أضواء على الملتقى الدولي الأول للفنون التشكيلية والفوتوغراف

اختتمت بمكناس فعاليات الملتقى الدولي للفنون التشكيلية والفوتوغرافية الذي نظمته جمعية إبداع وتواصل على مدى تسعة ايام . وقد شهد هذا المعرض إقبالا كبيرا من طرف الزوار مغاربة وأجانب ، وقد صاحبت هذه المعرض الكبير الكثير من الأنشطة التي آثرت الملتقى كتنظيم ندوة شارك فيها الفنانون وبعض ممثلي الوزارات ورؤساء بعض الجمعيات ، كما تم إحياء اليوم العالمي للشعر بفندق الحناء حيث شارك الكثير من شعراء وشاعرات مدينة مكناس وسلا والدارالبيضاء ، إضافة غلى حضور الفنانين لمسرحتين من المغرب و السعودية، وعروض سينمائية، وجولات سياحية لفائدة المشاركين والمشاركات مما ترك انطباعا جيدا عن هذا الملتقى .وتم اختتام المعرض بحفل بهيج أحيته الكثير من الفرق الموسيقية بحضور شخصيات وازنة من فنانين تشكيليين وشعراء ومسرحيين وممثلين ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور حسن لمنيعي والشاعر إبراهيم قهوايجي والشاعرة كريمة دلياس والشاعرة فاطمة بوهراكة وآخرون.
وقد عرف المعرض مشاركة فنانين من ثلاثة عشر دولة ، تعددت الأساليب التي كانوا يريدون التعبير بها ولكن همهم كان واحدا هو التعارف وتلاقح التجارب ،
الأعمال التي عرضت في هذا الرواق طابعها الاختلاف في استيعاب الأساليب وتطويع المادة والفئات العمرية.. وقدمت الكثير من الأعمال الجديدة فلأول مرة اطلع رواد المعرض على فن الماركتري ممثلا في الفنانين الإنجليزي فيليب كريس والمغربي كمال المكوني حيث يشتغلان على أنواع كثيرة من الخشب ويحولانه إلى عمل فني دون إي حضور للصباغة وأدواتها ، والاشتغال على السند لتحوياه إلى قطعة فنية نجده أيضا عند الفنان التونسي عبدالله أبو العباس الذي قدم عملا وظف فيه الخط العربي والكثير من الرموز بنوع من الحرفية الفنية ليخدما وحدة العمل الفني. كما قدم الفنانون السعوديون فيصل الخديدي و حمدان محارب ومحمد الثقفي وفهد عايض القثامي إنشاءات جمالية صدمت الجمهور وأثارت فيهم نوعا من الفضول لأنهم لم يألفوا هذا النوع من الفن الذي أصبحت تعج به المعارض الكبرى في العالم ، وكذلك افتقارهم لثقافة بصرية فبدل التساؤل عن ما حققه هؤلاء من وثبة خيالية في أعمالهم كان التساؤل عن سبب عرض مثل هذه( الأشياء) .. فالفن مرتبط عندهم بمفهوم اللوحة فقط، في الوقت الذي تجاوزت فيها الأعمال المعاصرة الكثير من المفاهيم ولعل العمل الفائز في بينالي البندقية والذي كان عبارة عن دمى كثيرة وظفها الفنان لإنشاء جمالي يؤكد أن مفهوم اللوحة قد تغير ..
وكان للتشخيص حضور كبير في المعرض ، وتفاوتت نسبة توظيفه فنيا وجماليا ، ومن بين الأعمال التي تبدو فيها بعض الخصوصيات الفردية نذكر الفنانة اسيا جلاب التي تركز في جل أعمالها على المعمار المغربي وبلمساتها الفنية ذات الألوان الحارة تجعل الحواري والأزقة والدروب مفعمة بالحيوية ،وقدمت الفنانة غزلان يعلاتن عملا تتناسب فيه الكتل وباقتصاد كبير في الألوان، وكأن الشخوص التي جسدتها مستوحاة من عالم الأساطير مما أضفى على عملها طابعا غرائبيا يدعو إلى كثير من التأمل .
بينما قدمت الفنانات السعوديات أعمالا إما مستوحاة من البيئة السعودية كما نجد عند الفنانة ليلى مال الله حيث صورت صراع الإنسان في الخليج من أجل الحصول لقمة العيش من خلال ثلاثة غواصين أمام شباك فارغة لا محار فيها ولا جوهر .. فالجوهر قابع في المحار ، والمحار قابع في عمق البحر. والبحر فيه يقبع هدا الإنسان للبحث عن صدفاته ..لوحة دون أفق تبقى ممتدة لتحيلنا إلى مرحلة هامة من حياة أهل الخليج. حضور البحر كمكون للوحة نجده أيضا عند الفنان العماني أحمد المشيخي فكل عمله كان يتراقص فيه اللون الأزرق ويتراقص فيه أيضا الإنسان الذي يتوحد مع البحر .وبنوع من الشاعرية ارتأت الفنانة زينب اوليدي وزكية مركوم أن تقدما عالم المرأة بألوان زاهية وبشخصية تكتنز الكثير من الجمال تنظر إلى ما وراء اللوحة بنوع من الزهو ..نفس الموضوع عبرت عنه الفنانة إيمان العلكوم بمهراسين" هاونين" متقابلين يبدو فيه المهراس الأول اقل حضورا من الثاني في الخلفية رغم أن الأول أنجب الثاني، إلا أن الثاني سحق الأول. ويبقى الصراع مستمرا في العجلة التي تدور في اعلي اللوحة على حساب الوردة التي تقبع وسطها .
أما مريم الصميلي فكان عملها سرياليا محضا ركزت فيه على رسم عيون خرجت من محاجرها والتفت في غلالات أي أثواب شفافة تعبيرا على أن الحقيقة لا يمكن حجبها وان لا شيء يخفيها ..
وحضرت العلامات والرموز بصورة مكثفة عند الفنانة المغربية توفا الهراح التي استوحتها من البيئة الصحراوية وبألوان حارة منسقة بشكل جميل تتخللها خطوط تفصل بين الكتل التي تحاول من خلالها الفنانة أن تؤدي كل واحدة منها معنى يصب في البناء الكلي للوحة. هذا التوظيف للبيئة الصحراوية نجده أيضا عند الفنانة الموريتانية امينتا صاو .
ونفس الاستلهام نجده عند عزيز عياشين الذي وظف الكثير من الرموز من الجنوب الجزائري وكأنها من وحي كهوف تاسيلي التي تعود إلى عصور غابرة ..و الرؤية ذاتها جسدها أيضا عند الفنان الجزائري سيدعلي عبد القادر بنبوطة ولكن في عمل خزفي مفكك على سند مؤطر موظفا بدوره الكثير من العلامات والرموزعلى القطع الخزفية والسند معا .
كما قدمت الفنانة السعودية الشابة روان عبد الله ال تويم عملا شبه تشخيصي يمتزج فيه الخط واللون والحفر وكأنه قطعة فنية من شرق أسيا .
أما الأعمال ذات الطابع التجريدي فكانت حاضرة في لوحات الفنانة الكويتية نادية الدريهم التي قدمت لوحة استعملت فيها تقنية الكولاج وكذلك الفنانة الأستاذة شامة عمي رائدة فن الباتشوورك "القماش المضاف"في المغرب والتي كنا ننتظر منها أن تقدم لنا عملا من هذا الاتجاه إلا أنها فضلت عرض عمل بكتل لونية يبدو فيها تأثير الباتشوورك واضحا . كما قدمت الفنانة خديجة الصقلي عملا بتموجات لونية بلون اخضرتحيلنا الى عالم من الروحانيات الثاوية في ذواتنا . وبالتعبير ببقع لونية فقط على خلفية سوداء قدم الفنان العراقي المقيم في النرويج لوحة مفككة إلى ثلاث قطع يعبر فيها الفنان عن فقدانه للون بلاد الرافدين في بلاد الصقيع وتتفكك هذه الالوان محاولة الالتحام كما تفككت اللوحات وليس هناك ما يدل على أنها ستجتمع لتتضح الرؤية ويبدو الشكل . نفس الغياب عبره عنه الفنان المغربي نورالدين مضران بلون الحناء الذي يحضر بقوة في لوحاته، وان كانت هذه المادة تعبيرا عن الفرح فإنها عند مضران تقترن بحزن مرير يخفيه في جل لوحاته . بينما كانت الأشكال والألوان أكثر تجليا عند الفنانة ماريا المزريشي ..
وتأثير الجانب التزيني في بعض اللوحات التي تقترب من فن الديكور نجده عند الفنانتين ياسمين بلووك وحنان شهبون .
أما فن التصوير الفوتوغرافي فقد قدم الفنان عبدالله العوفير عملا متميزا لثلاثة لأشخاص يركز على ظلهم الذي يمثل حضورهم القوي على باب مغلق يبدو فيه ظل شخص غير مرئي في حركة دائبة لصباغته بلون حار سيبعث الحياة فيه من جديد في انتظار فتحه على عالم جديد كما قدما المصوران انيس الفال وكريم محمد بومايس عملين يبشران بمستقل زاهر لهما رغم أنهما في مقتبل العمر.
وقد شكل هذا الملتقى رغم حداثته و العراقيل التي صاحبت تنظيمه، ورغم أن الذين نظموه شباب حدثا هاما تناقلته الألسن بنوع من الإعجاب والتقدير ..ومن المؤكد آن هذا الملتقلى سيكون ضمن الملتقيات الكبرى عالميا إذا تم تجاوز بعض الهفوات ، ومن بينها الحرص على الانتقاء الجيد للأعمال المعروضة ، وتقديم كل غيور على الفن التشكيلي في المغرب وخارج المغرب يد العون لهؤلاء الشباب الذين حققوا المستحيل ..ولا يسعني إلا أن نوه بهم جميعا دون استثناء وأخص بالذكر الفنانة غزلان يعلاتن رئيسة الجمعية ، والفنان كمال المكوني الذي كان لا يتوانى في التردد على مدينة الدارالبيضاء للتنسيق واستقبال الفنانين . ونسجل باعتزاز كبير حرص منظمي الملتقى على إشراك فنانين قطاع غزة ونظرا لعدم تمكنهم من إرسال أعمالهم ولا حضورهم فقد تم عرض أعمالهم باستنساخها رقميا على القماش وإخراجها إلى الوجود بالقوة ..[img][/img][img][/img][img][/img][img][/img]

حميد بركي كتب:

شكرا لك على توصيل الحدث الينا بلغتك ورؤيتك الفنية
شوقتنا اليه أخي

شكرا أخي الاأستاذ حميد بركي على الرد ..تمنينا لو شرفتمونا بحضور هذا الملتفى الدولي
مع خالص المودة والتقدير

mohamed zitoni كتب:

صديقي الفنان محمد سعود

كان الملتقى رائعا حسب هذه التغطية شكرا لك

أخي الأستاذ محمد زيتوني فعلا كان الملتقلى رائعا ، ورغم بعض الهفوات فإن المعرض وما صاحبه من أنشطة كان مبهرا

مرحبا
فعلا تغطية شاملة وراقية من ناقد وفنان نقدره ونعتز به
بما اني من الفنانين التشكيلين المشاركين بهدا المهرجان الرائع
فشهادتي لا تقل عن شهادة السيد الرائع محمد سعود
والحمد لله كانت المشاراكات جد فعالة تعرفت فيها على كثير من الاخوة التشكيلين وكان لي الحظ الوافر في القاء كلمة الاختتام في حق الاخ سعود ونيابة على كل المشاركين العارضين
فقط سؤال واحد اود طرحه هنا
لما حذف من النص ما كتب عني الاخ سعود وقد قرئت بام عيني ربماوقع هذا الحذف سهوا من الفنان الراقي
والتمس له العذر لان التغطية فعلا كبيرة وشملت الكل
مع كل اسف لم يذكر اسمي هنا ولا في باقي التغطيات لكل من فاطمة بوهراكة ومحمد سعود
اهو سهوا ام اقصاءا ام ...ام...
اتمنى للجميع التوفيق والى معارض اخرى ارجو ان لا اقصى فيها ....فالصور حاظرة وشاهدة على مشاركتي ...........

oمرحبا


مرحبا ايها الراقي سعود استاذي المفضل والمحترم فعلا والله قرئت مرات ولم اجد اسمي لاضمن الشعراء الذين حظروا الامسية وتالقوا فيها ولا ضمن التشكل
كنت اول المعجبين بلوحاتهم وقد كنت السباق الى تعديل بغض الاخطاء فيها كما انك علمتني كيف اتكلم بدون خجل مع الصحافة وهذا جميل لن انساه العمركله واقسم بالله العلي العظيم انك ارقى واقوى رسام ومبدع واستاذ ناقد من الطراز العالي الالا ان اسمي لم يذكر في تغطيتك لا ضمن الشعراء الذين ذكرت منهم ككريمة دالياس وبوهراكة لكن اسمي انا التي كنت ضيف شرف ضمن الملتقى لم يذكر اسمي ...اما ضمن التشكيلين فكان نقد للوحتي الذي قرئته يسرني واتفتخر به ولو لم يطرح هنا لكن قرئته وكان اول من قرئه بباب منصور وهذا شرف لي ان يكتب عني نقد بقلم الراقي محمد سعود ولو انه لم يكتب هنا لا عليك سيدي الطيب المحترم احيي فيك كل خطواتك لتشجيع رواد الفن الشكيلي الى الامام واحي فيك صدق مشاعرك ونبل اخلاقك