الشاعر محمد اللغافي وجه المغرب الحضاري
2014/05/17 لا يوجد تعليقات | الوجه الآخر, مقالات مختارة | Tags: lebanon, morroco, skoun, spring festival, الشاعر محمد اللغافي وجه المغرب الحضاري, الغرب, سكون, شعر, لبنان, مهرجان الربيع
جرى الحوار على وقع مهرجان الربيع الذي يقام في شهر ايار 2014 ضمن مهرجان الربيع في مسرح دوار الشمس
ناهلة سلامة،
من اسكافي في حي فقير في المغرب ولد الشعر عند محمد اللغافي الشاعر الذي عاند ظروفه فإنفجر داخله نهر الشعر الذي طوعه لخدمة قضية الوطن والانسانية، فمن رحم اللاشيئ ولدت عبقرية الفلسفة الشعرية عند اللفافي الشاعر المغربي الذي يحمل موهبة فذة في سبر اغوار الشعر بكافة مشاربه وكأنه يقول الفقر يصنع الابداع في الانسان، يفجر الطاقة الدفينة فتنطق شعرا، وتلك الموهبة جعلت من اللفافي اهم شاعر مغربي في القرن الحالي، بل قفزت قصيدته فوق المحيطات فجابت انحاء العالم مثبتا قناعة الارادة تبني ابداعاً.
يعرف الشاعر محمد اللغافي نفسه على أنه إنسان بسيط جدا يعيش في حي هامشي من منطقة الدار البيضاء الكبرى التي تتسع لكل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضاً يعمل إسكافياً، مستواه الدراسي الخامسة ابتدائي متزوج وأب لثلاثة ربيع ، أسماء و أنس.
وعن تأثره بالشعر يخبرنا اللغافي : “قد يكون الشعر من تأثر بي وعانقني في فترة كانت متجهمة سياسياً، وكنت أحاول أن أنتفض للاغتراب الذي يعبث بي باطنياً، وأحاول أيضاً البحث عن أجوبة لأسئلة كبرى تراودني، وأعتقد أنه أصابني مس من القلق فنطقت شعراً، الشعر قلق عميق وعقيم أيضاً لأنه لا يستطيع الإجابة، بل يكرس أسئلته لتصبح قابلة للتنويم المغناطيسي وقابلة لتلقف الأحلام البيضاء الأحلام المزورة طبعاً.
ويصف الشاعر المغرب ثقافياً على أنها “بلد مثل باقي البلدان العربية له ايجابياته وسلبياته ثقافياً، له رواده في كل الأجناس الأدبية والفنية ، يواكب الحداثة بكل تفاصيلها ،المغرب متحرر ثقافيا مثله مثل بلدكم لبنان يؤمن بالتعايش، يؤمن بثقافة التسامح، وقد اثبتت تجربتي الشعرية أنني متأثر بنفسي فقط كصوت إنساني متفتح ومنفتح على العالم لأنني قرأت أشعار العالم واستفدت من الأدب العالمي ولم أحصر تجربتي في ما هو وطني”
وللشاعر عدة تجارب في القصيدة، فمن قصيدة الشطرين و التفعيلة ينتقل إلى النثر ويضيف “الآن أحاول في كتابة النثيرة إذا صح التعبير، وهي تجديد في ما يسمى بالومضة أو الشذرة، وأحاول أن أمنحها روحا تحركها حتى لا تكون مجرد كتابة جامدة لا تهز المتلقي، وأحاول أن أخبركم بأن الكتابة يمكنها أن تمنحك فرصة للسفر عبر المجهول لاكتشاف النقط السوداء فيه وتنظيفها بالحب، وبالجمال، الشاعر موزّعُ الحب والجمال عبر العالم، لأنه كائن حالم فوق المنطق”
ويعبر الشاعر عن اسفه لأحداث الربيع العربي وأثره ثقافياً إذ يقول “للربيع العربي أثر سلباً على المشهد الثقافي في العالم العربي، ربما لأن الرؤية لم تتضح بعد، فماذا بعد السفك والقتل، بعد الهمجية التي واجهت المستضعف، لمجرد أنه فكر في تغيير ما لأجل تطوير بلده، ما الذي سيقال بعد كل ما حدث، ولا تغيير هناك، تغيرت الكراسي ولم يتغير الوضع بل ازداد سوءاً ،مما جعل الثقافة تتراجع بشكل واضح في انتظار أن تتجلى الرؤية أكثر، وهذا لا ينفي ابداً أن هناك من كتب أبان الربيع العربي عن الثورة، في الرواية والقصص، والمسرح، والسيناريو الخ”
أما عن أمسيته في لبنان يعبر الشاعر عن فرحه بلقاء الجمهور اللبناني إذ يقول “في لبنان أحسست كأنني في بلدي المغرب ،شعب متفتح منفتح على العالم عميق نبيل يحب الحياة ويحب الجمال، شعب راقي ومثقف وجدت معه نفسي””حتى ولو كان الحضور قليلاً في قاعة العرض، وهذا ما يحدث في كل البلدان العربية، فجمهور الشعر قليل، وفي قلته نخبة تستطيع أن تتفاعل مع النص،وهذا شيء إيجابي.
وعن أمسيته في مصر “فقد استقبلنا في القاعة شباب الجامعات، وهذا أيضاً إيجابي، حيث تجد في الشباب من يهتم بهذا النوع من الأدب، أعني الشعر، فتحية لشباب القاهرة ولشعبها الذي ينتظر تجديد الرؤية في سياسة البناء والتنمية الاقتصادية”
أما ثقافياً فاللشاعر مشاركة ميدانية أيضاً وعلى مدى سنوات لمحاربة الإرهاب و توجيه الشباب من السلاح إلى الكتاب فهو برأيه “أفضل ما يطور المجتمع في أي بلد عربي هو الانفتاح على المجتمع المدني ومنحه فرصاً لتأسيس جمعيات تعنى بالثقافة والفن، تعنى بتقريب الأدب والفن من البسطاء واستقطابهم ومنحهم فرص للاندماج في الوسط الجمعوي بل وتكليفهم بمهام حيوية تجعلهم مسؤولين تربوياً في مجال الفن والأدب ،وتحسيسهم بجمال الحياة من خلال توجيههم إلى زرع قيم الانسانية في إطار التعايش والتسامح”
للشاعر تنوع فكري إذ نراه منتقلا بقراءته الشعرية و الأدبية بين تونس ولبنان و فلسطين إذ يقول “في البداية تأثرت بالشاعر التونسي ابو القاسم الشابي، سرعان ما تخلصت منه وبحثت عن صوتي الخاص، ولا أستطيع أن أفضّل محمود درويش عن أدونيس ولا عن أحمد عبد المعطي حجازي ولا عن شوقي بزيع واسكندر حبش ،لا أفضل شاعراً عن آخر بل لكل مدرسته وتوجهه، لكل إيقاعه وقاموسه.
أما عن مشاريعه فيختم الشاعر قائلاً: “أكتب رواية أتمنى أن أوفّق فيها ،وحلمي أن أوقعها في تونس أولا لأن بطلتها تونسية ،وبعدها أوقعها في بيروت لأن بعض ملامحها تجلت لتؤثث بعض صفحاته