وأنت مقبل على المركز الثقافي لوبيلا
تلفح وجهك نسمات عليلة من عبق التاريخ
تشد بتلابيبك لتسرع بك الخطا إلى داخل المركز حيث نظم منتدى العشرة
أمسية شعرية تحت عنوان –ليلة القبض على الزجال-
وحين تدلف من باب قاعة العروض الدرامية
تشعر انك سافرت عبر الزمن
الدفء والحميمية عنوان صارخ للأمسية زاد من تألقه
الفضاء الذي تفنن في تأثيثه حسن السامي عريس الشعر لتلك الليلة التاريخية
وساعده في ذلك عدد من جنود الخفاء مشكورين
الطنافس التقليدية..الشمعدانات النحاسية..الشموع تزغرد في أرجاء القاعة وقناديل الغاز تنير وجوه الحاضرين بنور يحمل دفء الماضي الجميل...
تساعده في ذلك وصلات موسيقية من أغاني الملحون تتخللها قصائد لزجالنا الكبير حسن السامي
أما التقديم فان الممثل القدير بن رحو في حواريته مع حسن السامي يجعلانك تستزيد من تلك المعلومات القيمة التي يقدمانها بين الوصلة والوصلة
ولان منتدى العشرة حريص على مد جسور التواصل بين مختلف المبدعين المغاربة
فانك بمجرد دخولك القاعة وفي وسطها تجد رجلا عظيما بتاريخه وعطاءاته بسيطا في تواضعه وتعامله يوزعه البسمات على الحاضرين بكل حنان الأب ويتابع بشغف كل المواد رغم تعبه ومرضه ويصر على أن يكون قريبا من الجميع بروح أب ودف أخ وتواصل صديق
انه عميد المسرح المغربي عبد القادر البدوي
وكما العادة نحلة المنتدى ليلى ناسيمي تستقبلك بالأحضان وتجد لك مكانا بين الحضور ولا تغادرك إلا بعد أن تتأكد انك سافرت عبر الزمن إلى حيث الجمال والعطاء
حسن السامي يسير الأمسية باحترافية كبيرة
وشهادة الدكتور محمد جودات والفنان عبد القادر البدوي والشاعرمحمد الرويسي وكل من تحدث في حقه تجعلك تنظر إلى هذا الفنان المتعدد المواهب والعطاءات بعين اعجاب جديدة وتدعو له بالتوفيق في مسيرته الإبداعية
اما الختام المسك فإنها قصائد شعرية تتناوب على نقلك من عالم الصوفية إلى عالم الحماسة إلى مدن الرومانسية الحالمة
والصور التي توثق لهذه الأمسية لن تستطيع أن تفي حقها لأنها فعلا ليلة قبض على زجال
تتوسد الشمس الأفق وتتوشح عباءة المغيب ويلتحف الليل سواده وأنت ما تزال في مكانك مشدودا له تأبى أن تعود إلى الزمن الحاضر والخروج إلى الشوارع والضجيج ....
ولكن لكل شيء جميل نهاية ونعدكم أن تكون نهاية أمسيتنا بداية لأمسيات مثلها برعاية منتدى العشرة ان شاء الله
محبتي لكل من سيمر من هنا
أختكم رشيدة فقري