من هو محمد عماري

السيرة الذاتية

الاسم الشخصي والعائلي: محمد عماري
تاريخ الازدياد ومكانه: 1957 بمكناس/المغرب.
المؤهلات العلمية:
*الإجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بفاس/سنة 1982
*دبلوم كلية علوم التربية من جامعة محمد الخامس/ الرباط/سنة1983
المهنة:أستاذ اللغة العربية وآدابها بالتعليم الثانوي التأهيلي

السيرة الإبداعية
النشر الورقي:
بدأت كتابة الشعر منذ مرحلة التعليم الثانوي
بداية النشر بالصحف الوطنية والمجلات: سنة 1984 ..نشرت بالصحف التالية(الاتحاد الاشتراكي/العلم/البيان/أنوال/أنوار/المنظمة/الزمن/البيان/المنعطف)
كما نشرت بمجلة"الغد"
"مجلة ضاد"التي تصدر عن اتحاد كتاب مصر.
النشر الرقمي:
بداية النشر الرقمي يرجع لسنة 2005
المواقع التي نشرت بها على الشبكة العنكبوتية:
مجلة أقلام الثقافية / مركز النور / نور الفجر / أنفاس نت / مجلة أدبيات / مجلة اتحاد كتاب العرب / مجلة الفوانيس / ثقافة بلا حدود / مجلة طنجة الأدبية / اتحاد كتاب الانترنيت العرب / بيت الشعر اليمني.... الخ.
المنتديات التي تعاملت معها:
انانا / من المحيط إلى الخليج/المرساة / منتديات المعهد العربي للبحوث / منتديات واتا....الخ
حوارات صحفية واذاعية:
*حوار مع اذاعة طنجة وفاس الجهويتين
*برنامج "مشارف" القناة المغربية الاولى
حوار مع الصحفية فاطمة المرابط
الإصدارات:
*صدر لي أول ديوان شعر خلال صيف2000 بعنوان"ذرني أرتب قولي"
ديوان"عتبات الذاكرة" أبريل2008
*الموقع على الشبكة العنكبوتية:
http://www.mybook10.malware-site.www
العضويات:
*عضو رابطة شعراء العالم بالشيلي
*عضو مجلس ادارة تجمع شعراء بلا حدود
*عضو اتحاد كتاب الانترنيت العرب
*عضو بيت الأدب المغربي
عضو الا تحاد العربي للا علام الا لكتروني2008

عضو "نادي الإبداع والكتابة بالحسيمة/المغرب
شاركت في العديد من الأنشطة الثقافية والإبداعية محليا ووطنيا منها:
المهرجان الجهوي للإبداع بالحسيمة/تازة/تاونات.
حصلت على الجائزة الثانية لأحسن قصيدة على الصعيد الوطني.

من هذه السيرة المتوهجة بتاريخ حافل بالعطاء .نبدأحوارنا معه
إنه الشاعر ابن المغرب البار محمد عماري ، مرحبا بك معنا}
أولا أبدأ معك .
وأطرح سؤالا بديهيا
كيف كانت طفولتك ؟أعني هل كانت مرحة ؟؟أم العكس؟
في أي سنة بدأت أولى ارهاصاتك الشعرية؟؟
وهل تؤمن بم تكتب؟هل أنت ابن مكناس أعني هل ما زال يشدك الحنين اليها أم أن شل المغرب أخدك منها؟؟
وشكرا

الشاعر محمد عماري تحية ومرحبا بك هنا في هذا الركن المضيف.

كيف كان تكوينك هل عصامي ؟؟ظأم أكاديمي؟
هل تستطيع أن تصنف لنا كتاباتك .أعني هل أنت ناثر ؟؟أم شاعر؟؟
وأين تتجلى شعرية قصيدة النثر الجديدة.؟؟

بداية أتوجه بالشكر الجزيل للأخت أسماء ولكل الساهرين على هذا المنتدى المتميز لاستضافتي ضمن هذا الحوار الذي أود من خلاله رسم بعض معالم هذا الإنسان المتواضع أمام القارئ الكريم .
1/ كيف كانت طفولتي؟

كانت ولادتي بحي من أحياء العاصمة الإسماعيلية مكناس، وبالضبط بحي " سيدي بابا" الشعبي.ويوجد بالقرب من ضريح"الشيخ الكامل" .انه حي قصديري جمع كل أصناف الفقراء بفعل عامل الهجرة من البادية إلى المدينة.لكن ليسمح لي القارئ أن أردد صدق ما قاله البعض"لولا الفقر لضاع العلم".لقد كنت تحت ضغط الفقر، أقوم بمساعدتي والدي ببيع الخضر بالتقسيط في شوارع مدينة مكناس بعد خروجي من المدرسة..كان هذا خلال أواسط الستينيات من القرن الماضي، لكنني لم أكن أكتفي بهذا،إذ كنت أقوم بأنشطة أخرى يومية منها :تعلم الخياطة عند أحد اليهود بالملاح كل مساء، وبعد صلاة العشاء أتجه لمقر حزب الاستقلال لبعض الأنشطة الكشفية ...كل هذه التجارب كانت خلال مرحلة الدراسة الابتدائية والإعدادية...قد يقول قائل : من الصعب أن يجمع طفل بين كل هذه الأنشطة في يوم واحد..وردي عليه أن الوعي المبكر لشباب جيلنا بضرورة ربح الرهان ومجابهة الصعاب كان عاملا حاسما في مصارعة الزمن، أضف إلى هذا ما كنا نتلقاه أحيان من عقوبات لن يستطيع تحملها أطفالنا الآن سواء من طرف المعلمين أو الآباء...ومن ذكرياتي الجميلة خلال هذه الحقبة أنني كنت أكتب بعض "الخربشات" وأقدمها لمعلمي وللمدير الذي كان فرنسيا ، لكنه كان يتقن الكتابة بالعربية والقراءة..فكان يهديني كل يوم بطاقة الأكل بالمجان بالمطعم، كما كان معلمي يقدم كل نهاية شهر بعض النقود لقص شعر راسي....(......)

2/بداية الكتابة

كان لوالدي اثر كبير في توجهي الأدبي باعتباره درس بالقرويين بفاس، وله اطلاع على الشعر العربي القديم، وعلى البلاغة العربية إذ كان غالبا خلال جلسات المساء يسمعني بعض القصائد القديمة من الشعر الجاهلي وخاصة شعر عنترة، أو شعر العصر العباسي مع تركيزه على أبي العلاء المعري والمتنبي...فكنت أطلب منه إعادة ما تلاه علي في أغلب الأحيان..لا أنسى أيضا دور الحزب من خلال المسابقات التي كان يجريها لنا خلال بعض المناسبات الوطنية والدينية والتي تكلل بأمسيات .خلال هذه المرحلة كنت أقرأ كتب البلاغة العربية ودواوين الشعر العربي القديم،وأعرض على أساتذتي في التعليم الإعدادي ما أشكل علي فهمه.إلا أن المرحلة التي أحسست فيها بضرورة أخذ الكتابة بجدية هي عندما التحقت بالتعليم الثانوي التاهيلي حيث كان الفضل لأستاذي الدكتور حمداني حميد حينما تحمل عبء تصحيح وتقويم سواد الحبر على البياض..

3/هل تؤمن بما تكتب؟

الإجابة على هذا السؤال تقتضي مني إبداء رأيي في الشعر كجنس أدبي أولا.كثير من المبدعين يعتقدون أن الشعر أو الفن بصفة عامة لا يعدو أن يكون ملء فراغ أو تسلية معينة...لكنه في اعتقادي رسالة ومسؤولية تنطلق من المبدع لتصل للقارئ..فإذا كان الشاعر الجاهلي يعتبر الشعر وسيلة تحريضية لشحن همم أفراد القبيلة ضد قبيلة أخرى والمثال بين من شعر عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة..وفي عصر الرسول(ص) كان وسيلة من وسائل نشر الإسلام، وصولا إلى عصرنا هذا حيث لازال الإبداع الصادق يفعل فعله في استنهاض الهمم وتوعية المواطن بقضاياه الاجتماعية والقومية..إذا كان الشعر هكذا فهو يولد من الرغبة الجائعة كما يقول"هدسن".انه تصعيد للجرح وللمكبوت فينا من عالم غير قابل لتحقيق الرغبة إلى آخر نعانق فيه كل ما كنا نرغب تحقيقه لولا الحرمان والإحباط..الشعر بالنسبة لي هو محاورة للتجارب التي مررت بها أو مر بها فرد من أفراد طبقتي..انه تصعيد للجرح الغائر في الذات والفكرمن أجل استفزاز القارئ بغية مشاركته أو على الأقل جعله يعيش اللحظة التي صدمتني....إن هذا التصور هو ما تدعو له الحداثة الشعرية في معناها الواسع، لكن هل حققت هذا أو بعضا منه؟ أعتقد أنني لازلت أتعلم.....

خلوة في غسق الرؤيا

مطر
يشم الأرض
أشرعة
تغازل وجه السماء
الريح
تعاتب اخضرار البراري الآفلة ،
أدخل في أناي
لأبدأ ليلتي
مع تفاصيل الأشياء
التي تسكنني
قرنفلة تزين
كأس النسيان
في جوفي،
سأبحث
عن هواء
مر بيننا مبتسما
حملته الذكرى
صوب الأقاصي البعيدة،
أيا فاتنة
كم يلزمني
من تكبيرة
كي ترتوي خلوتي
من غسق الرؤيا؟
كم يلزمني
من جذبة
كي أعصر الغيم
في جوفي؟
أشربه خمرا
فتخضر القصيدة.
أتقصى
أبجدية الليل
على صفحة الماء
كي أرى قمرا
على رقصة غصن
يوم التقينا
يوم اختفينا
على وقع سماء
لم نعهدها،
آخر صيحة
تعبق
في الدجى
في المدى
في الصدى
يحملها طائر الريح
نشيدا من سفر الغياب
لعل في رائحة الدفلى
نبيذا للشمس
يسكرها
يسكرني
حتى قرارة حزني...

شكرا لكل الشرفاء هنا

أين تتجلى شعرية قصيدة النثر الجديدة؟

الشعر في اعتقادي سواء كان قديما أو حديثا لا يخرج عن كونه خطاب صادر من وجع الا نسان وتصعيدا فنيا لظروفه القاسية مع مراعاة بعض الشروط المتفق عليها بين كل المبدعين وحتى النقاد..والخلاف في نظري يرجع لمسالة الوزن أو الايقاع.فالشعر العربي مادام في ارتباط بالانسان وبظروفه المتغيرة فلابد أن يساير هذا التغير الذي يطرا على الحياة الا نسانية ،فكرية كانت أو اقتصادية أو حتى في رؤيته للاشياء...لن أخوض في كرونولوجيا التطور الذي عرفته مسيرة الشعرالعربي، وحسبي أن أقول فقط أن نكبة48 وما تلاها من حركات التحرر التي هبت على العالم العربي بالاضافة لرياح الاشتراكية خلال الخمسينيات من القرن الماضي...كان لكل هذا أثر في تحول القصيدة العربية من العمودية الى التفعيلية، وفي بطن هذه الأخيرة كان يولد ابن عاق هو ما اصبح ينعت الآن ب"الشعر المنثور"...أجدني في هذه اللحظة مسترجعا لخطاب الدكتور عز الدين اسماعيل في كتابه"التفسير النفسي للادب" حيث اشار بما فيه الكفاية للعوامل التي أدت الى النفور من الشعر العمودي واالتفعيلي صوب الشعرالمنثور، وقد لخصها في الظروف النفسية التي أصبح يعيشها الانسان المعاصر بفعل الثقل الحضاري والعلمي الى حد أصبح بطلا اشكاليا حسب كولدمان...
لكن للأسف استغلت قصيدة النثر عند الكثير بفعل تخلصها من الوزن لتملأ صفحات الصحف والمنتديات وهي بعيدة كل البعد عن جوهر الشعر بالشكل الذي تطرقت له سابقا...لكن في مقابل هذا هناك نصوص شعرية مبثوثة في كل مكان ترقى كثيرا للفن الشعري الرفيع

عدد الرسائل : 556 تاريخ التسجيل : 19/03/2008

تحية للساهرين على هذا البرنامج.وتحية خاصة للأستاذ الضيف

هل هناك طقوس معينة يغضع لها منطق الشعر ؟ وهل بالفعل للشعر منطق؟
ما رأيك في الشعر المغربي الحالي؟
شكرا

هل هناك طقوس معينة يخضع لها منطق الشعر؟
الشعر انصات لمحراب الذات في توجعها بما قد تتعرض له من هزات نفسية اجتماعية أو فكرية.بهذا المعنى الذي يتفق حوله جل الشعراء تختلف طقوس ممارسة شطحات الكتابة من شاعر لآخر، ولعل في بعضها من الغرائبية ما يجعل الانسان العادي يعتقد أن الشاعر لحظة الابداع قد يكون مجنونا أو مجذوبا أو ما شابه ، وذلك لطبيعة السلوك الذي تفرضه لحظة الكتابة...بالنسبة لي لا أخرج عن هذه القاعدة...فانا لا أذهب عند القصيدة لكنني أنتظر قدومها كمحبوبة طال انتظارها..واذا ما أتت أضرب معها موعدا للحظة الفجر حيث ألتقيها على طاولتي بالمطبخ فتنزل بردا وسلاما مع زغرودة السنونو وكأس القهوة السوداء...حينها أذبج ما تجمع في ذاكرتي خلال اليوم فأشرع في ملء البياض، وقد يتطلب مني اتمام العملية فجرين أو ثلاث ...هي ذي طقوس الكتابة عندي منذ بدأت علاقتي الوجودية مع القصيدة...

وهل بالفعل للشعر منطق؟
الشعر كباقي الفنون تحكمه مجموعة من الشروط التي لا بد للمبدع احترامها، فالموهبة وحدها لاتكفي كي يكون الانسان شاعرا، فقد أكون متقنا للعبة كرة القدم بالموهبة فقط لكنني لا أستطيع الوصول الى مستوى لا عب يجمع الموهبة بمعرفة قوانين كرة القدم تنظيرا وممارسة..وعليه اذا كان قدامة بن جعفر في العصر العباسي قد ركز على ضرورة الوزن والقافية باعتبارهما من أسس الشعر آنذاك..فقد حلت ظروف أخرى بالمبدع العربي بعد نكبة 48 جعلته يعيد النظر في هذه النماذج باعتبارها أصبحت تقيد حريته الابداعية وتجعل الشاعر يقضي سحابة يومه في البحث عن قافية شاردة أو وزن لم يستقم له..وهذا ما يفوت عليه وقتا ثمينا في التفكير في قضايا ذاتية أو اجتماعية، ومن ثم قد تذهب القصيدة دون رجعة...هذا التصور يجد له تبريرا في نفسية الانسان المعاصر والتي أصبحت تتغير بين ثانية وأخرى مقارنة مع مثيله في العصور السابقة، وهذا شبيه بسمفونية تبتدئ بصوت هادئ ثم تصعد تدريجيا في ايقاعها لتصل الى قمة الانفعال..اذا قارنا هذا كما يقول الدكتور عز الدين اسماعيل بحياة الانسان العربي في القرون الخوالي سنجد فرقا شاسعا، اذ غالبا ما كان يحيى حياة عادية تجعله يحتفظ بحالة نفسية ثابتة لمدة طويلة...هكذا بدأ الكثير من الشعراء يتخلصون من الوزن الى كتابة شعرية تراعي جميع قواعد الشعر العربي شكلا ومضمونا ما عدا ايقاعات الخليل بن أحمد الفراهيدي...وهذا يعني ليس من هب ودب يمكنه كتابة قصيدة نثرية، اذ لا بد لها أن تتضمن كل المقومات التي نجدها في الشعر القديم، وان أردت الا ضافة لقلت لا بد من تضمين النص الشعري مجموعة من العناصر كالأسطورة والرمز وشطحات المتصوفة والتناص مع شعراء آخرين...ومن خلال تجولي بين ربوع المنتديات لا حظت وجود كتابات شعرية رائعة لمجموعة من الأصدقاء ترقى لمستوى الشعر الرفيع....وهذا لا يمنع من وجود نصوص أخرى هي بعيدة كل البعد عن الجودة الفنية...ما أقوله هنا أقرأه حتى على أعمدة الملاحق الثقافية والصحف اليومية...

الحوار معك شيق ولهذا أعود لأطرح بعضا من استفهاماتي.

ماالفرق بين قصيدة النثر والخاطرة؟؟
وهل يمكن أن نصنف الخاطرة الى جنس مستقل عن قصيدة النثر ؟

ما رأيك في الشعر المغربي الحالي؟

لعل الناظر لما يصدر الآن سواء تعلق الأمر بالدواوين الشعرية أو ما ينشر على أعمدة الصحف الوطنية والمجلات، أو حتى ما يبث عبر النشر الرقمي يستطيع القول بلا منازع أن الحركة الإبداعية بالمغرب تعرف انتشارا كميا واضحا لجنس الشعر إذا ما قيس بالأجناس الأدبية الأخرى..غير أن اللافت للانتباه هو عدم خلو هذا الكم الهائل من النصوص من الغث والسمين، سواء تعلق الأمر بقصيدة التفعيلة أو النثرية..زهنا تكمن في نظري مسؤولية النقاد، فالشاعر في واد والناقد في واد آخر.. وإن وجدنا متابعة لديوان أو نص من النصوص فلصاحبه حظ وافر في اختيار إنتاجه...أضف لهذا حقيقة مرة عانينا منها خلال العقود السابقة ولازلنا، ومفادها تدخل الصداقة والزبونية في عملية النشر الورقي والمتابعة النقدية، وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه أمام بعض مدعي الشعر للظهور على أعمدة الصحف أو حتى في بعض البرامج الإذاعية والتلفزية...لا زلت أذكر ما لقيته خلال بداية عقد الثمانينيات من صعوبات في النشر الورقي ،لا لشيء سوى لكوني لم أكن متحزبا ولا منخرطا في عمل جمعوي...لكن الفضل يرجع للأخت المحترمة بديعة الراضي وحكيم عنكر بجريدة"أنوال" حيث تقبلا عملي بعد اطلاعهما عليه بصدر رحب، وبهذا كانت بدايتي في النشر الصحفي سنة1984...ومن ثم اقتحمت كل الصحف الوطنية بما فيها "العلم"و"الاتحاد الاشتراكي"والبيان"ثم مجلة"الغد" وغيرها...
الجميل في الشعر المغربي حاليا هو رهانه على الممكن الجميل، أي على الذي لم يقع بعد..وهذا ما تطرق إليه أرسطو عندما كان يتحدث عن التاريخ والفن والشعر...لكن هذه العوالم التخييلية التي يفتحها الشعر أمامنا لا ينبغي أن تبعدنا عن جراحنا وهمومنا الواقعية..فالفن رسالة كما قلت سابقا..أليست ظروف غزة هاشم الجريحة موضوعا لا بد للشاعر من التعاطي معه كانسان أولا وشاعرا ثانيا؟
شكري لكم أيها الشرفاء

ولأن استضافتك هنا جاءت مع أحداث غزة.
هل جادت قريحتك بنص حول الموضوع ؟ أم تعتبر أنت كذلك بأن الأمر أكبر مما نكتب؟
ما هو تعليقك عن الأحداث بصفتك شاعرا؟

ماالفرق بين قصيدة النثر والخاطرة؟؟
الخاطرة لا تعدو في نظري أن تكون ومضة فكرية أو وجدانية تعن للمبدع خلال لحظة معينة وتأتيه اما على شكل تعليق أو أسلوب موحي لا يخلو من عناصر التصوير الادبي، ومن مميزاتها :الاختصار والتركيز ومحاولة جلب القارئ..وتتطلب الخاطرة من المبدع سرعة البديهة، وذكاء حاد مع قوة الملاحظة..كما ينبغي أن تتميز صياغتها بالسهولة والوضوح والدقة، لأن الغاية هي التأثير في القارئ وكسب وجدانه وفكره...
اما قصيدة النثر فقد قلت عنها سابقا أنها ثارت على الايقاع الخليلي من وزن وقافية واحتفظت ببقية شروط الشعر الاخرى من انزياحات وتوظيف للخيال والأسطورة والرمز..وقد تاثر شعراء هذا الجنس الأدبي بنصوص غربية في نهاية القرن التاسع عشرحتى منتصف القرن العشرين..انها باختصار موضوع لا زال النقاد يختلفون حول جنسيته ولم يحسم بعد في تسميتها..لكن معذلك استطاع الكثير من مبدعيها الوصول بها الى قمة الأدبية

هل جادت قريحتك بنص حول الموضوع ؟ أم تعتبر أنت كذلك بأن الأمر أكبر مما نكتب؟
ما هو تعليقك عن الأحداث بصفتك شاعرا؟
عندما نتأمل سلسلة النكبات التي مرت بها القضية الفلسطينية بدءا من نكبة 48 مروراب حزيران67 وما تلاها من مجازر صهيونية، يستطيع المتتبع استنتاج أن ما يرتكب الآن من محرقة وحشية في حق الأطفال والنساء والشيوخ بغزة لم تعرف له البشرية مثيلا ...وبقدر هذا الخطب الذي تمر به غزة هاشم بقدر ما وصل العجز العربي لمستوى من الذل والعجز لم يعرفه من قبل...لقد كشفت قضية فلسطين بالملموس هذا الشرخ في الجسد العربي فأيننا من خطابات القومية والوحدة العربية التي نادى بها الكثير من رجال الفكر والسياسة خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؟ إذا كانت مقولة الإرهاب وراء هذه الحرب القذرة ، أخشى أن تكون من نتائجها اعتناق كل عربي لهذه المقولة وجعلها شعارا لحياته مستقبلا...وهكذا ستنقلب الأمور إلى عكسها تماما...لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحنا فيها مقتنعين بأن القضية الفلسطينية لم تصبح في حاجة لا للشعر ولا للغو ولا للمظاهرات...إنها في حاجة لمن يحمل بندقية في وجه الصهاينة..

رياح الغضب

1_

أيها
النائمون
الراقصون
على نخب آخر ليلة الميلاد:
أما علمتم
أن غزة زفت
عروسا مخضبة
بماء الفجر
يعلوها
غصن زيتون وبندقيه
تنشد:
موت القصيد
موت النحيب
موت الصهيل،
يصهرها
عشق الطلقة
الشهقة الأخيرة؟!!

_2_

كيف أحرر أجنحتي
من غبن
بني عرب
من قهر
بني غرب
لألقاك
بين الأشجار والحجاره
شمسا ممزوجة بالنار
شوكا في حلق التتار؟

_3_

عجبا
لرقصة السيوف
لهز النصوص
على وقع الدفوف
شهداء غزة
في الرفوف
يسخرون من
ختلنا
شعرنا
نثرنا
حزننا
يكبرون
يهللون
ليوم قيامة
تخرج الأشياء
من أسمائها
لنرى صلاحا
خلف رياح من غضب
بني صهيون
تحت اللهب.

_4_

ما عاد
في غزة متسع
لأفيون يسكن
جرح الدمار
غزة تقرأ
فاتحة الردى
على جبين الشهيد،
ستنهض العنقاء
من جحر الرماد
غضبا
حجرا
علما على رأسه نار.

_5_

كيف أحرر أجنحتي
من غبن
بني عرب
من قهر
بني غرب
لألقاك
بين الأشجار والحجارة
شمسا ممزوجة بالنار
شوكا في حلق التتار؟

محمد عماري/المغرب
الحسيمة
http://www.mybook10.malware-site.www

شكرا لك سيدي على سعة صدرك .الحوار معك ممتع بالفعل
قل لي
ما رأيك في الأسماء الثالية
عبد الله راجع
عبد الله زريقة
محمد اللغافي
عبد اللطيف اللعبي
محمد بنيس

عبد الله راجع: شاعر وأكاديمي متمكن من أدواته الإبداعية رأى النور مع النكبة1948 ولقي ربه بعد مرض عضال عام.عشق الكتابة الكاليغرافية ومارسها في نصوصه

1990
عبد الله زريقة شاعر ومناضل عانى من مرارة الاعتقال
محمد اللغافي: شاعر تذكرني عصاميته بمحمد شكري
عبد اللطيف اللعبي: شاعر مناضل جرب مرارة السجن من أجل مواقفه لمدة ثماني سنوات من1972 الى1980..غادر المغرب صوب فرنسا حيث يقيم منذ 1985
محمد بنيس : شاعر ومنظر للتجربة الشعرية المغربية الجديدة واحد مؤسسي بيت الشعر بالمغرب

زائر

كيف ترى بطاقات الانتماء .هل هي اعتراف بهوية الشاعر أم ماذا ؟؟وأعني الانتماء الى جمعية معينة مثل اتحاد كتاب المغرب

كيف ترى بطاقات الانتماء .هل هي اعتراف بهوية الشاعر أم ماذا ؟؟وأعني الانتماء الى جمعية معينة مثل اتحاد كتاب المغرب
عندما نتامل الأسس التي قام عليها اتحاد كتاب المغرب ،وهو من أقدم الجمعيات الثقافية بالمغرب نجد أنه يعلن استقلاليته عن الأحزاب السياسية وانفتاحه على كل مهتم بالعمل الفكري والابداعي شريطة أن يرقى أي انتاج من هذا النوع لمعيار الجودة الأديبة والفكرية...لكن للأسف ما يلاحظه المتتبع هو حضور الانتماء السياسي والحزبي في جمعية متميزة كاتحاد كتاب المغرب...وهكذا أصبح الانتماء اليها ان بشكل مباشر أو غير مباشر يراعي هذا الجانب في حياة المبدع..لكن رغم هذا استطاع اتحاد كتاب المغرب أن يساهم طيلة عقود خلت من القرن الماضي في تنشيط وتأطير العمل الثقافي والا بداعي بالمغرب...ما نتمناه هو اعادة هيكلة هذه المؤسسة الثقافية حتى تظل مخلصة لمبادئها وتنفتح فعلا على فعاليات مغربية تنأى بنفسها عن كل الممارسات المخلة بالعمل الأدبي وظلت ولاتزال مخلصة لشرف ما تمثله من انتاجات فكرية وابداعية...ومن هنا فبطاقات الانتماء في نظري ليست سوى وسيلة تشهيرية لأن المبدع الحقيقي هو الذي يؤمن بدور النص في استفزاز القارئ ومن ثم تقويمه وتقييمه.

شاعر عدد الرسائل : 626 تاريخ التسجيل : 24/05/2007

كيف ترى حالة الابداع الأدبي في المغرب مقارنة مع الدول العربية؟؟
وشكرا

b]]كيف ترى حالة الابداع الأدبي في المغرب مقارنة مع الدول العربية؟؟
أخي المحترم حميد
انطلاقا من تتبعنا لحركية النشربنوعيه الورقي والرقمي يمكن مقاربة سؤالك انطلاقا من نقطتين:
1/ فيما يتعلق بالأجناس الادبية نلاحظ وفرة النصوص والدواوين الشعرية التي تغطي حيزا هاما من رفوف المكتبات المغربية ...هذا ما نلمسه على أعمدة الصحف الورقية اليومية وملاحقها اليومية..ونفس الشيء في المنتديات والمجلات الرقمية ..وهنا يمكن الا شارة لفكرة هامة وهي انفتاح المبدعين المغاربة على كثير من المواقع الرقمية الشرقية وخاصة الاردنية والفلسطينية واليمنية...

2/اذا نظرنا للأسماء التي تنشط في مجال النشر الورقي بالمغرب سنجد أن أغلب المبدعين الذين كانوا يحتكرون الصحف الورقية لازالوا على سجيتهم مع نفورهم من النشر الرقمي...وفي مقابل هذا فتح الأنترنيت للكثير من المبدعين المغاربة الذين كانوا بعيدين عن الصحف الورقية هم من يملأ المنتديات والمجلات الرقمية، وهذا شيء ايجابي لأنه خلصهم من عقدة النشر...
استنتاج:
وانطلاقا مما سبق نجد أنفسنا أمام فريقين من المبدعين المغاربة..وتبقى الجودة في النهاية ليست حكرا على أصحاب الورق لأن المنتديات والمواقع كشفت بالفعل عن أسماء يحسب لها حساب في الأدب المغربي الحديث..
[/b][/b]

مشرف عدد الرسائل : 1048 تاريخ التسجيل : 26/05/2007

سيدي شكرا لك على أجوبتك الممتعة وأتمنى أن تجيبني على بضع نقطتين وهما

ما دور الشعر في زمن ماتت فيه المشاعر؟؟
وهل هناك ما يتتدعي ليبقى الشعر حيا على مر العصور؟؟
وشكرا

ما دور الشعر في زمن ماتت فيه المشاعر؟؟
وهل هناك ما يتتدعي ليبقى الشعر حيا على مر العصور؟؟

أختي العزيز الزهرة:

يعود بي سؤالك الأول للعصر الجاهلي والعباسي عندما كانت القبائل العربية تحتفل وتقيم الولائم كلما نبغ بين أفرادها شاعر، ولعل هذا يعود لدور الشاعر آنذاك كناطق باسم القبيلة ومدافع عنها في لحظتي السلم والحرب...انظري معي لكل من عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة لحظة نشوب حرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب: لقد كان كل واحد منهما يتحمل مسؤولية مناصرة قومه بالسيف والنظم...وانظري معي لشعراء الرسول(ص) وللمتنبي مع سيف الدولة...ألا تري بأن هذا الدور قد تقلص في عصرنا؟ واذا كان كذلك فهل الأمر يعود للشاعر أم لمن ينظرون اليه كمتسول بكلماته وكادح في ايامه يتجرع مرارة الفقر والمرض والغبن؟ المشاعر ماتت يا صديقتي لأن المتلقي بفعل تهميش الشاعر والمبدع بصفة عامة أصبح كمن يصب وجدانه وأحاسيسه على رمال صحراء قاحلة...لأن الانسان في عصرنا أصبحت قيمته لا تقاس بفكره أو ابداعه، بل بقدر ما يحمل جيبه من نقود وما تمثله شخصيته من نفوذ ولو على حساب المستضعفين...لقد أصبحنا يا صديقتي لا نختلف عن البطل الا شكالي بلغة كولدمان: لنا قيم شريفة ورسالة نحملها لكنها تصطدم بسورصلب لا يؤمن الا بالقوة حسب نيتشه، ولا يعرف الا كم من الضحايا سيسقطون اذا حاولوا تجاوز عتبة السور صوب ضفاف الحرية والعيش الكريم...
أما كيف يمكن تغيير هذه الصورة ليعود الشعر كما كان بأمسنا فالأمر يستدعي تغيير العقول المتحجرة، بل يستدعي أن ينطلق التغيير منا نحن الممارسين لهذا الألم...اذ كيف يعقل ونحن ننظر لخريطة الا بداع في العالم العربي وجود كم هائل من المبدعين يعتقدون أنهم من يحرك العقول ويؤثر في الوجدلن العربي دون غيرهم؟ كيف يعقل أن أنشر نصا لمبدعة وهو دون المستوى تحت عباءة النزوات أو الشهوة؟ وكيف يعقل أن أنشر لمبدع على صفحات مجلة وهو لا يعرف أبجديات الكتابة لكن هناك الصداقة والزبونية التي تحل محل الجودة؟
للكلمة بقية
محمد عماري/الحسيمة

عدد الرسائل : 556 تاريخ التسجيل : 19/03/2008

سعيد بهذا الاستمتاع .شكرا على كل هذا الاقناعى والاقتناع.

مالم يحققه محمد عماري أدبيا؟؟
بماذا تنصح المبتدئين مثلي؟

مالم يحققه محمد عماري أدبيا؟؟
بماذا تنصح المبتدئين مثلي؟

أخي الكريم:

عندما أعثر على قصيدتي الأخيرة سأكون قد حققت ما من الأدب ما ارغب فيه...وفي انتظار ذلك لا زلت أتعلم...
الادمان على قراءة النصوص الشعرية والبلاغية بالاضافة لممارسة الكتابة هي الطريق المؤدية للجودة الأدبية
مودتي
محمد عماري/الحسيمة

مشرف عدد الرسائل : 1048 تاريخ التسجيل : 26/05/2007

نشكر الاخ والاستاذ محمد عماري على سعة صدره للاجابة عن اسئلتنا .وانطلاقا من جوابك لسؤالي السابق فهمت من اجابتك ان الشعر لا يخدم حاليا المصلحة العامة او مصلحة الشعب فهل تظن انه يخدم مصلحة صاحبه الشاعر؟؟

انطلاقا من جوابك لسؤالي السابق فهمت من اجابتك ان الشعر لا يخدم حاليا المصلحة العامة او مصلحة الشعب فهل تظن انه يخدم مصلحة صاحبه الشاعر؟؟

الشعر كباقي الفنون الأخرى عبارة عن رد فعل للجرح أو نتيجة من نتائج الصدمة التي قد يتعرض لها أي انسان في عالم فقدت فيه القيم الا نسانية وعوضت بقيم المادة والشهوة...الشعر في حقيقته تصعيد للمعاناة بلغة علم النفس، من عالم الاحباط والهزيمة والقرف الى عالم يصنعه المبدع بحبره والفنان التشكيلي بصباغته: انه عالم الحلم والحرية والصدق الفني...وبهذا المعنى ينتج المبدع فنا نابعا من تجربة انسانية فردية كانت أو جماعية، ، فنكون أمام ابداع صادق يحترم شروط الكتابة ...أما اذا كان نابعا من نزوة طائشة أو رغبة شخصية أو يكتب بلا هدف فسنكون حتما أمام ابداع لن يستفز المتلقي ولن يؤثر فيه ...وللأسف الشديد فما تطالعنا به الصحف حاليا أو ما نقرأه عبر المواقع، جله ان احترم شرط الابداع لا يحترم شرط الصدق الفني والعكس صحيح...لكن هذا لا يمنع من وجود شعراء يحترمون أنفسهم وقراءهم...ختاما ليكن شعارنا"الشعر يولد من الرغبة الجائعة"
محمد عماري/الحسيـــــــــــــــمة

أود أن أظيف في اطار الحديث عن تجربتي الشعرية أهم مرحلة وهي مرحلة الدراسة الجامعية، حيث عشنا خلال نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات عدة تجارب تجمع بين النضال الطلابي في اطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم تجربة الحب التي مررت بها وانتهت كهبة ريح ،بالاضافة لتأثري بأستاذين جليلين وهما الشاعرين:
*محمد الخمار الكنوني رحمة الله عليه
*د.محمد السرغيني أطال الله عمره
ياليت الزمن يعود للوراء لأعيش ولو لحظة من لحظات العشق والشعر والمعرفة والنضال....انها مرحلة من أهم مراحل العمر تعلمت فيها الكثير ولا أظنني سأعيش ما عشته...
مودتي للجميع

» محمد عماري
» علمت الان من خلال مراسلة للأخ محمد عماري
» تهانينا محمد بوشيخة , محمد سعيد الادريسي , بوبكر بن حنافي
» قصيدة: سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة...للشاعر اسحق قومي
» الشاعر محمد أنور محمد يفوزبجائزة الديوان الشعري