جْنانْ النخْوة

جْنان النّخوة

فْ رْماد لمْحلّة
نتمرَّغْ...نتمرّغْ...
ونْزيدْ... نتمرّغْ...
نْشم ريحْة الجْدودْ
نقْرا لوصيّة
لخُّوتي
و ليّ

فْ رمادْ لمحلّة
نتمرّغ...نتمرّغ
ونْعاوَد نتمرّغ...
من رْگادي
نتْوگّضْ
ونُّوضْ
نْفيِّق راسْ راسي
ونقول:
نُوضْ أراسي
نوضْ...

نفخْ فْ الجْمَر
المَدفون فْ الرمادْ
خْيوط الدخّان
ليك تْجيبْ عْوينْ
مْعَاك إيهَزْ لحملْ

فْ رْماد لمحلّة
نتمرّغ...نتمرّغ
ونعاود نتمرّغ...
ونُّوضْ
عازمْ
برجْلي نعْجن الوقْت
نصْنع سْفينة
بيَّ ترحَلْ
عادْ نگول...
بْديتْ السْفرْ
نعاندْ
مْواجْ بْحرْ مسْعورْ...
بْلا قياس يغدرْ
نتْحدّى
عْگزْ جْناحي
نْفدْفدْ...و نْطيحْ
نْفدْفدْ...و نُّوضْ
نفدفد....و نْطيرْ
حتّى نتْعلّمْ

عْيوني خايْلت
نورْ بْعيدْ
عليّ إيعيِّطْ
إيشِيَّرْ بْجْلالوُ
قرّبْ...
قرب...
و زيدْ...
عنّق حْجارِي
نْسمّيك من جديدْ
عْشيقْ غاوي
ونعلْقَك انتَ
مْدجَّة
عْلى الصْدَرْ
بِيك اللاَّلي
وجْهي احْمرْ
نْساريكْ علْ لخْيامْ
بيكْ نْفاخرْ

نُورْ ...
ما تْجيني المُوت
حتّى نُوصَل ليهْ
فْ كفِّي نحُطُّو
گمْرة كامْلة
نضوِّي بِيهْ
نْدفِّي ضْلوعي
بريحْة لقْبيلَة
مْعَ ترابْها ندْوِي
بالغمْزة نفهمْها
تفهمْني
وإيلا ضاق حالي
بها نمْسحْ الدْموعْ عْلى خدِّي

عْلاشْ الْمَاقة تطيِّحْ لْجامِي
وانا قُوتْ طويِّر
كْفاني ...؟
شْهوْتي فْ بنادم
يشْربْ شْهوْتُه
يقْهرْ هْبالْ ذاته
يَفرحْ لْخُّوتُه
فْ الصُّربَة يتبُوردْ
گْرينْ ما يتْعالىَ
بشْطِيحتُه

جْناني ...
يا جْنان النّخْوة
نْحرثك
مْطيرة ...
مْطيرة
نگلَّب غْباركْ
نغرْسكْ
بْحيرة
تنبتْ...
تْخبَّلْ...
تْنوَّرْ...
توْلدْ حُبْ
نفرْقُو مْدود
عْلى الدْواورْ
عادْ نگولْ...
الوقت زيانْ
تْسواتْ لمّازنْ

قراءة في القصيدة من طرف احميدة بلبالي

جْنان النّخوة
العنوان عتبة مهمة في القصيدة هي التي تفتح شهيتنا - إمارة الدار من باب الدار- كما يقول المثل الشعبي. وقد توفقت في اختيارك هذا. فربط الجنان، الذي يحيل على الطبيعة /البادية/الجزء من الأرض الذي يختزل الحياة بالنسبة للفلاح وللطفولة البدوية التي تعشعش في عمقنا والنخوة/الرفض للخنوع / حسن الهيأة/الحرية/ الشأن..../ تفاعل كماوي نتيجته هذه العتبة المثيرة والمحفزة للدخول للنص.
فماذا في جعبتك أخي العياشي الميلودي؟.

فْ رْماد لمْحلّة
نتمرَّغْ...نتمرّغْ...
ونْزيدْ... نتمرّغْ...
نْشم ريحْة الجْدودْ
نقْرا لوصيّة
لخُّوتي
و ليّ

عودة البدء للأصل / رماد المحلة هنا / التراث / ربط الحاضر بوصايا الأسلاف /الجدود تبحث وتبحث وتعيد البحث في تكرار "نتمرغ" وهي كلمة ذات دلالة متعددة في قاموسنا الدارج. هي دعوة التطهر بماء في تراثنا، للتشبع به للحيلولة دون وخز الحشرات المزعجة ، للإسترخاء والراحة بعد مجهود مضني...الخ
فماذا تقول الوصية؟

فْ رمادْ لمحلّة
نتمرّغ...نتمرّغ
ونْعاوَد نتمرّغ...
من رْگادي
نتْوگّضْ
ونُّوضْ
نْفيِّق راسْ راسي
ونقول:
نُوضْ أراسي
نوضْ...
نفخْ فْ الجْمَر
المَدفون فْ الرمادْ
خْيوط الدخّان
ليك تْجيبْ عْوينْ
مْعَاك إيهَزْ لحملْ

الوصية تحرض على استنهاض الهمم، على التزود بالجمر لإشعل نار وحرقة السؤال والإحتماء به عونا /"يهز معاك لحمل" / هنا بالمعنى أن يتقاسم معك الأعباء/ أعباء ماذا آ السي العياشي؟

فْ رْماد لمحلّة
نتمرّغ...نتمرّغ
ونعاود نتمرّغ...
ونُّوضْ
عازمْ
برجْلي نعْجن الوقْت
نصْنع سْفينة
بيَّ ترحَلْ
عادْ نگول...
بْديتْ السْفرْ

أعباء الوطن أكيد، أعباء سؤال الأحلام التي تمكنت منا منذ زمن ، منذ وعينا بأهمية التقدم والخير والنماء. العزم للفعل الفردي والجماعي/ برجلي نعجن الوقت/ نصنع سفينة/ لإيجاد وسيلة للنجاة و السفينة في موروثنا الديني (سفينة نوح) طوق للنجاة وتجميع للمصلحين مقابل المفسدين ضد الطوفان. وفي الميدان الشعري فالسفينة والبحر والنورس يكاد لا يخلو منهم قصيد.
هل ستصل سفيتذنتك وتتحدى البحر المتلاطم الأمواج؟

نعاندْ
مْواجْ بْحرْ مسْعورْ...
بْلا قياس يغدرْ
نتْحدّى
عْگزْ جْناحي
نْفدْفدْ...و نْطيحْ
نْفدْفدْ...و نُّوضْ
نفدفد....و نْطيرْ
حتّى نتْعلّمْ

لا يهم آ السي احميدة!!!
الأساسي أن نبدأ / نغامر/ نتعلم فالعيب ليس في السقوط وإنما في عدم القدرة على معاودة النهوض ، هكذا قال الصينيون أليس كذلك؟ (نفدفد ) وتكرار المحاولة تحديا للعجز. وتدريبا للأجنحة للقدرة على الطيران . " باش ما تكون بحال جناح بيبي ياك؟"
تريد أن تتعلم الطيران لماذا آ با عيوش؟
عْيوني خايْلت
نورْ بْعيدْ
عليّ إيعيِّطْ
إيشِيَّرْ بْجْلالوُ
قرّبْ...
قرب...
و زيدْ...
عنّق حْجارِي
نْسمّيك من جديدْ
عْشيقْ غاوي
ونعلْقَك انتَ
مْدجَّة
عْلى الصْدَرْ
بِيك اللاَّلي
وجْهي احْمرْ
نْساريكْ علْ لخْيامْ
بيكْ نْفاخرْ

لأن هناك نور ينادينك من بعيد، تريد أن تصل إليه ، هو نور الفجر ربهما ، هو وهم ربما، هو نور العشق وسام الفخر للمباهات مع أقرانك . متى تصل هذا النور إذن؟ وماذا ستفعل به؟

نُورْ ...
ما تْجيني المُوت
حتّى نُوصَل ليهْ
فْ كفِّي نحُطُّو
گمْرة كامْلة
نضوِّي بِيهْ
نْدفِّي ضْلوعي
بريحْة لقْبيلَة
مْعَ ترابْها ندْوِي
بالغمْزة نفهمْها
تفهمْني
وإيلا ضاق حالي
بها نمْسحْ الدْموعْ عْلى خدِّي

قبل الموت ستصل له ، أكيد ليس موتك ، فطبيعي أن التاريخ لا يقاس بعمر فرد هذا النور محطة أمان ، قمر ينير واقعنا ، يمسح حزننا ويخلق بيننا والقبيلة/ الوطن علاقة كولسة / تحالف.
ما هي القيم التي تبتغي في هذا التحالف؟

عْلاشْ الْمَاقة تطيِّحْ لْجامِي
وانا قُوتْ طويِّر
كْفاني ...؟
شْهوْتي فْ بنادم
يشْربْ شْهوْتُه
يقْهرْ هْبالْ ذاته
يَفرحْ لْخُّوتُه
فْ الصُّربَة يتبُوردْ
گْرينْ ما يتْعالىَ
بشْطِيحتُه

لا تبحث عن الإستفادة الشخصية أكيد ولا عن الغنى الفاحش وتكديس الثروات. لأن "قوت طوير يكفيك" فالقيم التي تنتصر لها هي قيم القناعة والفرح للآخر للذي يقتسم معك القبيلة وترابها، للمساواة(ما يتعلى بشطيحته) لنكران الذات ، من أجل الآخرين ومن أجل الفعل الجماعي (ف الصربة يتبورد). فما العمل؟

جْناني ...
يا جْنان النّخْوة
نْحرثك
مْطيرة ...
مْطيرة
نگلَّب غْباركْ
نغرْسكْ
بْحيرة
تنبتْ...
تْخبَّلْ...
تْنوَّرْ...
توْلدْ حُبْ
نفرْقُو مْدود
عْلى الدْواورْ
عادْ نگولْ...
الوقت زيانْ
تْسواتْ لمّازنْ

لا خيار سوى العمل (نحرثك) تراكم كل الإفعال والنضالات (مطيرة ... مطيرة) إلى أن يزدهر الوطن وننعم بالتنمية ونتقاسم خيراته ( نفرقو مدود) . أنذاك سنكون وصلنا ، وهذا ما يصبو له كل حامل لهم هذا الوطن(عاد بقول الوقت زيان...تساوات لموازن).
لا أدري أي منطقة من الشعور أوصلني لها هذا النص الباذخ. بناء شعري جميل . ("تمريغة" الله يطليك بها ف المسيرة الشعرية ديالك)
هذه مجرد لعبة استدرجني إليها هذا القصيد الرائع. وللحقيقة هو تمرين استهواني منذ المقاربة النقدية التي قدمها لي الناقد المتميز--سي محمد إدارغة-- زمن توقيع ديواني "لسان الجمر" بمدينة تيفت سنة2004
ترى لو اطلعت على هذه المحاولة فماذا ستقول آسي محمد إدارغة؟