د.جودات
وداع بوش في العراق
علقت الحكومة "العراقية " بين قوسين على رسالة الحذاء الذي وجهه الصحفي العراقي إلى رأس الرئيس الأمريكي ـ في وداعه للعراق في آخر زيارة تفقدية لمستعمرته التاريخيةـ بأنه فعل همجي ووو
ووقع الاختلاف القانوني وردود الأفعال حول الوضع القانوني لصاحب هذه السابقة الدالة سميولوجيا، فريق سماها اعتداء على رئيس دولة وآخر سماها شروعا في القتل، وناطق باسم الحكومة الأمريكية اعتبر الحادث دليلا على حرية التعبير ببلد صار "حرا",,,
تعبيرات أخرى من الشارع والنبض اليومي نظمت مسيرات بسرعة سريعة دون اتفاق مسبق، و تحمل حذاء رمزيا، مما خول تسميتها بتظاهرات الحذاء.
رئيس الدولة العظمى "المعتدى عليه" وجه قبل أيام قليلة اعتذارا عن اعتماد معلومات استخباراتية خاطئة دفعت به لاحتلال العراق وتمزيقه وقتل الآلاف من أطفاله وتفقيره … وقد كان من التهم الموجهة لرئيسها وإعدامه: معاقبة معتدين عليه في موكب رئاسي رسمي وهو رئيس فعلي وليس محتلا، لكن "المحكمة" رفضت هذا الطرح لأسباب، لكن ضرب رئيس محتل بالحذاء اعتداء على رئيس دولة مطلقة.
والحرية التي تحدث الناطق الرسمي واردة كما هي في رمز الدولة "تمثال الحرية"، لكن الرفس والركل وكسر الضلوع الذي مارسه حراس رئيس الدولة في حق الصحفي وسجنه في سجن غير عراقي على أرض العراق دلالة تنفي هذه الحرية،
وعلى ذكر الحرية يعرف العالم هذه الأيام تظاهرات تعصف بحكومة بكاملها في اليونان بسبب قتل طفل، والأعداد التي قتلت أكبر من أن تعد، ولكن اعتذارا خجولا بعد سنوات المحو قد يكفي ليحصل الرئيس على وسام من دولة ضعيفة أخرى ددججتها الطائرات الأمريكية وقتلت شيوخا وأطفالا ونساء كانوا في احتفالات وأعراس…
إن الضرب بالحذاء دلالة شعبية احتقارية يعبر عنها بالضرب ب"الشبشب" في منطقة أخرى من الجغرافية العربية. وهي أحقر من الصفع على الوجه الذي يحيلنا إلى الرفعة والوجاهة: حيث إن البصق عن الوجه أحقر من غيره. ولعل البحث في دلالة الحذاء ما يحيل إلى معنى الاحتقار، حيث تعبر المعاني الشعبية عن منتهى الذل بتقبيل الحذاء ،كما تعبر عن الخسارة "بخفي حنين"...: وحين يجمع ضرب الوجه والحذاء/أي حين يقذف يقذف به وجه فتلك دلالة مركبة، خصوصا إذا كان الوجه الذي صوب نحوه الحذاء رئيس دولة عظمى ومحتلة طاغية.
ولعل الجماهير الشعبية التي وحدها الحذاء في مسيرات شعبية حين مزقتها الحرب والطايفية تعبير يلغي كل التصريحات المضللة.
إنه أشهر حذاء في وجه أكبر رئيس. كتب وكسب من الشهرة مالم تستطعه مقالات الصحفي صاحب الحذاء.
هكذا كتب لبوش أن يخرج من السلطة بخفي/بحذاءي صحفي . |