الذي
    يجعلك تحس انك سوف تنزلق , خصوصا إذا كنت ألفت المشي على أدام ارضية
    صحراوية خشنة لمدة شهور طويلة .

    توقفت لاسترجاع الانفاس , التفت حولي لاستكشاف هذا الفضاء , فيقع بصري
    على كشك المحطة الذي يحوي , هذه المرة , كائنات جمادية لم أرها منذ
    شهور عدة .


    الجرائد , جريدتي المفضلة انذاك , '' الاتحاد الاشتراكي '' و يال الصدفة ,
    اليوم أربعاء , أكيد ان عبد الرفيع الجواهري فتح اليوم إحدى نوافذه
    الفاضحة لبعض مظاهر الفساد بهذه البلاد .

    هنا يجب علي الوقوف قليلا , لأحكي ما جرى بشأن نافدة عبد الرفيع طوال
    المدة التي قضيتها مجندا بالمنطقة الجنوبية , والتي دامت أحد عشرة شهرا
    و خمسة عشر يوما و ستتة عشر ساعة .



    ذلك انه امام إستحالة إقتناء الجريدة في تلك القفار , كنت قد طلبت من
    أخي أن يجمع لي '' نوافد '' اعداد كل شهرين , يقطعها و يرسلها لي عبر
    البريد العادي لهذا العنوان : الدكتور إ.ب , فيلق3 الهندسة
    المدنية (Genie Civil ), ق.م.م العيون كلتة زمور المنطقة الجنوبية



    و هكذا فعل .



    وصلت الدفعة الاولى إلى الموقع , شهرين بعد إرسالها . لكنني لم اتوصل
    بها . و سوف يعلمني بعض ظباط الصف المكلفين بالمواصلات , الدين كنت قد
    نسجت معهم علاقات إنسانية متقدمة , ان كل رسائل اخي كانت تحمل هذه
    الملاحظة بالفرنسية و بالاحمر : Remettre a l’interesse ; apres avis
    du chef de corps .


    و هذا يعني أنه يجب إنتظار و صول العقيد ع.م , ليفبل أو يرفض .
    المشكل ان السيد العقيد , كان يجب عليه ان يجوب ما كان يسمى أنذاك
    بالحزام الامني و الذي هو عبارة عن حائط حجري , كان وقتها لا يزال طور
    البناء .
    إذن كان عليه ان يتفقد الجزء الخاص بمنطقة '' واد الدهب '' و كان يتطلب منه هذا شهرين دهابا و ايابا .
    على كل حال حين وصل العقيد , استدعاني ذات مساء و اخبرني بالمسألة و
    قال لي انه كان من واجبه ان يقرأ المحتوى و انه يوافق على تسليمي رسائل
    أخي لكن بشرط .
    قلت تحت أمركم , فرد علي ان ذلك لم يكن أمرا و انما هو مجرد خدمة يمنك
    ان تسديها لي . و حين استفسرت عن نوع هذه الخدمة أجابني مبتسما : أن تحتفظ
    لي بكل النوافد لنقرأها سويا . و امام تعجبي , زاد قائلا : لست فقط
    عقيدا انا كذلك مجاز في السيكولوجيا الاجتماعية و اقرأ العربية بصعوبة
    هلا ساعدتني . قلت بكل فرح .

    منذ هذه اللحظة بدأت علاقة متميزة مع هذا الرجل ما زالت مستمرة إلى
    الان . أخبرني منذ شهرين انه أصبح جنرالا . ما اذكره له انه أصبح في كل
    مرور له يكرمني بثلاجة محمولة مليئة بانواع السمك و أشياء أخرى .



    عودة الى محطة الرباط – المدينة , اقتنيت جريدتي و خرجت من المحطة , وقفت
    بشارع محمد الخامس أحاول استرجاع معلوماتي الجغرافية عن المدينة .
    تذكرت ان مقر وزارة الصحة العمومية ( وزارة الصحة الان ) توجد يسارا على
    بعد مئات الامتار . لكن و لحسن الصدف كان يقابلها مقصف الظباط الذي
    يمكنني ان أجد بمطعمه بعض ما أسد به رمقي , و إن كانت الساعة تجاوزت
    الواحدة و الربع زوالا .






    يممت نحو الضفة الأخرى للشارع , حيث يوجد مقر الوزارة . وجدت هناك ستة عشرة طبيبا و طبيبة ينتظرون فتح المقر .
    بعد السلام و تبادل التحية مع بعض المعارف , تبين لي أن الامر كل
    الامر يتعلق بمركزين فقط بالنسبة للتخصصات الجراحية . واحد لجراحة
    العضام و الثاني لجراحة المجموعة العصبية . اما الباقي فهو يخص
    الاختصاصات الطبية و البيولوجية و طب الاشعة .


    فتحت الوزارة ابوابها , توجهنا للطابق الاول , قاعة الاجتماعات بمكتب
    الكاتب العام للوزارة , الذي استقبلنا بطريقة ادارية جافة كما عهدنا
    فيه ذلك . وبدأ ينطق باسمائنا حسب الترتيب في لائحة الناجحين .


    الدكتور (ز.م) , صاحب المرتبة الاولى : ماذا تختار , جراحة العضام أم جراحة الاعصاب ؟ فاختار إبن ال...... الاولى .
    ثم نطق باسمي , يعني صاحب المرتبة الثانية , متوجها لي بالسؤال : هل تقبل
    بجراحة الدماغ و الاعصاب و العمود الفقري ؟ فأجبته فورا بالقبول على شرط
    أن يكون التكوين بمركز الدار البيضاء الاستشفائي الجامعي .
    فأجابني بتلك البرودة الادارية المألوفة : لست انت ولا حتى انا من يشترن سوف يكون تكوينك بالرباط و عند الأستاذ ( ع.خ) .
    قلت مع نفسي '' الله يا ربي الله , ما قدو فيل زادوه فيلة '' لعلمي بصرامة
    هذا الاستاذ الجليل و تفانيه في اداء الواجب على اكمل وجه و لعلمي ما كان
    ينتطرني من جهد و تضحيات للنجاح بتوقيع أستاذي هذا .



    و هنا اقف للسي عبد السلام الخمليشي و قفة إجلال و شكر على كل ما قدمه و ما زال يقدمه لهذا البلد الحبيب .



    صاحبني احد الاعوان الاداريين الى مكتب اخر قصد توقيع العقد مع الوزارة .
    لقد كان عقدا بمثابة عقد زواج كاثوليكي الا انه كان محدود الزمن , ذلك
    انه كان مفروضا علي ان ابقى وفيا و خادما لوزارة الصحة لمدة ثمان سنوات بعد
    التخصص .
    فداء لك يا وطني , لا بأس , لعل الله يحدث بعد ذلك امرا .


    لكن ما أثار إنتباهي هو تلك الحروف الصغيرة التي كتبت بها البنود الكثيرة ,
    لدرجة انك لا تستطيع قرائتها بدون نظارات مكبرة , ما عدا مكان التوقيع
    الذي كان مكتوبا بحروف بارزة .

    سوف اكتشف السر بعد ثلاثة عشر سنة من هذا اليوم . لقد كان هناك بند
    محشو بين البنود مفاده , انك بعد اكتمال تكوينك و مدة العقد بإمكانك
    الاستقالة من الوظيفة العمومية إلا إذا كانت الوظيفة العمومية ما تزال
    محتاجة لخدماتك .
    سوف يضيع علي هذا البند الكثير من فرص تحسين وضعيتي الاجتماعية بما فيها عقدين أحدهما في فينلندا و الاخر بامريكا الشمالية .

    لكن دائما و أبدا فداك يا وطني .

    وقعت العقد , بدأت أفكر بوسيلة العودة إلى ''عين السبع '' العزيز , و انا مثقل بالتعب و بالحقيبة العسكرية الثقيلة .
    هل اعود بسيارة اجرة ؟ بحافلة ؟ أم بالقطار ؟ ,
    يأتيني أحد الزملاء , ليسألني '' فين غادي يا أبا إ ب...., '' أجيبه عند الوالدة فعين السبع '' ,

    يقول '' إطلع غادي نوصلك , باين راك كاو تيكنيك ههههه'' , قلت له ''
    لقد أصبت , لم انم منذ يومين , ناهيك عن تعب السفر , سوف أحكي لك في الطريق
    ''
    و صراحة لم أحك و لم أرو شيئا , ذلك انني إستسلمت لنوم عميق فور امتطائي سيارة الصديق .
    و لم استيقظ إلا على سؤاله '' منين ندور لعين السبع ؟ '' قلت له '' من هنا
    '' و بدأت أستعد للقاء الوالدة الحبيبة , القوية اللبيبة .

    أوصلني زميلي لحينا '' دريبتنا'' , شكرته و انصرف.

    حي هادئ و جميل كان قد بني في الفترة الاستعمارية لأطر شركة السكة
    الحديدية الفرنسية و هو عبارة عن مجموعة منازل كلها بنفس التصميم و كلها
    من طابق واحد .
    كانت المساحة المبنية تتكون من 140متر مربع و 200 متر كلها حديقة , مما كان يعطي للمنزل طابعا هادئا و مريحا .
    وكان الوالد قد اقتنى منزلا بهذا الحي في بداية السبعينات بعد كد و
    جهد طوال ستين سنة من عمره . لكنه استفاد كثيرا من حديقة النزل الجميلة
    طوال سنوات تقاعده قبل أن يتوفى في أواسط السبعينات .
    لقد خلق منها نموذجا مصغرا لحقول تالوين , مسقط رأسه . فانت تجد
    شجرة لوز و اخرى للزيتون و ثالثة للرمان , زيادة على بعض الخضر دون نسيان
    النعناع .
    لدرجة اننا كنا , انا و اخوتي , نمزح معه بقولنا '' ازرع لنا من فضلك شيئا
    من الزعفران و بذلك لن نكون بحاجة الى تحمل عناء السفر الى تالوين , بما
    انها موجودة كاملة هنا ''.
    تحية لروحك الزكية ايها الوالد الكريم .

    ضغطت على زر جرس المنزل , فإذا بها تطل علي بعينيها العسليتين ,
    المازجتين بين الحنان و الصرامة . تفتح الباب , ارتمي اقبل الرجلين ,
    ترفعني مستغفرة الله , اقبل وجهها و اليدين .

    '' على كبر سني إشتقيت

    أحط راسي على كتفك و أقول لك

    ياماما
    ......''

    صدقت يا سمير شقير .

    جلست بجانبها , اتمعن في تفاصيل و جهها و عينيها المبللتان بدموع الفرح .
    فإذا بها تفاجئني : '' لقد كنت انتظر وصولك غدا , لكنك سبقت الموعد ''
    '' ومن اخبرك بمجيئي , يا امي ؟ ''
    '' لا احد , لكنني حدست انك سوف تحاول الاحتفال بعيد ميلادك بيننا , و هو يصادف يوم الغد ''

    '' آه لقد نسيته , انما اتيت لسبب آخر , ابشري يا امي سوف اصبح جراحا و أي جراح ؟ دماغ و اعصاب و عمود فقري ههههه ''
    فرحت كثيرا و هنأتني . و حكيت لها ما وضعته امام اعينكم .
    ثم قامت لتحهيز اكلة ما .
    وجدتني كما تركتني , لكن غارقا في سبات عميق .
    ايقضتني و رافقتني الى سريري , لأنام بعدها 24 ساعة بالتمام و الكمال .


    إنتهى




    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    الزهرة درار
    مشرف
    مشرف
    الزهرة درار


    عدد الرسائل : 1048
    تاريخ التسجيل : 26/05/2007

    رحلة الأمل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: رحلة الأمل   رحلة الأمل Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2011 9:37 pm

    ممتعة هذه الكتابة ولكن
    ليست خاطرة
    ولا قصة
    ولا شعرا
    هذا النص مفتوح
    كان عليه أن يكون في ركن الكتابة المفتوحة
    شكرا لك على الانضمام الينا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    إبراهيم بوزبون

    إبراهيم بوزبون


    عدد الرسائل : 36
    العمر : 67
    Localisation : مراكش
    تاريخ التسجيل : 12/09/2011

    رحلة الأمل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: رحلة الأمل   رحلة الأمل Emptyالإثنين سبتمبر 12, 2011 10:47 pm

    شكرا لك الزهرة على ردك الجميل

    لقد وصفته ب ''النص'' و أتمنى منك ان تضعيه في الخانة التي يستجيب لضوابطها.

    تحياتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مصطفى رضوان
    مشرف ..عضو حركة الحواس الخمس الأدبية
    مشرف ..عضو حركة الحواس الخمس الأدبية
    مصطفى رضوان


    عدد الرسائل : 948
    تاريخ التسجيل : 22/05/2008

    رحلة الأمل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: رحلة الأمل   رحلة الأمل Emptyالثلاثاء سبتمبر 13, 2011 3:22 pm


    نتمنى من الادارة أن تحيل هذا النص الى ركن الكتابة المفتوحة
    تحياتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    نجلاء مسكين

    نجلاء مسكين


    عدد الرسائل : 131
    العمر : 42
    Localisation : المغرب:بني ملال
    تاريخ التسجيل : 21/04/2011

    رحلة الأمل Empty
    مُساهمةموضوع: رد: رحلة الأمل   رحلة الأمل Emptyالخميس سبتمبر 29, 2011 5:37 pm

    هذا مكانه الصحيح نص ممتع
    رغم حجمه الطويل استفز لهفتي لتعقب الحرف حتى النهاية
    كانت الرحلة مع بوحك ممتعة


    تحياتي
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    رحلة الأمل
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » ضوء الأمل
    » عودة الأمل
    » الأمل المخروم
    » الأمل في العمل
    » حين تهذي فسحة الأمل..دعوة للجميع

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة عامة :: الكتابات المفتوحة-
    انتقل الى: