رفيف الربى في قلق معتم
في عيد ميلادي الثاني والعشرين:
مرّت عليّ من الأحـوال مسْرعـة
عشرون واثنان لم تنقصْ ولـم تـزد
فكلمـا عبـرت جسمـي ثمانـيـة
من آب في العمر تلفيني على كمـد
فالناس تفـرح بالميـلاد إن قدمـتْ
ساعاتـه وأنـا منـه أعـضّ يـدي
الدمع في مقلتي والحزن في كبـدي
واليأس ملء لباسي..من لمضطهـد؟
ياشاعر الزهْر والأطيار قـد يبسـتْ
تلك الزهور مع الأطيار فـي البلـد
لكـنّ شعـرك أحياهـا وأنعشـهـا
وارتحْن مثل ارتياح الخُود بالرغَـدِ
تـرفّ حولـك أطـيـار برابـيـة
تشجى لشجوك تشدو شاجيَ الخلَـد
غـاب النعيـم ولا قلبـٌ يؤمّـلـه
أنّى أؤمّل شيئا لـن يـزور غـدي؟
ذوت رياضـك واحزْنـا وباسـقـة
ظلالهـا ورفـتْ فالكـلّ لـم يعـد
أضحيت عريان من نعمى ومن طرب
توسّط الخُشْن في الأحجـار والنقـد
إغبرت الأرض لا يجري بساحتهـا
إلا السمـوم كجيـش وافـر العـدد
لـولا الحمائـم إذ تعريـك سائلـة
لمتّ من فرط ما تشكـو بـلا سنـد
أسباب سعد غـدتْ مرموسـة فلمـا
لا يُجعل الجسم في الأرماس للأبـد
لو لن أرى آب في الأعـوام ثانيـة
فالموت ألطف أحيانا علـى الجسـد
8-8-1994
