ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| | قراءة عاشقة في قصيدة يا شمسنا العربية للشاعرة رشيدة فقري | |
قراءة عاشقة في قصيدة يا شمسنا العربية للشاعرة رشيدة فقري من طرف الشاعر المصري عبد الرحيم محمود
سيدتي الشاعرة الراقية رشيدة فقري المحترمة سأعطي هذا النص جهدا نقديا مفصلا ، مع أنه يقال - وهو صحيح - أننا نحابي أقلام صاحبات الأظافر الطويلة الجميلة ، لكنني لن أحابي النص بالنقد والتحليل ، فالشاعرة تبدأ بحرف النداء والنداء لا يكون إلا لبعيد أو غائب أو غافل ، والواقع أن الشمس التي يرمز للحرية بها غائبة عن سمائنا العربية وتتلبد سماؤنا بغيوم الظلم والقهر والاستبداد ، فمن حق الكاتبة أن تنادي على غائب بل ربما مفقود من حياتنا ، وتطلب منها أن تتقد وتتوهج ، وهذا نوع من الاتكالية العربية الموروثة التي تطلب من الأشياء أن تتحقق وحدها بدون جهد منا ولا تعب ، وهذا يشبه دعاء شيوخ منابرنا الذين يريدون كل شيء من الله دون أن يحركوا ساكنا ! تقول الشاعرة ، لكن الشاعرة هنا لا تركن لمنة الشمس أن تقوم بذلك وكأنها تشير لحالة الأمة التي تنتظر الحدث ولا تصنعه ، فتستأنف القضية لتقول أنها هي من ستقوم وبيدها بصنع الصبح بيدها وجهادها ونضالها فتعطي الأمة درسا بأن الحدث يجب أن يفكر كل فرد منها بصناعته ، ولو فعل كل فرد ذلك لتغيرت أحوال الأمة المنكوبة بحكام متسلطين يعيشون للذاتهم منعزلين عن شعوبهم التائهة : يا شمسنا العربية اتقدي ما الصبحُ إن لم تُولَديْ بيدي ؟- وتحدد الطريقة النضالية شاعرة تعرف مميزات المجتمع وطريقة التغيير وهي كسر القيود بالنار والدم ، لا بالتواكل والنوم ، فتقول : ما نامَ حتى يستفيقَ دمٌ عبَّأتُهُ حِمَمَاً على صَفَدي ما صمْتُهُ موت و لا صَمَم لكنَّها إغفاءةُ الأسدِ عيناهُ في البلدانِ نازفــةً و زئيرُهُ بحناجرِ الأبدِ ألقوا عليه سلاسلَ النَّكَبَاتِ حجارةً تَهْوي على زَرَدِ طَعَنَاتُهُ ما عدَّها، دَمُهُ إن سالَ أبْطلَ قيمةَ العَددِ فاضَ الشبابُ، و في العيونِ غدٌ نشوانُ ! صاحَ بيومنا : اسْتَنِدِ قاما كمئذنتينِ، و اتَّحدا يا أمسَنا بكليهما اتَّحِدِ نفضُوا السباتَ و لعنةَ الطَّعَنَاتِ و شاحناتِ مغولِنا الجُدُدِ و مضواْ على خيلِ النهارِ إلى حُلُمٍ يُشعُّ بمُقْلَتَيْ ولدي وضعت الشاعرة الطريق ، ورسمت الوسائل ، ولم تتعامل بحيادية الشعوب القاتلة التي تتسم بعجز مقولة : ما باليد حيلة ، أو : وهل أنا من سيغير الدنيا ؟ فهدمت تلك المقولات البائسة ، وتلك الهمم العاجزة لتقول : إن من واجب كل منا أن يكون عود الثقاب الذي يبدأ به الحريق وكأنها تستحضر صورة المرحوم محمد بوعزيزي الذي بجسده أشعل ثورات كسر حاجز الظلم عن شعوبه ، وهي أيضا لا تبخل بفلذة كبدها عن المشاركة وبهذا رسمت الطريقكاملة وقالت : إن صنع الثورة على الظلم واجب الجميع الوالد والولد ، وهذا يدل على فهم الواقع وطريقة تغييره ويدل على ثقافة عميقة بوسائل الشعوب عبر التاريخ لهدم قلاع الظلم المحصنة بالقهر وعساكر السلاطين . ثم تقول : حيُّوا الشبابَ؛ فإنَّ في يدهِ إنهاءَ ما متناهُ في كَمَدِ في قلبِه لغة السماءِ، و في تهليلهِ الميلادُ للبَلَدِ اليوم موعدُنا، و ليس غداً تبقى مواعيدٌ ليوم غدِ اليومَ موعدنا هنا و حبالُ سفيننا قُدْسيَّة العُقَدِ و على مناكِبِنا مُهَلِّلَة أسيافُ ( مأمونٍ و مُعْتَمِدِ ) جئنا نوحِّدُ صوتَنا لنقولَ : " هنا الصباحُ " لكل منتقدِ مخضوضباً بدمِ الخيولِ فلمْ ييْأسْ و لم يهمسْ لمُضْطَهد هذا جبيني؛ يا شموس عليه قفي و يا عنقاءَنا استندي طوبى لكم لكنانةٍ فقأتْ جثث الهوانِ و نادت : ابتعدي وُلِدَ الصباحُ على جوانحنا و سواهُ هذا الكونُ لم يَلِدِ بذلك استنهضت الشاعرة مكامن قوة الأمة ووقود حريتها وهم الجيل الشاب الذي تتكل الأمة على سواعده في تغيير حلكة الليل وإجبار الشمس على الشروق ، وهي تستعمل وسائل اللغة موسيقا وحروف لكي تشعل الدماء ثورة فحرف الدال المكسور يمثل انكسار الأمة الواجب التغيير من حالة السكون لحالة رفض الانكسار فهي تنتقل بحروفها من حالة أمتها التي سبقت الثورات من سكون العاجز لرفض انكسار إرادة الشعوب بسواعد الشباب وإرادة التغيير . ثم تقول راجفة النبضات : يا نارَ أسئلتي و يا قلقي يا نورَ إيماني و مُعتقدي لا تخدشوا وجهَ الصباحِ و لا تُلْقُوا إليهِ بغيمنا اللَّبِدِ الشمسُ هذي برتقالَتُنا، ما الشمسُ إن لم تَنْبَثِقْ بِيَدي ؟ تبدي الشاعرة القلق العميق خوفا على الثورات من قيام عناصر الهدم بخدش وجه الثورة وحرف مسارها ، ومحاولة تلويثها وتحويرها لخدمة فئات معينة بذاتها ، وتحدد الطريقة بأن ذلك لن يحدث بالتصميم وعدم الغفلة واستمرار الجهد والحفاظ على زخم الثورة واستمرار القوة التي ترمز لها باليد وهذا تناص مع قوله تعالى : يد الله فوق أيديهم . لتعني القوة واستمرار العطاء وعدم الركون لحظة حتى تولد الشمس كاملة لتضيء أركان الوطن جميعا / تحيتي لك شاعرتنا التي تصعد درجات سلم المجد والشعر .
| |
|