مْنازلْ الطّين

مدْ يدّيكْ
نقْرا خْطوطْها
بلْسانْ عيْني
وضوْها
فيها نْشمْ ريحْة لعْرقْ
يْسْقي كفْها
مالحْ
بْحالْ دْموعي
جَفافْ الحالْ
نْشفْها

كانْ المَا
يْسافرْ من عرقْ لْ عرقْ
يْزرّكْ من رْمادْ دْماغي
يدْوي من عيني
يمْشي ْيبِدّي
نْرسْلُه من لوْراقْ
رْواحْ لابْسة رْجايَ
مْحنْية بخْضاب زينة الشجرْ
حورية خامرة فْ جنّة
ساروتها مْودّرْ
بين يدّّينْ
تْباتْ تفتلْ شْباكْ
للْحوت الهاربْ
من السْنانَرْ

مدْ يدّيكْ
نقْرا حْروفها
نفرّقْ بينك وبين غاشي
لابسْ خْيالكْ
شاغْلُه
تسْوافْ اللْسانْ
و تسْواقْ الفرحة الصفرة
فْ كْواغطْ مْلوْنْة
ليلْ و نْهارْ
فْ دْروبْ الهدْرة
يْبرّحْ
حراجْ...حراجْ ...
شْكون يْزيدْ اكثرْ...؟

مدْ يدّيكْ
نْشمْ عْطورْ المَاية
نْعزْلك فْريدْ بين الغنّاية
على جْبينكْ
نْعلّقْ فرْحة القلب
عْناية
نتبع لْغاكْ بْعكّازي الرّاشي
نرشيك بْ سْكاتي
غْرامة
تْفيضْ انت بالسْخا
تطْمعْ فْ رْضايَ
تنسى الحلقة ولغْواية
تغيب فْ مسارب لحْكاية
بْعقلي و دمّي
نشربْ من ديكْ السّاقيَة دْوايَ
خايفْ تْقرّبْ النْهاية
وانا عادْ تكِِّيتْ على جنبْ
خْزنتك فيه من صْبايَ
وطْلقت سمعي يجمع من صدْركْ
فْصولْ الحُجّاية

مدْ يدّيكْ
عْجنّي طينْ بكلْ لْوانُه
مضغني علك بكلْ نْسامُه
ارْسلني حْمامْ
كْلامكْ فْ منقارُه
تلقاني على طرْف شْفارك
بيّ تقرَا الغايبْ
وتعرفْ اخْبارُه
مرّة نْحلمك طيرْ فاقْ من رْماده
من نْعاسي نقفز
نتبعك فْ غْزيلك
نضرب بْجناحي ف لغمام ْ
نفتح طريق فْ الظلامْ
للضوالسّابح فْ الكون
نزحف على الركابي
نشدّك من لكمامْ
نمسح لغْشاوة
نزيدْ لْقدّامْ

أومرّة نْشوفكْ بنادم
فْ صفة بوبْلالة
نادم
مْتلّفْ جْناوحكْ بين رجْليكْ
ما تعْرفْ كيف طّيرْ
تتْعافرْ مع لفهامة
يْعكْلكْ ذاك السّاهلْ
من خيوط رْتيلة
يْكْفيكْ

مدْ يدّيكْ
عْتقني من قاع التلفة
نكربلْ الأرض البايرة
نْخيّطْ لجراحْ الغايرة
ونتوبْ
نبقى أنا
كيما كنت
نْكونْ

أخي ياسين مصطفى جميل
هو الطين المكلوم يبلسم بيده بعضا من جراح السياط المتكالبة على عشقنا للحياة ،ولأننا
نخيفهم بخطوط ايدينا سيظلوا يبنون كل المتارس لرد زحفنا .
أحضنك بكل وهج الاخوة .
الميلودي العياشي

العزيز محمد مومر
عانقت كلماتك الجميلة بوهج الاخوة الصادقة .لنواصل الحفر في أعماق المخزون لإبداع قصيد
راق وهادف .
لك كل محبتي وتقديري
الميلودي العاشي

الاخت الزهرة درار
دائما متاوجدة و متتبعة لكل إبداع ، أشكرك على رقيق تعليقك .
دام تالقك .
الميلودي العياشي

أخي السخي إدريس


الطين، ألم يُخلق منه الإنسان ؟
ألا يعيش عليه ومنه الإنسان والحيوان والنبات ؟
الطين ألوان : أبيض ، أصفر ، أحمر ،...
الطين / الإنسان ، تقلبات وأمزجة / منازلْ ، كل يوم على حال بسبب أو بدونه ، لاينفك يغيرملامح صورته ، مرة جميلة بشوشة ومرة مشوهة عبوسة و...مرة ملاك يبلسم الجراح و يطبطب على أكتاف المقهورين ومرة شيطان يزيد في تعميقها وينصب الفخاخ لطين / لإنسان آخر .
اليد العضو المنفذ للخطوط / الفعل الإبداعي لما يروج في العقل وفي الأحاسيس المتنوعة و المتخيلات وبالتالي فلليد قيمة عالية تكاد تكون حاضرة في كل عمل إبداعي وهي المتكلم عن الخوالج و الرؤا و التصورات وحين نريد قراءتنا فإننا نحاول قراءة ما كتبت يدنا و ما رسمت و ما عزفت و ما نقشت و...
خطوطها حروف الكتابة أو تعاريج الريشة بألوانها أو تنقيطها على أوتار الآلة الموسيقية أو ما نحتت بالإزميل على الحجر أو غيره .
اليد تتكلم عند البعض أكثر من اللسان ولمساتها توصل أكثر من أي موجات صوتية لسانية أوغيرها بل هناك مواقف عند عامة الناس تُبلغ فيها اليد اكثرمن غيرها .
أكثر من خطوط البصمات المرسومة على اليد والتي تعبر عن الهوية وتُقرأ لمعرفة الحاضر و المستقبل من لدن قارئي الأيدي ، لليد خطوط أخرى لا متناهية العدد و القدرة تؤدي وظائفها خارج كف اليد بأشكال مختلفة وفي كل مظاهر الحياة .
من اليد إدن أعرف مدى سموّك كإنسان مبدع و خلاق تعشق الحياة وتتعب لإسعاد الأحياء بتعبيرك عن همومهم وإيثارهم على شخصك المعطاء السخي الذائب في أجساد كل الناس .
لليد مساحة كبيرة على قشرة الدماغ البشري أي على المادة الرمادية الثمينة التي هي موطن الأجسام الخلوية المفكرة والمدبرة ، ولو كانت أُحترمت نسبية وظائف الأعضاء في الجسم لكانت اليد هي أكبر عضو على الإطلاق في الجسم مما كان سيؤدي إلى صورة أخرى غير التي نراه عليها عادة .
أخي إدريس ، قراءتك العاشقة جدا لما استطاعت يدي حفره أسعدتني ، وكما قلت لك سالفا ، زادت من مسؤوليتي في متابعة سبر كل الاغوار الممكنة و غير الممكنة لولادة
كائنات جميلة مهدهدة للروح و النفس و الأحاسيس والعقل .
دمت بكل هذه القامة الفاعلة .
الميلودي العياشي