طاول سنا البدر راح الليل أو جنــحا // واكتب على صفحات العمر ما صلــحا
أسرع لقدح زناد العــزم في وطــــن // ظن العلا حـــلما يلقــــاه مـــن نبــــحا
وقم لقتل سبـــات ظـــل مـــن زمـــن // أما لنـــا .. قم لأن الكيل قــد طفحـــــا
واجعل رجاءك في الرحمان رحمتـه // إن اللبيـــب بغيــــر الله مـــــا نجحــــا
إن المواطــــن في الإنسان رفعتهـــا // فاصنع بـه أمما وانصر بــــه رفحــــا
*********
مللت أدران عيــش - خلتها مننــا - // أذاقني من صنوف الوهــن ما قبحـــا
مللت سفـــر الغـــواني إنــــــه مزق // لا نفع منها وإن أفتـى بهـــا الفصــحا
كذاك بالمثل سفــر اليوم، ما خجلــت // أقلامـــه من كبيـر القـــوم إذ نصحــــا
تنــــازعتـــــني ظــــنون أنه قــــــدر // هذا الذي جعـــل المخفــــي متضحــــا
لكم برمت بنفس جـــــــــلها نــــــزق // وكـــم برمت بنفس تعبــــد القــدحــــا
*********
ما الشعر إن لم يجمع شمــل أمتنــــا // وما الدواة إذا لم تكتـــب الفرحــــــا ؟
وما السطور إذا لــــم تمتلئ عظــــة // فالحرف يأبى سوى الإرشاد مصطلحا
ديار ليلى أمات الدهر سيرتهــــــــــا // أيا من على الأحــــلام قــــد سبحــا
أفق أيا من يرى الأشعـار في غـــزل // أفــق لأن السمـــا لا تمطـــر البلحــــا
ضجت بحار الدنـــا آفاقهــــا سفنــــا // لكنه الموج من يهـوي بمـــن مدحـــا
عدمت آي الحسان البيض إن ذبــلت // فكيف يسقيك ماء الجــب إن نزحــا ؟
*********
هذي وفود أتـــت شعــــرا تبايعكــــم // لهــا ولاء ،بسيطــا بـــل ومنسرحـــا
وهــذه درر الظلمـــاء جئـــــت بهـــا // بريقهـــا بخشــــوع هــل متشحـــــــا
ظلت تكابد أوراقا – علـــى مضض - // دوما ، فلم تجترح مــــالا ولا منـــحا
فرب أعمـــى سبيـــل السير يعرفـــه // ورب عين تريـك الطــــود منبطحـــــا
ورب نهــر قليــــل المــــاء يحملــــه // تلقاه عذبا ، سل البحر الـذي ملحـــــا
من القوافــي نظمـــت اليوم حائـــية // بريئة ، رمــت أن أسمعكهـــا لمحـــا
فهل سمعت غناء الشمس إذ طلــعت // وهل ترنم صوت الشيخ إن صدحــا ؟