الكاتب المغربي محمد شكري يفلت من براثن الفقر ليعانق اعترافا عالميا بقدراته 2005-10-02
<BLOCKQUOTE>محمد شكري (1935-2003) هو أحد أكثر المؤلفين جدلا وشهرة في شمال إفريقيا.</BLOCKQUOTE>
[أرشيف] شكري يستعمل لغة حادة لتبليغ مواقفه
|
قضى محمد شكري طفولته في الفقر المدقع وكان ثامن أخواته وإخوته المتوفون وتوفي من من قلة الغذاء أو الاهمال. وعندما بلغ العشرين من عمره كان ما زال أميا فقرر تعلم قراءة وكتابة اللغة العربية التي حولت مسار حياته رأسا عن عقب.
وبعد إثقانه اللغة العربية بدأ التدريس والكتابة ثم عيّن مديرا لشعبة اللغة العربية بكلية ابن بطوطة المتميزة في طنجة.
قصة شكري الأولى "العنف والمحيط" نُشرت في مجلة الأدب في عام 1966. فقد اطلع العالم حينها على كاتب متميز وثوري وغاضب عبّر عن استعداده لفضح الجميع بلغة حادة.
فكانت آخر أعماله كتاب "وجوه" وهي تتمة لسيرته الذاتية وقصصا عن حياة الناس المحيطين به وحياة المدن والأماكن التي عاش فيها أو مرّ عبرها.
وعمله هو عبارة عن تعقب متواصل الأنفاس عن البقاء في عالم قاس لم يمنحه سوى القليل من الوقت للتفكر حسب الأستاذ فريال ج. غزوال.
الكتاب جاء في صيغة "راوي ساذج" يتذكر الأحداث من وجهة نظر طفل صغير. وهو يعبر عن الجهل والاستغراب والغضب كما شعر بها في ذلك الحين.
شكري يصف مشاهد الجنس والعنف دون ان ينتابه إحساس بالذنب لأنه يجسدها كما شعر بها أنذاك ومن وجهة نظر شباب المدينة. والفكرة التي يتم التعبير عنها هي أن غالبية الشريرين يحافظون على بقاءهم أكثر
وعندما يعاني من الجوع القاتل ويضطر إلى التقاط الفضلات من قمامة الأزبال من بينها سمك نثن ليروي نهمه يعلن شكري أن ثمه ثلاث سبل للبقاء في العالم النثن المظلم من طنجة: السرقة التهريب أو البغاء. وفيما يأخذ نصيبه من الرذائل الثلاث فلا يعبر عن إحساسه بالعار أو حتى الاشتئزاز لما آل به الأمر من حضيض.
يعبر بصدق عن نمط شكري في الحياة بنظرة ضيقة لا تشمل التنميق.
وكتابه الأخير "وجوه" بما فيه من صور مرزكشة بالألوان واللغات، يعبر بصدق عن نمط شكري في الحياة بنظرة ضيقة لا تشمل التنميق.
ويقول غزوال "شكري يجسد الصور المثيرة لكنه لا يجسد الصور الخلاعية: فهو يحكي عن احتساء الشاي وشق جسد أحد أفراد العصابات او قضاء ليلة في المواخير بنفس النظرة. فالقراءة التي تتسم بالتبنؤ لا يمكن تحقيقها سوى بإلغاء المغزى والقصة والخاتمة. وبعدها وليس سوى بعدها سيتنسى القارئ عنصر التحول ويمضي باقيا في عنصر الانحراف".
شكري حافظ على بقاءه في الشوارع ليحكي قصة عالم المدينة المظلم حكاية النكران المطلق والطفولة المغتصبة. ومع ذلك فهي قصة استهوائية لأنها تظهر أن المرء قادر على إنقاذ نفسه من الحضيض وأن التعلم والأدب يمكن أن يغير الحياة