إدريس الهراس
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: القراصنة و الزمن المجنون .. الإثنين مايو 10, 2010 5:31 pm | |
| في ساحة البلدة الغبراء يتأبطون محافظهم بمحاذاة الطريق ، وقفوا يغالبون الجوع ، بما اقتنوه من بائع متجول يدفع عربة مهترئة . نصحهم رائدهم في الصيد بأن يحترسوا من الحصى المخالط للفستق المملح ! ولم تدم فترة وجيزة حتى نسي الناصح فضائل نصيحته ، فأخذ في التهام الحفنة تلو الحفنة دون حرج ! تبادلوا نظرات خرساء و انخرطوا في قهقهات مدوية !! التفت " ولد بوعبيد " إلى الدواوير المتناثرة وسط الحقول على مرمى البصر ، و تمتم بصوت مسموع : ها لعجانة ها لهلالمة ها لقلالشة !! كانوا أربعة .. مثلما في أغنية القرصان !! يجوبون بحارالزمن المجنون .. يكتالون الريح و يهتفون ملء حناجرهم : البلاكبا !! البلاكبا !! ( صنف من السمك ) في ولجة " أولاد علي " بعد رحلة صيد خاوية الوفاض على ضفاف أم الربيع ، باغتهم السؤال فتنكروا ، وقفلوا بغنيمة اليقطين غاضبين ، لأن نيتهم لم تكن هزم القروي المتمترس في خندق الجني المتقدم ، قبيل غروب يوم قائظ !! لا ولا التملص من دفع ثمن البضاعة !! و لكن الغبي يجثم في ركن من دماغه شبح مرتش كاسر !! أو هكذا !! ينال منهم الجوع مأخذه فيعرجون على مقهى" الزيزوة " ، يملأون بطونهم بما لذ وطاب من الإسفنج و كؤوس الشاي . يغادرون وحفيد شرقاوة يطربهم بزغرودته المأثورة : يا ق|كطر يا أحلى هنية !! بفضاء دار الشباب عاقروا الخشبة ، و اختبروا قصفها ضمن جمعية " ناس الكوميديا " ، و تحدوا متبطات قلة ذات اليد ، وتعنت الإدارة ، و تحيز المشرفين المقيت على الإقصائيات الخاصة بمهرجان مسرح الهواة !! فغدا شعارهم : لنا المسرح .. ولهم ربطة العنق !! في متم تلك السنوات البعيدة .. الموشومة في ذاكراتهم ، علموا جميعهم بكبير أسى وحسرة أن الزمن الملالي مزاجي .. يحنو و يقسو !! و قد يكون ذلك ما جعل الإسكافي الراحل " با حمادي " يقول بعد زفرة طويلة ، و هو يمتطي صهوة غليونه في سفر نحو المجهول ، و أنغام إبراهيم العلمي يصدح بها مذياعه الخشبي المعلق على الجدار بمسمار ، بحارة " آيت تسليت " العريقة ، عصر ذلك اليوم المعطر بشذى النعنع البروجي : " أنا لي بغيتك يا بني ملال !!! " . " الحماق و الهبال في بني ملال !! " و لا يفتأ يردد مع المذياع مترنحا : يا لي صورتك بين عيني * * * * * كيف يدير قليبي حتى ينساك ؟! حينما تشاء الأقدار يزور رائدهم في الصيد القرية الودود " فم العنصر" يطل على الصخرة التي جلسوا عليها ذات سمر.. يهيأ إليه أنها تبتسم و تلوح له من بين المياه المنسابة حولها و لسان حالها يقول : " أنا هنا ! لا زلت على العهد ! أحرس المعالم و كل ما كان بيننا !! وأنتم ، أتراكم تذكرونني ؟ أم أن التيار جرفكم بعيدا وشغلكم حتى عن أنفسكم ؟! " ... يعود أدراجه و في نفسه غصة كمد ، و شيء من حتى ..!! | |
|
مهدية أماني قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 858 العمر : 68 Localisation : قلعة السراغنة تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: القراصنة و الزمن المجنون .. الإثنين مايو 10, 2010 8:45 pm | |
| - إدريس الهراس كتب:
في ساحة البلدة الغبراء يتأبطون محافظهم بمحاذاة الطريق ، وقفوا يغالبون الجوع ، بما اقتنوه من بائع متجول يدفع عربة مهترئة . نصحهم رائدهم في الصيد بأن يحترسوا من الحصى المخالط للفستق المملح ! ولم تدم فترة وجيزة حتى نسي الناصح فضائل نصيحته ، فأخذ في التهام الحفنة تلو الحفنة دون حرج ! تبادلوا نظرات خرساء و انخرطوا في قهقهات مدوية !! التفت " ولد بوعبيد " إلى الدواوير المتناثرة وسط الحقول على مرمى البصر ، و تمتم بصوت مسموع : ها لعجانة ها لهلالمة ها لقلالشة !! كانوا أربعة .. مثلما في أغنية القرصان !! يجوبون بحارالزمن المجنون .. يكتالون الريح و يهتفون ملء حناجرهم : البلاكبا !! البلاكبا !! ( صنف من السمك ) في ولجة " أولاد علي " بعد رحلة صيد خاوية الوفاض على ضفاف أم الربيع ، باغتهم السؤال فتنكروا ، وقفلوا بغنيمة اليقطين غاضبين ، لأن نيتهم لم تكن هزم القروي المتمترس في خندق الجني المتقدم ، قبيل غروب يوم قائظ !! لا ولا التملص من دفع ثمن البضاعة !! و لكن الغبي يجثم في ركن من دماغه شبح مرتش كاسر !! أو هكذا !! ينال منهم الجوع مأخذه فيعرجون على مقهى" الزيزوة " ، يملأون بطونهم بما لذ وطاب من الإسفنج و كؤوس الشاي . يغادرون وحفيد شرقاوة يطربهم بزغرودته المأثورة : يا ق|كطر يا أحلى هنية !! بفضاء دار الشباب عاقروا الخشبة ، و اختبروا قصفها ضمن جمعية " ناس الكوميديا " ، و تحدوا متبطات قلة ذات اليد ، وتعنت الإدارة ، و تحيز المشرفين المقيت على الإقصائيات الخاصة بمهرجان مسرح الهواة !! فغدا شعارهم : لنا المسرح .. ولهم ربطة العنق !! في متم تلك السنوات البعيدة .. الموشومة في ذاكراتهم ، علموا جميعهم بكبير أسى وحسرة أن الزمن الملالي مزاجي .. يحنو و يقسو !! و قد يكون ذلك ما جعل الإسكافي الراحل " با حمادي " يقول بعد زفرة طويلة ، و هو يمتطي صهوة غليونه في سفر نحو المجهول ، و أنغام إبراهيم العلمي يصدح بها مذياعه الخشبي المعلق على الجدار بمسمار ، بحارة " آيت تسليت " العريقة ، عصر ذلك اليوم المعطر بشذى النعنع البروجي : " أنا لي بغيتك يا بني ملال !!! " . " الحماق و الهبال في بني ملال !! " و لا يفتأ يردد مع المذياع مترنحا : يا لي صورتك بين عيني * * * * * كيف يدير قليبي حتى ينساك ؟! حينما تشاء الأقدار يزور رائدهم في الصيد القرية الودود " فم العنصر" يطل على الصخرة التي جلسوا عليها ذات سمر.. يهيأ إليه أنها تبتسم و تلوح له من بين المياه المنسابة حولها و لسان حالها يقول : " أنا هنا ! لا زلت على العهد ! أحرس المعالم و كل ما كان بيننا !! وأنتم ، أتراكم تذكرونني ؟ أم أن التيار جرفكم بعيدا وشغلكم حتى عن أنفسكم ؟! " ... يعود أدراجه و في نفسه غصة كمد ، و شيء من حتى ..!! أبكتني قصتك استاذ وفتحت عل قلبي نوافذ ذكريات الصبا ،عدت سنينا الى الوراء وكاني ما زلت فوق الصخرة اياها ولزوجة سمك الواد علي يدي ورائحته في روحي . | |
|
إدريس الهراس
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: رد: القراصنة و الزمن المجنون .. الجمعة مايو 14, 2010 10:28 am | |
| - mehdia amani كتب:
- إدريس الهراس كتب:
في ساحة البلدة الغبراء يتأبطون محافظهم بمحاذاة الطريق ، وقفوا يغالبون الجوع ، بما اقتنوه من بائع متجول يدفع عربة مهترئة . نصحهم رائدهم في الصيد بأن يحترسوا من الحصى المخالط للفستق المملح ! ولم تدم فترة وجيزة حتى نسي الناصح فضائل نصيحته ، فأخذ في التهام الحفنة تلو الحفنة دون حرج ! تبادلوا نظرات خرساء و انخرطوا في قهقهات مدوية !! التفت " ولد بوعبيد " إلى الدواوير المتناثرة وسط الحقول على مرمى البصر ، و تمتم بصوت مسموع : ها لعجانة ها لهلالمة ها لقلالشة !! كانوا أربعة .. مثلما في أغنية القرصان !! يجوبون بحارالزمن المجنون .. يكتالون الريح و يهتفون ملء حناجرهم : البلاكبا !! البلاكبا !! ( صنف من السمك ) في ولجة " أولاد علي " بعد رحلة صيد خاوية الوفاض على ضفاف أم الربيع ، باغتهم السؤال فتنكروا ، وقفلوا بغنيمة اليقطين غاضبين ، لأن نيتهم لم تكن هزم القروي المتمترس في خندق الجني المتقدم ، قبيل غروب يوم قائظ !! لا ولا التملص من دفع ثمن البضاعة !! و لكن الغبي يجثم في ركن من دماغه شبح مرتش كاسر !! أو هكذا !! ينال منهم الجوع مأخذه فيعرجون على مقهى" الزيزوة " ، يملأون بطونهم بما لذ وطاب من الإسفنج و كؤوس الشاي . يغادرون وحفيد شرقاوة يطربهم بزغرودته المأثورة : يا ق|كطر يا أحلى هنية !! بفضاء دار الشباب عاقروا الخشبة ، و اختبروا قصفها ضمن جمعية " ناس الكوميديا " ، و تحدوا متبطات قلة ذات اليد ، وتعنت الإدارة ، و تحيز المشرفين المقيت على الإقصائيات الخاصة بمهرجان مسرح الهواة !! فغدا شعارهم : لنا المسرح .. ولهم ربطة العنق !! في متم تلك السنوات البعيدة .. الموشومة في ذاكراتهم ، علموا جميعهم بكبير أسى وحسرة أن الزمن الملالي مزاجي .. يحنو و يقسو !! و قد يكون ذلك ما جعل الإسكافي الراحل " با حمادي " يقول بعد زفرة طويلة ، و هو يمتطي صهوة غليونه في سفر نحو المجهول ، و أنغام إبراهيم العلمي يصدح بها مذياعه الخشبي المعلق على الجدار بمسمار ، بحارة " آيت تسليت " العريقة ، عصر ذلك اليوم المعطر بشذى النعنع البروجي : " أنا لي بغيتك يا بني ملال !!! " . " الحماق و الهبال في بني ملال !! " و لا يفتأ يردد مع المذياع مترنحا : يا لي صورتك بين عيني * * * * * كيف يدير قليبي حتى ينساك ؟! حينما تشاء الأقدار يزور رائدهم في الصيد القرية الودود " فم العنصر" يطل على الصخرة التي جلسوا عليها ذات سمر.. يهيأ إليه أنها تبتسم و تلوح له من بين المياه المنسابة حولها و لسان حالها يقول : " أنا هنا ! لا زلت على العهد ! أحرس المعالم و كل ما كان بيننا !! وأنتم ، أتراكم تذكرونني ؟ أم أن التيار جرفكم بعيدا وشغلكم حتى عن أنفسكم ؟! " ... يعود أدراجه و في نفسه غصة كمد ، و شيء من حتى ..!! أبكتني قصتك استاذ وفتحت عل قلبي نوافذ ذكريات الصبا ،عدت سنينا الى الوراء وكاني ما زلت فوق الصخرة اياها ولزوجة سمك الواد علي يدي ورائحته في روحي . أختي الفاضلة " مهدية أماني " .. أشكرك على رقة عواطفك و نبلها ، و على مرورك البهي .. | |
|
مهدية أماني قاصة ...مشرفة
عدد الرسائل : 858 العمر : 68 Localisation : قلعة السراغنة تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: القراصنة و الزمن المجنون .. الجمعة ديسمبر 24, 2010 3:52 pm | |
| - إدريس الهراس كتب:
في ساحة البلدة الغبراء يتأبطون محافظهم بمحاذاة الطريق ، وقفوا يغالبون الجوع ، بما اقتنوه من بائع متجول يدفع عربة مهترئة . نصحهم رائدهم في الصيد بأن يحترسوا من الحصى المخالط للفستق المملح ! ولم تدم فترة وجيزة حتى نسي الناصح فضائل نصيحته ، فأخذ في التهام الحفنة تلو الحفنة دون حرج ! تبادلوا نظرات خرساء و انخرطوا في قهقهات مدوية !! التفت " ولد بوعبيد " إلى الدواوير المتناثرة وسط الحقول على مرمى البصر ، و تمتم بصوت مسموع : ها لعجانة ها لهلالمة ها لقلالشة !! كانوا أربعة .. مثلما في أغنية القرصان !! يجوبون بحارالزمن المجنون .. يكتالون الريح و يهتفون ملء حناجرهم : البلاكبا !! البلاكبا !! ( صنف من السمك ) في ولجة " أولاد علي " بعد رحلة صيد خاوية الوفاض على ضفاف أم الربيع ، باغتهم السؤال فتنكروا ، وقفلوا بغنيمة اليقطين غاضبين ، لأن نيتهم لم تكن هزم القروي المتمترس في خندق الجني المتقدم ، قبيل غروب يوم قائظ !! لا ولا التملص من دفع ثمن البضاعة !! و لكن الغبي يجثم في ركن من دماغه شبح مرتش كاسر !! أو هكذا !! ينال منهم الجوع مأخذه فيعرجون على مقهى" الزيزوة " ، يملأون بطونهم بما لذ وطاب من الإسفنج و كؤوس الشاي . يغادرون وحفيد شرقاوة يطربهم بزغرودته المأثورة : يا ق|كطر يا أحلى هنية !! بفضاء دار الشباب عاقروا الخشبة ، و اختبروا قصفها ضمن جمعية " ناس الكوميديا " ، و تحدوا متبطات قلة ذات اليد ، وتعنت الإدارة ، و تحيز المشرفين المقيت على الإقصائيات الخاصة بمهرجان مسرح الهواة !! فغدا شعارهم : لنا المسرح .. ولهم ربطة العنق !! في متم تلك السنوات البعيدة .. الموشومة في ذاكراتهم ، علموا جميعهم بكبير أسى وحسرة أن الزمن الملالي مزاجي .. يحنو و يقسو !! و قد يكون ذلك ما جعل الإسكافي الراحل " با حمادي " يقول بعد زفرة طويلة ، و هو يمتطي صهوة غليونه في سفر نحو المجهول ، و أنغام إبراهيم العلمي يصدح بها مذياعه الخشبي المعلق على الجدار بمسمار ، بحارة " آيت تسليت " العريقة ، عصر ذلك اليوم المعطر بشذى النعنع البروجي : " أنا لي بغيتك يا بني ملال !!! " . " الحماق و الهبال في بني ملال !! " و لا يفتأ يردد مع المذياع مترنحا : يا لي صورتك بين عيني * * * * * كيف يدير قليبي حتى ينساك ؟! حينما تشاء الأقدار يزور رائدهم في الصيد القرية الودود " فم العنصر" يطل على الصخرة التي جلسوا عليها ذات سمر.. يهيأ إليه أنها تبتسم و تلوح له من بين المياه المنسابة حولها و لسان حالها يقول : " أنا هنا ! لا زلت على العهد ! أحرس المعالم و كل ما كان بيننا !! وأنتم ، أتراكم تذكرونني ؟ أم أن التيار جرفكم بعيدا وشغلكم حتى عن أنفسكم ؟! " ... يعود أدراجه و في نفسه غصة كمد ، و شيء من حتى ..!!
السلام عليكم
نداء الى اخينا ادريس ليعود بابداعه الينا فالاقلام المميزة لا تختفي هكذا تحياتي لك | |
|