أسماء محمد إدارة عامة
عدد الرسائل : 2070 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: على هامش توقيع ديوان “بعيدا قليلا” للشاعر عبد الهادي روضي الإثنين مايو 18, 2009 1:19 am | |
|
| <td vAlign=top align=right>شكيب أريج هل من حق الشعر أن يتباهى؟
على هامش توقيع ديوان “بعيدا قليلا” للشاعر عبد الهادي روضي تأسيسا على القول المأثور للفيلسوف الكبير “جيل دولوز” وهو ينعي زمن الفلسفة قائلا: ” لم يعد من حق الفلسفة أن تتباهى؟‼” نتساءل هنا أما زالت هناك فسحة للتباهي بالشعر؟قلة هم من فضلوا الحضور يوم 23 أبريل 2009 لحفل توقيع ديوان “بعيدا قليلا” للشاعر عبد الهادي روضي بمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي بطاطا، مقارنة مع الجمهور الغفير الذي حج عشيتها لمشاهدة مباراة الوداد البيضاوي والصفاقس التونسي. وراودني شك طفيف حول حضور الشاعر المحتفى به من عدمه، لأني أعرف مدى شغف عبد الهادي روضي بكرة القدم وميوله الودادية.هل من حق الشعر أن يتباهى؟من حقه أن يتباهى ما دام الشاعر روضي قد غلب شغفه بالشعر على ولعه بالكرة المستديرة، وما دام الحضور وازنا داخل القاعة التي غصت بحضور نوعي أكاد أجزم أن جله غير معني بمواعيد المباريات وألوان القمصان. ألم تفاجئ سيدة فرنسية صحافة بلادها سنة 1998 بجهلها التام بمن ينظم كأس العالم أنذاك‼الذين انتصروا للشعر يوم 23 أبريل 2009..انتصروا للعمق الإنساني، وحولوا اهتمامهم من القدم إلى الوجدان. الشاعر روضي تسلل في أكثر من مرة إلى شباك الدهشة ليسجل أهدافا نبيلة بلغته المخاتلة، المراوغة، الضاجة بالانزياح والرمز.ولقد أنصت الحضور بخشوع إلى مداخلة الأستاذ المحجوب أمل الذي جعل من مصطلح “المحو” مفتاحا لتتبع امتدادات شعرية القصيد عند عبد الهادي روضي.الأستاذ الباحث ” طارق أعلا” بدوره نبه إلى جماليات المكان في الديوان مقتفيا مجموعة من الأمكنة التي شكلت فضاءات مسكونة بأثير الشعر.في ذلك اليوم أحسست بطمأنينة لا أدري مبعثها. أهي ابتسامات التلاميذ؟ أم هدوء وقع سنابك الحروف كجواد بري يمشي الهوينى؟ أم هو الإقبال على توقيع الديوان؟. تساءلت لحظتها: هل انتصر الشعر؟ من الصعب علي أن أجيب كما أجاب أدونيس: “..وأسمع الشعر يوشوشني : لا أريد أن أنتصر بعد الآن. لقد شيختني انتصاراتي” هل من حق الشعر أن يتباهى؟يوم 02 ماي 2009 داخل أسوار مدينة تارودانت ووراء أسوار مدرسة آمنة بنت وهب، وبين أحضان جمعية قدماء طلبة تارودانت وقع الشاعر عبد الهادي روضي ديوانه للمرة الثانية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، وبحضور أطياف متنوعة: الأطفال البراعم/ المعطلون/الأساتذة/ الطلبة/ قدماء الطلبة.. هؤلاء كلهم تمردوا وحضروا بكثافة، لكن البقية كانت تصلنا هتافاتها الهيسترية من المقاهي التي نفذت الكراسي والمشروبات الغازية منها بسبب المباراة بين البارصا والريال مدريد.قطرة الندى لا تجهز عليها بلطة الجزار ، كذلك كان الشعر في ذلك اليوم متساميا، لا سيما أن الأطفال البراعم كانت لهم الجرأة لقراءة نصوص من الديوان، فكانوا كظل الحقول على القلب. قرأ الشاعر بدوره بعض القصائد ومن بينها قصيدة زجلية من خارج الديوان “واصاحبي” والتي لقيت تجاوبا جيدا. وشكلت القراءة التي قدمها السالمي الحبيب حول غلاف الديوان ملمحا متميزا للحفل إذ لم يسبق أن أثير النقاش حول غلاف الديوان بهذا العمق من قبل.ولم يفت الشاعر أن يشكر طاطا لأنها منحته أفقا شعريا شاسعا،منوها بحرارة دفء المكان بتارودانت مؤكدا أن زيارته هاته فتحت له الفرصة لنسج خيوط الألفة بينه وبين هذا المكان. أعود إلى السؤال المنطلق: أمن حق الشعر أن يتباهى؟وأعود إلى ثلاث سنوات خلت، حين كنت أناقش بحث الإجازة مع الأستاذ ” مبارك أزارا” وبجواري كان يجلس الشاعر رشيد شوقي الذي فاز حينها بالمسابقة الشعرية التي نظمتها كلية ابن زهر وأعد بحثه حول نهر الشعر الخالد. وكم كانت صدمته عظيمة حين طرح الأستاذ مبارك فرضية موت الشعر، مستحضرا كامل عقلانيته في البرهنة على أن الشعر ليس بالنهر الخالد‼وتساءلت: أصرنا إلى الزمن الذي يصعد فيه الإنسان بصره إلى البقل على أنه نخل؟‼ الزمن الذي يشرب فيه الإنسان الوحل بالعذوبة نفسها التي يشرب بها الماء الزلال؟‼</SPAN> | |
|