من سراديب الغياب/ نص شعري للشاعرة نجاة بوتقبوت
من سراديب الغياب
من جمرات الصيف
تحملني إليك ارتعاشات
صبح عوسجي الملامح
عيون الشوق تكسر أقلامي
أحضن فيك شجني
أحضن فيك أملي ،
وشهد عطر انساب ليحيي ذاتي
أحضن فيك أناي التي أحببتها في المرآة
وتبخل المرآة بي
أفي الرقاد التقي
نا أم بعد غفوة السهاد
كان بد أن نلتقي وما التقينا
فكان عتونا شرقا وغربا
مع الشمس يمضي ويروح
أضلتنا المرايا
خدعتنا زهرات الدفلى
وسراب الصيف ليس يروينا
ظللتنا كلمات تحيي الأمل كلما انشق فجر جديد
وما التقينا وكان بد أن نلتقي
يابن الشمس كيف أعشق القمح والسنابل
ولم أرك
كيف أهيم بين الوديان والمروج بحثا عن قصيدة
وما كنت هناك
وما التقينا وكان بد أن نلتقي
غير أن هناك
بين إبداع القلم وضياع الصبر
كان بد هذا اللقاء
فقيل للسرابات أن تمّحي
وللمرايا أن تغيب
بين حواري الشمس وانبلاج الصبح
نصبنا لحبنا شهقته الأولى
من الورد اعتصرنا حبرنا الأنيق
ونسجنا من خيوط الشمس كلماتنا السامقة
فوق تلة أورانيوس
اغتسلنا بعطر الزيزفون
بأعشاب كليوبترا
ورسمنا للحدود أفقا
ثمتسامينا
بين عناق الحرف للحرف
ونشوة الكلمة
تمرّد صوت العشق فينا
ورمتنا بنادق القصائد نورا في بحور الهيام
أزلنا سوار الليالي الحالكات
لنكون زنبقة الرمال
نحرس سمك السبت من بعيد
وندوس عنب النبيد
كان البحر في عينيك سمائي
ومنتهى اشتياقي
سابحا بين أريج العنبر في جنان الرمان،
تسأل ورداتي عطرا
فوق الرمل نقشتها
قلت ضمي ألمي
أشعلي في غاباتي قناديلك
غني في ضيعاتي لحنا جديدا
ولا ترحلي
ففي الرحيل انبعاث للخريف
فيه انكسار المجاديف
فيه أصير في خبر كان
فضمي ألمي
ولا ترحلي