جسر العبور لعالم مفقود
أنتشي كل غدوة بالقصيد
أتغنى به غناء سعيد
فتناغى حولي الفراشات شتى
تتهادى في منظر مشهود
بين رقطاء ثم صفراء شتى
حول ماء عذب وحقل ورود
فأعيش الحياةوهْي رَواء
لا يدانيها غير حسن رغيد
وإذا ما رجعت ألفيتني في
ذلة بين صحوة و شرود
لم أجد مثل الفن جسر عبور
لزمان في عالم مفقود
إنما الدنيا هاهناحسرات
فلنغب عنها ساعة كالمودي
فلنغب بالقريض أو بسواه
من فنون جليلة التأييد
ولنا في بقاع عبقر ما نـ
ـغنى به في الأدحال من منشود
فإذا ما لا قيت بورون حينا
أو تأنى سُهام غير بعيد
وأعانا على سفار عجيب
ثم جادا لي من رُقًى بمجيد
أتسرّى من الغبار لحين
لأعاني الآلآم غير مقود
*******
يابنة الجن يابويرين كفي
إن هذا الغياب غير مفيد
أسعديني ولو بنظرة حب
زوديني إلى الزمان البليد
أين تلك الوعود في أول العمـ
ـر بلى أين أين خير وعود
أين ذاك التقبيل من شفة رشا
فة أين الخد خير الخدود
غير سال عن موعد عاطفي
نحتسي كاسات بأعلى النجود
ومحَياك أقحوان بهي
عند شاد كطائر غريد
وإذا ما تلوت قافية قلـ
ـتِ ألا زدني جملة بالنشيد
في لقاء لا فحش فيه وحولا
نا صحاب لم يُحسبوا من سود
إذ ببورون فيهمو كهلال
إذ أنا ذو مكانة ووجود
إذ أراني مع الأكارم يُصغَى
لإشاراتي في جموع الوفود
إنني أفحص الوجوه جميعا
لأرى مَن هناك مِن معدود
إخوة بين هائم بغناء
أو عناق أو سكرة أو قصيد
يالَفوحِ الكميت بين الثنايا
وندى الحب تحت وقع العود
وإذا بالمداد من عسجد يغـ
ـري عيون العشاق بالتحديد
فتبدّى هذا المنمق سكرا
ن وذا الحلو باسما كالوليد
لم أزل في شِعب الغماليل هيما
ن أعب المدام غير وحيد
في يميني بورون وهْي بسوم
أنتشي من نسائم العنقود
أتلقى من ماء جريالة ما
أتهادى به على الموجود
إذ بهذاك ليس ينفك يهذي
وبسوى هذا يتتشي في الخُود
وتعالت للهائمين أغاريـ
ـد وكل هناك كالمفؤود
ياله موئلا .شعابا وأودا
ءا شباب للطاعن المهدود
فيه من كل محتد كم وجوه
تتراءى كالطيف بين العديد
ووجوه لما تلج ووجوه
مُنيت بالإبعاد والتفنيد
فإذا بي أفيق فردا وحيدا
وإذا كل ذاك وحي مريد
30-5-06