صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ | |
| كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ |
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ | |
| زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ |
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ | |
| وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ |
هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ | |
| غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ |
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما | |
| بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ |
وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً | |
| حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ |
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ | |
| زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ |
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي | |
| طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ |
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي | |
| سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ |
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ | |
| مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ |
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا | |
| رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ |
بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ | |
| قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ |
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ | |
| مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ |
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً | |
| وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي |
وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً | |
| تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ |
سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ | |
| ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ |
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ | |
| إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي |
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ | |
| نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ |
طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً | |
| يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ |
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي | |
| أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ |
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ | |
| لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ |
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ | |
| بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ |
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ | |
| ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ |
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ | |
| يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ |
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا | |
| بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ |
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا | |
| هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ |
لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ | |
| أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ |
عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا | |
| خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ |
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ | |
| بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ |
بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ | |
| يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ |
ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ | |
| حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ |
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي | |
| فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي |
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً | |
| والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي |
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ | |
| رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ |
نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي | |
| والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ |
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى | |
| إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ |
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي | |
| غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ |
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ | |
| عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي |
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ | |
| يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ |
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا | |
| أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ |
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ | |
| ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ |
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ | |
| وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ |
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى | |
| وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي |
ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا | |
| قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ |
والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً | |
| مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ |
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي | |
| لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ |
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ | |
| للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ |
الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا | |
| والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي |
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا | |
| جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ |