توفيق البيض زجال
عدد الرسائل : 202 تاريخ التسجيل : 31/07/2008
| موضوع: مقام البوح الصوفي في الملتقى الجهوي الثاني للزجل بيسيدي يحيى السبت يونيو 27, 2009 12:23 am | |
| مقام البوح الصوفي في الملتقى الجهوي الثاني للزجل بسيدي يحيى الغرب إقليم القنيطرة دورة الزجال إدريس أمغار مسناوي تقرير : عبد الحميد شوقي
نظمت المديرية الجهوية للثقافة لجهة الغرب الشراردة بني احسن الملتقى الجهوي الثاني للزجل تحت شعار ” في رحاب الزجل ” يومي الجمعة والسبت 19 و 20 يونيو 2009 بدار الثقافة بسيدي يحيى الغرب التابع لإقليم القنيطرة ،وقد أهديت الدورة للزجال المغربي الكبير إدريس أمغار مسناوي اعترافا بمكانته الكبرى في المشهد الزجلي الراهن . استهل الملتقى على الساعة الرابعة بعد الزوال بمعرض للوحات تشكيلية للرسام والزجال المغربي فؤاد الشردودي ، وهي لوحات عكست التجربة التجريدية للفنان ومدى ارتباطه بدلالات ورموز المدينة العتيقة كالبوابات والأسوار والحواري القديمة ، كما برهنت على حس مرهف وراق للفنان الشردودي . وفي الساعة السادسة تم الافتتاح الرسمي للملتقى بكلمة للسيدة سعاد الرويجل المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة رحبت فيها بالضيوف والمبدعين وأهل المدينة و ذكرت بما تم في الملتقى السابق كما وقفت عند دلالات تكريم الزجل المغربي في شخص الزجال الكبير إدريس أمغار مسناوي ، ثم اعطيت الكلمة للشاعر عبد الحميد شوقي الذي قام بتنشيط اليوم الأول الذي خصص لقراءات تقديمية للمجموعتين الشعريتين الصادرتين مؤخرا للزجال الكبير وهما : ” أل جسد ” و ” مقام الطير ” . وقد قدم الباحث الشاب د . محمد رمصيص ورقة بغنوان : ” البعد الصوفي في التجربة الزجلية لإدريس مسناوي ” ، وقد وقف عند مجموعة من المستويات التي تعكس خصوصية التجربة الصوفية الأخيرة التي تحملها المجموعتان حيث نجد تشظيا بين الذات العارفة المطمئنة المالكة للحقيقة والسكينة ، وبين الذات المتشككة الحائرة الضائعة في مقام الحيرة وحرقة السؤال وما يحيل إليه من قلق وتوتر وبحث دائم واستحالة امتلاك الحقيقة والمطلق . فمقام الحيرة يعكس الغيبوبة المستدامة في الذات الإلهية والذوبان في العالم كتجل لهذه الذات المتعالية والمحايثة في آن . إن الحيرة عند الزجال هي اختيار ذاتي وليس مذهبيا ولذلك تزداد الأسئلة وتستفحل غربة الشاعر حتى في مدينته كما تزداد استقلاليته عن تيار الحياة العامة . إن كتابة الزجل تعكس حنينا للأصل والمطلق وحبا للطبيعة والجمال والأرض كجسد أنثوي . ولذلك تتوسل المجموعتان بكتابة رمزية قائمة على مجموعة من الرموز مثل رمز الناي وما يحيل إليه من دلالات الألق والولادة والفجر واحتضان الموت كلحظة وجودية متجددة وإيجابية . ثم قدم الزجال والباحث محمد الراشق قراءة مكثفة ومركزة في ديوان ” محاين الوقت ” لصاحبه لحسن باديس المكرم هو كذلك في هذه الدورة . وقد وقفت الورقة عند حدود المفارقة بين الشكل التقليدي الوفي للنموذج الموروث للقصيدة الزجلية وبين الموضوع العصري للديوان الذي يهتم ببعض الثيمات الراهنة التي لم يكن الزجل القديم يعرفها . بعد ذلك قدم عبد الحميد شوقي خلاصة تركيبية للورقتين ركزت بالخصوص على رمزية الاحتفاء بالشاعر الكبير إدريس أمغار مسناوي . مباشرة بعد ذلك تسلمت الزجالة فاطمة الزهراء ازريق تنشيط الفقرة الثانية المخصصة للقراءات الزجلية ، حيث خلقت بطريقتها الفرجوية الحكواتية جوا من الانتعاش داخل القاعة ، وقد تميزت طريقتها في تقديم الزجالين بنوع من الارتجال الشاعري المعتمد على الإيقاع الشعبي .وافتتح القراءات إدريس مسناوي الذي بدا عليه تاثر كبير وهو يشكر المدينة التي احتضنته والمديرية الجهوية التي التفتت إليه وكل الأصدقاء الذين منحوه هذه اللحظة المنفلتة ، وبهذا التأثر البالغ قرأ بصوت عميق بعضا من ” شذراته الإنسانية ” . ثم توالت قراءات كل من : احميدة بلبالي إدريس الزاوي ادريس فكري رضوان حجاج محمد الراشق ادريس الكرش محمد عزيز بنسعد شكيب اليوبي الميلودي العياشي آسيا وردة فؤاد الشردودي لحسن باديس فاطمة الزهراء ازريق واختتم اليوم الأول برقصات فولكلورية شعبية لفرقة ” نوارة الشمس ” قدمت من خلالها لوحات جميلة من رقصة ” الهيت ” المشهورة في منطقة الغرب ، وقد تخلل العرض توزيع كؤوس الشاي والحلوى على عادة الغرباويين . في اليوم الثاني ، كان الجمهور على موعد مع ندوة نقدية بعنوان : ” راهن الكتابة الزجلية المغربية ” قام بتنشيطها عبد الحميد شوقي الذي افتتح الندوة بمقدمة نظرية ركزت على خصوصية اللحظة الراهنة التي يعيشها الزجل المغربي من حيث هي لحظة حداثية تقوم على بروز الذات الشاعرة وانتقال الزجل من الشفوي إلى المكتوب وظهور المجموعات الزجلية كأثر مدون يعكس خصوصية الزجال المعاصر كمثقف وليس مجرد قوّال شعبي ناطق باسم الجماعة والقبيلة ، وبانفتاح البحث الأكاديمي الجامعي على المتن الزجلي نقدا ومتابعة وتحقيقا ، وباستفادة المتن الزجلي الراهن من كل مكونات الرؤية والوعي والتشكيل الشعري الذي استفاد منها الشعر العربي الحديث، وبهذا ارتقى الزجل من مجرد ترديد عفوي لما يحمله الإنسان العامي البسيط إلى شعر حقيقي استطاع الارتقاء إلى مدارج الرومانسية ومقامات الصوفية والتأمل الفكري والسفر الوجداني ، وهو ما أسماه المنشط بالكتابة الواعية . بعد ذلك ابتدأت الندوة بعرض للباحث إدريس الكرش بعنوان ” فن القول التراثي : نموذج الرمى ” ، حاول من خلاله الوقوف على نوع من الشعر الشعبي المشهور بمنطقة الغرب ممثلا فيما يسمى بـ” الرمى ” ( الرماة ) وما يمثلونه من منظومة تقوم على هرمية اجتماعية تبدأ بالقائد والشيوخ وتنتهي بـ” عبيدات الرمى”(عبيد الرماة ) ، كما وقف العرض عند نماذج من فن القول عند ” الرمى ” مثل : الرباعي _ الألغاز _ الأمثال الشعبية _ الحكاية _ الغابة وتغير الأحوال _ أدب المقاومة الوطنية . اما العرض الثاني فقد قدمه الزجال شكيب اليوبي تحت عنوان : ” الدارجة المغربية : عناصر للتفكير في مسألة الهوية الثقافية ” ، حيث اعتبر الباحث أن اللغة تدخل كعنصر جوهري محدد للهوية ، غير أن اللغة الدارجة بالمغرب تعرضت للتهميش لصالح لغة المقدس الديني ويجب إعادة الاعتبار لها من حيث هي وسيلة للتخاطب اليومي والعاطفي والوجداني ولأنها تعكس حمولة تاريخية من اللهجات والمعتقدات التي عرفها تاريخ المغرب ما قبل الإسلام ( اليهودية، الفنيقية ، الرومانية …. ) وما بعد الإسلام ( الإسبانية ، الفرنسية ، البرتغالية .. ) . أما العرض الثالث فقد قدمه الباحث محمد الراشق تحت عنوان : ” رهانات القصيدة الزجلية الحديثة_ أسماء وتجارب ” ، حاول من خلاله الوقوف على مجموعة من الأسئلة من قبيل : عن أية رهانات نتحدث ؟ ما هي الرهانات التي كسبتها القصيدة الزجلية ؟ وما هي الرهانات المنتظرة ؟ وهل للقصيدة الزجلية شعريتها الخاصة ؟ واعتبر الباحث أن القصيدة الزجلية الحديثة بالمغرب حققت رغم عمرها القصير نسبيا مجموعة من المكاسب : لقد أصبحت من ضمن المنظومة الشعرية المعاصرة، كما تجاوزت البالونات الإيديولوجية ، وحققت نقلة جمالية بظهور زجالين صرفوا ممارساتهم للاشتغال الحقيقي على القصيدة وهو ما اعتبره الباحث ” بصمة ” الزجال الحديث .أما العرض الأخير فقد قدمه الباحث د. محمد رمصيص تحت عنوان : ” من الشفوي إلى المكتوب ” ، قدم من خلاله مجموعة من الخلاصات الدقيقة والمركزة تتعلق بإثارة الانتباه نحو ك توجه الزجال المعاصر إلى طبع دواوينه مما يدل على وعيه بضمان عدم موته رمزيا على الأقل ،وه وما يدل على مشاركة الزجال في صياغة كتابة وجدانية للتاريخ وتسويقه لحساسية أبداعية محددة تقوم على إعادة الاعتبار للغة الأم . كما وقف العرض عند مجموعة من المستويات اللافتة كتغير هوية الزجال الثقافية بانتقاله من ” حِرفي ” إلى مثقف وانفتاح الجامعة على المتن الزجلي ومساهمة الزجال في تشكيل الوعي الطلابي بدءً من سبعينيات القرن الماضي وتراجع صوت ” النحن ” الجماعي لصالح صوت ” الأنا ” الذاتي . كما وقف العرض عند دلالات التحول من الشفوي إلى المكتوب بتأكيد سلطة المكتوب ( المدون الموثق ) التي ترمز لانتصار المكان الثابت على الزمان المتحول وكانتصار لسواد الحبر على بياض الذاكرة ، مما أفسح المجال لما يسمى بـ ” القصيدة البصرية ” التي تمكن الشاعر من تحقيق ما يتعذر عليه من خلال الصوت والإنشاد كمسألة الهوامش والتعليقات والخط وحركة الجسد على الورقة . وانتهى العرض عند جدلية الصوت والإنشادي والمكتوب البصرية ، مما اعتبره الباحث لحظة مميزة في الزجل المغربي الراهن . وفي الأخير فتح باب النقاش حيث تمت مناقشة كثير من النقط التي ظلت مثار جدل بين الحاضرين والباحثين . ثم أعطيت الكلمة للزجال إدريس مسناوي الذي أكد تأثره البالغ برمزية الاحتفاء به ، ثم اختتمت الملتقى السيدة سعاد الرويجل بتأكيدها على ضرورة التفكير في ضمان استمرارية الملتقى بإيقاعه السنوي واحتفائه الرمزي بقمم الزجل المغربي ، كما نوهت مطولا بما يمثله الحضور المتوهج للزجال الكبير إدريس مسناوي . وانتهى اللقاء عند حدود الساعة الثانية زوالا بأخذ صور جماعية لتخليد الحدث. نقلا عن موقع دروب عبد الحميد شوقي | |
|
ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: رد: مقام البوح الصوفي في الملتقى الجهوي الثاني للزجل بيسيدي يحيى السبت يونيو 27, 2009 1:01 am | |
| شكرا للتغطية المنقولة أخي توفيق نتمنى أن تتوجها ببعض الصور إذا أمكن | |
|