إلى الغائب الذي عشقناه

إلى الغائب الذي عشقناه

ما ذا

كنت لأصنع بعد غيابك

والقلب منك

انفرط

كل الجوارح شلت

كل الذكريات

يدي الآن

حزينة

وموتك بالقلب

أكتمه

نزيفا عميقا

من جسد الجرح

كأنها الحرب

وماخلفت

كأنها العود

وما كفت

حين شكت

كأن الصم ..البكم

في طريق النجاة

من هنا

هم لايعقلون

كأني بك متعب

حين حدثني

عن غروب القلب

عن أصدقاء تجهمو ليلة البارحة

آه

ياصديقي

قلبانا

بيد عازف

حين تنكبس

حافية

في متون الروح

فهل جئنا

هاهنا

غرباء

نأن من وجع

فماتركنا من بسمة

وكان ماكان

كأنك لاتبوح

بالسر الملتهب بالقلب

السر الذي أضرم كل هذه النار

في غد طفل

وفي صدر التاريخ

..

في آتجاه القلب

مر الكثيرون

كثيرون مرو

مثل نهر متعفن

ولكنني صمدت

تسلقت العباب

ووشمت العار

على جبين التاريخ

الايام تستهويني

تشرد بي في جملة أوهام

تنعيني

حين أصحو

في وجه الظلام

تزمجرني

تبعثرني

على حافة انهزام
..

في مضغة شجن

تجترني توطئة

لأصل هذا المعجم الفريد

غصننا المقطوع من فرع أحلام

..

الأحلام

نوافذ شتى

لا ورود بها

لا قبلة

تتجمع الحكايا باوصالها

تدهسها ريح حمقى

تمنيها حدو الصمت

فتشطب أمانبها

..

لاشيء

سوى رجع الخطى

من باب الحلم

هائجا أفق الحقيقة

ملتهبا فم الكلام

..

شكلي شكل الريح

شكل الحجر الغاضب

حين تلمسهما

أصابع جرح مقيت

ساعاتنا الخاسرة

..

في القلب تنطفئ

سجائر أو قنابل

ينكسر الزمن من بين أيدينا

يلهث الجرح

والغيم

والفراغ

أمي

تشجبني من دفتر العائلة

أبي تغظن زمنه

مامعنى أن يعثر التاريخ

في أوعية المرضى

وتشيخ كل الأمنيات

في زاوية ما

من قلب جارتنا

الآن أنصت لدقات قلبي

الموجعة

لا بسمة لي

لا أهل

لا وطن

فقط خربشات حزينة

تركتها الآن جنب حائط

ومضيت

تعترضني آهاتي

المديدة

بدون حب

بدون أدنى ارهاصات

لهمسنا القديم

بدون سلام

فوجعت

تهالكت

تناسلت مرارا

كيف كنا وكان

عشقنا حميما للمكان

لنهرنا المغمور

غرفة قلبي

ضاقت

ما اتسعت

لكل انهياري

ولوطني رائحة

فقط

وحده سفري العقيم

يجمعني هذا المساء

يعلمني جدارة يومي

غدي المستحيل

من ثقب

من نافذة

من باب

من أي جهة

أنا أفتح يطل

هذه الرصاصة

رصاصة المعجم

كي أوبخ هذا التراب

أتأمل

شكل هموم

سائل محروم

عازف الناي

طرابلس

المحيطات كلها

كبد مخروم

كيف لي أن أحمل الأصداء عشقا

ألون وجه الغيم

في حنجرتي

تتسلل كل فتن الريح العاتية

ليتني ما حفرت

خندقا في مجرى الحلم

يأوي وحشة العمر

كم عمر هذا التشظي؟

في عيني آمرأة

تحلم بأبهى عشق

أطمره الليل

ليتني على درب النسيان

جريح

موشوم

بالبعد النيزكي

وبالمطر

المطر الغرائبي

حين أحاول آجتيازه

يجتازني الصدى في المدى البعيد

هنا

على هامش الأقاصي

الأمكنة كسيحة

الأيام ساعات هامدة

والليالي كوابيس عارمة

من تفاهات الوقت

أنا أقيسني

وأتسكع في دروب مهجورة

لاشمس على آمالنا تسطع

ول يد واحدة

تمتد الى أصابعنا

من حافلات هذا الوقت

السريع

هنا

التعب

يتناسل بأكف الدراويش

منافي للاغتراب

أو زوايا

للاحتراق البطيء

..

كم أحن الى فجاءات الروح

الى غرفات لم تطأها

أطياف العابثين

كم يخالجني نسيم الأشجان البعيدة

أحلام ليل شجين

..

في الركن المعتاد

دائما يحصل الذي أتوقعه

حرفي المشروخ

وعشقي المحاصر بأروقة الذاكرة

موضوع: رد الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 4:19 pm

العزيز حميد يوسفي مدهش هذا النص الموجع

والله روعة

نص يشدك إليه بشكل غريب من أول السؤال إلى الركن المعتادحيث حرفك المشروخ وعشقك المحاصر بأروقة الذاكرة

سلم يراعك .الله يعطيك الصحة.

عدد الرسائل : 556 تاريخ التسجيل : 19/03/2008

هذا وجه آخر للشاعر حميد يوسفي
نفس عميق جدا

نفس عميق بوجود تشجيعاتكم أخي جمال السيد

دمت قارءا متميزا لابداعات جامعتنا

تحياتي الودية

ويسلم ذوقك الراقي كذلك أختي حياة لابداعاتنا الجامعية الحديثة فبوجود انطباعاتك الدافئة تستمر كلماتنا في تناسلها الخلاق ..

متمنيات لك بالاستمرارية والتألق الدائم

شاعر عدد الرسائل : 626 تاريخ التسجيل : 24/05/2007

الشاعر حميد يوسفي الصوت الذي انيثق من شجرة الحواس الخمس
دام لك هذا التألق فلا فض فوك

صدقت أستاذي حميد بركي فلولا نضالات حركة الحواس في الثمانينات لأجل بناء ثقافة مغربية وانسانية جادة ما كنت لأكون من بين عشرات المبدعين الذين انبثقو من شجرة الحواس حاملين بدورهم رسالتها الثقافية الخالدة

فهنيئا لنا بحضوركم الفكري الوازن واطال الله في مسيرتكم الابداعية الهادفة

هذا النص اغرقني فيه ..و سيطر على احاسيسي..ليس لانه نص طويل ولكن لما جاء فيه من صور تقبض الصدر..
نص مفعم بالصدق ..
نص شعري بامتياز ..
الحروف اخلصت لنفسها واندمجت في صور متناسقة حتى الدوبان...
نادرا ماارد ..لانني اخشى ان اخطأ في حق اي جنس ادبي ..
لكن هذا النص شجعني ان اقولها بكل تقة ..
هنيئا لك سيدي الكريم بهذ الروح الشاعرة .

نص شعري بحجم الأفق يتدفق إحساسا نبيلا
محبتي

شكرا جزيلا أخي المفضل الياموني على هذا الرد المنطقي في حق قصيدتي العاشقة

أتمنى لكلماتنا أن تكون هكذا دائما صادقة المعنى والمبنى

تحياتي الودية

احساسي النبيل سيدي مصطفى رضوان ماهو الا ثمرة مجهوداتكم التربوية بنادي حركة الحواس الخمس التي تتقل كاهل تلامدتها بدين تقيل

مودتي الخالدة

» هو ..الضمير الغائب
» وحدي الذي يقف !!!
» الشاعر الذي ضل طريقه
» القمر الذي ينزل
» السور الذي يعبر المدينة