ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: "التجريب في القصة القصيرة: الخميس فبراير 26, 2009 3:00 pm | |
| "التجريب في القصة القصيرة: انشغالاته و اشتغالاته"
لقاء الشروق الوطني السادس للقصة القصيرة تنفيذا لبرنامجها السنوي، و ضمن أنشطتها الإشعاعية، نظمت جمعية الشروق المكناسي للثقافة و الرياضة و السياحة لقاء الشروق الوطني السادس للقصة القصيرة تحت شعار "التجريب في القصة القصيرة: انشغالاته و اشتغالاته".و قد انطلق اللقاء يوم الجمعة 13 فبراير 2009 على الساعة الثالثة و النصف بمركز ملتقى الثقافات فندق الحناء بكلمة جمعية الشروق المكناسي و التي ألقتها الآنسة زينب بباهواري حيث رحبت بضيوف اللقاء الذين جاؤوا من مدن مختلفة للمساهمة في هذا اللقاء الوطني و أكدت على رغبة الجمعية في المضي قدما رافعة راية التحدي الإيجابي للمساهمة بكل إمكانياتها في تنشيط الحقل الثقافي و الجمعوي بمدينة مكناس و بالوطن الحبيب بصفة عامة. وأضافت بأن الجمعية تضع كل إمكانياتها لجعل هذا النشاط محطة إشعاعية و فضاء لطرح الأسئلة المقلقة و البحث المشترك عن أجوبة ملائمة. كما أضافت أن اختيار شعار " "التجريب في القصة القصيرة: انشغالاته و اشتغالاته" جاء لمحاولة فهم الآليات التي يشتغل بها القصاصون....بعد ذلك تمت دعوة الحضور إلى حفل شاي نظم على شرف المشاركين.ثم انطلقت فعاليات لقاء الشروق الوطني السادس للقصة القصيرة بقراءات قصصية ساهم فيها كل من حسن البقالي و محمد البلبال بوغنيم و محمد فري و أسمهان الزعيم و سعدية اسلايلي و حميد ركاطة و محمد العناز و إدريس المسناوي و مصطفى العلوي الطاهري و نجيب كعواشي و عبد السلام دخان. و تكلف الناقد إبراهيم قهوايجي بتقديم المبدعين و حقق ذلك بلباقته المعهودة.. و قد لاقت القراءات القصصية تجاوبا بارزا و جميلا مع الجمهور الحاضر الذي كان نوعيا...بعد ذلك تمت قراءة الرسالة المطولة التي وجهها المبدع الجزائري عبد القادر حميدة للمشاركين بعدما منعه المرض من الحضور إلى مكناس في آخر لحظة و هو يتهيأ للسفر. و في نهاية الحصة الأولى من القراءات، أبى المكتب المسير لجمعية الشروق المكناسي للثقافة و الرياضة و السياحة إلا أن يمنح العضوية الشرفية للناقد المتميز محمد رمصيص و ذلك الدعم الذي قدمه للجمعية خلال تهيئ لقاء الشروق الوطني السادس للقصة القصيرة. و يوم السبت 14 فبراير 2009، كان المشاركون على موعد في الصباح مع أشغال الجلسة الأولى من ندوة "التجريب في القصة القصيرة: انشغالاته و اشتغالاته" والتي انطلقت على الساعة العاشرة و النصف و سيرها الأستاذ خليفة بباهواري، الذي ذكر بالأرضية التي وضعتها الجمعية للندوة، حيث طرحت مجموعة من الأسئلة من بينها: "ما هو التجريب؟ بماذا نعرفه؟ بماذا نحدده؟ هل يمكن اعتباره مصطلحا أم مفهوما؟ أم لفظا عاديا يعبر عن ظاهرة من الواقع المعاش؟إذا اعتبرناه مصطلحا أو مفهوما، فمتى يصير كذلك؟ و كيف يتشكل مضمونه ليصير مصطلحا أو مفهوما؟من يدفع و كيف إلى تشكيل اللفظ في اتجاه جعله مصطلحا أو مفهوما و بالتالي جعله فضاء للتفكير و المسائلة؟ما هي الأسباب التي تدفع لممارسة التجريب في مجال الأدب؟ هل هي أسباب ذاتية أو موضوعية؟ هل هي أسباب فردية أم جماعية؟ هل هي أسباب شخصية أم مجتمعية؟"و جاءت أول مداخلة من طرف الأستاذ الناقد محمد رمصيص تحت عنوان: "القصة التجريبية بالمغرب والأسئلة الصعبة" خاول من خلالها تحديد المفهوم إذ اعتبر التجريب عملية للكتابة في أفق المغايرة و انتهاكا للنموذج المكرس و هو أيضا توسع في هامش حرية الكتابة. و تساءل الناقد عما إذا كان التجريب القصصي، خصوصا في المغرب، رد فعل اجتماعي محلي أم هو فقط صدى لتجريب غربي.وركز الناقد محمد رمصيص في معرض طرحه للتجربة المغربية على القاص مصطفى المسناوي ممثلا للجيل القديم و الذي اشتغل على تقنية التكسير: كثرة العناوين و الفقرات المعزولة، و على السرد الملتوي الحربائي: تمزيق متواليات الحكي.و ركز أيضا على القاص أنيس الرافعي ممثلا للجيل الجديد الذي دعم حضور الوعي النقدي داخل القصة بالإضافة إلى اشتغاله على الدارجة المحلية و اهتمامه بواجهة البيانات.أما الناقد عبد السلام دخان فقد عنون مداخلته ب" إشكالية التجريب و هاجس المغايرة". حيث اعتبر التجريب عملية يدفع المبدع من خلالها المتلقي إلى تلمس الجماليات و خصوصا منها الجديدة من خلال تقديم الجديد و المدهش. و يرتبط ذلك بقدرة القصة التعبيرية على خلق عوالم جديدة. و اعتبر الناقد عبد السلام دخان المغايرة كمسار ضروري للتطور و التجريب كمرادف للتجاوز، حيث أصبح عمل القاص هو التقاط جزئيات صغيرة من تفاصيل الحياة. و أكد أيضا على لزوم وجود جهاز تحليلي يتعامل مع " البذخ الدلالي و الجمالي " للكتابة المعاصرة التي تتغيى الخروج من منظومة " النمذجة".بعد ذلك تدخل الناقد عز الدين الوافي في موضوع " التجريب بين الفيلم القصير و القصة القصيرة". حيث اكد الناقد أن الفرق بين القصة و الفيلم يتجلى في مسألة الاشتغال، في حين أن الإثنين يطرحان أسئلة وجودية و فلسفية. و يتم التركيز على سؤال امكانية و كيفية ترجمة الهواجس الوجودية إلى أعمال أدبية. و تساءل الناقد عن الإضافة التي يأتي بها التجريب، و كان جوابه أنها تتجلى في عنصرين: خلخلة أساليب التلقي و تكسير التقاليد المتعارف عليها. و ركز الناقد عز الدين الوافي على العلاقة بين حدود التجريب و حرياته و مشكلة التلقي و من خلالها عن المساحة بين الأصيل و التجريبي..و كانت آخر مداخلة في الجلسة الأولى من الندوة للقاص حسن البقالي و كانت بعنوان " التجريب القصصي و النسق الثقافي". وقدم خلالها و تصوره لتجريب معتبرا أن الكتابة بحث مستمر عن اللامألوف، وان دور المبدع و القاص على وجه الخصوص هو البحث عن الأجوبة التي تطرحها الأسلة الكثيرة التي تنهال عليه من خلال معايشته للواقع.و أضاف أنه ينبغي أن يعرف الحد الفاصل بين التجريب و الفوضى كي لا تختلط الأمور على المبدعين و على المتلقين أيضا.مساء يوم السبت 14 فبراير 2009 كان موعد الجمهور مع الحصة الثانية من القراءات القصصية التي قدمها أيضا الشاعر المتألق إبراهيم قهوايجي و ساهم بنجاح كل من القصاصين و القصاصات صخر المهيف و المهدي لعرج وخليفة بباهواري و محمد إدارغة و عبد السلام بلقايد و المصطفى كليتي و عبد الهادي الفحيلي و مالكة عسال و عبد المجيد شكير و سعاد الرغاي و البشير الأزمي و إسماعيل البويحياوي و إدريس الواغيش و أحمد السقال..و كان المشاركون، يوم الأحد 15 فبراير 2009 ، على موعد مع الجلسة الثانية للندوة حيث تدخل الناقد و القاص عبد السلام بلقايد في موضوع " التجريب في القصة المغربية بين وبين" و أكد أن التجريب مرتبط بالحداثة، و هو الذي أحدث تلك الثورات الكبرى في الفن و الأدب. و هو أيضا ثورة دائمة يجيش بها فكر المبدع و قلبه، و هو الوسيلة المثلى للتجديد و الابتكار.. و اعتبر الناقد أن القصة التجريبية هي بنت الحداثة، تطورت تطورا نوعيا، لكنها من حيث موقعها في المشهد الثقافي، لا زالت تتلمس الطريق نحو عمق أكثر..و وصل بلقايد إلى الخلاصة التي مفادها أن التجريب هو محاولة الكاتب البحث عن الجديد، غير المسبوق، شكلا و مضمونا و لكن عند التجريب يمكن أن يتحقق النجاح مرة و الإخفاق مرات، و هذه طبيعة التجريب...على هامش فعاليات اللقاء الرسمية لم يترك المشاركون الفرصة تمر دون تعميق الحوارات و النقاشات فيما بينهم مما جعلهم يقضون أوقات ممتعة في الغوص في المفاهيم و التجارب حيث قضوا ليلتين طويلتين استمر النقاش فيهما إلى ما بعد الساعة الرابعة صباحا، مما ساهم في الحفاظ على خاصية لقاءات جمعية الشروق المكناسي و ملتقياتها و التي تتجلى في خلق تواصل بين مختلف أجيال المبدعين المغاربة و في تكريس ظاهرة الحميمية بين المشاركين.. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: "التجريب في القصة القصيرة: الجمعة فبراير 27, 2009 3:49 pm | |
| الاخ ربيع عامر لغيواني مشكور على ادراجك هذا الخبر الثقافي المميز و في انتظار اخبار جديدة لك مني اطيب المنى اسية الغيوانية |
|